ثمة علمانية صريحة تُظهر الإلحاد وتبوء به. وثمة علمانية متسترة تتخفى حين تخاف، فتطعن في الأصول الشرعية للتوصل لإسقاط الشريعة؛ فتكون علمانية أكثر بجاحةً وجراءة..!

خطر العلمانية وانتشارها

العلمانية هي أكثر المذاهب الفكرية وضوحاً وجلاءً في الواقع المشاهد المحسوس، وإن كانت ربما تبدو غامضة في الذهن، فهي منهج واقعي ضخم، تعيش الأرض جميعاً ـ إلا ما رحم ربك ـ هذا المبدأ، وهذا المنهج القائم على الشرك بالله سُبْحَانَهُ وَتَعَالَى وهو أعظم وأكبر ذنب عصي الله عز وجل به، القائم على أن الدين الذي أنزله الله تبارك وتعالى والكتاب والحق الذي شرعه لا شأن له في حياة الناس، بل ذلك الشأن للأرباب والمتفرقين والمتألّهين من العباد والأنظمة والمناهج، وليس لله عز وجل ـ في نظر أولئك المجرمين ـ من نصيب، إلا ما يُؤدَّى من شعائر تعبدية، أو ما يسمى بالصلة الروحية به سُبْحَانَهُ وَتَعَالَى..

هذه قضية معروفة عن هذا المنهج في كل مكان وجد فيه؛ ولا سيما حيث نبتت بذوره الخبيثة في أوروبا المجرمة الشاردة عن دين الله سُبْحَانَهُ وَتَعَالَى شرقها وغربها، الشيوعي منها والرأسمالي.

أسباب فرض العلمانية على العالم الإسلامي

والعلمانية فُرضت على العالم الإسلامي ـ وهي غريبة عنه ـ لأسبابٍ كثيرة لا مجال لذكرها الآن، ولكننا نجملها في سببين.

السبب الأول: أن الأمة الإسلامية قد تركت كتاب الله عز وجل وراء ظهورها، وتركت سنة رسوله صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ، وحكَّمت آراء الرجال، واتبعت الفرق والطرق البدعية والضلالات التي عشعشت وفرَّخت في الأمة، وبذلك كانت أهلاً لأن تتقبل العبودية الفكرية لأية أمة قوية غازية، ثم جاءت هذه الأمة القوية ممثَلة في أوروبا الصليبية التي كانت وما تزال أخطر عدو للإسلام والمسلمين، إذ يجتمع فيها اليهود والنصارى، وهما العدو اللدود لهذا الدين، منذ أن أظهر الله تبارك وتعالى محمداً، صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ، وبعَثه، وهم يكيدون له ذلك الكيد العظيم ﴿وَلَنْ تَرْضَى عَنْكَ الْيَهُودُ وَلا النَّصَارَى حَتَّى تَتَّبِعَ مِلَّتَهُمْ﴾ [البقرة:120] هذا شأنهم دائماً وذاك ديدنهم.

والسبب الثاني: أن هذه العلمانية فُرضت في حالة تناسب حال الأمة يومئذ؛ تلك الأمة المنحرفة الضالة عن الكتاب والسنة، والبعيدة عن منهج الله، سُبْحَانَهُ وَتَعَالَى، وعن العلم الشرعي الصحيح، وعن دعوة التوحيد الحقيقية وقد كانت الدعوة موجودة ـ والحمد لله ـ وقد دعا إليها المجدد الشيخ محمد بن عبد الوهاب رحمة الله عليه، ولكن الأقطار الأخرى التي لم تشملها الدعوة ظهرت فيها العلمانية وطبّقها المستعمر، ثم طبقها خلفاؤه من بعده، ولا يخفى عليكم الرموز، أو الأصنام الكبرى للعلمانية، ابتداء من أتاتورك وانتهاء بأبي رقيبة وأمثاله.

مستهدفات العلمانية

أولاً: في مجال العقيدة

هؤلاء الذين يسمون تجديديين، أو مصلحين، أو عصريين، أو تطويريين أو يساريين إسلاميين، إلى آخر هذه الأسماء المختلفة، عندهم توحيد الأسماء والصفات لا يُذكر ولا يهتمون به، ويعتبرون الحديث فيه من اللغو الباطل، الذي لا يجوز أن يدخل فيه.

