يدور التاريخ: وتأتي ثورة الشام فيحتاج الطواغيت والتحالف الى لحية التيس فيفتون بحرب المجاهدين وتغير أسماء المجاهدين الى الخوارج ليخدعوا عوام المسلمين ليوجهوا البندقية من العدو الى الصديق.

تبديل الدين وتحريفه مهمة من؟

“التبديل في الدين يختلف عن مثله في السياسة أو السلطان؛ إذ لا يقوى عليه ملِكٌ أو رئيس؛ وإنّما يحصلُ في إرساليّة”شيخ ” أو “قسيس”!

في الديانة اليهوديّة : أخبرنا الله بأنّ الأحبار هم الذين بدّلوا كلام الله وحرّفوه.

وفي دين المسيح؛ فإنّ بولس (شاؤول) كانت له اليد الطولى في ذلك ؛ لأنه ” شيخ ” ،  فيما كان لمجمع نيقيّة الكنسي دوره الهام في اعتماد ” الأناجيل ” المحرفة ، وحرق البقية – وكل هذا التحريف قد حدث لأنهم قساوسة ( شيوخ ) .

وفي ديننا الخاتم (الإسلام) فإنّ السقوط لعددٍ ممن لهم في العلم “حياة ” أو “وظيفة ”  قد جاء وحدث – إلاّ أنّ الفارق عن اليهودية والنصرانية قد كمن في حفظ هذا الدين ، وفي بشارة بقاء الطائفة المنصورة : الباقية على الحق إلى يوم القيامة؛ الأمر الذي قد حال دون طمس علومه أو معالمه : كما حدث لدين موسى وعيسى –عليهما السلام.

احرصوا على أن يهدم الإسلام أبناؤه لا أنتم !

المُتجوّل في التاريخ الإسلامي: يجدُ نكتاً سوداء قد سيّدها على الناس وعلى الأمراء عدد من المنتسبة إلى العلم : طلباً أو وظيفة.

بعد ذلك: لا عجبَ أن نرى في وصايا التبشيريين مقولة معناها : لا يقطع الشجرة مثل غصنها ؛ فاحرصوا على أن يهدم الإسلام أبناؤه لا أنتم !

ولذا ؛ فإنّ الليبرالية مع ما تمتلك من إمبراطورية إعلامية ضخمة ومحتلة من قبلهم – إلاّ أنّهم مع ذلك لا يبتعدون عن التسول والتوسل بلحية : أياً كان قدرها !

وعوداً على بدء:

من عادة المنافقين الحاجة دوما إلى وجهٍ ديني يخدم توجههم ووجهتهم، فرأينا رعيلهم الأول من منافقي العهد النبوي يتبنون وجهاً دينياً اسمه : (مسجد الضرار)!

وقد ظلّ المنافقون على طريقة وجادّة أسلافهم في العهد النبوي: من الاحتياج والافتقار إلى “وجه  ديني” يكون لأعمالهم واجهة !

فنجد في العهد العباسي ؛ أنّ الفلاسفة قد احتاجوا إلى ” شيخ ” يُمهد لهم الطريق ، ويكفيهم إنكار العامّة : وقد تصدى لها المبتلى ” أحمد بن أبي دؤاد ” والذي كان حينئذ يشغل منصب: ” قاضي القضاة ” في الدولة ، وليس رئيس هيئة لا يُعرف بعلمٍ أو ذِكر !

على طالب الثبات أن يقوى قلبه: حين يعلم بأنّ فتنة ” خلق القرآن ” لم يصمد لها إلا ثلاثة: أحمد وأحمد ومحمد ( أحمد الخزاعي، وأحمد بن حنبل ، ومحمد بن نوح ).

في حين قد سكت بعض، وخاف بعض وساء بعض !

أمّا الذي ساء: فإنهم علماء السوء !

علماء السوء الذين لا يتورعون عن الإفتاء بقتل أحمد بن حنبل؛ قائلين: اقتله، ودمه في رقبتي !

