زوجتك شريكة حياتك، ربة بيتك، مستودع أسرارك، منجبة أولادك، راعية أموالك، أقرب إنسان إليك، هن لباس لكم وأنتم لباس لهنّ، اخفض الجناح معها، وأظهر البشاشة لها، فالابتسامة تحيي النفوس، وتمحو ضغائن الصدور، وبالثناء تجذب القلوب.

ظلم النفس بوقوعها في مظالم العباد

وهذا النوع من الظلم أخف من الشرك في كونه لا يخلد صاحبه في النار لو دخلها، ولكن الخطير فيه أن إثمه وعقوبته لا تزول إلا برد المظالم إلى أهلها، أو استباحتهم منها؛ وإلا كان القصاص يوم القيامة ، بالحسنات والسيئات وليس بالدينار والدرهم؛ وكفى بهذا حاجزا عن الظلم، وكفى به رادعا وواعظا للعبد المسلم في أن يتخفف من حقوق العباد ويخرج من هذه الدنيا سالما لا يطلبه أحد من العباد بمظلمة في دین أو نفس أو مال أو عرض. هذه الأمور التي لا تكاد تخرج مظالم العباد عنها؛ قال رسول الله صلى الله عليه وسلم في خطبة الوداع: ( … فإن دماءكم وأموالكم وأعراضكم حرام كحرمة يومكم هذا في بلدكم هذا في شهركم هذا)1(1) صحيح البخاري (7078). وعن أبي هريرة رضي الله عنه عن النبي صلى الله عليه وسلم قال: (من كانت عنده مظلمة لأخيه من عرض أو من شيء فليتحلله منه اليوم قبل أن لا يكون دينار ولا درهم؛ إن كان له عمل صالح أخذ منه بقدر مظلمته، وإن لم يكن له حسنات أخذ من سيئات صاحبه فحملت عليه)2(2) أخرجه البخاري (2449) بنحوه، والترمذي (2419)، وأحمد (9613) باختلاف يسير..

ويخلص لنا من هذا أن الذي يظلم الناس إنما هو في حقيقة الأمر ظالم لنفسه.

وظلم الناس إنما ينشأ من الإضرار بهم في دينهم أو دنياهم، ويكون ذلك بأمرين:

(1) إما بمنعهم حقوقهم

(2) أو بفعل ما يضر بهم.

وفي ضوء ما تقدم من أنواع الظلم الواقع على العباد يمكننا الآن التعرف على بعض صور الظلم المختلفة وبخاصة في زماننا اليوم، وأسوقها هنا نصحا لنفسي ولإخواني المسلمين؛ فكم يتلبس الواحد منا ببعض هذه الصور وهو يشعر أو لا يشعر – نسأل الله العافية والسلامة – ومن هذه الصور ما يلي:

ظلم الأزواج لزوجاتهم

شرع الله عز وجل حقوقا للزوجة على زوجها متى ما فرط فيها الزوج فإنه يصبح ظالما آثما، إن حللته زوجته منها في الدنيا وإلا كان القصاص يوم القيامة: يوم يضع الله عز وجل الموازين القسط ليوم القيامة فلا تظلم نفس شيئا. ولا شك أن للزوج على زوجته حقوقا عظيمة سيأتي بيانها في الصورة التالية إن شاء الله تعالى.

ولكن هذا لا يعني أن يعتمد الزوج على حقوقه ليظلم زوجته ويبخسها حقوقها. ولقد أوصى النبي صلى الله عليه وسلم بالنساء في حجة الوداع فقال صلى الله عليه وسلم: ( … فاتقوا الله في النساء فإنكم أخذتموهن بأمان الله واستحللتم فروجهن بكلمة الله)3(3) مسلم في الحج ( 1218)..

