اسم (الواسع) يشمل جميع الصفات والنعوت، فهو الواسع في علمه، وهو الواسع في غناه، وهو الواسع في فضله وإنعامه وجوده، وهو الواسع في قوته وعظمته وجبروته، وهو الواسع في قدرته، الواسع في حكمته، وهو الواسع في مغفرته ورحمته.
من أسماء الله الحسنى: الواسع
ورد ذكر هذا الاسم الكريم في القرآن الكريم في تسع آيات منها:
قوله تعالى: (فَأَيْنَمَا تُوَلُّوا فَثَمَّ وَجْهُ اللَّهِ إِن اللَّهَ وَاسِعٌ عَلِيمٌ) [البقرة: 115]، وقوله تعالى: (وَاللَّهُ يُؤْتِي مُلْكَهُ مَن يَشَاءُ وَاللَّهُ وَاسِعٌ عَلِيمٌ) [البقرة: 247]، وقوله تعالى: (وَاللَّهُ يَعِدُكُمْ مَغْفِرَةً مِنْهُ وَفَضْلًا وَاللَّهُ وَاسِعٌ عَلِيمٌ) [البقرة: 268]، وقوله سبحانه: (وَإِنْ يَتَفَرَّقَا يُغْنِ اللَّهُ كُلًّا مِنْ سَعَتِهِ وَكَانَ اللَّهُ وَاسِعًا حَكِيمًا) [النساء: 130]، وقوله تبارك وتعالى: (ذَلِكَ فَضْلُ اللَّهِ يُؤْتِيهِ مَنْ يَشَاءُ وَاللَّهُ وَاسِعٌ عَلِيمٌ) [المائدة: 54].
معنى (الواسع) من الناحية اللغوية
“السعة: نقيض الضيق … وشيء وسيع وأُسيع: واسع”1(1) انظر اللسان 6/ 4835..
وقال الجوهري: “والوُسْع والسعة: الجدة والطاقة .. وأوسع الرجل إذا صار ذا سعة وغنى”2(2) الصحاح 3/ 1298..
وقال الزجاج: “أصل السعة في الكلام: كثرة أجزاء الشيء، يقال: إناء واسع، وبيت واسع، ثم قد يستعمل في الغنى. يقال: فلان يعطي من سعة، يراد من غنى وجده”3(3) تفسير الأسماء ص 51..
وقال الراغب: “السعة تقال في الأمكنة، وفي الحال، وفي الفعل كالقدرة والجود ونحو ذلك”4(4) المفردات 523..
معنى (الواسع) في حـق الله عز وجل
قال في اللسان: “الواسع هو الذي وسع رزقه جميع خلقه، ووسعت رحمته كل شيء، وغناه كل فقر”5(5) انظر اللسان 6/ 4835..
ويقول الخطابي رحمه الله: “الواسع: هو الغني الذي وسع غناه مفاقر عباده، ووسع رزقه جميع خلقه، والسعة في كلام العرب: الغنى. ويقال: الله يعطي عن سعة أي عن غنى”6(6) شأن الدعاء ص 72..
ويقول الطبري – رحمه الله – عند قوله تعالى: (إِن اللَّهَ وَاسِعٌ عَلِيمٌ) [البقرة: 115]: “يعني جل ثناؤه بقوله: (واسع) أي: يسع خلقه كلهم بالكفاية والاتصال والجود والتدبير”7(7) تفسير الطبري 1/ 403..
ويقول الشيخ السعدي رحمه الله تعالى: “الواسع الصفات والنعوت ومتعلقاتها بحيث لا يحصي أحد ثناء عليه، بل هو كما أثنى على نفسه، واسع العظمة والسلطان والملك، واسع الفضل والإحسان، عظيم الجود والكرم”8(8) تفسير السعدي 5/ 631..
ويلاحظ في هذا المعنى أن كل واحد منها أخذ ببعض معان ومقتضيات هذا الاسم الجليل، وإلا فاسم (الواسع) يشمل – كما قال الشيخ السعدي – جميع الصفات والنعوت، فهو الواسع في علمه، وهو الواسع في غناه، وهو الواسع في فضله وإنعامه وجوده، وهو الواسع في قوته وعظمته وجبروته، وهو الواسع في قدرته، الواسع في حكمته، وهو الواسع في مغفرته ورحمته.
