الجهاد في سبيل الله من أفضل القربات، ومن أعظم الطاعات، وما ذاك إلا لما يترتب عليه من نصر المؤمنين وإعلاء كلمة الدين، وقمع الكافرين والمنافقين وتسهيل انتشار الدعوة الإسلامية بين العالمين.

أحاديث في فضائل الجهاد

الأحاديث في فضائل الجهاد وما أعد الله للمجاهدين والشهداء في الآخرة كثيرة جدا والمتأمل في أحاديث الفضائل يجد أنه ما من عمل صالح جاء في فضيلته والترغيب فيه والثناء على أهله أحاديث كثيرة لم تأت لغيره من الصالحات کما جاء في شعيرة الجهاد؛ ومن هذه الأحاديث:

– قوله صلى الله عليه وسلم: «انتدب الله لمن خرج في سبيله لا يخرجه إلا إيمان بي، وتصديق برسلي أن أرجعه بما نال من أجر أو غنيمة أو أدخله الجنة، ولولا أن أشق على أمتي ما قعدت خلف سرية، ولوددت أني أقتل في سبيل الله، ثم أحيا، ثم أقتل، ثم أحيا، ثم أقتل»1(1) البخاري في الإيمان باب الجهاد من الإيمان، ابن ماجة (2753)..

– وقوله صلى الله عليه وسلم: «مثل المجاهد في سبيل الله كمثل الصائم القائم القانت بآيات الله لا يفتر من صيام ولا صلاة حتى يرجع المجاهد في سبيل الله»2(2) البخاري في الجهاد: باب أفضل الناس مجاهد بنفسه وماله (2787)، ومسلم (1878) واللفظ له..

– وقوله صلى الله عليه وسلم: «من قاتل في سبيل الله من رجل مسلم فواق ناقة، وجبت له الجنة»3(3) أبو داود (2541)، وابن ماجة (7292) وصححه الأرناؤوط في حاشية زاد المعاد.(3 /78)..

– وقوله صلى الله عليه وسلم: «إن في الجنة مائة درجة أعدها الله للمجاهدين في سبيل الله ؛ ما بين الدرجتين كما بين السماء والأرض، فإذا سألتم الله فاسألوه الفردوس؛ فإنه أوسط الجنة وأعلى الجنة، وفوقه عرش الرحمن، ومنه تفجر أنهار الجنة»4(4) البخاري في الجهاد: باب درجات المجاهدين (2790)، وأحمد (2/ 335)..

– وقوله صلى الله عليه وسلم لأبي سعيد: «من رضي بالله ربا، وبالإسلام دينا، وبمحمد رسولا، وجبت له الجنة» فعجب لها أبو سعيد، فقال: أعدها علي يا رسول الله ، ففعل، ثم قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: «وأخرى يرفع الله بها العبد مائة درجة في الجنة ما بين كل درجتين كما بين السماء والأرض» قال: وما هي يا رسول الله؟ قال: «الجهاد في سبيل الله»5(5) مسلم: (1884)، و النسائي: (6/20-19)..

– وقوله صلى الله عليه وسلم: «من اغبرت قدماه في سبيل الله حرمه الله على النار»6(6) البخاري في الجمعة: باب المشي إلى الجمعة (907) ، وأحمد (3/ 479)..

– وقوله صلى الله عليه وسلم: «من راح روحة في سبيل الله كان له بمثل ما أصابه من الغبار مسكا يوم القيامة»7(7) ابن ماجه: (2775) بسند حسن..

– وقوله صلى الله عليه وسلم: «رباط يوم في سبيل الله خير من الدنيا وما عليها»8(8) البخاري في الجهاد: باب فضل رباط يوم في سبيل الله (2892)..

– وقوله صلى الله عليه وسلم: «رباط يوم وليلة خير من صيام شهر وقيامه، وإن مات جرى عليه الذي كان يعمله، وأجري عليه رزقه وأمن الفتان»9(9) مسلم: (1913)..

– وقوله صلى الله عليه وسلم: «إن أبواب الجنة تحت ظلال السيوف»10(10) قطعة من حديث رواه مسلم (1902)، وأحمد: (4/396) ..

– وقوله صلى الله عليه وسلم: «طوبى لعبد آخذ بعنان فرسه في سبيل الله، أشعث رأسه، مغبرة قدماه، إن كان في الحراسة كان في الحراسة، وإن كان في الساقة كان في  الساقة، إن استأذن لم يؤذن له، وإن شفع لم يشفع»11(11) البخاري: (2887)..