مظاهر ظلم الزوج لزوجته

– أكل مهر الزوجة كله أو بعضه أو عدم الوفاء لها به، ويلحق بذلك جهازها الذي جهزت به إلى بيت زوجها. فهذا كله ملك لها لا يجوز التصرف فيه إلا بإذنها ورضاها . قال تعالى: ﴿وَآتُوا النِّسَاءَ صَدُقَاتِهِنَّ نِحْلَةً ۚ فَإِن طِبْنَ لَكُمْ عَن شَيْءٍ مِّنْهُ نَفْسًا فَكُلُوهُ هَنِيئًا مَّرِيئًا﴾ [النساء: 4]، ويدخل في ذلك كل ما تملكه الزوجة من مال أو عقار أو غيره: فلا يجوز الاعتداء عليه من الزوج أو التصرف فيه إلا بإذنها، وإلا كان ذلك من الزوج ظلما وعدوانا.

– ترك النفقة عليها وكسوتها وإسكانها بالمعروف ؛ قال الله عز وجل: ﴿وَعَلَى الْمَوْلُودِ لَهُ رِزْقُهُنَّ وَكِسْوَتُهُنَّ بِالْمَعْرُوفِ ۚ لَا تُكَلَّفُ نَفْسٌ إِلَّا وُسْعَهَا﴾ [البقرة : 233]، وقال سبحانه: ﴿أَسْكِنُوهُنَّ مِنْ حَيْثُ سَكَنتُم مِّن وُجْدِكُمْ﴾  [الطلاق: 6]، وهذه الحقوق للزوجة تجب لها ولو كانت غنية وذات مال، كما تجب لها بعد الطلاق مادامت في فترة العدة، إلا المبتوته على الراجح، والتقصير من الزوج في ذلك يعد ظلما إلا أن يكون فقيرا فينفق حسب استطاعته، قال تعالى: ﴿وَمَن قُدِرَ عَلَيْهِ رِزْقُهُ فَلْيُنفِقْ مِمَّا آتَاهُ اللَّهُ ۚ لَا يُكَلِّفُ اللَّهُ نَفْسًا إِلَّا مَا آتَاهَا ۚ سَيَجْعَلُ اللَّهُ بَعْدَ عُسْرٍ يُسْرًا﴾ [الطلاق: 7].

– إساءة عشرتها والإضرار بها، ولقد أوصى الله عز وجل بحسن المعاشرة لهن فقال: ﴿وَعَاشِرُوهُنَّ بِالْمَعْرُوفِ﴾ [النساء: 19]، وقال سبحانه: ﴿وَلَهُنَّ مِثْلُ الَّذِي عَلَيْهِنَّ بِالْمَعْرُوفِ﴾ [البقرة : 228].

وعلى هذا فأي إساءة لها بقول أو فعل أو مضارة بعد ذلك ظلما لها وعدوانا . والأمثلة للمضارة والإساءة كثيرة منها : السب واللعن لها أو لوالديها، وكذلك القسوة والغلظة والضرب لها دون مسوغ شرعي . وإذا وجد المسوغ الشرعي لضربها حال النشوز فيتجنب الوجه والضرب المبرح.

ومن سوء العشرة لها أيضا: ترك إتيانها مدة طويلة تضر بها من غیر سبب صحي أو شرعي . ولو كان هناك سبب شرعي كالتأديب مثلا فإن الهجر لا يجوز أن يتعدى أربعة أشهر قال تعالي: ﴿لِّلَّذِينَ يُؤْلُونَ مِن نِّسَائِهِمْ تَرَبُّصُ أَرْبَعَةِ أَشْهُرٍ ۖ فَإِن فَاءُوا فَإِنَّ اللَّهَ غَفُورٌ رَّحِيمٌ﴾ [ البقرة : 229].

ومن الإضرار بها: التضييق عليها في النفقة أو السکنی أو الضرب والسب المستمر لها حتى يلجئها ذلك إلى افتداء نفسها بالمخالعة. فهذا كله من الظلم والعدوان المبين. ومن إساءة العشرة لها إفشاء سرها، وما يكون بينها وبين زوجها في الفراش.