من آثار الإيمان باسمه سبحانه (الواسع)
يذكر الشيخ الأشقر – حفظه الله تعالى – بعض هذه الآثار ومنها:
1 – سعة جود الله وكرمه
أما سعة جود الله وكرمه، وإحسانه وبسط نعمه فباب كبير، يلحظه العباد فيما ينزله الله من السماء من ماء، وما تجري به الأنهار، في جنبات الأرض مشرقه ومغربه، وما يخرجه الله من نبات الأرض وأشجارها وثمارها، وما تموج به البحار من خيرات مما لا يعلمه ولا يحصيه إلا رب العباد، ومنها ما يوسع الله به على بعض خلقه دون بعض، كما قال سبحانه: (وَاللَّهُ يُؤْتِي مُلْكَهُ مَن يَشَاءُ وَاللَّهُ وَاسِعٌ عَلِيمٌ) [البقرة: 247]، وقال: (وَاللَّهُ يُضَاعِفُ لِمَنْ يَشَاءُ وَاللَّهُ وَاسِعٌ عَلِيمٌ) [البقرة: 261]، وقال: (إِنْ يَكُونُوا فُقَرَاءَ يُغْنِهِمُ اللَّهُ مِنْ فَضْلِهِ وَاللَّهُ وَاسِعٌ عَلِيمٌ) [النور: 32].
2 – سعة علم الله
وعلم الله أيضًا واسع، كما قال سبحانه: (إِنَّمَا إِلَهُكُمُ اللَّهُ الَّذِي لَا إِلَهَ إِلَّا هُوَ وَسِعَ كُلَّ شَيْءٍ عِلْمًا) [طه: 98]، وقال: (وَسِعَ رَبُّنَا كُلَّ شَيْءٍ عِلْمًا) [الأعراف: 89].
ولسعة علم الله فإن الله لا يخفى عليه شيء في الأرض ولا في السماء، لا من الجماد، ولا من الحيوان، ولا النبات، سواءً كان صغيرًا أو كبيرًا، ظاهرًا أو خفيًا.
وقد ضرب الله لنا الأمثال لنتعرف على سعة علمه تبارك وتعالى فقال: (وَلَوْ أَنَّمَا فِي الْأَرْضِ مِنْ شَجَرَةٍ أَقْلَامٌ وَالْبَحْرُ يَمُدُّهُ مِنْ بَعْدِهِ سَبْعَةُ أَبْحُرٍ مَا نَفِدَتْ كَلِمَاتُ اللَّهِ إِنَّ اللَّهَ عَزِيزٌ حَكِيمٌ) [لقمان: 27]، وقال: (قُلْ لَوْ كَانَ الْبَحْرُ مِدَادًا لِكَلِمَاتِ رَبِّي لَنَفِدَ الْبَحْرُ قَبْلَ أَنْ تَنْفَدَ كَلِمَاتُ رَبِّي وَلَوْ جِئْنَا بِمِثْلِهِ مَدَدًا) [الكهف: 109].
وقد أخبرنا ربنا عن سعة علمه في الآيتين السابقتين بمثل ضربه، كي يفقهه أولو الألباب، ضرب الله مثلاً لكلماته التي خلق بها الخلق، وأوجد بها الكون، بأن أشجار الأرض كلها لو تحولت إلى أقلام يكتب بها، وتحولت البحار إلى مداد، وفنيت بحار الأرض كلها، وجيء بقدر هذه البحار سبع مرات، لفني هذا كله، وبقيت كلمات الله لم تنفد.
3 – سعة رحمة الله ومغفرته
والله واسع في رحمته، كما قال سبحانه: (عَذَابِي أُصِيبُ بِهِ مَنْ أَشَاءُ وَرَحْمَتِي وَسِعَتْ كُلَّ شَيْءٍ) [الأعراف: 156]، وقال حملة العرش في دعائهم ربهم: (رَبَّنَا وَسِعْتَ كُلَّ شَيْءٍ رَحْمَةً وَعِلْمًا) [غافر: 7].
وسعة رحمة الله تظهر فيما أنزله الله على عباده من الكتب، وفيمن أرسله من الرسل لهدايتنا إلى الصراط المستقيم، كما تظهر في خلقنا وإيجادنا ورزقنا وإطعامنا، وهذا باب كبير، حيثما نظر العبد في كون الله الواسع شاهده ظاهرًا مشهودًا.
