(الحميد) في ذاته وأسمائه وصفاته وأفعاله، فله من الأسماء أحسنها، ومن الصفات أكملها، ومن الأفعال أتمها وأحسنها، فإن أفعاله تعالى دائرة بين الفضل والعدل.

من أسماء الله الحسنى: الحميد

ورد اسمه سبحانه (الحميد) في القرآن الكريم في سبع عشرة آية، جاء في بعضها مفردًا، كقوله تعالى: (وَهُدُوا إِلَى الطَّيِّبِ مِنَ الْقَوْلِ وَهُدُوا إِلَى صِرَاطِ الْحَمِيدِ) [لحج: 24]، وجاء في أكثرها مقترنًا بأسماء أخرى من أسمائه سبحانه الحسنى كما في قوله تعالى: (رَحْمَةُ اللَّهِ وَبَرَكَاتُهُ عَلَيْكُمْ أَهْلَ الْبَيْتِ إِنَّهُ حَمِيدٌ مَجِيدٌ) [هود: 73].

وقوله تعالى: (وَقَالَ مُوسَى إِنْ تَكْفُرُوا أَنْتُمْ وَمَنْ فِي الْأَرْضِ جَمِيعًا فَإِن اللَّهَ لَغَنِيٌّ حَمِيدٌ) [إبراهيم: 8]، وقوله تعالى: (لَا يَأْتِيهِ الْبَاطِلُ مِنْ بَيْنِ يَدَيْهِ وَلَا مِنْ خَلْفِهِ تَنْزِيلٌ مِنْ حَكِيمٍ حَمِيدٍ) [فصلت:42]، وقوله تعالى: (وَهُوَ الَّذِي يُنَزِّلُ الْغَيْثَ مِنْ بَعْدِ مَا قَنَطُوا وَيَنْشُرُ رَحْمَتَهُ وَهُوَ الْوَلِيُّ الْحَمِيدُ) [الشورى: 28]، وقوله تعالى: (وَمَا نَقَمُوا مِنْهُمْ إِلَّا أَنْ يُؤْمِنُوا بِاللَّهِ الْعَزِيزِ الْحَمِيدِ) [البروج: 8].

المعنى اللغوي لـ (الحميد)

“الحمد نقيض الذم، تقول: حمدت الرجل أحمده حمدًا ومحمدة، فهو حميد ومحمود، والتحميد أبلغ من الحمد، والحمد أعم من الشكر، والمحمدَّ الذي كثرت خصاله المحمودة1(1) انظر الصحاح 2/ 466، واللسان 2/ 987 مادة “حمد”..

والحمد أعم وأصدق في الثناء على المحمود من المدح (لأن الحمد إخبار عن محاسن المحمود مع حبه وإجلاله وتعظيمه، ولهذا كان خبرًا يتضمن الإنشاء بخلاف المدح2(2) بدائع الفوائد 2/ 93. فقد يمدح من لا يُحَبَّ”.

وقال الأزهري: “التحميد كثرة حمد الله سبحانه بالمحامد الحسنة”3(3) اللسان 2/ 988..

معناه في حق الله سبحانه وتعالى

قال ابن جرير الطبري – رحمه الله تعالى – عند قوله تعالى: (وَاعْلَمُوا أَنَّ اللَّهَ غَنِيٌّ حَمِيدٌ) [البقرة: 267] “ويعني بقوله: (حميد) أنه محمود عند خلقه بما أولاهم من نعمه، وبسط لهم من فضله”4(4) الطبري 3/ 58..

وقال الزجاج: ” (الحميد) هو فعيل بمعنى مفعول. والله تعالى هو المحمود بكل لسان، وعلى كل حال كما يقال في الدعاء: الحمد لله الذي لا يحمد على الأحوال كلها سواه”5(5) تفسير الأسماء ص 55..