حرص السلف على الجهاد في سبيل الله

ولأجل هذه الفضائل كان السلف الصالح من الصحابة رضي الله عنهم، ومن بعدهم أحرص الناس على هذه الشعيرة العظيمة؛ فتسابقوا في بذل أنفسهم رخيصة في سبيل الله عز وجل راجين هذه الفضائل العظيمة، وعلى رأسها رضوان الله عز وجل ورحمته وجنته. وأسوق فيما يلي نماذج من حرص السلف على هذه الشعيرة العظيمة:

صهيب الرومي

– عن حماد بن سلمة: حدثنا علي بن زيد، عن ابن المسيب، قال: أقبل صهيب مهاجرا، واتبعه نفر، فنزل عن راحلته، ونثل كنانته، وقال: لقد علمتم أني من أرماكم، وأيم الله لا تصلون إلى حتى أرمي بكل سهم معي، ثم أضربكم بسيفي، فإن شئتم دللتكم على مالي، وخليتم سبيلي؟ قالوا: نفعل. فلما قدم على النبي صلى الله عليه وسلم قال: «ربح البيع أبا يحيى!» ونزلت: (وَمِنَ النَّاسِ مَن يَشْرِي نَفْسَهُ ابْتِغَاءَ مَرْضَاتِ اللَّهِ ۗ وَاللَّهُ رَءُوفٌ بِالْعِبَادِ) [البقرة: 207]12(12) «سير أعلام النبلاء»:(2/23 )..

عمار بن یاسر

– وقال الواقدي : حدثنا عبدالله بن نافع، عن أبيه عن ابن عمر، قال : «رأيت عمارا يوم اليمامة على صخرة وقد أشرف يصيح: يا معشر المسلمين، أمن الجنة تفرون، أنا عمار بن یاسر، هلموا إلي! وأنا أنظر إلى أذنه قد قطعت، فهي تذبذب وهو يقاتل أشد القتال»13(13) المصدر السابق: (1/422)..

سعد بن خيثمة

– وقال ابن الجوزي في ترجمة سعد بن خيثمة: (يكنى أبا عبد الله، أحد نقباء الأنصار الاثنا عشر. شهد العقبة الأخيرة مع السبعين. ولما ندب رسول الله صلى الله عليه وسلم الناس إلى غزوة بدر قال له أبوه خيثمة: إنه لا بد لأحدنا أن يقيم، فآثرني بالخروج وأقم مع نسائك. فأبی سعد وقال: لو كان غير الجنة آثرتك به، إني لأرجو الشهادة في وجهي هذا فاستهما فخرج سهم سعد فخرج فقتل ببدر)14(14) صفة الصفوة : (1/ 468)..

خالد بن الوليد

– وعن ابن عيينة عن ابن أبي خالد، عن مولى لآل خالد بن الوليد أن خالدا قال: (ما من ليلة يهدى إلي فيها عروس أنا لها محب أحب إلي من ليلة شديدة البرد، كثيرة الجليد في سرية أصبح فيها العدو)15(15) سير أعلام النبلاء: (1/375 )..

– وروى عاصم بن بهدلة عن أبي وائل أظن قال: (لما حضرت خالدا الوفاة، قال: لقد طلبت القتل مظانه فلم يقدر لي إلا أن أموت على فراشي. وما من عملي شيء أرجى عندي بعد التوحيد من ليلة بتها وأنا متترس، والسماء تهلني ننتظر الصبح حتى نغير على الكفار. ثم قال: إذا مت فانظروا إلى سلاحي وفرسي، فاجعلوه عدة في سبيل الله. فلما توفي، خرج عمر على جنازته، فذكر قوله: ما على آل الوليد أن يسفحن على خالد من دموعهن ما لم يكن نقعا أو لقلقة)16(16) سير أعلام النبلاء : (1/381 ). واللقلقة: الصوت الشديد المضطرب، والنقع: رفع الصوت وشق الجيب.

المقداد بن الأسود

– وعن جبير بن نفير قال: (جلسنا إلى المقداد بن الأسود بدمشق وهو يحدثنا وهو على تابوت ما به عنه فضل، فقال له رجل: لو قعدت العام عن الغزو؟ قال: أبت البحوث – يعني سورة التوبة – قال الله تبارك وتعالى: (انفروا خفافا وثقالا) وقال أبو عثمان: بحثت المنافقين)16(17) «الجهاد» لابن المبارك: (1/88)..

