ما لم يتحقق خلال 17 شهرًا، لن يتحقق خلال 17 شهرًا أخرى. ما لم يتحقق بأعنف قوة استخدمتها إسرائيل في تاريخها، لن يتحقق بالمزيد من العنف، حماس باقية، صحيح أنها تلقت ضربة عسكرية كبيرة، لكنها ستتعافى.
كاتب منهم يصفعهم بالحقيقة..
غيدعون ليفي-هأرتس:
“في النهاية، حماس بقيت، بعد 17 شهرًا من الدماء، ومئات الجنود القتلى، و-ارتقاء- الآلاف في غزة، والدمار والوعود الإسرائيلية لا حصر لها، حماس بقيت، ويجب الاعتراف بذلك واستخلاص العبر.
ما لم يتحقق خلال 17 شهرًا، لن يتحقق خلال 17 شهرًا أخرى. ما لم يتحقق بأعنف قوة استخدمتها إسرائيل في تاريخها، لن يتحقق بالمزيد من العنف، حماس باقية، صحيح أنها تلقت ضربة عسكرية كبيرة، لكنها ستتعافى.
أما سياسيًا وأيديولوجيًا، فقد ازدادت قوة خلال الحرب، بعدما أعادت القضية الفلسطينية إلى الواجهة بعد أن كانت إسرائيل والعالم يحاولان طمسها. حماس باقية، وإسرائيل لا تستطيع تغيير ذلك.
لا تملك إسرائيل القدرة على فرض حاكم آخر على غزة، ليس فقط لأن البديل غير واضح، لهذا فإن الحديث عن “اليوم التالي” بعد حماس هو مجرد وهم. لا يوجد “يوم بعد حماس”، لأن حماس هي الجهة الحاكمة الوحيدة في غزة، على الأقل في ظل الواقع الحالي الذي يصعب تغييره. لذا، “اليوم التالي” سيكون يومًا مع حماس، ويجب التعايش مع ذلك.
النتيجة الأولى لهذا الواقع هي أن استئناف الحرب لا طائل منه. الحرب ستقتل آخر الأسرى وآلاف المدنيين في غزة، وفي النهاية، ستبقى حماس. لكن حتى في ظل هذا الواقع الصعب، لا تزال هناك فرصة لإحداث تغيير، إذا أدركت إسرائيل والولايات المتحدة أن حماس أثبتت قدرتها على البقاء. حماس منظمة عنيدة وقاسية، لكنها بلا بديل حقيقي.
كل المقترحات الأخرى مجرد أوهام: حكم عشائري، أو إعادة السلطة الفلسطينية إلى غزة بدعم الدبابات الإسرائيلية، أو “حكومة تكنوقراط” مصطنعة، كلها أوهام، حماس هي الحاكم الفعلي لغزة، ولن يُفرض بديل عليها، حتى لو كان محمد دحلان، بغض النظر عن كاريزميته. أما السلطة الفلسطينية، التي تحتضر في الضفة الغربية، فلن تستعيد فجأة قوتها في غزة.
حماس هي الواقع، سواء قبلنا بذلك أم لا. قد لا يكون ذلك مصدرًا للتفاؤل، لكن يجب الاعتراف بحدود القوة، وهو أمر يصعب على إسرائيل والولايات المتحدة تقبله. بدلًا من شن حرب جديدة لـ”إسقاط حكم حماس”، يجب التعود على وجودها. وبالتالي، يجب بدء حوار معها، حتى بعد 7 أكتوبر، بل بالأحرى بسبب 7 أكتوبر.
لو كانت إسرائيل تفي بوعودها كما فعلت حماس، لكان اتفاق وقف إطلاق النار قد دخل مراحله المتقدمة، لو كان لدى إسرائيل قائد ذو رؤية وشجاعة، وهو أمر يبدو مستبعدًا، لكان قد بدأ حوارًا مباشرًا مع حماس، علنًا، سواء في غزة أو في القدس. كما غفرت إسرائيل لألمانيا، يمكنها أن تفكر في التعامل مع حماس، إن المخاطرة في الحوار مع حماس أقل بكثير من خوض حرب أخرى مجنونة من القصف والدمار”…. انتهى النقل.
الخلاصة: هي الحقيقة.. الحركة التي أحيَت القضية، وقدّمت خيرة قادتها وكوادرها شهداء، ستصعد أكثر فأكثر، وستُرمّم كل ما تهدّم، لأن الجماعات تنهض بنموذجها الجاذب (الذي يمنحها الحاضنة الدافئة والمدد المتواصل من الشبان)، وطبعا مع قضيتها العادلة، فيما يذوي تباعا نموذج الفشل الصارخ، و”التنسيق الأمني”، و”احمونا، ليش ما تحمونا” و”العيش تحت بساطير الاحتلال”.. يذوي تباعا مهما ضخّوا فيه من أموال وأكاذيب وشدّوا أوصاله بالعصبية الحزبية.
المصدر
– صفحة الأستاذ ياسر الزعاترة على منصة X.
– صفحة الأستاذ مؤمن مقداد على منصة X.
اقرأ أيضا
حتمية الانتصار في معركة طوفان الأقصى
الإيمان والإرادة أقوى من الطائرة والدبابة