يا أخي، أنت غير مطالب بنتائج.. أجمل ما في دينك أنه لا يعرف النهايات، فضلًا عن أن يترقبها أو ينتظرها.. بالغ في السعي ولا تبالغ في الآمال، وإذا كان لابُد من أن تستنزف مشاعرك فاستنزفها في غيظِ عدوك..
“خذِّل عنَّا ما استطعت”
هكذا كان أمر النبي صلى الله عليه وسلم لنُعَيْم بن مسعود رضي الله عنه.. ونُعَيْم فردٌ بطولِه، لم يستغرب الأمر أو يرتاب فيه؛
أي تخذيل أفعل؟! وكيف يُفيدهم تخذيلي؟!
يارب، وما مصيرُ المؤمنين، منصورونَ أم مهزومون؟!
بل مضى فورًا لما يَقْدر عليه، بيقين لا يتزعزع مضى يُخذل عن المؤمنين.. فأمرُ الله أحب وأصدق!
يا أخي، أنت غير مطالب بنتائج.. أجمل ما في دينك أنه لا يعرف النهايات، فضلًا عن أن يترقبها أو ينتظرها.. بالغ في السعي ولا تبالغ في الآمال، وإذا كان لابُد من أن تستنزف مشاعرك فاستنزفها في غيظِ عدوك..
من مات.. لم يمت حقيقةً بل أحياء سبقونا لأرحب الأوطان وأصدقها.. مات ياسر وسُمية رضي الله عنهما وماذا رأوا من الإسلام إلا “صبرًا آل ياسر، فإن موعِدكُم الجنة”؟!
ومن بقي.. فمُبتلى، بجولةٍ أخرى حتى يلقى الله؛ فإما صادقٌ أو مخذول؛ فالصادقُ منصورٌ وإن مات، والمخذولُ مهزومٌ وإن عاش.. كان النبي صلى الله عليه وسلم إذا عاد مريضًا قال: “اللهم اشفِ عبدك؛ يشهدُ لك صلاةً وَيَنْكَأُ لك عدوًا”.
المصدر
صفحة الدكتور محمد وفيق زين العابدين على منصة X.