توحيد الألوهية عندهم، والحديث عن الشرك، وأشباهه لا يمثل عندهم شيئاً، فهم قوم يرون أن كل من انتسب إلى الإسلام فهو مسلم، حتى أصحاب الضلالات، كالماركسيين، فالذي اسمه “محمد” أو “عبد الله” أو إلى آخره من أسماء المسلمين، فهم يعتبرونه مسلماً، وكذلك الاشتراكيون البعثيون وغيرهم، يعتبرون هؤلاء مسلمين، فليس عندهم توحيد ألوهية، ولا توحيد في الأسماء والصفات مطلقاً، فالقاعدة عندهم أن كل من انتسب للإسلام وآمن بأن الله موجود فهو مسلم، ولا يفكرون في ما بعد ذلك.

ثانياً: موقفهم من الشريعة وإقامة أحكامها

ما موقفهم من الشريعة، ومن تطبيق شريعة الله، ومن الأحكام، ومن إقامة الحدود..؟

لهم موقف عجيب جداً، إذ يقولون:

أولاً: لا مانع من وجود أحزاب لا تطالب بإقامة شريعة الله، وصرح بعضهم ـ وربما قرأتم لبعض المغفلين الذين انساقوا وراءهم ـ أنه لا مانع من قيام أحزاب شيوعية في ظل الحكومة الإسلامية، أو في المجتمع الإسلامي، المهم أن تلتزم بالإسلام كحل..! سبحان الله؛ كيف تلتزم..؟!

أما الديمقراطية فالكل يسعى إليها، وينعق بها، وأذكر لكم مثالاً فقط ما يدور في صفحات جريدة “الشرق الأوسط”؛ فهم بين الحين والحين يأتون بشيخ جديد ليبث أن الديمقراطية هي الإسلام، وأن الإسلام هو الديمقراطية، وعليه فلا يمكن إقامة شريعة الله، ولا إقامة حكم الله، ولا إقامة الحدود، إذاً على من يقام حد الردة..؟ إذا كنا نسمح بوجود أحزاب شيوعية، فعلى من يقام حد الردة..؟ إذا كنا نقول: إن حرية الرأي يجب أن تستمر، حتى يقول كل إنسان ما شاء..؟!

يظهر في هذا الأثر الواضح في حياة أولئك الناس في الغرب، ولتعمدهم السير في ركاب العلمانية الجديدة التي يقودها الاستعمار الغربي ويخطط لها، لإحلالها محل العلمانية الملفوظة المرفوضة التي بدأت ـ والحمد لله ـ الآن تنهار في العالم الإسلامي.

طبعاً لديهم مصادر، والتاريخ مملوء بالانحرافات، فقد رجعوا إلى مثل “الطوفي” الذي يقول:

“إن المصلحة تقدم على النص”.

وأخذوا منه، وأخذوا من شذوذات “داوود بن علي الظاهري”، وأخذوا من شذوذات “ابن حزم” وأخذوا من شذوذات بعض المؤلفين للقواعد الفقهية، واستنتجوا من ذلك أن الإسلام لا يمكن أن يطبَق نصاً وحرفاً، الإسلام عندهم مباديء عامة، وليس أحكاماً تفصيلية مقررة، يضربون كتاب الله بعضه ببعض.

يقولون مثلاً: قوله تعالى: ﴿يُرِيدُ اللَّهُ بِكُمُ الْيُسْرَ وَلا يُرِيدُ بِكُمُ الْعُسْرَ﴾ [البقرة:185] يضربون بها قوله تعالى: ﴿الزَّانِيَةُ وَالزَّانِي فَاجْلِدُوا كُلَّ وَاحِدٍ مِنْهُمَا مِائَةَ جَلْدَةٍ﴾ [النور:2] ﴿وَالسَّارِقُ وَالسَّارِقَةُ فَاقْطَعُوا أَيْدِيَهُمَا جَزَاءً بِمَا كَسَبَا نَكَالاً مِنَ اللَّهِ وَاللَّهُ عَزِيزٌ حَكِيمٌ﴾ [المائدة:38].