وقال الخطابي: ” (والحميد) هو المحمود الذي استحق الحمد بأفعاله، وهو فعيل بمعنى مفعول، وهو الذي يحمد في السراء والضراء، وفي الشدة والرخاء، لأنه حكيم لا يجري في أفعاله الغلط، ولا يعترضه الخطأ فهو محمود على كل حال”6(6) شأن الدعاء ص 78..

ويقول الإمام ابن كثير رحمه الله تعالى: “وهو (الحميد) أي: المحمود في جميع أفعاله وأقواله، وشرعه وقدره لا إله إلا هو ولا رب سواه”7(7) تفسير ابن كثير 1/ 321..

ويقول الإمام ابن القيم رحمه الله تعالى:

“وهو الحميد فكل حمد واقع أو كان مفروضًا مدى الأزمان

ملأ الوجود جميعه ونظيره من غير ما عدٍّ ولا حسبان

هو أهله سبحانه وبحمده كل المحامد وصف ذي الإحسان”8(8) نونية ابن القيم الأبيات (3238 – 3240)، 2/ 215.

الفرق بين الحميد والمحمود

ويبين ابن القيم- رحمه الله تعالى – أنه وإن كان (الحميد) فعيل من الحمد، وهو بمعنى المحمود إلا أن (الحميد) أبلغ من (المحمود).

يقول رحمه الله تعالى: “وأما (الحميد) فلم يأت إلا بمعنى المحمود، وهو أبلغ من المحمود، فإن فعيلاً إذا عُدِلَ به عن مفعول: دلَّ على أن تلك الصفة قد صارت مثل السجيَّة والغريزة والخُلُق اللازم، كما إذا قلت: فلانٌ ظريفٌ وشريفٌ وكريمٌ، ولهذا يكون هذا البناء غالبًا من فَعُلَ بوزن شَرُفَ، وهذا البناء من أبنية الغرائز والسجايا اللازمة، ككَبُرَ وصغر، وحسن ولطُفَ ونحو ذلك.

ولهذا كان حبيبٌ أبلغ من محبوب، لأن الحبيب الذي حصلت فيه الصفات والأفعال التي يحب لأجلها، فهو حبيب في نفسه؛ وإن قدر أن غيره لا يحبه؛ لعدم شعوره به، أو لمانع منعه من حبه، وأما المحبوب فهو الذي تعلق به حبُّ المُحبِّ؛ فصار محبوبًا بحبِّ الغير له، وأما الحبيب فهو حبيبٌ بذاته وصفاته، تعلَّق به حبُّ الغير أو لم يتعلَّق.

وهكذا الحميد والمحمود، فالحميد: هو الذي له من الصفات، وأسباب الحمد ما يقتضي أن يكون محمودًا؛ وإن لم يحمده غيره، فهو حميدٌ في نفسه، والمحمود من تعلَّق به حمد الحامدين”9(9) جلاء الأفهام في فضل الصلاة والسلام على محمد خير الأنام ص 447..

ويقول الشيخ السعدي رحمه الله تعالى: ” (الحميد) في ذاته وأسمائه وصفاته وأفعاله، فله من الأسماء أحسنها، ومن الصفات أكملها، ومن الأفعال أتمها وأحسنها، فإن أفعاله تعالى دائرة بين الفضل والعدل” 10(10) تفسير السعدي 5/ 624..

وهو سبحانه حميد من وجهين

ويقول في موطن آخر: “وهو سبحانه حميد من وجهين:

أحدهما: أن جميع المخلوقات ناطقة بحمده

فكل حمد وقع من أهل السماوات والأرض الأولين منهم والآخرين، وكل حمد يقع منهم في الدنيا والآخرة، وكل حمد لم يقع منهم، بل كان مفروضًا ومقدرًا حينما تسلسلت الأزمان، واتصلت الأوقات حمدًا يملأ الوجود كله، العالم العلوي والسفلي، ويملأ نظير الوجود من غير عد ولا إحصاء، فإن الله مستحقه من وجوه كثيرة منها: أن الله هو الذي خلقهم، ورزقهم، وأسدى عليهم النعم الظاهرة، والباطنة الدينية، والدنيوية، وصرف عنهم النقم، والمكاره، فما بالعباد من نعمة فمن الله، ولا يدفع الشرور إلا هو، فيستحق منهم أن يحمدوه في جميع الأوقات، وأن يثنوا عليه، ويشكروه بعدد اللحظات.