سعد بن الربيع

– وعن خارجة بن زید بن ثابت، عن أبيه قال: (بعثني النبي صلى الله عليه وسلم يوم أحد أطلب سعد بن الربيع، فقال لي: إن رأيته، فأقرئه مني السلام، وقل له: يقول لك رسول الله: كيف تجدك؟ فطفت بين القتلى، فأصبته وهو في آخر رمق وبه سبعون ضربة فأخبرته، فقال: على رسول الله السلام وعليك، قل له: يا رسول الله ! أجد ريح الجنة، وقل لقومي الأنصار: لا عذر لكم عند الله إن خلص إلى رسول الله  صلى الله عليه وسلم وفيکم شفر يطرف، قال: وفاضت نفسه رضي الله عنه)17(18)  سير أعلام النبلاء : (1/319 )..

أبو طلحة الأنصاري

– وعن حماد بن سلمة، عن ثابت وعلي بن زيد، عن أنس: (أن أبا طلحة قرأ: (انفروا خفافا وثقالا) فقال: استنفرنا الله، وأمرنا شيوخنا وشبابنا، جهزوني. فقال بنوه: يرحمك الله ! إنك قد غزوت على عهد رسول الله صلى الله عليه وسلم، وأبي بكر، وعمر، ونحن نغزو عنك الآن. قال: فغزا البحر، فمات، فلم يجدوا له جزيرة يدفنوه فيها إلا بعد سبعة أيام، فلم يتغير)18(19) سير أعلام النبلاء : (2/ 34)..

حَرامُ بنُ مِلْحانَ

– وعن أنس رضي الله عنه قال: «بعث النبي صلى الله عليه وسلم أقواما من بني سليم إلى بني عامر في سبعين فلما قدموا قال لهم خالي: أتقدمكم، فإن أمنوني حتى أبلغهم عن رسول الله صلى الله عليه وسلم وإلا كنتم مني قريبا، فتقدم فأمنوه، فبينما يحدثهم عن النبي صلى الله عليه وسلم إذ أومؤوا إلى رجل منهم فطعنه فأنفذه فقال: الله أكبر، فزت ورب الكعبة. ثم مالوا على بقية أصحابه فقتلوهم إلا رجل أعرج صعد الجبل، فأخبر جبریل عليه السلام النبي صلى الله عليه وسلم؛ أنهم لقوا ربهم فرضي عنهم وأرضاهم..»19(20) البخاري: (2801). .

عبد الله بن أم مكتوم

– وعن ثابت البناني عن ابن أبي ليلى، أن ابن أم مكتوم قال: (أي رب! أنزل عذري. فأنزلت (غير أولي الضرر) [النساء: 95]. فكان بعد يغزو ويقول: ادفعوا إلى اللواء، فإني أعمى لا أستطيع أن أفر، وأقيموني بين الصفين)20(21) سير أعلام النبلاء : (364/1)..

أسماء بنت أبي بكر

– وعن أسماء بنت أبي بكر رضي الله عنهما قالت: (لما توجه النبي صلى الله عليه وسلم من مكة حمل أبو بكر معه جميع ماله – خمسة آلاف، أو ستة آلاف – فأتاني جدي أبو قحافة وقد عمي، فقال: إن هذا قد فجعكم بماله ونفسه. فقلت: كلا، قد ترك لنا خيرا كثيرا. فعمدت إلى أحجار، فجعلتهن في كوة البيت، وغطيت عليها بثوب، ثم أخذت بيده، ووضعتها على الثوب، فقلت: هذا تركه لنا. فقال: أما إذ ترك لكم هذا فنعم)21(22) سير أعلام النبلاء : (2/ 290)..

أبي عقيل عبدالرحمن بن ثعلبة يوم اليمامة

– ومن ترجمة أبي عقيل عبدالرحمن بن ثعلبة – وهو بدري شهد المشاهد كلها مع رسول الله صلى الله عليه وسلم – روی ابن الجوزي عن جعفر بن عبدالله بن أسلم قال: (لما كان يوم اليمامة واصطف الناس كان أول من جرح أبو عقيل؛ رمي بسهم فوقع بين منكبيه وفؤاده في غير مقتل، فأخرج السهم ووهن له شقه. الأيسر في أول النهار، وجر إلى الرحل. فلما حمي القتال وانهزم المسلمون وجاوزوا رحالهم، وأبو عقيل واهن من جرحه، سمع معن بن عدي يصيح یا للأنصار الله الله والكرة على عدوكم. قال عبدالله بن عمر: فنهض أبو عقيل يريد قومه، فقلت: ما تريد؟ ما فيك قتال. قال: قد نوه المنادي باسمي قال ابن عمر: فقلت له: إنه يقول: يا للأنصار، ولا يعني الجرحى. قال أبو عقیل: أنا من الأنصار، وأنا أجيبه ولو حبوا. قال ابن عمر: فتحزم أبو عقيل وأخذ السيف بيده اليمنى، ثم جعل ينادي: يا للأنصار، كره كيوم حنين فاجتمعوا رحمكم الله جميعا تقدموا فالمسلمون دريئة دون عدوهم، حتى أقحموا عدوهم الحديقة فاختلطوا واختلفت السيوف بيننا وبينهم. قال ابن عمر: فنظرت إلى أبي عقيل وقد قطعت يده المجروحة من المنكب فوقعت إلى الأرض وبه من الجراح أربعة عشر جرحا كلها قد خلصت إلى مقتل، وقتل عدو الله مسيلمة. قال ابن عمر فوقفت على أبي عقيل وهو صريع بآخر رمق فقلت: يا أبا عقيل! قال: لبيك – بلسان ملتاث – لمن الدبرة.؟ قلت: أبشر قد قتل عدو الله . فرفع إصبعه إلى السماء يحمد الله. ومات يرحمه الله.