يقولون إن المجتمعات في هذا العصر، تعيش في حالة من الإنهاك الاقتصادي، ومن السيطرة الغربية، وكذا وكذا، فلا يمكن إقامة السرقة، وحد الزنا، لأنه أقيم في أول الإسلام لأمر مصلحي، والآن لا يمكن أن تقام الحدود، فيبقى الإسلام دعوة عامة للعدل، لكن يمكن أن يطبق العدل، عن طريق الأنظمة والقوانين الوضعية.

فلا يرضون بأخذ أحكام شرعية من قول الله وقول رسوله صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ، ويعتبرونها حرفية مرفوضة تماماً.

يقولون أنه وجد منافقون في عهد النبي صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ وكان لهم رأس كما ورد في السيرة أن عبد الله بن أبي رأس النفاق، فيستدلون بهذا على جواز وجود أحزاب معارضة شيوعية أو يمينية أو يسارية كما قلنا.

وفي قوله تعالى: ﴿يَا أَيُّهَا النَّاسُ إِنَّا خَلَقْنَاكُمْ مِنْ ذَكَرٍ وَأُنْثَى وَجَعَلْنَاكُمْ شُعُوباً وَقَبَائِلَ لِتَعَارَفُوا إِنَّ أَكْرَمَكُمْ عِنْدَ اللَّهِ أَتْقَاكُمْ إِنَّ اللَّهَ عَلِيمٌ خَبِيرٌ﴾ [الحجرات:13] يقولون: إذاً كيف نقسم العالم إلى دار كفر، ودار إسلام، وكيف نجعل دية المسلم، غير دية الكافر، وكيف لا نقتص للكافر من المسلم إذا قتله، والله تعالى يقول هذه الآيات..؟

وهكذا يضربون الأحكام الشرعية فيلغون الأحكام التفصيلية باستنباطات جديدة مباشرة من النصوص الشرعية، بمنهج انتقائي غريب.

مهاجمة العلمانية للمنابع الإسلامية

بعد ذلك يأتون إلى الأصول التي يجتمع عليها الناس ويفهمون منها، ويأخذون منها أحكامهم ودينهم، فيضربونها ضربة قاضية.

العلوم المعيارية

فمثلاً نحن عندنا علوم معيارية، وعلم أصول الفقه، وهذا يضبط كيفية استنباط الأحكام؛ فيضربون أصول الفقه ويقولون: لا بد من أصول فقه جديد. وكذلك القياس؛ يقولون: لا بد من القياس الواسع، بمعنى: قِس أي شيء على أي شيء كما يحلو لك. وكذلك المصلحة الواسعة، ليست المصلحة الشرعية، بل المصلحة الواسعة التي يمكن أن تلغي النصوص.

وكذلك الإجماع المقيد، يقولون: أنتم تقولون: إن الإجماع إجماع مجتهدي الأمة..! وهذا غير ما عندنا من الإجماع المقيد. قال بعضهم: إذا أجمع طلاب مدرسة ثانوية على شيء، فهذا إجماع، ولو أجمعت جمعية على شيء فهذا إجماع.

فيقولون: لماذا نقيد الإجماع بإجماع المجتهدين..؟ ولم هذه الشروط الصعبة..؟ وهذا مؤداه هدم هذه الأصول؛ لأنها إذا هُدمت يبقى القرآن، والسنة ألفاظاً عائمة لا تستفاد منها أحكام، وتُقرأ للتبرك، أو في الصلاة، أما في الواقع، فلا يمكن لأحد أن يطبقها أو أن يقيمها.

أصول الحديث

قالوا أيضاً فيما يتعلق بأصول الحديث: أصول الحديث هذه يجب إعادة النظر فيها، وقد تجرأ بعضهم ـ عياذاً بالله ـ فصرح وقال: من القواعد التي يجب إعادة النظر فيها أن علماء الجرح والتعديل قرروا أن الصحابة كلهم عدول.

