يسعى النظام الانقلابي العلماني في مصر، بعمالته وكفره؛ الى إهانة الإسلام ورموزه وتعظيم الكفر ورموزه؛ فيعظّم الكنيسة بأقليتها ويهين المسلمين برموزهم ولو مزورة..! ويمدد الانقلاب الى مختلف مناحي الحياة.
الخبر
أجبرت هيئة رسمية تدير شؤون العمل الصحفي في مصر قبل أيام، مجلةَ “روز اليوسف” العلمانية الملحدة، على تغيير الصفحة الرئيسية للعدد الأخير، على خلفية صورة اعتبرتها الكنيسة الأرثوذكسية مسيئة لها، فضلا عن تحويل رئيس التحرير ومحرر الشؤون القبطية في المجلة إلى التحقيق.
وفور نشر صورة الغلاف وقبل طباعة المجلة، أصدرت الكنيسة بيانا اعتبرت فيه الغلاف “إساءة بالغة وتجاوزا يجب ألا يمر دون حساب”. وبعد ساعات قليلة انتهت الأزمة، وذلك بقرارات سريعة وحاسمة من قبل هيئة الصحافة، بإحالة رئيس تحرير المجلة للتحقيق، ووقف المحرر المسؤول عن الملف القبطي إلى حين انتهاء التحقيقات، وتقديم اعتذار للكنيسة؛ وهو ما رحبت به الأخيرة لاحقا معربة عن شكرها للهيئة على تلك الإجراءات.
وعقب الواقعة بأيام، تعرّض الأزهر الشريف وشيخه أحمد الطيب لهجوم على فضائية “أون تي في” (المقربة من النظام)، غير أن تنديد مشيخة الأزهر ومطالبتها بتدخل رسمي قابله تجاهل وصمت مطبق.
وظهر أن هناك تمييزا ومحاباة واضحة في المعاملة من أجهزة الدولة لصالح الكنيسة، وفي نفس الوقت هناك تحريض على مؤسسة الأزهر. وأصبحت الكنيسة دولة داخل الدولة، بل دولة فوق الدولة، ويسعى السيسي ومن حوله لاسترضائها.
كما يستخدم النظام المسيحيين في مصر “ظهيرا شعبيا”، الذين بلغوا مطلع 2019 حول تعداد المسيحيين في مصر، والذي بلغ 5.8 ملايين نسمة تقريبا، بينما بلغ حجم قوتهم التصويتية 3.2 ملايين صوت انتخابي.
فالطاغية القزم السيسي لديه اعتقاد جازم بأن الكنيسة المصرية لديها صوت مسموع في دوائر صنع القرار الغربية، لذلك سعى منذ البداية إلى التزلف للقيادات الكنسية على عكس تجهمه في وجه القيادات الأزهرية، مطلقا تصريحات سلبية أحيانا ما تحتوي على عداء صريح لثوابت الدين الإسلامي”.
ولطالما اشتكى الطيب من إغلاق القنوات التلفزيونية والصحف أبوابها أمام الأزهر ومشايخه، وسبق أن زعم إعلاميون مقربون من النظام أن مناهج الزهر توفر “البيئة الحاضنة للإرهاب”. (1موقع “الجزيرة”، على الرابط:
كيل بمكيالين.. تغاض رسمي عن الإساءة للأزهر ودفاع عن الكنيسة بمصر)
التعليق
هكذا هي اختيارات مصر المنقلبة، والمنتكسة على رأسها..
يترك حكامُها الجاثمون على أنفاسها، ملايين المسلمين، ويتجهون الى شرذمة من الأقليات لطالما أظهرت حقدها على المسلمين، ولطالما ضُبطت لها خطط ووثائق وعلاقات مشبوهة مع الكيان الصهيوني، ومع مجلس الكنائس العالمي الصهوني لتمزيق بلاد مصر وزرع دولة لهم على غرار دولة اليهود؛ فقد أغراهم نجاه اليهود في إقامة دلوة في قلب الأمة على زرع دولة نصرانية في قلب مصر..! كما ضُبطت لهم ميليشيات وتدريب على السلاح لشبابهم، بل وقام قساوستهم بإطلاق النيران من أسلحة آلية على المسلمين من فوق أسطح الكناس.
