باع عملاء أمريكا من أعضاء الحكومة العميلة دينهم وبلادهم من أجل شهوة الملك والأمل في المال والشهرة، وبعضهم من أجل تنفيس أحقاده العقدية والقومية؛ لكن نفس الشهوات تقسّمهم وتقصم ظهورهم.

الخبر

“أدى الفائز بالانتخابات الرئاسية في أفغانستان “أشرف غني” ومنافسه “عبد الله عبد الله” في مراسم منفصلة اليمين الدستورية لرئاسة أفغانستان اليوم الاثنين، في حين هز انفجاران العاصمة كابل. وتعمّق هذه الخطوة الخلاف بين السياسيين الاثنين، وتضعف مباحثات السلام المقررة مع حركة طالبان غدا الثلاثاء في أوسلو.

ورغم إعلان فوز غني في الانتخابات التي جرت في سبتمبر/أيلول الماضي، فإن عبد الله -الذي شكك في النتيجة- أجرى مراسم متزامنة مع مراسم تنصيب غني، حيث أحاط به المئات من أنصاره، في وقت تعهّد فيه “بحماية الاستقلال والسيادة الوطنية وسلامة الأراضي” في أفغانستان””. (1موقع “الجزيرة”، 9/3/2020، على الرابط:
أفغانستان.. حفلا تنصيب رئاسي على وقع انفجارات
)

التعليق

إن الله تعالى بالغ أمره، وقد جعل تعالى لكل شيء قَدْرا. وإن فيما نرى من ترتيب الله تعالى وأقداره لأهل الجهاد في أفغانستان أنهم بعد تفاوضهم مع الأمريكيين فإن التربة مهيأة لهم في الداخل الأفغاني بانقسام عدوهم من حفنة العملاء لتصبح حفنتين وأكثر.. وهذا مما يضعفهم أمام المجاهدين.

قد يُؤتَى أعداؤه من شهوتهم السيالة للعاب على الملك الذي يبقون فيه أياما معدودات ويحملون أوزارا تنوء بها الجبال ليُظلم مصيرهم في الآخرة..! ففي تنافسهم من صنْع الله تعالى ما يكشفهم ويُضعفهم ويكفي المسلمين من شرهم الشيء الكثير.

وإن مما رأينا من أقدار ربنا تعالى أنه إذا أراد أمرا هيأ له أسبابه ورأينا مقدماته. وقد يكون هذا الانقسام من بركة الجهاد وبركة التضحيات التي قدمها المجاهدون، وبركة ثباتهم طوال السنين، واجتماع كلمتهم، وإثبات قدرتهم على الكرّ بعد الفر، والإقبال بعد الإدبار، وتحقيقهم المرونة التي تجعلهم إن تلقوا ضربة كانت لهم بعدها ضربات، وإن شعر العدو أنه انتصر واستقر أمره فوجيء أنه على بحر من النيران وأرض قد غُرزت فيها قدمه ويطلب فقط الخلاص لنفسه.

وبقيت للأمريكيين الذكريات أنهم ظلمة فجرة، قد استحلوا المحرمات، وذكريات أخرى يسخر بها منهم الخلق بتصريحاتهم المشهورة أنهم قضوا على طالبان عدا أربعة أشخاص فقط..! وأنه جاري البحث عنهم..!

ثم إذا بالأربعة نفر ـ على قولهم ـ أو بكتائب المجاهدين ـ في حقيقة الحال ـ اليوم يسيطرون على (70%) من أرض أفغانستان، وهم محل التفاوض الأساس مع الأمريكيين، وهم من يقررون انسحاب العدو.

لا شك أن المشوار أمامهم طويل وأن للأمريكيين فخاخهم المنصوبة للمجاهدين، لكن نظن فيهم الخير وأنهم سيكونون عند ظن أمتهم بيقظة وثبات. ونرجو لهم ألا يقعوا في شَرَك المجرمين؛ فإن القوم الصليبيين عموما لا يجيدون شيئا مثل النفاق والوحشية.

خاتمة

إن مما يرسل الله لعباده من معوناته ما لم يكن في الحسبان؛ ويجب على المجاهدين أن يتلقوا ما أتت به الأقدار من مثل هذا الانقسام بين العملاء ليعيدوا بلادهم الى دينهم وأمتهم. والله تعالى غالب على أمره ولكن أكثر الناس لا يعلمون.

……………………………..

هوامش:

  1. موقع “الجزيرة”، 9/3/2020، على الرابط:
    أفغانستان.. حفلا تنصيب رئاسي على وقع انفجارات

اقرأ أيضا:

التعليقات غير متاحة