والله واسع في مغفرته وعفوه فمهما عظمت ذنوب العباد، فإن عفو الله ومغفرته أوسع وأعظم، كما قال سبحانه: (إِنَّ رَبَّكَ وَاسِعُ الْمَغْفِرَةِ) [النجم: 32].
وقد دلنا ربنا على سعة مغفرته بقوله: (قُلْ يَا عِبَادِيَ الَّذِينَ أَسْرَفُوا عَلَى أَنْفُسِهِمْ لَا تَقْنَطُوا مِنْ رَحْمَةِ اللَّهِ إِنَّ اللَّهَ يَغْفِرُ الذُّنُوبَ جَمِيعًا إِنَّهُ هُوَ الْغَفُورُ الرَّحِيمُ) [الزمر: 53].
وحدثنا عن حملة العرش أنهم يقولون في دعائهم: (رَبَّنَا وَسِعْتَ كُلَّ شَيْءٍ رَحْمَةً وَعِلْمًا فَاغْفِرْ لِلَّذِينَ تَابُوا وَاتَّبَعُوا سَبِيلَكَ وَقِهِمْ عَذَابَ الْجَحِيمِ) [غافر: 7].
وقال الحق تبارك وتعالى: (قَالَ عَذَابِي أُصِيبُ بِهِ مَنْ أَشَاءُ وَرَحْمَتِي وَسِعَتْ كُلَّ شَيْءٍ) [الأعراف: 156].
4 – سعة خلق الله تعالى وصنعه
والله واسع في خلقه وإيجاده، فهذه الأرض، سهولها وجبالها وبحارها وأنهارها واسعة: (وَهُوَ الَّذِي مَدَّ الْأَرْضَ وَجَعَلَ فِيهَا رَوَاسِيَ وَأَنْهَارًا) [الرعد: 3].
وتلك السماء واسعة في بنائها: (وَالسَّمَاءَ بَنَيْنَاهَا بِأَيْدٍ وَإِنَّا لَمُوسِعُونَ) [الذاريات: 47].
ومع سعة الأرض والسماء وما فيهما وما بينهما، فإن الله خلق خلقًا أوسع من ذلك: (وَسِعَ كُرْسِيُّهُ السَّمَاوَاتِ وَالْأَرْضَ) [البقرة: 255].
5 – سعة شريعة الله
والله واسع في تشريعه وحكمته، ومن هنا فإن الشريعة التي أنزلها الله تفي بكل حاجات العباد، وهو يوسع عليهم في دينهم، ولا يكلفهم ما ليس في وسعهم، قال تعالى في توجه العباد في صلاتهم عندما لا يستطيعون استقبال البيت الحرام: (وَلِلَّهِ الْمَشْرِقُ وَالْمَغْرِبُ فَأَيْنَمَا تُوَلُّوا فَثَمَّ وَجْهُ اللَّهِ إِن اللَّهَ وَاسِعٌ عَلِيمٌ) [البقرة: 115].
6 – لا حدود لهذه الصفة
والله واسع في غير ذلك من الصفات، فهو واسع في قدرته، واسع في حلمه، والواسع هو الذي لا نهاية لسلطانه، وإحسانه، وغناه، وعطاياه، وحلمه، ورحمته، ولا يتصف بهذه الصفة على هذا النحو إلا الله – تبارك وتعالى – فرحمة العباد وإحسانهم وغناهم وحلمهم مهما عظمت، فإن لها حدودًا تتناهى إليها.
وتتجلى هذه الصفة في الدار الآخرة في حق المؤمنين في جنات النعيم، حيث يعطيهم عطاء بغير حساب، ويقول لهم: (إِنَّ هَذَا لَرِزْقُنَا مَا لَهُ مِنْ نَفَادٍ) [ص: 54]9(9) أسماء الله الحسنى د. عمر الأشقر 181 – 183..
اقتران اسمه سبحانه (الواسع) ببعض أسمائه سبحانه الأخرى
أولاً: اقتران اسمه سبحانه (الواسع) باسمه سبحانه (العليم)
ورد هذا الاقتران في سبع آيات من القرآن الكريم سبق ذكر بعضها ولكي يتبين لنا وجه هذا الاقتران أنقل ما ذكره الإمام ابن القيم – رحمه الله تعالى – عند قوله تعالى: (وَلِلَّهِ الْمَشْرِقُ وَالْمَغْرِبُ فَأَيْنَمَا تُوَلُّوا فَثَمَّ وَجْهُ اللَّهِ إِن اللَّهَ وَاسِعٌ عَلِيمٌ) [البقرة: 115]، يقول رحمه الله تعالى: ” … ثم ذكر عظمته سبحانه وأنه أكبر وأعظم من كل شيء، فأينما ولى العبد وجهه فثم وجه الله، ثم ختم باسمين دالين على السعة والإحاطة فقال: (إِن اللَّهَ وَاسِعٌ عَلِيمٌ)، فذكر اسمه (الواسع) عقيب قوله: (فَأَيْنَمَا تُوَلُّوا فَثَمَّ وَجْهُ اللَّهِ) كالتفسير والبيان والتقرير فتأمله”10(10) شرح قصيدة ابن القيم 2/ 304..