قال ابن عمر: فأخبرت عمر، بعد أن قدمت، خبره كله. فقال: رحمه الله؛ ما زال يسعى للشهادة ويطلبها، وإن كان – ما علمت – من خيار أصحاب نبينا صلى الله عليه وسلم وقديم إسلامهم رضي الله عنهم)22(23) «صفة الصفوة»: (466/1، 467). بسان ملتاث: ثقيل بطيء في الكلام. الدبرة: النصر والغلبة ...

واثلة بن الأسقع

– ومن ترجمة واثلة بن الأسقع رضي الله عنه: عن محمد بن سعد قال: (أتي واثلة رسول الله صلى الله عليه وسلم فصلى معه الصبح. وكان رسول الله صلى الله عليه وسلم إذا صلى وانصرف تصفح أصحابه . فلما دنا من واثلة قال: من أنت؟ فأخبره فقال : ما جاء بك؟ قال: جئت أبايع. فقال رسول الله صلى الله عليه وسلم: فيما أحببت وكرهت؟ قال: نعم. قال: فيما أطقت؟ قال: نعم. فأسلم وبايعه23(24) انظر الطبقات الكبرى لابن سعد: (1/ 232)..

وكان رسول الله صلى الله عليه وسلم يتجهز يومئذ إلى تبوك فخرج واثلة إلى أهله فلقي أباه الأسقع فلما رأى حاله قال: قد فعلتها؟ قال: نعم. قال أبوه: والله لا أكلمك أبدا. فأتی عمه فسلم عليه، فقال: قد فعلتها؟ قال: نعم. فلامه أيسر من ملامة أبيه وقال: لم يكن ينبغي لك أن تسبقنا بأمر. فسمعت أخت واثلة كلامه فخرجت إليه وسلمت عليه بتحية الإسلام. فقال واثلة: أنى لك هذا يا أخية؟ قالت: سمعت كلامك وكلام عمك فأسلمت. فقال: جهزي أخاك جهاز غاز ؛ فإن رسول الله صلى الله عليه وسلم على جناح سفر. فجهزته فلحق برسول الله صلى الله عليه وسلم وقد تحمل إلى تبوك وبقي غبرات من الناس وهم على الشخوص فجعل ينادي بسوق بني قينقاع: من يحملني وله سهمي؟ قال: وكنت رجلا لا رحلة بي. قال: فدعاني کعب بن عجرة فقال: أنا أحملك عقبة بالليل وعقبة بالنهار ويدك أسوة يدي وسهمك لي. قال واثلة: نعم. قال واثلة: جزاه الله خيرا لقد كان يحملني ويزيدني وآكل معه ويرفع لي، حتى إذا بعث رسول الله صلى الله عليه وسلم خالد بن الوليد إلى أكيدر بن عبدالملك بدومة الجندل خرج کعب في جيش خالد وخرجت معه فأصبنا فيئا كثيرا فقسمه خالد بيننا فأصابني ست قلائص فأقبلت أسوقها حتى جئت بها خيمة كعب بن عجرة فقلت: اخرج رحمك الله فانظر إلى قلائصك فاقبضها. فخرج وهو يبتسم ويقول: بارك الله لك فيها ما حملتك وأنا أريد أن آخذ منك شيئا)24(25) صفة الصفوة: (1/ 676-674)..

