يصرخ العلمانيون متهمين المسلمين بكل تهمة ولو كانت لا يقبلها عاقل، ويتفننون في تشويه المسلمين؛ إذ عداؤهم ليس عن حقيقة تنفرهم بل قلوب مريضة. ثم يقومون بجرائمهم بأريحية بالغة..!

الخبر

“أعلن موقع رسمي إسرائيلي الأربعاء، أن رئيس حكومة الاحتلال “بنيامين نتنياهو” يشارك في حفل تقيمه السفارة المصرية في تل أبيب.

وقال موقع “إسرائيل بالعربية” التابع لوزارة الخارجية بحكومة الاحتلال في تغريدة نشرها بموقع “تويتر”، إن “نتنياهو سيشارك في حفل استقبال تقيمه السفارة المصرية بتل أبيب، احتفالا باليوم الوطني المصري”

ويعتبر (23) تموز، عيدا لـ”ثورة يوليو” (1952) وهو عيد قومي تحتفل به مصر كما تحتفل به كل السفارات والقنصليات المصرية في العالم.

قال رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو: “الرئيس المصري عبد الفتاح السيسي صديقي العزيز، وفي لقاءاتي معه فوجئت بحكمته وذكائه وشجاعته”.
وقال نتنياهو في حفل استقبال أقامته السفارة المصرية بتل ابيب بمناسبة عيد مصر الوطني إن السلام بين إسرائيل ومصر بمثابه حجر الزاوية للاستقرار.

ثم أذاعت القنوات الإخبارية مشاهد من الحفل بحضور الصهيوني “نتياهو” وعزف النشيد الصهيوني، في قمة الوطنية المصرية المزعومة”. ” (1موقع عربي 21، 10/7/2019، على الرابط:
نتنياهو يشارك في حفل تقيمه السفارة المصرية بتل أبيب
موقع الجزيرة مباشر، 10/7/2019، على الرابط:
نتنياهو: السيسي صديقي العزيز وهو حكيم وشجاع
)

التعليق

دأب العلمانيون وخُدّام العسكر في مصر على تشويه الرئيس الراحل “محمد مرسي” كي تصل التهمة بالتالي الى التيار الإسلامي عموما، بالاتهام الشهير المرموز اليه بـ “عزيزي بيريز” والذي يشير الى خطاب أرسلته الخارجية المصرية الى الصهاينة في احتفالهم بإنشاء كيانهم.

ومع الاتجاه الواضح للإسلاميين بمعاداة الصهاينة وأن هذا العداء هو السبب الحقيقي في اجتماع الغرب مع قوى الإقليم المجرمة بقيادة الصهاينة أنفسهم لإسقاط أي تجربة إسلامية والصياح بخطرها، وأنه السبب في قتل الآلاف وسجن عشرات الآلاف في مصر، وقتل مئات الآلاف في سوريا وتهجير الملايين، وهو السبب في حرمان الأمة من حريتها واجتماع العالم عليها. ومع مواقف الدكتور “محمد مرسي” رحمه الله، الشهيرة والمناصِرة لأمته ولدينه، لا يعرف الناس ظروف خطاب ترسله الخارجية بطريقة روتينية، يبدو فيها أنه قُصد به إيقاع شيء يمكن التشهير به، وقد كان.

لكن ما تلا ذلك أن انقلابا عسكريا بتنسيق مع الصهاينة الذين اعترفوا أنهم أقنعوا البنتاجون الأمريكي على مدى ستة أشهر بمساندة ترتيبات الانقلاب قبل حدوثه. ثم كان الثناء المباشر على “نتنياهو” وأنه جدير بقيادة المنطقة في تصريح شهير لرئيس الانقلاب نفسه، ثم السماح بضرب الطيران الصهيوني لأهل سيناء، ثم تجريف الأرض وتهجير أهلها وهدم منازلهم من أجل عيون الصهاينة، ثم تمليح المياه الجوفية لأهل غزة لإحكام الحصار على المسلمين هناك خدمة للصهاينة، ثم عرض الخدمات  على “ترامب” لإتمام “صفقة القرن” القذرة والمشبوهة لبيع القضية الإسلامية في القدس وفلسطين..

ثم أخيرا مشاركة الصهاينة لاحتفالات السفارة في دلالة واضحة على التناغم والفرح الصهيوني بالدور المصري (للنظام الموجود)، والذي أثنوا عليه ووصفوه بالذكاء والحكمة والشجاعة، وأن الأمر يسير في اتجاه محبوب لهم حتى رضي عنهم عدو أخبر الله أنه لن يرضى حتى يتبع الناس ملته. ويبدو أنه حدث.

كل هذا لا يراه الناس، بينما الى الآن يطنطنون برمزية الخطاب المنسوب لزمن “مرسي” والذي تكذّبه شواهد كثيرة أو تشير بوضوح الى دسيسته للضجيج به لإحداث الانقلاب لا لإنكاره.

لا يرى الناس ما يحدث أمامهم ولا ما يسمعونه ليل نهار؛ إذ إنهم في حالة الغيبوبة اليوم لا يرون ولا يسمعون إلا ما تريد قِلة من الوجهين أن يروا ويسمعوا، وهذه القِلة الإعلامية تابعة بدورها لأجهزة التوجيه التي أصابها من الخلل العقدي من قديم؛ إذ تنكرت لدينها، وتعاديه كمثل أو أشد من عداء الصليبيين والصهاينة، ثم أصابها خلل “قومي” على ما يدّعون، ثم أصابها خلل “وطني” حتى باعوا بلادهم للعدو، في تبجح فريد..!

ومع هذه المصائب لا يكفون عن تشويه المسلمين.

إن الخبر أعلاه قد يمر على الكثير. ومروره دون إنكار وألمٍ مأساة وحده؛ إذ يجعل هذا الكيان المسخ كيانا شرعيا، يحتفل به ويُحتفل معه، ويمثل بعضُ الساقطين من “الدبلوماسيين” كأن “الأمة” هي من يحتفل مع الصهاينة. وهذا عار يسري على من فعله أو رضي به الى يوم يلقى ربه.

تعجب من ضجيج العلمانيين وهم يحشدون أشخاصا للصخب والتشغيب، ثم يقومون هم بعمل كل نقيصة اتهموا بها المسلمين زورا، وبأريحية بالغة.

إنهم لا يستطيعون فعل هذا في أمة حية، ولا عاقلة؛ بل في زمن شُوهت فيه العقول وضاعت فيه البديهيات، واستسلم الناس لمصير مجهول ولغدٍ بائس ووعدٍ مكذوب، ثم يأملون من الشوك أن يجتنوا العنب..!

إن كل مسلم يبرأ الى ربه من هذا الكيان، ومن عقائده وأفكاره، ومن اتجاهات صهاينة العرب ومنافقي الأمة. إن المسلمين ينتظرون فرصة للوثوب على عدو الأمة، ولصيحة مغايرة تماما لصخب اليوم؛ شعارها «يا مسلم، يا عبد الله» «إن ورائي يهودي فتعال فاقتله». صدق الله ورسوله. وعدٌ غير مكذوب.

…………………………..

هوامش:

  1. موقع عربي 21، 10/7/2019، على الرابط:
    نتنياهو يشارك في حفل تقيمه السفارة المصرية بتل أبيب
    موقع الجزيرة مباشر، 10/7/2019، على الرابط:

    نتنياهو: السيسي صديقي العزيز وهو حكيم وشجاع

اقرأ أيضا:

التعليقات غير متاحة