للإسلام أثره الرباني المُحيي للفطرة والخير حينما يمر على مكان وتاريخ، وللمسلمين آثارهم الحسنة والأيادي الجميلة. وللكفر بأنواعه أثاره البشعة وثماره المرة.
آثار الكفار قديما وفي قرون “الحداثة” !
عندما تجد شعوبا تُقهر، وتجد بنكا ربويا أُنشئ يمتص الفقراء ويبيع مقدرات البلاد لـ “السيد الخارجي”، مع إعلام يجعل الشعب المقهور سعيدا وهو مخدّر ومسروق، وتجد اختلاطا جنسيا وإباحية فاضحة، وأقلية تحكم من خلال برلمان مزيف.
عندما تجد شذوذا أخلاقيا وقيميا، وأمراضا مستعصية وحروبا بيولوجية، ومنشآت لحقوق الإنسان كاذبة منافقة، وجنودا يمثلون بجثث الأطفال ويلتقطون صورا مع قتلاهم للذكرى الفاجرة والتفاخر الحيواني، عندما ترى حقدا دينيا وتاريخيا طافحا.
وعندما تجد حضارة مفلسة وطلاء زائفا ونَهَما للمال والثروات وابتزازا للشعوب وتكوينا للعصابات ورعاية لها، لسرقة ثروات الأمم.
عندما تجد عدالة انتقائية وديمقراطية يشيعون الكلام عنها ويمنعونها بقوة السلاح والانقلابات على الأرض.
دلالة الأثر
“عندئذ” تعرف أن أمريكا وأذنابها، وكفرة الشرق والغرب، مرّوا من هنا، وأن قواتها دخلت هذه البلاد.
هذا يسمى غزو، ولا تنسى الطلاء الحضاري في كل هذا.
آثار المؤمنين حينما مرّوا
“قديما”، كنتَ عندما ترى مسجدا أُقيم وعمرانا امتد وإيمانا يُتلى وإنصافا يقام وعدالة تشيع، وخروجا من الجاهلية والتعري وعبادة الأوثان الى العفة والصدق والتوحيد والترفع على الخزعبلات، وتفجر الطاقات العلمية.
عندما تجد قلوبا تتلقف الإيمان وتتلقى العلم فيصير أهلها سادة ولو كانوا من قبلُ عبيدا.
عندما تجد إيمانا يتوطن القلوب وجنودا تنهض وشعوبا تنضم للأمة الربانية وتنصهر فيها عن طواعية. عندما ترى حضارةً تقام، وقبائل وشعوبا تسأل عن حكم الله في وقائع وتفاصيل حياتها لتلتزم به.
دلالة الأثر
عندئذ تعرف أن المسلمين مروا من هنا وأن جندهم شرفوا تلك البلاد. هذا يسمى فتح، ولا تنس الصدق في التغيير والنقلة العميقة للأمم والشعوب.
مفارقة وفجوة
ثم حدث في التاريخ فجوة خسرت البشرية الكثير بسببها فاستبد بتوجيه البشرية شياطين الإنس فقدّسوا الطبيعة وجحدوا الخالق وأشاعوا الإلحاد والإباحية ثم أشاعوا الحقد والظلم، وأكلوا الربا ونهبوا الثروات وسفكوا الدماء وأبادوا شعوبا بأكملها، إنها فجوة في التاريخ، ولا بد من عودة.
عندنا اليوم، لا يعبر الغلوّ عن المسلمين، كما لا يعبر عنه الإرجاء، كما لا يعبر عنه العلمانيون بالطبع! ولا تجار “الشيوخ النصابين”، الذين يخدمون الإلحاد ويمهدون للتنصير ويشاركون بقوة في محو الدين واندراسه! وهم شيوخ!!
خاتمة
إن مواجهة المسلمين اليوم هي في طور المقاومة والامتناع على المحو والفناء، ومن أجل فرض وجودهم. فالإسلام اليوم يُمنع من الظهور لئلا يمارِس دوره الشريف في حياة البشرية.
يُمنع الإسلام من خلال العداء من الخارج، والجموع المنصرفة اللاهية، والأهواء التي تسللت لمن يفترض أن يقوموا بالدفاع عن هذا الدين حتى اقتتلوا، والغلوّ المنفر والمفتت، والإرجاء المضيِّع.
لكن لهذا الدين من الحيوية ما يعْبُر كل هذا بإذن الله تعالى، ويقوم بدوره على يد من يُخلص له، ولن يُعدم المخلصون، والله غالب على أمره، (ولتعلمن نبأه بعد حين) صدق الله العظيم.
………………………………..