– عدم العدل بين الزوجات فيما يقدر عليه الزوج كالنفقة والكساء والسكن والمبيت والمعاملة، وحين يوجد الميل مع زوجة دون الأخرى في مثل هذه الحقوق فإن ذلك يعد ظلما وعدوانا من الزوج، ولا يعذر في ذلك إلا فيما لا قدرة عليه كالمحبة والميل القلبي، والمساواة بينهن في الجماع.

قال الله عز وجل: ﴿فَإِنْ خِفْتُمْ أَلَّا تَعْدِلُوا فَوَاحِدَةً أَوْ مَا مَلَكَتْ أَيْمَانُكُمْ ۚ ذَٰلِكَ أَدْنَىٰ أَلَّا تَعُولُوا﴾ [النساء: 3]، وقال تعالى: ﴿وَلَن تَسْتَطِيعُوا أَن تَعْدِلُوا بَيْنَ النِّسَاءِ وَلَوْ حَرَصْتُمْ ۖ فَلَا تَمِيلُوا كُلَّ الْمَيْلِ فَتَذَرُوهَا كَالْمُعَلَّقَةِ﴾ [النساء: 129] والاستطاعة المنفية في الآية هي المحبة والميل القلبي؛ فلا يستطيع الزوج أن يعدل فيها بين نسائه.

– ترك الزوجة جاهلة بدينها دون تعليم لها وتربية وبخاصة فيما يجب عليها معرفته كالتوحيد وأركان الإسلام والأحكام التي تخصها في الحيض والنفاس واللباس وغير ذلك مما يؤدي الجهل به إلى الإخلال في دين المرأة وعبادتها لربها وسلوكها وأخلاقها . وإهمال الزوج لزوجته في هذه العلوم الواجبة مع قدرته على تعليمها يعد ذلك منه ظلما لامرأته ومنعا لها من حقوقها.

ويلحق بذلك أمرها ونهيها لتستقيم على طاعة الله عز وجل، وعدم السكوت على ما يبدر منها من مخالفات سواء في نفسها أو بيتها أو على أولاده وأولادها . وكل ذلك من واجبات الزوج؛ لأنه المسؤول الأول عن أهله وبيته؛ وكما قال الرسول صلى الله عليه وسلم: (… والرجل راع على أهل بيته … الحديث)4(4) البخاري في الاستقراض (2409)، ومسلم في الإمارة ( 1829). فترك ذلك كله من الزوج يعد ظلما منه لنفسه وأهله.

– ضعف الغيرة على الزوجة. وهذه المسألة وإن كانت تابعة لما قبلها لكنها تحتاج إلى مزيد عناية وتأكيد لخطورتها وانتشارها في هذا الزمان بشكل ينذر بالخطر. فإن من أعظم حقوق الزوجة على زوجها أن يغار عليها وأن يحميها من كل ما من شأنه النيل من عرضه وعرضها، وأن يصونها من كل ما يدنس حياءها ومروءتها.

وقد يقول قائل: وهل هناك زوج لا يغار على زوجته؟ والجواب يكمن في السؤالات التالية : هل يغار على زوجته من يترك لها الحبل على الغارب تسرح وتمرح بمفردها في الأسواق، والمجتمعات المختلطة ؟ وهل يغار على زوجته من يراها تخلو بالرجال الأجانب كالسائقين والخدم ولا يحرك لذلك ساكنا؟ وهل يغار على زوجته من يجلب لها أجهزة الفساد التي تقتل الغيرة والحياء وتمسي وتصبح على رؤية أراذل الخلق من رجال ونساء في مسلسلات الحب والعشق والغرام؟ وهل يغار على زوجته من يجلب لها أو يأذن لها بجلب قصص الغرام ومجلات الفساد؟ وهل يغار على زوجته من يراها تلبس لباس الفتنة والتبرج أمام الرجال الأجانب ثم لا يتمعر وجهه البتة؟ بل هناك من يتباهى ويفتخر بذلك والعياذ بالله تعالی.

إن ترك الزوجة على مثل هذه الأحوال يدل على ضعف الغيرة . وفي هذا ظلم للنفس وظلم للزوجة وظلم لعباد الله عز وجل بإشاعة الفتنة والفاحشة بينهم.

