إن تهديدات الكيان الأمريكي عند رجال المقاومة كأنها صيحة في واد أو نفخ في رماد ومهما بلغت فلن تكون أكثر من تهديدات الكيان الصهيوني. فهم قد تعلقت هممهم بالله واستحضروا عظمته في قلوبهم فبدا لهم ذلك الأحمق كالقط المتشرد.

إملاءات الأحمق المطاع…هل تستجيب المقاومة؟

لا أخشى على رجال المقاومة السنية في غزة القتال من مسافة الصفر ولا مواجهة الدبابات ولا أن يلقى عليهم أطنان المتفجرات فهم يجاهدون عدوا شديد بأسه شديد حرده وهو الحلف الأطلسي الصليبي وهم قد اختاروا منهج المقاومة وفرحوا به أيما فرح ورأوا فيه سرور أنفسهم ولذة قلوبهم. وإنما أخشى عليهم أن يهنوا ويضعفوا ويقبلوا إملاءات الأحمق المطاع، فيبوؤوا بأوخم العواقب وأسوأ المآلات بيد أن الذي يبعث على الطمأنينة والسكينة هو إعلانهم تعليق الإفراج عن أسرى العدو حتى يلتزم العدو ببنود اتفاق التهدئة ويقوم بتعويض استحقاق الأسابيع الماضية بأثرٍ رجعي.

وهذا معناه أن المقاومة تقف الند للند مع الكيانين: الصهيوني والأمريكي فقد خلعت عنهما رداء الكبرياء وأذاقتهما لباس الذلة والصغار وما عبئت بهما شيئا فلله درها.

إن تهديدات الكيان الأمريكي عند رجال المقاومة كأنها صيحة في واد أو نفخ في رماد ومهما بلغت فلن تكون أكثر من تهديدات الكيان الصهيوني. فهم قد تعلقت هممهم بالله واستحضروا عظمته في قلوبهم فبدا لهم ذلك الأحمق كالقط المتشرد.

والعيب الكبير في السياسات الأمريكية أنها تعامل شعوب العالم كأنها في فيلم من أفلام هوليوود تطارد مجموعات متمردة من الهنود الحمر.

إن تهديدات ترمب لا بد أن تزيد في إيماننا وبها نوقن أن تكالب الصهاينة والصليبيين علينا هو مما وعدنا الله ورسوله وصدق الله ورسوله.

أيها الأبطال: فلسطين أمانة في أعناقكم

أيها الأبطال المغاوير لسنا في مقام تعليمكم بل منكم نتعلم التوحيد واليقين والصبر والثبات ولو أن التذكير ترك لفضل إقدام وشجاعة لترك لذلك منكم ولكنه تذكير الأخ لإخوانه من باب التوصي بالحق والتواصي بالصبر. والذكرى تنفع المؤمنين.

إنكم بمواقفكم البطولية شرفتم الأمة وصرتم غرة لائحة في جبينها ومنارا منيفا في طريقها ودفاعكم عن قضيتها المحورية بوأكم مقام الراعي المسؤول عن رعيته.  ففلسطين أمانة في أعناقكم وأنتم ولاة أمرها الشرعيون لا سيما وقد شغر الزمان عن قوام بأمر الإسلام وتأكد سقوط شرعية الأنظمة اللادينية المنتسبة إلى الإسلام لنقضها مضمون عقد الولاية الشرعية والتزامها بعقود الجاهلية.

لقد أشبهتم الغر البهاليل من أهل مؤتة حين تشاوروا وهم ثلاثة آلاف أمام جيش الإمبراطورية الرومانية الذي قوامه مئتا ألف فشجع الناس ابن رواحة قائلا: يا قوم ، والله إن التي تكرهون ، للتي خرجتم تطلبون: الشهادة ، وما نقاتل الناس بعدد ولا قوة ولا كثرة ، ما نقاتلهم إلا بهذا الدين الذي أكرمنا الله به ، فانطلقوا فإنما هي إحدى الحسنيين إما ظهور وإما شهادة. فقال الناس : قد والله صدق ابن رواحة.

وهناك ظهرت البطولات الفريدة والتضحيات النادرة والمواقف التي يحسبها الناس اليوم تهورا وخيالا.

