لا يعلن الإثيوبيون أنهم سيستفيدون بنهر النيل ولو أضر غيرهم؛ بل تطورت جرأتهم الى الإعلان أن النهر صار ملكا لإثيوبيا؛ ولا حق فيه لغيرهم..!

الخبر

“هنأ وزير خارجية إثيوبيا، جيدو أندارجاشيو، شعب بلاده مؤكدا أن هدف السنة الأولى من ملء خزان سد النهضة قد تحقق بالفعل، وهو ما سيسمح بتجريب توربينات توليد الكهرباء المقامة على السد.

وقال وزير الخارجية الإثيوبي عبر حسابه الرسمي على موقع تويتر، في تهنئته للشعب الإثيوبي: “نهنئكم. كان نهر النيل، وأصبح النهر بحيرة ستحصل منه إثيوبيا على التنمية التي تريدها. في الواقع النيل لنا”.

قال رئيس الوزراء الإثيوبي الثلاثاء: “بات من الواضح خلال الأسبوعين الماضيين أن هدف السنة الأولى من ملء سد النهضة قد تحقق وأن السد، الذي لا يزال قيد الإنشاء، تجاوز مستويات الملء المطلوبة حاليا”. (1موقع “BBC عربي”، على الرابط:
سد النهضة: وزير خارجية إثيوبيا يهنئ شعب بلاده بإتمام أولى مراحل ملء بحيرة السد ومصر ترفض أي تحرك “أحادي”
موقع “عربي 21”: وزير إثيوبي: النيل لنا.. ومصريون: واحنا نشرب من البحر
موقع “الأناضول” على الرابط: وزير الخارجية الإثيوبي: النيل لنا
)

التعليق

يعاقب الله العصاة بنقيض قصدهم؛ فمن رام التكبر حقّره الله وصغّره. ومن رام الارتفاع على الخلق وضعه الله.

ومَن شوّه الخلق ظلما عاد حامده ذاما؛ وفي تصريح وزير خارجية إثيوبيا أن النيل أصبح ملكا لإثيوبيا نهرا وبحيرة؛ دلالة وعبرة ومثال. وبرغم أن أثيوبيا عندها أكثر من عشرة أنهار أخرى، ولا تحتاج لمياه النيل الأزرق إلا لـ (5%) فقط من احتياجاتها؛ إلا أن بناء هذا السد هو بناء بروح صليبية؛ فهو على حدودها الجنوبية حتى إذا انهار أغرق السودان ومصر دون ضرر لهم، وإذا استمر جفف بلاد السودان ومصر. وهي خطة صهيونية معروفة.

ثمة رسالة واضحة الى الطغاة في مصر بالإهانة وتمريغ أنوفهم في التراب. وهم لا يستطيعون ردا ولا يملكون جوابا..! إذ إنهم منكسوا الرؤوس بعمالتهم واتفاقاتهم السرية وأدائهم المنحط. وقبل كل ذلك بسبب دينونتهم لشركاء كثر لا يستطيعون رفع هاماتهم أمامهم..!

وثمة رسالة أخرى الى من يتبع الطغاة من هذا الشعب، ولمن يثقون بهؤلاء الأقزام؛ مفادها وخلاصتها أنه لا يُجتنى من الشوك العنب، وأن من كان ينتظر من الطغاة خيرا فهاهم قد انفضوا من اجتماعاتهم ليعلن نصارى إثيوبيا ليس فقط بداية ملء السد بل وامتلاكهم للنهر.

من يُهن الله فما له مُكرم، ومن طلب الحياة بذلة لا نال الحياة ولا الآخرة بل حصّل الذلة، وخسر الدارين..!

الرسالة صاخبة وواضحة.. كما أن تقيد هؤلاء العسكر وعجزهم أمام الصلف الإثيوبي يوحي بدلالات التآمر والانكسار.

والرسالة الواضحة كذلك أن بطش الطغاة بالمؤمنين ليس عن قوة بل عن خواء وضعف، وكبرياءهم على الناس حشوه ضعف ومذلة، وكلماتهم الرنانة لا يتجاوز طنينها الجدران. إن الصور والأشكال لا تعبر عن الحقائق؛ ومن له بصيرة رأى مذلتهم لا تسترها هيبة المواكب ولا زخرفة الجدران ولا عساكر الزينة. قال الحسن البصري منذ زمن بعيد «لو طقطقت بهم البغال، وهمجلت بهم البراذين؛ أبى الله إلا أن يذل من عصاه» لقد كان يرى ذلهم باديا لا تسترها خرقاتهم ولو كثر ثمنها، ولا يداريها الجند ولو كثر عددهم. وهاهم اليوم يسرق الإثيوبيون بل يغتصبون شريان الحياة ويقبضونه أمام أعين الجميع؛ ثم لا مجيب، إلا صرصور الحقل القابع في الظلام..!

واليوم لا يملك المسؤولون في مصر إلا تشديد العقوبة على استهلاك المياه..! ثم معالجة مياه الصرف الزراعي والصحي..!! فيذيقون الشعوب التي تبعتهم وصدّقتهم معنى المذلة عميقا.

كم هتف أتباع الطغاة ضد المسلمين، وكم هتفوا للطغاة أنهم أشاوس أعادوا لبلادهم وجهها وعزتها؛ وإذ بهم يرون ذل الطغاة أمام أعينهم، ويذوقون هم الويل على أيديهم وتذوق بلادهم المذلة والانكسار؛ فهل من معتبر..؟ وهل يستفيق الناس..؟ أم ستستمر الغيبوبة.

خاتمة .. العقيدة نافعة فهل يقبلونها؟

في إثيوبيا مسلمون كثيرون. ولغياب مفهوم الولاء والأمة الواحدة تجد من يظهر منهم كمسؤول حكومي أو إعلامي؛ مؤيدا لسد النهضة معاديا لمصر على أساس قومي، ومواليا لحكومته ذات الروح النصرانية المتعصبة.

وهنا مفهوم “الولاء والبراء” يخدم مصر ويوجب على المسلمين في إثيوبيا عدم الإضرار بإخوانهم في مصر والسودان..

وسد النهضة مبني بروح صليبية غربية واضحة، لخنق وابتزاز بلد مسلم؛ فهو حلم صليبي منذ محاولة البرتغاليين عقب سقوط الأندلس.

فهل سيتكلم الليبراليون والعلمانيون في بلادنا عن مفهوم “الولاء والبراء”، وواجبات العقيدة..؟!! ومقتضيات لا إله إلا الله..!!! أم سيموتون جوعا وعطشا وذلا وهم يرفضون أن يقولوا يوما (إن وليي الله..)؟!

……………………………..

هوامش:

  1. موقع “BBC عربي”، على الرابط:
    سد النهضة: وزير خارجية إثيوبيا يهنئ شعب بلاده بإتمام أولى مراحل ملء بحيرة السد ومصر ترفض أي تحرك “أحادي”)
    موقع “عربي 21”: وزير إثيوبي: النيل لنا.. ومصريون: واحنا نشرب من البحر
    موقع “الأناضول”: على الرابط: وزير الخارجية الإثيوبي: النيل لنا

اقرأ أيضا:

التعليقات غير متاحة