الوجه الثاني: أنه يحمد على ما له من الأسماء الحسنى، والصفات الكاملة العليا

والمدائح والمحامد والنعوت الجليلة الجميلة، فله كل صفة كمال، وله من تلك الصفة أكملها وأعظمها، فكل صفة من صفاته يستحق عليها أكمل الحمد والثناء، فكيف بجميع الأوصاف المقدسة، فله الحمد لذاته، وله الحمد لصفاته، وله الحمد لأفعاله، لأنها دائرة بين أفعال الفضل، والإحسان، وبين أفعال العدل، والحكمة التي يستحق عليها كمال الحمد، وله الحمد على خلقه، وعلى شرعه، وعلى أحكامه القدرية وأحكامه الشرعية، وأحكام الجزاء في الأولى، والآخرة، وتفاصيل حمده، وما يحمد عليه لا تحيط بها الأفكار، ولا تحصيها الأقلام”11(11) الحق الواضح المبين ص 39، 40.. وشاهد ما قاله الشيخ السعدي قوله صلى الله عليه وسلم في أذكار الرفع من الركوع: (اللهم ربنا لك الحمد ملء السماوات وملء الأرض وملء ما بينها وملء ما شئت من شيء بعد)12(12) مسلم (771)..

الملك والحمد في حقه عز وجل متلازمان

ويفيض ابن القيم – رحمه الله تعالى – في آثار حمده في ملكه، وأن الملك والحمد في حقه متلازمان كما جاء في كثير من الآيات والأحاديث: (له الملك وله الحمد). فيقول … : (والملك والحمد في حقه متلازمان فكل ما شمله ملكه وقدرته شمل حمده، فهو محمود في ملكه، وله الملك والقدرة مع حمده، فكما يستحيل خروجُ شيء من الموجودات عن ملكه وقدرته، يستحيل خروجها عن حمده وحكمته، ولهذا يحمد سبحانه نفسه عند خلقه وأمره، لينبّه عباده على أن مصدر خلقه وأمره عن حمده، فهو محمودٌ على كلّ ما خلقه وأمر به حمد شكر وعبودية، وحمد ثناءٍ ومدح، ويجمعهما التبارك، فتبارك الله يشمل ذلك كله، ولهذا ذكر هذه الكلمة عقيب قوله: (أَلَا لَهُ الْخَلْقُ وَالْأَمْرُ تَبَارَكَ اللَّهُ رَبُّ الْعَالَمِينَ) [الأعراف: 54].