قال: وهذا ليس صحيحاً! فليس بمجرد أنه رأى النبي صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ، وآمن به يكون عدلاً! فجاء باجتهاد لم يُسبق إليه وقال: نضع شروطاً لقبول رواية الصحابي، نقول منها: أن لا يروي الصحابي حديثاً فيه مصلحة له أو لمن يواليه حتى نضمن أنه لم يبتدع من عنده.

أي أنه يتهم الصحابة بالكذب على رسول الله صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ لمصالح شخصية والعياذ بالله.

ثم يأتي إلى الصحيحين ويقول: لا نسلم بأن كل ما في الصحيحين صحيح، بل لا بد أن نعرض ما فيهما على القرائن والنظر العقلي، والتاريخ، والتحليل النفسي، والتحليل الاجتماعي، ويهذون بعبارات إذا رآها الإنسان يقول: صحيح..! إذن لا بد أن نعيد النظر، فيشككون الناس في قيمة السنة النبوية.

الهجوم على الفقه

أما الفقه فهجومهم عليه عجيب؛ فهم يدخلون من مدخل سلفي، فيقولون أول شيء: الحجة هو الكتاب والسنة، وآراء الرجال لا حجة فيها، فنقول: ما شاء الله، كلام طيب..! لكن ماذا يريدون..؟ يريدون فصل كلام السلف وفصل تطبيق السلف وكلامهم وتفسيرهم وفهمهم للكتاب والسنة فصلاً كاملاً، فيأخذون هم مباشرة من القرآن والسنة؛ وأنت تأخذ مباشرة، فيقْلبون الآيات كما ذكرنا، ويضربون كتاب الله بعضه ببعض، ويضربون الحديث بعضه ببعض كما يشاءون، ويصححون ويضعفون كما يشاءون؛ أما كلام الأئمة العلماء وفهمهم وعملهم وتطبيقهم ومؤلفاتهم فهذا كلام بشر، ويقولون: فرق بين الدين وبين فهم الدين وصورة التدين، ففهم الدين يختلف بحسب العصور، وصورة التدين تختلف بحسب العصور، أما الدين فهو النص فقط، ثم كلٌ يفهمه كما يشاء.

وهجموا هجوماً آخر فقالوا: كتب الفقه المطولات المعقدات تستطرد وتطيل النفس في أبواب الحيض والنفاس، والصلاة، والصيام والزكاة، ولكنها لا تتعرض لأبواب الإمامة والخلافة ونظام الحكم والشورى؛ لماذا..؟ قالوا: لأنها كتبت في أيام سيطرة الحكام الاستبداديين، والعلماء كانوا يسيرون في ركاب السلطة، فهو فقه مرحلي، مؤقت، فقه كان يتكلم باسم الطبقة المسيطرة، وباسم الحكام وأولياء الأمور في تلك المرحلة.

طبعاً معروف أننا لم نجد في كتب الفقه، أو قد لا نجد على العموم ما يتعلق بالإمامة والخلافة؛ لأن باب الإمامة أرفع عندنا من أن يذكر في أبواب الفقه، فهو موجود في كتب العقيدة كما تعلمون، فالإمامة من مسائل العقيدة؛ نظراً لما جرى من الخوارج والروافض وغيرهم.

يقولون: الفقه الإسلامي فقه عنصري..! كيف هذا..؟ قالوا: انظر كيف أن الفقهاء يقسمون الدور إلى دار حرب ودار إسلام، وهذه مرحلة نتيجة الحروب الصليبية التي كانت دائرة، ونتيجة أن الناس في العصور الوسطى كان النصراني يكفر المسلم، والمسلم يكفر النصراني، أما الآن فلا، العالم انفتح الآن، وصارت هناك حقوق للإنسان، ولا يصلح بعد الآن، أن نقول: فقه للمسلمين وفقه لغير المسلمين، دار إسلام ودار حرب، هذا كله كلام لا قيمة له الآن.