صاحب عبدالله بن قيس

– وعن عبدالله بن قيس أبي أمية الغفاري قال: كنا في غزاة لنا فحضر عدوهم فصيح في الناس فهم يثوبون إلى مصافهم، إذا رجل أمامي، رأس فرسي عند عجز فرسه، وهو يخاطب نفسه ويقول: أي نفس ألم أشهد مشهد كذا وكذا فقلت لي: أهلك وعيالك، فأطعتك ورجعت؟ ألم أشهد مشهد كذا وكذا فقلت: أهلك وعيالك فأطعتك ورجعت؟ والله لأعرضنك اليوم على الله، أخذك أو تركك. فقلت: لأرمقنه اليوم. فرمقته فحمل الناس على عدوهم فكان في أوائلهم، ثم إن العدو حمل على الناس فانكشفوا فكان في حماتهم، ثم إن الناس حملوا فكانوا في أوائلهم، ثم حمل العدو وانكشف الناس فكان في حماتهم. قال: فوالله ما زال ذلك دأبه حتى رأيته صريعا. فعددت به وبدابته ستين، أو أكثر من ستين طعنة25(26) صفة الصفوة : (4/ 421)..

صلة بن أشيم وزوجته معاذة

– وعن ابن المبارك عن السري بن يحيى، حدثنا العلاء بن هلال أن رجلا قال لصلة: يا أبا الصهباء ! رأيت أني أعطيت شهدة، وأعطيت شهدتين، فقال تستشهد وأنا وابني، فلما كان يوم يزيد بن زیاد، لقيتهم الترك بسجستان فانهزموا. وقال صلة: يا بني ارجع إلى أمك. قال: يا أبة؛ تريد الخير لنفسك، وتأمرني بالرجوع! قال فتقدم، فتقدم، فقاتل حتى أصيب فرمی صلة عن جسده – وكان رامیا – حتى تفرقوا عنه فأقبل حتى قام عليه فدعا له ثم قاتل حتى قتل رحمه الله26(27) سير أعلام النبلاء: (3/ 499)..

– وقال حماد بن سلمة: أخبرنا ثابت أن صلة كان في الغزو، ومعه ابنه، فقال: أي بني! تقدم، فقاتل حتى احتسبك، فحمل، فقاتل، حتى قتل، ثم تقدم صلة، فقتل، فاجتمع النساء عند امرأته معاذة، فقالت: مرحبا إن كنتن جئتن لتهنئني، وإن كنتن جئتن لغير ذلك، فارجعن27(28) سير أعلام النبلاء: (3/ 498)..

 الهوامش

(1) البخاري في الإيمان باب الجهاد من الإيمان، ابن ماجة (2753).

(2) البخاري في الجهاد: باب أفضل الناس مجاهد بنفسه وماله (2787)، ومسلم (1878) واللفظ له.

(3) أبو داود (2541)، وابن ماجة (7292) وصححه الأرناؤوط في حاشية زاد المعاد.(3 /78).

(4) البخاري في الجهاد: باب درجات المجاهدين (2790)، وأحمد (2/ 335).

(5) مسلم: (1884)، و النسائي: (6/20-19).

(6) البخاري في الجمعة: باب المشي إلى الجمعة (907) ، وأحمد (3/ 479).

(7) ابن ماجه: (2775) بسند حسن.

(8) البخاري في الجهاد: باب فضل رباط يوم في سبيل الله (2892).

(9) مسلم: (1913).

(10) قطعة من حديث رواه مسلم (1902)، وأحمد: (4/396) .

(11) البخاري: (2887).

(12) «سير أعلام النبلاء»:(2/23 ).

(13) المصدر السابق: (1/422).

(14) صفة الصفوة : (1/ 468).

(15) سير أعلام النبلاء: (1/375 ).

(16) سير أعلام النبلاء : (1/381 ). واللقلقة: الصوت الشديد المضطرب، والنقع: رفع الصوت وشق الجيب.

(17) «الجهاد» لابن المبارك: (1/88).

(18) سير أعلام النبلاء : (1/319 ).

(19) سير أعلام النبلاء : (2/ 34).

(20) البخاري: (2801).

(21) سير أعلام النبلاء : (364/1).

(22) سير أعلام النبلاء : (2/ 290).

(23) «صفة الصفوة»: (466/1، 467). بسان ملتاث: ثقيل بطيء في الكلام. الدبرة: النصر والغلبة .

(24) انظر الطبقات الكبرى لابن سعد: (1/ 232).

(25) صفة الصفوة: (1/ 676-674).

(26) صفة الصفوة : (4/ 421).

(27) سير أعلام النبلاء: (3/ 499).

(28) سير أعلام النبلاء: (3/ 498).

اقرأ أيضا

فضائل الجهاد وثماره في الدنيا والآخرة

الجهاد في الإسلام: شبهة وجوابها

التخذيل عن الجهاد..من صفات المنافقين

 

التعليقات غير متاحة