للطغاة الفجرة خطة معروفة؛ كم قام بها العديد من قبلهم. يدفعون الى استحلال المحرمات والتغيير القيمي للمجتمع. ثم يدفعون افرادا يجعلونهم ابطالا ليشقوا طريقا للهلكى من بعدهم..!
الخبر
“نشرت صحيفة “مترو” في لندن تقريرا، تقول فيه إن النساء السعوديات “المتمردات” بدأن يعبرن عن تحديهن للنظم الاجتماعية المقيدة في السعودية، من خلال ارتداء الزي الغربي.
ويشير التقرير، إلى أن عددا لا يتعدى أصابع اليد من النساء السعوديات اتخذن قرارا “خطيرا”، وهو التخلي عن العباءة، وتجنب ارتدائها، في محاولة للدفع باتجاه الحريات الاجتماعية.
وتستدرك الصحيفة بأن عددا من النساء “الشجاعات” اتخذن قرارا خطيرا للتغيير، قائلات: “يجب ألا يجبرني أحد على ارتداء شيء لا أريده”، مع إشارات على تغيير بطيء داخل المجتمع.
يلفت التقرير إلى أن ولي العهد السعودي الأمير محمد بن سلمان، ألمح العام الماضي، في مقابلة مع شبكة “سي بي أس” الأمريكية، إلى أن هذا الزي ليس إجباريا.
وتنوه الصحيفة إلى أن مشاعل الجلود (33 عاما) توقفت عن ارتداء العباءة، وظهرت لها صورة وهي تمشي وسط الرياض بكعب عال وقميص برتقالي غامق وبنطال واسع.
وبحسب الصحيفة، فقد قالت امرأ أخرى” “أعيش في الرياض دون عباءة منذ أربعة أشهر.. أريد أن أعيش الحياة التي أريدها، ولا أحد له الحق بإجباري على ارتداء شيء لا أريده”.
وتقول الصحيفة إن محمد بن سلمان حاول تغيير صورة البلد، وسمح للمرأة بحضور الحفلات الموسيقية، ودعت هيئة الترفيه عددا من نجوم الغناء، بينهم نيكي ميناج، رغم ما يعرف عنها من طريقة ارتدائها الزي الفاضح”. (1عربي 21، 13/9/2019، على الرابط:
مترو: سعوديات يتركن العباءة ويخرجن إلى الشارع بزي غربي)
التعليق
1) لا تُعدم المجتمعات أن تجد مستهترا أو مستهترة بالقيم، ولا تفقد جريئا على المحرمات؛ خاصّة أن اتجاه السلطة في بلاد الحرمين كان متناقضا بين الحفاظ على الشريعة مَظهرا، وفي جانب آخر كان السعي لإشراب المجتمع الثقافة الغربية من خلال الإعلام، ومن خلال الابتعاث، ومن خلال حاسة الانبهار بالغرب بسبب الفارق العلمي الذي لم ينجحوا في اجتيازه، وبسبب الممارسات الاستبدادية المخالفة للشريعة والتي ألصقوها بها من خلال الانتساب الكاذب لها..
كل هذا ـ وغيره ـ أدى الى إيجاد بيئة وأرضية “ما” قابلة لهذا التحول. فوُجدت طبقة من الفساق المشرئبّين بأعناقهم نحو الغرب ويشتاقون الى التحلل من دين الله تعالى وأحكامه وقميه، وهؤلاء هم الأدوات المستعملة والبيئة المستهدَفة والتي يطمع فيها الغرب ـ والطغاة التابعون له ـ ليكونوا طليعة للتغيير الإجرامي المطلوب، بعد فترة التجفيف من الدعوة ومن الدعاة الصادقين والعلماء المستقيمين الذين ملأ بهم السجون.
2) لم تخرج هذه المرأة المتعدية لحدود الله ـ وغيرها؛ إذ قد سبقتها بعضٌ من أخواتها المجرمات ـ لم تخرج إلا ومعها كاميرات تتبع خطواتها وتستخرج انطباعات الناس، وتنتقي التصريحات الكاذبة والمواقف والآراء الضعيفة والمتعاونة مع الفجرة والمنهزمة أمام الفساق..!
فهذه لم تخرج عن جريمة خطط لها “ولي الأمر”..! فلم تخرج عن إجرامه وتخطيطه؛ ضمن خطة مدروسة ومقصودة. والأوضح من هذا تصريحها أنها تفعل هذا استنادا لما صرّح به “ولي الأمر” وأنها تحتمي بذلك.