الحمدُ أوسع الصفات وأعمّ المدائح

فالحمدُ أوسع الصفات وأعمّ المدائح، والطرق إلى العلم به في غاية الكثرة، والسبيل إلى اعتباره في ذرّات العالم وجزئياته، وتفاصيل الأمر والنهي واسعة جدًا؛ لأنَّ جميع أسمائه- تبارك وتعالى – حمد، وصفاته حمد، وأفعاله حمد، وأحكامه حمد، وعدله حمد، وانتقامه من أعدائه حمد، وفضله في إحسانه إلى أوليائه حمد، والخلق والأمر إنما قام بحمده، ووجد بحمده وظهر بحمده، وكأن الغاية هي حمده روح كلّ شيء، وقيام كل شيء بحمده، وسريان حمده في الموجودات، وظهور آثاره فيه أمر مشهود بالأبصار والبصائر، ومن الطرق الدالة على شمول معنى الحمد وانبساطه على جميع المعلومات معرفة أسمائه وصفاته، وإقرار العبد بأن للعالم إلهًا حيًا جامعًا لكل صفة كمال، واسم حسن، وثناءٍ جميل، وفعل كريم، وأنه سبحانه له القدرة التامة والمشيئة النافذة، والعلم المحيط، والسمع الذي وسع الأصوات، والبصر الذي أحاط بجميع المبصرات، والرحمة التي وسعت جميع المخلوقات، والملك الأعلى الذي لا يخرج عنه ذرة من الذرات، والغنى التام المطلق من جميع الجهات، والحكمة البالغة المشهودة آثارها في الكائنات، والعزّة الغالبة بجميع الوجوه، والاعتبارات والكلمات التامات النافذات؛ التي لا يجاوُزُهنَّ برٌّ ولا فاجر من جميع البريات … وقد نبَّه سبحانه على شمول حمده لخلقه وأمره بأن حمد نفسه في أول الخلق وآخره، وعند الأمر والشرع، حمد نفسه على ربوبيته للعالمين، وحمد نفسه على تفرُّده بالإلهية وعلى حياته، وحمد نفسه على امتناع اتصافه بما لا يليقُ بكماله؛ من اتّخاذ الولد والشّريك، وموالاة أحدٍ من خَلْقه لحاجته إليه، وحمد نفسه على علوّه وكبريائه، وحمد نفسه في الأولى والآخرة، وأخبر عن سريان حمده في العالم العلويّ والسّفلي، ونبَّه على هذا كله في كتابه، وحمد نفسه عليه.

فنوّع حمده وأسباب حمده، وجمعها تارة وفرّقها أُخرى؛ ليتعرَّف إلى عباده ويُعرّفهم كيف يحمدونه، وكيف يثنون عليه، وليتحبَّب إليهم بذلك، ويحبّهم إذا عرفوه وأحبوه وحمدوه. قال تعالى: (الْحَمْدُ لِلَّهِ رَبِّ الْعَالَمِينَ * الرَّحْمَنِ الرَّحِيمِ * مَالِكِ يَوْمِ الدِّينِ) [الفاتحة: 2 – 4]….

وأخبر عن حمد خلقه له بعد فصله بينهم، والحكم لأهل طاعته بثوابه وكرامته، والحكم لأهل معصيته بعقابه وإهانته: (وَقُضِيَ بَيْنَهُمْ بِالْحَقِّ وَقِيلَ الْحَمْدُ لِلَّهِ رَبِّ الْعَالَمِينَ) [الزمر: 75]، وأخبر عن حمد أهل الجنة له، وأنهم لم يدخلوها إلا بحمده، كما أن أهل النار لم يدخلوها إلا بحمده، فقال عن أهل الجنة: (الْحَمْدُ لِلَّهِ الَّذِي هَدَانَا لِهَذَا وَمَا كُنَّا لِنَهْتَدِيَ لَوْلَا أَنْ هَدَانَا اللَّهُ) [الأعراف: 43]، و: (دَعْوَاهُمْ فِيهَا سُبْحَانَكَ اللَّهُمَّ وَتَحِيَّتُهُمْ فِيهَا سَلَامٌ وَآَخِرُ دَعْوَاهُمْ أَنِ الْحَمْدُ لِلَّهِ رَبِّ الْعَالَمِينَ) [يونس: 10]، وقال عن أهل النار: (وَيَوْمَ يُنَادِيهِمْ فَيَقُولُ أَيْنَ شُرَكَائِيَ الَّذِينَ كُنْتُمْ تَزْعُمُونَ (74) وَنَزَعْنَا مِنْ كُلِّ أُمَّةٍ شَهِيدًا فَقُلْنَا هَاتُوا بُرْهَانَكُمْ فَعَلِمُوا أَنَّ الْحَقَّ لِلَّهِ وَضَلَّ عَنْهُمْ مَا كَانُوا يَفْتَرُونَ) [القصص: 74 – 75]، وقال تعالى: (فَاعْتَرَفُوا بِذَنْبِهِمْ فَسُحْقًا لِأَصْحَابِ السَّعِيرِ) [الملك: 11].