– وفي مقابل الصورة السابقة توجد صورة أخرى من صور الظلم للمرأة ألا وهي الإفراط في الغيرة حتى تتحول إلى وساوس وظنون سيئة وتهم باطلة من الزوج لزوجته. فما دامت المرأة ملتزمة بأحكام الله عز وجل وملتزمة بالستر والعفاف والحياء فإن إساءة الظن بها واتهامها بما هي منه بريئة يعد ظلما لها وعدوانا.

– تكليفها بما لا يطاق أو أمرها بمعصية الله عز وجل أو ما يؤدي بها إلى المعاصي والمنكرات.

– السعي بالنميمة بين الزوجة وأولادها أو أهلها أو أهله مما ينشأ عنه الكراهية والشحناء بين الزوجة وأولادها أو بين الزوجة وأهله أو أهلها، ولا يخفى ما تنتهي إليه هذه الأحوال من القطيعة والنفرة وإفساد ذات البين.

ويلحق بذلك فتح الأذن والاستماع لكل ما يقال في الزوجة من القيل والقال والظنون الفاسدة والتي قد توغر صدر الزوج وتدفعه بلا تثبت إلى طلاق المرأة المسكينة، وقد تكون بريئة من كل ما أثير حولها. فالمسارعة بفراق الزوجة وعدم التثبت يعد ظلما لها.

– منع الزوجة من صلة أرحامها كالوالدين وغيرهما دون مبرر شرعي. وفي هذا ظلم من الزوج لزوجته من جانب، وظلم لأقاربه من جانب آخر لما ينشأ عن ذلك من هجر وقطع للأرحام.

ظلم الزوجة لزوجها

من المعروف أن الظلم في الغالب يصدر من القوي للضعيف ومن الرئيس للمرؤوس، أما أن يصدر من الضعيف إلى القوي ومن المرؤوس إلى الرئيس فهذا أمر يحتاج إلى إيضاح، وهو ما نحن بصدده في هذه الصورة؛ حيث إن تصور ظلم الزوج لزوجته أمر میسور كما مر بنا في الصورة السابقة، أما صدوره من الزوجة لزوجها فقد لا يتضح إلا بالأمثلة التالية :

مظاهر ظلم الزوجة لزوجها

– ترك طاعته بالمعروف والنشوز عليه؛ ففي هذا ظلم للزوج بترك حق من حقوقه التي أوجبها الله عز وجل ورسوله صلى الله عليه وسلم له على المرأة ؛ قال الله تعالى: ﴿الرِّجَالُ قَوَّامُونَ عَلَى النِّسَاءِ بِمَا فَضَّلَ اللَّهُ بَعْضَهُمْ عَلَىٰ بَعْضٍ وَبِمَا أَنفَقُوا مِنْ أَمْوَالِهِمْ ۚ فَالصَّالِحَاتُ قَانِتَاتٌ حَافِظَاتٌ لِّلْغَيْبِ بِمَا حَفِظَ اللَّهُ ۚ وَاللَّاتِي تَخَافُونَ نُشُوزَهُنَّ فَعِظُوهُنَّ وَاهْجُرُوهُنَّ فِي الْمَضَاجِعِ وَاضْرِبُوهُنَّ ۖ فَإِنْ أَطَعْنَكُمْ فَلَا تَبْغُوا عَلَيْهِنَّ سَبِيلًا ۗ إِنَّ اللَّهَ كَانَ عَلِيًّا كَبِيرًا﴾ [النساء : 34].

وقال صلى الله عليه وسلم: (إذا دعا الرجل امرأته إلى فراشه، فأبت فبات غضبان عليها لعنتها الملائكة حتى تصبح)5(5) البخاري في بدء الخلق (3237).. ويلحق بمعصية الزوج ترك خدمته بالمعروف والتعالي عليه وإلجائه إلى خدمة نفسه وإشغال وقته بذلك.