كما يوضح وجهًا آخر للاقتران عند قوله تعالى: (وَاللَّهُ يُضَاعِفُ لِمَنْ يَشَاءُ وَاللَّهُ وَاسِعٌ عَلِيمٌ) [البقرة: 261]، حيث يقول: ” … ثم ختم الآية باسمين من أسمائه الحسنى مطابقين لسياقهما وهما: (الواسع)، (العليم) فلا يستبعد العبد هذه المضاعفة، ولا يضيق عنها عطاؤه، فإن المضاعف واسع العطاء، واسع الغنى، واسع الفضل ومع ذلك فلا يظن أن سعة عطائه تقتضي حصولها لكل منفق فإنه عليم بمن تصلح له المضاعفة، وهو أهل لها، ومن لا يستحقها ولا هو أهل لها. فإن كرمه وفضله تعالى لا يناقض حكمته، بل يضع فضله مواضعه لسعته ورحمته، ويمنعه من ليس من أهله بحكمته وعلمه”11(11) طريق الهجرتين 1/ 540..
ثانيًا: اقتران اسمه سبحانه (الواسع) باسمه سبحانه (الحكيم)
وقد ورد هذا الاقتران في قوله تعالى: (وَإِنْ يَتَفَرَّقَا يُغْنِ اللَّهُ كُلًّا مِنْ سَعَتِهِ وَكَانَ اللَّهُ وَاسِعًا حَكِيمًا) [النساء: 130].
وقد سبق الكلام عن اسمه سبحانه (الحكيم) ذكر وجه هذا الاقتران فليرجع إليه؛ مع أن ما ذكره ابن القيم – رحمه الله تعالى – في الفقرة السابقة عند قوله تعالى: (وَاللَّهُ يُضَاعِفُ لِمَنْ يَشَاءُ وَاللَّهُ وَاسِعٌ عَلِيمٌ) [البقرة: 261] يصلح أن يكون أيضًا وجهًا من وجوه هذا الاقتران، والله أعلم.
من آثار الإيمان باسمه سبحانه (الواسع)
أولاً: محبة الله – عز وجل – الذي وسعت رحمته كل شيء، وهو واسع المغفرة، وواسع الفضل والجود والعطاء، وواسع الحكمة والعدل. إن من هذه بعض صفاته يجب أن يوجه له الحب كله، وأن يستحيى منه حق الحياء وأن يوقر ويعظم ويجل.
ثانيًا: إن التعبد لله تعالى باسمه (الواسع) يفتح بابًا واسعًا من الأمل والرجاء عندما تغلق أبواب الرزق، وعندما تشتد الكروب، ويوسوس الشيطان في الصدر، ويعد بالشر ويبث اليأس، لأن المؤمن حينما يتذكر سعة رحمة الله تعالى وفضله وقدرته وحكمته، فإن سحب اليأس والضيق تنقشع حيث أن ضد الضيق السعة، والسعة من المعاني الأساسية لاسمه سبحانه (الواسع).
قال الله – عز وجل -: (إِنْ يَكُونُوا فُقَرَاءَ يُغْنِهِمُ اللَّهُ مِنْ فَضْلِهِ وَاللَّهُ وَاسِعٌ عَلِيمٌ) [النور: 32].
ثالثًا: إن التعبد لله تعالى باسمه (الواسع) يرد وساوس الشيطان وإيعاده بالشر والفقر والبخل وعدم إنفاق المال في محاب الله تعالى، فإذا علم العبد سعة رزق الله وخزائنه التي لا تنفد، كان هذا العلم واليقين دافعًا لهذه الوساوس، ودافعًا إلى الجود في سبيل الله – عز وجل – رجاء رحمته وثوابه، قال الله – عز وجل -: (الشَّيْطَانُ يَعِدُكُمُ الْفَقْرَ وَيَأْمُرُكُمْ بِالْفَحْشَاءِ وَاللَّهُ يَعِدُكُمْ مَغْفِرَةً مِنْهُ وَفَضْلًا وَاللَّهُ وَاسِعٌ عَلِيمٌ) [البقرة: 268].