وشهدوا على أنفسهم بالكفر والظُّلم، وعلموا أنهم كانوا كاذبين في الدُّنيا، مكذّبين بآيات ربهم، مشركين به، جاحدين لإلهيته، مُفترين عليه، وهذا اعترافٌ منهم بعدله فيهم، وأخذهم ببعض حقّه عليهم، وأنه غيرُ ظالم لهم، وأنهم إنما دخلوا النار بعدله وحمده، وإنما عُوقبوا بأفعالهم؛ وبما كانوا قادرين على فعله وتركه، لا كما تقول الجبرية13(13) أسماء الله الحسنى لابن القيم جمع وتحقيق يوسف بديوي (209 – 213)..

الفرق بين الحمد والشكر

فرق أهل العلم بينهما فقالوا: إن الشكر أعم من جهة أنواعه، فهو يكون باللسان والقلب والجوارح، وأخص من جهة متعلقاته فيكون على نعم قريبة تجد أو نقمة تندفع.

أما الحمد فهو أعم من جهة متعلقاته، فهو تناول النعم السابقة وغيرها، ويتضمن حمد الله تعالى على أسمائه وصفاته وأفعاله، كما أنه أخص من جهة أنواعه، فهو يقع بالقلب واللسان، فكل ما يتعلق به الشكر يتعلق به الحمد من غير عكس، وكل ما يقع به الحمد يقع به الشكر من غير عكس”14(14) انظر مدارج السالكين 2/ 246..

والعبد يحمد الله – عز وجل – في السراء والضراء، لأن فعله سبحانه كله حكمة، وخير للعبد.

عن أبي موسى الأشعري – رضي الله عنه – أن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال: (إذا مات ولد العبد قال الله تعالى لملائكته: قبضتم ولد عبدي؟ فيقولون نعم، فيقول: قبضتم ثمرة فؤاده؟ فيقولون: نعم، فيقول: ماذا قال عبدي؟ فيقولون: حمدك واسترجع، فيقول الله تعالى: ابنوا لعبدي بيتًا في الجنة وسموه بيت الحمد)15(15) الترمذي في الجنائز باب فضل المصيبة إذا احتسبت وقال: حديث حسن..

فضل ذكر الله – عز وجل – (بالحمد) له سبحانه

قول (الحمد لله) من أفضل الذكر لله تعالى وقد جاء في كثير من الأذكار والأدعية الصحيحة هذا الذكر العظيم الذي يحبه الله – عز وجل – ويثيب عليه الأجر الجزيل، بل جاء في القرآن الكريم الحث على اللهج بهذا الذكر الكريم كما في قوله تعالى: (قُلِ الْحَمْدُ لِلَّهِ وَسَلَامٌ عَلَى عِبَادِهِ الَّذِينَ اصْطَفَى) [النمل: 59]، وقوله سبحانه: (وَقُلِ الْحَمْدُ لِلَّهِ الَّذِي لَمْ يَتَّخِذْ وَلَدًا وَلَمْ يَكُنْ لَهُ شَرِيكٌ فِي الْمُلْكِ وَلَمْ يَكُنْ لَهُ وَلِيٌّ مِنَ الذُّلِّ وَكَبِّرْهُ تَكْبِيرًا) [الإسراء: 111].

وقال تبارك وتعالى: (وَسَبِّحْ بِحَمْدِ رَبِّكَ قَبْلَ طُلُوعِ الشَّمْسِ وَقَبْلَ غُرُوبِهَا) [طه: 130]، وقال – عز وجل -: (وَسَبِّحْ بِحَمْدِ رَبِّكَ بِالْعَشِيِّ وَالْإِبْكَارِ) [غافر: 55].