لقد كانت فتنة خلق القرآن : توجه دولة ، ومثقفين ، وعسكر : ولكنّ الله سلّم: فأرسل الثبات على قلب أحمـد الشيباني!

ثم يدور التاريخ

فنجد علماء السوء يتبنون أقوالاً يؤلبون من خلالها  السلطانَ ضدّ شيخ الإسلام ابن تيميّة، ليحبسوه ؛ فيموت في السجن، ويحيا في التاريخ!

ويدور التاريخ : وفيه قفزة سريعة؛ نجد بعدها رائدَ التغريب ” محمد علي باشا ” يستخدمُ واعظَ البعثات ” رفاعة الطهطاوي ” لمآربه التفرنجية !

ويدور التاريخ : فلا يكثرُ الزمن بعد واعظ البعثات ( رفاعة )حتى نجد اللورد الإنجليزي ” كرومر ” يُشيدُ بدور الشيخ (الإمام): محمد عبده  ! بل وينصُّ قائلاً : “إن الشيخ محمد عبده: يظل مفتياً في مصر ما ظلت بريطانية العظمى محتلة لها”!

ويدور التاريخ : فنرى الحاجة إلى شيخ تتكرر مرة أُخرى في الجزائر ؛ إذْ تمّ توظيف خطيب جمعة بالنداء في خطبته إلى نزع الحجاب، فيفعلُ المُبتلى – ثم تقوم فتاة جزائرية فتنادي بمكبر الصوت بخلع الحجاب ؛ فتخلعه، وتتبعها فتيات على فعلها – في مسرحية، كان مخرجها : مُحتال !

ويدور التاريخ : فتجيء الحاجة إلى ” شيخ ” من دولٍ لا تدينُ بالإسلام ؛ لنجد قبل سنوات قريبة أنّ رئيس فرنسا يجيء بنفسه إلى مصر ؛ ليأخذ من شيخ صكّ الحريّة لفرنسا ؛ بمنع الحجاب في فرنسا ( يا للعجب ؛ فرنسا دولة الحريّة تحتاج إلى شيخ : ما أعظمك أيها الإسلام)

ويدور التاريخ: وتأتي ثورة الشام فيحتاج الطواغيت والتحالف الى لحية التيس فيفتون بحرب المجاهدين وتغير أسماء المجاهدين الى الخوارج ليخدعوا عوام المسلمين ليوجهوا البندقية من العدو الى الصديق.

الثبات

نعم ؛ إنّه الثبات الذي أرّق كل خائف من يوم : “الحاجة إلى شيخ “!

الثبات الذي يُزلزل القلوب في قول الله لرسول الله : ” وَلَوْلَا أَنْ ثَبَتْنَاكَ لَقَدْ كِدْتَ تَرْكَنُ إِلَيْهِمْ شَيْئًا قَلِيلًا ” .

الثبات الذي جعل أكثر دعاء محمداً – صلى الله عليه وسلم : ” يا مُقلب القلوب ثبت قلبي على دينك “!

الثبات الذي جعل أبا بكر – رضي الله عنه – يرُدُّ حين قيل له : من سيُحارب المرتدين ؟ بقوله الخالد : وحدي حتى تنفرد سالفتي ( أي رقبتي ) !

الثبات الذي جعل السياط تحفر ظهر أحمد بن حنبل فلا يتزحزح !

وهو الثبات الذي جعل مفتي تونس يقرأ آيات الصيام – حينما طلب منه (أبو رقيبة) أن يُفتي بعدم صوم رمضان!

ثم يقول بعد تلاوته: صدق الله وكذب أبو رقيبة” ليُخفى ذِكْرهُ في السِجن، ويُرفع – بعد-في العالمين.”

المصدر

صفحة الأستاذة احسان الفقيه على منصة X.

اقرأ أيضا

الثبات على المبدأ ورفض المساومة عليه .. (1-2)

الطائفة المنصورة وواقعنا المعاصر (8 – 8) حقيقة الصراع، ووجوب الثبات

فتنة مسايرة الواقع (4-4)

التعليقات غير متاحة