كل هذا تجاهله الطغاة وكأنه لم يكن..! واتهموا المسلمين بالإرهاب إن دعوا الى دينهم أو أرادو تحكيم شرعة ربهم، أو أعلنوا رفضهم لمن قتلهم وسحلهم وأحرق أبناءهم..!
ومن جانب آخر تنازل رعاة الكنيسة عما فعله العسكر بأبنائهم سابقا فبرؤوهم من ذلك ورضوا بالقسمة الجديد..!
تعْجب حين تجد الطغاة يستصحبون القساوسة في إعلان الإنقلاب على المسلمين..؟ لكن العجب من هذا قليل؛ فقد كان رموز الأزهر وشيخه حاضرا في انقلاب عسكري علماني يقطع الطريق على هوية الإسلام وشريعة الله..!! هنا العجب الذي لا ينتهي والعار الذي لا يُمحى، ولا تغسله بحور الدنيا.
ثم يظن رموز الأزهر المشاركون في الانقلاب أن الانقلاب العسكري سيرضى عنهم حينما يقطع الطريق على ما يسميه هو بـ “الإسلام السياسي”، ولا يعلم هؤلاء الواهمون أن المقصود هو الإسلام رأسا؛ كدين وهوية وشريعة، وأن الذي يحارب الإسلام شريعةً وهويةً لن يرضى عنه عقائد وثوابت؛ خوفا من انبعاثه على حين غرّة..!
كما لم يدْر رموز الأزهر الخائنون أن دور هذا الانقلاب هو محاربة الإسلام وتمزيق المجتمع وإضعاف البلاد وترسيخ التبعية للغرب المسيحي الصهويني ليرضى عنه سادته الذين باسمهم ذبح المسلمين..! ومن ثم يشتكون الآن من حال كان يراه كل مؤمن بعين بصيرته قبل حدوثه بسنوات، والآن هم يصارعون قبل أن يبدلهم الطاغية بمن هم أكثر منهم إجراما وأوغل في النجاسة وأقدر على بيع الدين والأمة والعرض من أجل لقيمات يرميها له طغاة مفسدون..! وهم كثير ينتظروا في الطابور ليقوموا بالدور القذر المطلوب..!
تتربع الكنيسة الآن في بلاد مصر ويهتف قساوستها بلوعة واحتراق أن “مصر فرعونية”، قاصدين بذلك إلغاء حقبة الإسلام، لتصفو لهم البلاد فيشكلونها بالمسحة المسيحية بين التثليث وعبادة الصلبان وترهات المفترين الكفار..!
هنا تظهر عورة كل من خان وأيد الباطل في حينه، وتكلم بهذيان عن حوادث جزئية ومخالفات فروعية أغلبها صادر من عجْز المسلمين وهم في السلطة إذ كانوا مستضعفين وهم يتوهمون أن بيدهم إدارة البلاد..!
فأيد من أيّد الباطل وأهله، وانقلب عى مشروع كان غاية الأمر منه فتح الطريق للمسلمين أن يتنفسوا ويرفعوا عنهم ضغوط الطغاة وسيف الفتلة..!
خاتمة
تئنُّ مصر من جراحات وانقلابات طالت مظاهر الحياة جميعا، بين العقائد والأخلاق والعدالة والسياسة والإعلام.. الى انقلابات في موازين القوى حتى ينحَى مائة مليون مسلم وكأنه لا قيمة لهم، لصالح شرذمة ملايين من عُبّاد الصلبان الذين لا يفرّقون بين الخلق والمخلوق، الشانئين على رسول الله والمبغضين لأمة الإسلام. وبدلا أن يكونوا أذلة مكبوتين خائفين؛ إذ بهم يتجروؤن ويطلبون أن يؤدب من يمس صورة لقسيس لهم بينما يهان رموز المسلمين، سواء كانوا رسميين أو غير رسميين.
قد يكون في شدة الأنين وتوالي ظهور وتعري المعسكرات والفئات درسا مهما وبليغا، يحتاجه المسلمون ليوم قريب؛ يوم يعتدل الأمر وتصح الموازين.. ولعله قريب بإذن الله.
……………………………..
هوامش:
- موقع “الجزيرة”، على الرابط:
كيل بمكيالين.. تغاض رسمي عن الإساءة للأزهر ودفاع عن الكنيسة بمصر.