رابعًا: عدم القنوط من رحمة الله تعالى ومغفرته، وذلك حينما تزل القدم ويقع العبد في المعصية، فيتذكر العبد اسمه سبحانه (الواسع) وأنه (واسع المغفرة) فحينئذ يسري الرجاء في القلب ولا يكون للشيطان مجال في التقنيط من رحمة الله تعالى الذي يوقع العبد في معصية الله تعالى ثم يُقَنِّطه؛ قال سبحانه: (الشَّيْطَانُ يَعِدُكُمُ الْفَقْرَ وَيَأْمُرُكُمْ بِالْفَحْشَاءِ وَاللَّهُ يَعِدُكُمْ مَغْفِرَةً مِنْهُ وَفَضْلًا وَاللَّهُ وَاسِعٌ عَلِيمٌ) [البقرة: 268].
خامسًا: الاغتباط بشريعة الله – عز وجل – التي وسعت كل خير ووسع الله – عز وجل – فيها على عباده ولم يجعل فيها ضيقًا ولا حرجًا، والفرح بالهداية إليها، والأخذ بأسباب الثبات عليها، والدعوة إليها، والجهاد في سبيل نشرها وإيصالها للمحرومين منها. قال الله – عز وجل -: (إِنَّ هَذَا الْقُرْآَنَ يَهْدِي لِلَّتِي هِيَ أَقْوَمُ) [الإسراء: 9]، وقال سبحانه: (مَا فَرَّطْنَا فِي الْكِتَابِ مِنْ شَيْءٍ) [الأنعام: 38]، وقال – عز وجل -: (وَنَزَّلْنَا عَلَيْكَ الْكِتَابَ تِبْيَانًا لِكُلِّ شَيْءٍ وَهُدًى وَرَحْمَةً وَبُشْرَى لِلْمُسْلِمِينَ) [النحل: 89]، وقال تعالى: (وَمَا جَعَلَ عَلَيْكُمْ فِي الدِّينِ مِنْ حَرَجٍ) [الحج: 78]، وقال سبحانه: (يُرِيدُ اللَّهُ بِكُمُ الْيُسْرَ وَلَا يُرِيدُ بِكُمُ الْعُسْرَ) [البقرة: 185].
سادسًا: التخلق بهذه الصفة الكريمة بما يناسب قدرة الإنسان وحدوده، وذلك بأن يسعى المؤمن بأن يكون واسع الخلق، واسع الصدر موسعًا – بإذن الله تعالى – على عباد الله – عز وجل – بما يقدر عليه من مال، أو جاه، أو علم فيسعهم بخلقه وأدبه، ويبذل جهده في التوسعة على المصابين منهم في ماله أو نفسه، فيعين محتاجًا ويواسي مكروبًا، وييسر على معسر واضعًا نصب عينيه قوله صلى الله عليه وسلم: (من فرج عن مؤمن كربة فرج الله عنه كربة من كرب يوم القيامة ومن ستر مسلمًا ستره الله يوم القيامة)12(12) رواه البخاري (2442).، وقوله صلى الله عليه وسلم: (إنكم لن تسعوا الناس بأموالكم، ولكن يسعهم منكم بسط الوجه وحسن الخلق)13(13) رواه البزار، وحسنه الحافظ ابن حجر في فتح الباري 10/ 474..
الهوامش
(1) انظر اللسان 6/ 4835.
(2) الصحاح 3/ 1298.
(3) تفسير الأسماء ص 51.
(4) المفردات 523.
(5) انظر اللسان 6/ 4835.
(6) شأن الدعاء ص 72.
(7) تفسير الطبري 1/ 403.
(8) تفسير السعدي 5/ 631.
(9) أسماء الله الحسنى د. عمر الأشقر 181 – 183.
(10) شرح قصيدة ابن القيم 2/ 304.
(11) طريق الهجرتين 1/ 540.
(12) رواه البخاري (2442).
(13) رواه البزار، وحسنه الحافظ ابن حجر في فتح الباري 10/ 474.
اقرأ أيضا
شرح أسماء الله الحسنى: [الله جل جلاله]