والحاصل من كل ما سبق أن طاعة الزوجة لزوجها في غير معصية الله تعالى وفيما تقدر عليه واجبة، وهي حق من حقوق الزوج على زوجته، وتصير المرأة ظالمة لزوجها بتفريطها في ذلك .

– الخروج من بيته بدون إذنه . وهذه المسألة فرع عن سابقتها؛ لأن من لوازم طاعة الزوج أن لا تخرج من بيته إلا بإذنه . وفي مخالفة المرأة لذلك تفريط في حق من حقوق الزوج إلا أن تعلم إذنه المسبق لها لبعض الأماكن وأنه لا يمانع في ذلك، فهذا ينوب مناب الإذن لها. ويلحق بهذه المخالفة إذن الزوجة لأحد بدخول بيت زوجها مع علمها بكراهيته لذلك؛ فهذا أيضا يعد من ظلم الزوجة لزوجها ومنعه حقا من حقوقه؛ قال صلى الله عليه وسلم: (فحقكم عليهن أن لا يوطئن فرشكم من تكرهون، ولا يأذن في بيوتكم لمن تكرهون)6(6) الترمذي في الرضاع (1163) وقال : حسن صحيح..

– سوء العشرة مع الزوج وإساءة الأدب معه بقول أو فعل والتسبب في إيصال الأذى والغموم والهموم إليه. كل ذلك مما تعاقب عليه المرأة ، وتصبح بذلك ظالمة معتدية على حق عظيم من حقوق الزوج، ألا وهو الأدب معه، وحسن العشرة، وتوفير السكن النفسي والجسدي للزوج، والذي هو من غايات الزواج وأهدافه .

– عدم تمكينه من نفسها دون عذر شرعي لها. وفي هذا ظلم للزوج من عدة جوانب ؛ من ذلك معصيته وعدم طاعته، وفي هذا ترك لحق من حقوق الزوج، ألا وهو الطاعة بالمعروف، وقد سبق ذكر ذلك في النقطة الأولى، وظلم له أيضا لكونها تسببت بذلك في تطلعه لغيرها، وعدم غض بصره. وقد يؤدي به الأمر إلى الوقوع في الفاحشة . وبذلك تشترك معه في الإثم لعدم إعانته على غض بصره وتحصين فرجه .

كما تعتبر ظالمة له أيضا بإحزانه وبث القلق والغم في نفسه. ويلحق بذلك صوم الزوجة تنفلا دون إذن الزوج؛ لأن في ذلك تفويتا لحق الزوج في قضاء وطره من زوجته عند حاجته لذلك. وفي هذا يقول الرسول صلى الله عليه وسلم: (لا يحل لامرأة أن تصوم وزوجها شاهد إلا بإذنه ، ولا تأذن في بيته إلا بإذنه)7(7) البخاري في النكاح (5195)..

– إنكار جميل الزوج ومعروفه وعدم شكر أفضاله عليها بمجرد أن ترى في يوم من الأيام ما تكره؛ وفي هذا ظلم للزوج وهو الذي سماه الرسول صلى الله عليه وسلم كفران العشير؛ وذلك لما سئل أيكفرن بالله ؟ قال: (يكفرن العشير، ويكفرن الإحسان ؛ لو أحسنت إلى إحداهن الدهر ثم رأت منك شيئا قالت : والله ما رأيت منك خيرا قط)8(8) البخاري. في النكاح 9/261، مسلم في الكسوف (907)..

– قلة حياء الزوجة ودينها بإطلاق بصرها إلى الرجال الأجانب أو التبرج أمامهم أو الخضوع بالقول معهم. إن كل ذلك فوق ما فيه من الإثم والمخالفة فيه الظلم والخيانة للزوج بتشويه سمعته وعرضه عند الناس.