3) ليس الأمر هنا أمر معصية عابرة؛ بل الشأن هنا “رد أمر الله”؛ فقد لُقِّنت المرأة أن تقول أن
“ولي الأمر أعطاني الحرية ألا ألبس ما لا أقتنع به”.
والأمر ليس شأن اقتناع شخصي أو عدمه، إنما الشأن شأن حكم من أحكام الله أمر به وهو الحجاب، وحد من حدوده حرمه؛ وهو النهي عن السفور والتبرج أمام الأجانب، وقيم أمر الله بها كالغيرة على العِرض وسدّ الذرائع للفواحش وغيرها والتشبه بالكافرين وتدمير قيم المجتمع المسلم.. كل هذا أُهدر، وقد ردَّه هؤلاء المحادون لله ولدينه. فالمسألة مسألة قبول للشرائع أو ردها، وليس أمر مخالفة ومعصية عابرة.
4) هنا أيضا تبدو لك حقيقة ما أخبر الله تعالى به من أن هناك حَمَلة راية للشهوات يريدون بالناس أن يميلوا ميلا عظيما بلا رادع ولا حدود ﴿وَيُرِيدُ الَّذِينَ يَتَّبِعُونَ الشَّهَوَاتِ أَنْ تَمِيلُوا مَيْلًا عَظِيمًا﴾ (النساء: 127)
وهؤلاء هم من أخبر الله تعالى بهم وحذّر منهم وأسقط تعالى حجة من اعتذر بأنه خُدع. وقد أسقط رسول الله صلى الله عليه وسلم شرعية هؤلاء؛ فعن عبادة بن الصامت قال: سمعت أبا القاسم صلى الله عليه وسلم يقول: “سيلي أموركم من بعدي رجال يعرفونكم ما تنكرون، وينكرونكم ما تعرفون، فلا طاعة لمن عصى الله فلا تعتلوا بربكم”. (2مسند أحمد ط الرسالة (37/ 450))
5) لا يرعوي كثير من الخلق أن يحملوا أوزار إضلال أمة وأجيالا. وهو ذنب لا يموت بموْت صاحبه ولا يتحمل مخلوقٌ ألمه في الآخرة. لقد قال ربك تعالى معجِّبا خلقه مما اقترفوه في الدنيا ويقاسونه يوم القيامة ﴿فَمَا أَصْبَرَهُمْ عَلَى النَّارِ﴾ (النساء: 175) ومع هذا يتهافت الفجار على الإضلال والإغواء وسلخ أمة من دينها وهويتها وقيمها ولكن ربك بالمرصاد؛ سبحانه.
[للمزيد اقرأ: الفُسّاق .. أدوات الغرب وطمع الملحدين]
خاتمة
يجب ألا يقبل المسلمون أن يعطَي هؤلاء الفساق والفجار والمحادون لله ولدينه، حق تشكيل ملامح المجتمع في بلاد الحرمين. فالمجتمع المسلم ليس هؤلاء الفجرة ولن يكون بإذن الله تعالى.
إن هؤلاء النسوة نشاز في المجتمع، ولا يمثلن نسبة تذكر؛ حيث أن الغالبية العظمى من المجتمع قد استعصت على رياح التغيير ورفضت هذا الانحلال، وهذ مما يقلق المجرمين أصحاب القرار وعبيدهم المنفذين ﴿إِنَّ اللَّهَ لَا يُصْلِحُ عَمَلَ الْمُفْسِدِينَ﴾ (يونس: 81).
وهذا يحتّم على المصلحين مضاعفة الجهد في توعية الناس وبيان الحق من الباطل لهم، وأن البقاء للحق، وأن الباطل فيذهب جفاء.
وعلى المجتمع المسلم في بلاد الحرمين عدم الاستسلام لملامح الفجار ولا لشرَكهم لأنه تسليم أمة خيّرة لفجرة، وتسليم الأجيال القادة لخائنين. والله غالب على أمره ولكن أكثر الناس لا يعلمون.
…………………………………..
هوامش:
- عربي 21، 13/9/2019، على الرابط:
مترو: سعوديات يتركن العباءة ويخرجن إلى الشارع بزي غربي - مسند أحمد ط الرسالة (37/ 450).