إنه جيل رباه المصطفى صلى الله عليه وسلم.

إنهم أصحاب رسول الله صلى الله عليه وسلم الذين لا كان ولا يكون مثلهم.

فقتل أمراؤهم الثلاثة فحمل الراية خالد ففتح الله عليهم ومع ذلك قيل إنهم حين دخلوا المدينة صاح بهم أولاد المسلمين: يا فرار  يا فرار.

ليت رجالنا كانوا كأطفالهم.

إنهم جيل فريد وهم عيار الناس. لا يقع المدح إلا على موافقتهم ولا الذم إلا على مخالفتهم. رضي الله عنهم وأرضاهم.

أيها الأبطال: صمودكم هو صمود الأمة وعنوان عزها

أيها الأبطال البواسل لقد قطعتم في المقاومة أشواطا ورأيتم من صنوف البلاء ألوانا وبذلتم من التضحيات أعز من تملكون وثبتم ثبات المؤمنين الصادقين حيث رمتكم الدول عن قوس واحدة فتعلقت بكم آمال الأمة بعلمائها الصادقين ودعاتها المخلصين بل حتى طوائف من منافقي هذه الأمة تظاهروا بالوقوف معكم مراعاة لضغط الشارع الإسلامي.

أبعد هذا وغيره مما لم نذكره تضعون السلاح أمام تهديدات رعاة البقر  وأنتم -والناس- تعلمون أنهم لا يرقبون في مؤمن ولا غيره إلاُّ ولا ذمة.

إن صمودكم هو صمود الأمة وعنوان عزها وشرفها لذلك صار الأخذ بالعزيمة في حقكم متعينا فليس لكم أن تترخصوا بغثاثة الرخص، ولئن قتلتم وأنتم ثابتون مقبلون أنفع للإسلام والمسلمين في الحال والمآل من أن تحيوا وأنتم مستسلمون صاغرون فتنطفئ بذلك شعلة المقاومة وتتبدد آمال الأمة ويضيع القدس والمسجد الأقصى.

أيها الأبطال: احذروا أن يؤتى الإسلام من قبلكم

لقد علمتنا التجارب أن الاستسلام بعد شراسة المقاومة وجسامة التضحيات تكون مآلاته أسوأ مما كانت عليه قبل المقاومة لأن العدو إذا تمكن أثخن فيكم وعثا عثوا عظيما.

فاصبروا وصابروا ورابطوا فإنكم على الحق المبين واحذروا أن يؤتى الإسلام من قبلكم. فإنكم أولى الناس أن تقولوا:

فَلَسنا عَلى الأَعقابِ تَدمى كُلومُنا

وَلَكِن عَلى أَقدامِنا تَقطُرُ الدِما

تَأَخَّرتُ أَستَبقي الحَياةَ فَلَم أَجِد

لِنَفسي حَياةً مِثلَ أَن أَتَقَدَّما

اللهم إن تهلك هذه العصابة نصب في المقتل كما أصيب أسلافنا عند سقوط غرناطة. اللهم إنك تعلم أنه قد خذلهم القريب والبعيد ورمتهم الأمم عن قوس واحدة اللهم كن لهم ناصرا ومعينا فإنهم لا ناصر لهم سواك .

ندعوك اللهم بعلو قدرك وعلو قهرك وعلو ذاتك أن تنصرهم نصرا مؤزرا وأن تكسر الأحمق المطاع وحزبه فإنهم طغوا في البلاد فأكثروا فيها الفساد اللهم اجعل عليهم رجزك وعذابك.  اللهم قاتل الكفرة الذين أوتوا الكتاب إله الحق.

المصدر

صفحة الدكتور سليم سرار، على منصة ميتا.

اقرأ أيضا

وعد ترامب.. ووعيد الرب..!

مشروع ترامب لتهجير أهالي قطاع غزة

طوفان الأقصى.. هل يبلغ مداه الأقصى..؟

دروس ووصايا من ملحمة الإباء في طوفان الأقصى

طوفان الأقصى طوفان العودة إلى الجذور

من محنة غزة وُلدت المنحة

التعليقات غير متاحة