– إهمال تربية أولاده في صغرهم، وعدم الحرص على صحتهم وتغذيتهم ونظافتهم؛ مما يجعل الزوج يشغل باله بهم ويتحمل جزءا كبيرا من ذلك، مما ينعكس أثره على صحة الزوج وضياع وقته وتفويت مصالحه في الخارج مع أن هذه الحقوق يقع أغلبها على الزوجة. ويلحق بهذا قيام الزوجة بالوقيعة بين الزوج وأولاده ، وشحن صدور الأولاد على أبيهم مما ينشأ عنه حقد الأولاد و كراهيتهم له.

– إرهاق الزوج بالنفقات الباهظة من غير حاجة إليها؛ مما ينشأ عنه تحمل الزوج للديون الكبيرة من الناس. وفي هذا هم الزوج وغمه وتعريضه لحقوق الخلق؛ وقد لا يستطيع الوفاء بها مما يؤدي به إلى السجن وغيره، وكل ذلك بسبب الزوجة الظالمة الحمقاء.

– غيبة الزوجة لزوجها عند أهله أو أهلها أو قرابتها. وفي هذا ظلم للزوج لأن الغيبة حرام بين المسلمين وهي بين الأقارب أشد حرمة وظلما.

– السعي بالنميمة بين الزوج ووالديه أو إخوانه وأخواته أو غيرهم من الأقارب؛ مما يكون له أكبر الأثر في تقطيع الأرحام وإفساد أواصر الود والمحبة بين الزوج وأقرب الناس إليه، ويلحق بذلك غيبة الوالدين أو الأخوة والأخوات عند الزوج، وإيغار صدره بذلك مما ينشأ عنه ترك الولد لوالديه وبعده عنهم؛ كل ذلك بسبب الزوجة الظالمة الباغية.

– الاعتداء على أموال الزوج الموفي للزوجة حقوقها بسرقة أو احتيال أو ضغوط معينة حتى يذعن للزوجة كارها للتنازل عن أمواله؛ كل ذلك يعد ظلما وعدوانا على الزوج وأمواله.

– السكوت على منکرات الزوج في نفسه أو بيته، وعدم مناصحته وأمره بالمعروف ونهيه عن المنكر، وأشد ظلما من هذه تلك الزوجة التي تعين زوجها على المنكرات أو تحثه وتلح عليه بها. فما أشد ظلمها لنفسها وزوجها وأولادها نعوذ بالله من ذلك .

ومن أشهر المنكرات التي تتسبب فيها الزوجة غالبا: إدخال آلات اللهو والفساد في البيت وارتداء الألبسة المحرمة لها ولبناته، والسفر إلى بلاد الفساد والرذيلة ودخول السوق بلا محرم والخلوة بالسائق الأجنبي وغير ذلك.

– طلب الزوجة الطلاق من زوجها من غير سبب شرعی إلا المضارة للزوج ومساومته والتعالي عليه ؛ قال الرسول صلى الله عليه وسلم : ( أيما امرأة سألت زوجها الطلاق من غير بأس فحرام عليها رائحة الجنة)9(9) أبو داود في الطلاق 2/2226 (2226)، قال الحافظ في الفتح 9/304 وصححه ابن خزيمة وابن حبان..

الهوامش

(1) صحيح البخاري (7078).

(2) أخرجه البخاري (2449) بنحوه، والترمذي (2419)، وأحمد (9613) باختلاف يسير.

(3) مسلم في الحج ( 1218).

(4) البخاري في الاستقراض (2409)، ومسلم في الإمارة ( 1829).

(5) البخاري في بدء الخلق (3237).

(6) الترمذي في الرضاع (1163) وقال : حسن صحيح.

(7) البخاري في النكاح (5195).

(8) البخاري. في النكاح 9/261، مسلم في الكسوف (907).

(9) أبو داود في الطلاق 2/2226 (2226)، قال الحافظ في الفتح 9/304 وصححه ابن خزيمة وابن حبان.

اقرأ أيضا

ظلم الوالدين لأولادهم

صور من ظلم الأبناء للآباء

الظلم والظالمون: بيان واجب

ومن آياته أن خلق لكم من أنفسكم أزواجا .. من أسرار السعادة الزوجية

 

التعليقات غير متاحة