مجال الاقتصاد

بعد ذلك إذا جئنا للاقتصاد يأتونك بالعجب العجاب؛ فيقولون أن البنوك لا بد منها، وأن الفوائد الربوية ضرورية، وأنه مَن الذي يقول: إن الفوائد ليست حلالاً..؟! ويدافعون عنها أشد الدفاع؛ يقولون أن المؤسسات الرأسمالية تقوم كما هو الحال في الدول الغربية، وكذلك الشركات تقوم على النمط الغربي، وهذا من الإسلام ومن الديمقراطية ومن حرية المال، أو من الاشتراكية، كما في الوثيقة الاشتراكية، واليسار الإسلامي يقول: الماء والنار والكلأ مباحة للجميع، ويقاس على ذلك كل وسائل الإنتاج، ويقاس على ذلك المصانع والتأمين إلخ.

فتكون الأحكام كلها نسخة من الغرب، ولا تؤخذ من الفقه الإسلامي، ولا من كتاب الله، سُبْحَانَهُ وَتَعَالَى، خاصةً في هذا الجانب.

المرأة والحجاب

موضوع المرأة والحجاب، ماذا يقول فيه العلمانيون الجُدد الذين يلبسون ثوب الإسلام المزعوم، فضفاضاً واسعاً..؟

يقولون إن المجتمع الإسلامي، ليس مجتمعاً منفصلاً، المرأة فيه لا تختلط بالرجال؛ بل هو مجتمع مختلط، ولكنه فقط محتشم لا منفصل، هذا شعارهم..! وما هو تفصيل هذه الحشمة..؟ تغطية الوجه ينكرونها تماماً، ويقولون: يجب أن تخرج المرأة، والمرأة مظلومة، والفقه الأعوج، أو الفقه الميت إلى آخره، هو الذي يحبس المرأة في البيت، أو يأمرها بأن تغطي وجهها، وأننا نخجل ونستحيي أن يرانا الغربيون ونساؤنا يغطين وجوههن، والغربيات يحكمن الدول.

جاء هذا على ألسنة كثيرين وليس رجلاً واحداً فقط، إنما هذا كاتجاه ومنهج لإفساد المرأة المسلمة.

إفسادهم في مجال الفن

والفن ماذا يقولون..؟ لهم رسائل في ذلك، ولهم كتب منها كتاب الدين والفن، منها كتاب “آراء تقدمية في الفكر الإسلامي” يقولون: يوجد في الفقه الإسلامي آراء تقدمية سبقت عصرها. وأنه عندنا كنوز خفية ما نعلمها، انظروا إلى ابن حزم كيف أباح الغناء، هذا فكر تقدمي، والآن القرن العشرين بدأ الإنسان المعاصر يحس بأهمية الغناء وضرورته، لكن المتزمتين والمتشددين يقولون: البخاري روى وفلان قال، وابن القيم ذكر خمسين وجهاً في تحريمه.

كل هذا كلام لا قيمة له في نظرهم.

خلاصة

مما سبق يتبين أن هذه هجمة جديدة يهاجَم بها هذا الدين، وعلمانية جديدة تلبس ثوباً فضفاضاً واسعاً، تحت شعاراتٍ ونداءات إسلامية مختلفة؛ هي العدو الذي يواجه الدعوة الإسلامية الآن، وفي المستقبل القريب.

أما من ينادون علانية بإنكار وجود الله سُبْحَانَهُ وَتَعَالَى أو تكذيب كتاب الله، عز وجل، جهاراً نهاراً، أو الطعن في سنة النبي صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ جهاراً نهاراً، فهؤلاء أصبحوا يتلاشون ويتساقطون.

وهذه المرحلة الجديدة لها رموزها، ولها كُتابها، ومعاهدها، ومؤسساتها، وصحافتها، وهذه لا أقولها إلا لأذكركم بها، وستعرفون الكثير منها ـ إن شاء الله ـ أينما وجدتم مثل هذه الأفكار، فستجدون وراء ذلك الماكر الخبيث.

……………………..

المصدر:

  • الشيخ سفر الحوالي. تلخيص محاضرة مفرغة. موقع المكتبة الشاملة.

اقرأ أيضا:

التعليقات غير متاحة