أما الأحاديث التي وردت في فضل هذا الذكر والإتيان به في أعمال اليوم والليلة فكثيرة منها:

قوله صلى الله عليه وسلم: (الطهور شطر الإيمان والحمد لله تملأ الميزان، وسبحان الله والحمد لله تملآن أو تملأ ما بين السماوات والأرض)16(16) مسلم 223..

عن ابن مسعود – رضي الله عنه – قال: كان نبي الله صلى الله عليه وسلم إذا أمسى قال: (أمسينا وأمسى الملك لله، والحمد لله، لا إله إلا الله وحده لا شريك له) … وإذا أصبح قال ذلك أيضًا: (أصبحنا وأصبح الملك لله)17(17) رواه مسلم 2723..

 وعن أنس – رضي الله عنه – أن النبي صلى الله عليه وسلم كان إذا أوى إلى فراشه قال: (الحمد لله الذي أطعمنا وسقانا وكفانا وآوانا، فكم ممن لا كافي له ولا مؤوي)18(18) رواه مسلم 2715..

 وعن أبي ذر – رضي الله عنه -: قال لي رسول الله صلى الله عليه وسلم: (ألا أخبرك بأحب الكلام إلى الله، قلت: يارسول الله أخبرني بأحب الكلام إلى الله تعالى، فقال: إنّ أحب الكلام إلى الله: سبحان الله وبحمده)، وفي رواية: إن رسول الله صلى الله عليه وسلم سئل أي الكلام أفضل، قال: (ما اصطفى الله لملائكته أو لعباده سبحان الله وبحمده)19(19) مسلم في الذكر والدعاء باب فضل سبحان الله وبحمده..

 وعن أبي هريرة – رضي الله عنه -: أن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال: (ومن قال سبحان الله وبحمده في يوم مائة مرة غفرت ذنوبه وإن كانت مثل زبد البحر)20(20) جزء من حديث رواه مسلم في الذكر والدعاء باب فضل التهليل والتسبيح..

والمواطن التي جاء فضل هذا الذكر فيها كثيرة، من أشهرها دبر الصلوات وعند النوم مع التسبيح والتهليل والتكبير، وفي استفتاح دعاء التهجد، وأذكار الرفع من الركوع وغيرها.

الهوامش

(1) انظر الصحاح 2/ 466، واللسان 2/ 987 مادة “حمد”.

(2) بدائع الفوائد 2/ 93.

(3) اللسان 2/ 988.

(4) الطبري 3/ 58.

(5) تفسير الأسماء ص 55.

(6) شأن الدعاء ص 78.

(7) تفسير ابن كثير 1/ 321.

(8) نونية ابن القيم الأبيات (3238 – 3240)، 2/ 215.

(9) جلاء الأفهام في فضل الصلاة والسلام على محمد خير الأنام ص 447.

(10) تفسير السعدي 5/ 624.

(11) الحق الواضح المبين ص 39، 40.

(12) مسلم (771).

(13) أسماء الله الحسنى لابن القيم جمع وتحقيق يوسف بديوي (209 – 213).

(14) انظر مدارج السالكين 2/ 246.

(15) الترمذي في الجنائز باب فضل المصيبة إذا احتسبت وقال: حديث حسن.

(16) مسلم 223.

(17) رواه مسلم 2723.

(18) رواه مسلم 2715.

(19) مسلم في الذكر والدعاء باب فضل سبحان الله وبحمده.

(20) جزء من حديث رواه مسلم في الذكر والدعاء باب فضل التهليل والتسبيح.

اقرأ أيضا

قواعد وتنبيهات على أسماء الله الحسنى

أسماء الله الحسنى: [الأول، الآخر]

أسماء الله الحسنى: (3، 4) [الواحد، الأحد]

أسماء الله الحسنى: (8) [القيوم]

 

التعليقات غير متاحة