يتظاهر يهودٌ في الكيان الصهيوني ضد صفقة ترامب الوقحة ـ رفضا لخطر التمادي في الظلم الفاقع ـ بينما يمنع العرب تحت طرقات الاستبداد وغشم العسكر؛ حتى هُدَّت نفوسٌ وانصرفت همم..!

الخبر

“تظاهر مئات الإسرائيليين، مساء السبت، (1/2/2020) وسط تل أبيب، رفضًا لخطة السلام الأمريكية المزعومة المسماة “صفقة القرن، بحسب إعلام عبري.

وذكرت صحيفة “يديعوت أحرنوت” على موقعها الإلكتروني، أن نشطاء من أحزاب ومنظمات حقوقية يسارية، نظمت تظاهرة جابت شوارع رئيسية في تل أبيب. وحمل المتظاهرون لافتات كتب عليها باللغتين العبرية والعربية، من بينها: “هناك طريق آخر”، “نرفض الخطة الأميركية”، و”نعم للسلام، وليس للضم”.

ونقلت الصحيفة عن عضوة الكنيست عن حزب ميرتس، تمارا زاندبيرغ، قولها إن “خطة ترامب ليست خطة للسلام، بل هي عبارة عن فكرة ضم وترحيل، ووصفة آمنة لمزيد من العنف قد يضرب المنطقة بأسرها”.

وأكدت أن “أي خطة سلام تتم بالتوافق بين القيادتين الإسرائيلية والفلسطينية، وليس فرضها بما يتماشى مع مصالح طرف على حساب آخر”. (1موقع “الأناضول”، 1/2/2020، على الرابط:
مئات الإسرائيليين يتظاهرون وسط تل أبيب ضد “صفقة القرن
)

التعليق

يعطِي اليهود في بلاد فلسطين المسلمة، يعطون لمواطني كيانهم الغاصب من الاطلاع على المعلومات والحقائق، والحرية للتفكير، ولإبداء الرأي والتظاهر والإعلان عن قناعاتهم ما يسمحون به لمثل هذه التحركات والمظاهر. وهذا مما يزهو به الكيان الغاصب على أنه “دولة ديمقراطية” وأنه يمثل جزءا من الحضارة الغربية. وهذا من المقاربات التي تتقدم بها “إسرائيل المزعومة” للعالم الغربي برسالة مفادها “أنها جزء عضوي منه في المحيط العربي “المتخلف” والمعادي لأوروبا ـ ولو تاريخيا ـ والمختلف حضاريا مع أوروبا بصورة قاطعة“.

لكن ما يستوقفك أن حرية الرأي عند الكيان الصهيوني تتناول أمورا تمسّ عصب الكيان الصهيوني وعصب مستقبله وتمس موقفه من خطة يراها أملا بذل سياسيوهم فيها الكثير للوصول اليها. ومع هذا لم يقولوا لرعاياهم أن اصمتوا..! ولم يسجنوهم أو يقتلوهم أو يتهموهم بخيانة الكيان أو “الدولة”..! بل رأوا في هذا نشاطا إيجابيا وحقا أصيلا وعاملا مهما في بيان أوجه الصواب والخطأ في السياسة التي يقوم بها الكيان.

دعك أنهم في النهاية يقومون بتنفيذ ما يريده أكابر المجرمين..

لكن ما أردنا لفت الأنظار اليه أن في “الزنازين” العربية التي يقوم عليها سجانون مرتدون، وهي المسماة بـ “الدول العربية” يُمنع على الناس انتقاد خياناتهها الفجة، ويمنع عليهم أي حراك سياسي يعبر عن رفض الأمة لبيع جزء منها ويرفض إمضاء المشاريع الغربية والصهيوينية.

أكثر من ذلك.. أنهم لا يستطيعون الاعتراض على ما صرح به السفيه “جاريد كوشنر” صهر ترامب اليهودي وعراب الصفقة الجريمة، الى قنوات مصرية (2MBC مصر، بتاريخ الأحد 2/2/2020MBC مصر، بتاريخ الأحد 2/2/2020، في لقاء لـ “جاريد كوشنر” مع الإعلامي “عمرو أديب”) بأن طاغية مصر ـ عسكري الانقلاب ـ مشارك في التخطيط لصفقة القرن ومقترح لبعض بنودها ومشارك أصيل في تكوين الرؤية نفسها؛ أي أن مصر نفسها تخون قضيتها وقضية الأمة، بإعانة كيان معادٍ وسرطاني يعتمد سياسة “التمدد” و”الهيمنة” على المنطقة، ومخالف للمنطقة في الاعتقاد  والحضارة، وموقع عسكري متقدم للغرب، وله  تاريخ دموي مع المنقطة، ويعمل “خلف” الدول العربية وخاصة “مصر” في إفريقيا وفي الحدود البحرية لحصارها وخنقها وتهديد وجودها.. وغيرها من أوجه التناقض والإجرام ومظاهر الخطورة..!

وبرغم ذلك فالظاهرة هي المنع والاستبداد القاطع والتهديد لكل من يعترض؛ بل وتخوين المسلمين عندئذ بأن لهم علاقة بالمقاومين المجاهدين..! إذ إنها أصبحت جريمة..!!

هكذا تظهر الصورة المخزية والمتناقضة؛ حرية في الكيان النجس، وكبت وقهر واستبداد تحت القيادات العلمانية المرتدة في عقر بلاد المسلمين..!

وللمفارقة فالكيان يكسب هنا من جديد من ناحيتين:

الأولى أنه يتقدم بحريته وديمقراطيته ككيان متحضر في مواجهة دول متخلفة تمنع مظاهر الحريات الحديثة.

والثانية أنه يقول أنه أخرج في تربيته كيانا إنسانيا متحضرا مسؤولا ومفكرا في مقابل أشخاص مقهورين محطمين..!!

وهذه الحقيقة الأخيرة هي المُشاهَد الآن؛ فالشحص المسلم في البلاد العربية هو ذلك الشخص “المهدود” والمهزوم نفسيا، لا يستطيع الحراك العام بسبب قسوة اليد الظالمة التي ألهبت ظهور الناس سياطا، وأبكتهم أحزانا، وقهرتهم سجونا، وأدمتهم قتلا ودما..!

بل ثمة قطاع من المنافقين الذين استمالهم الباطل انصرفوا عن قضايا العقيدة وقضايا الأمة، ووالوا وهتفوا للعدو وعادوا أهل مِلّتهم.

خاتمة

برغم هذه الصورة المحزنة لهذه الأوضاع إلا أن فئة باقية؛ أولي بقية، وذوي إصلاح، يحملون هَمَّ هذه الأمة ويذودون عن دينهم ويقفون يهتفون بأمتهم أن تفيء الى الحق موضحين معالمه، سواء من كان منهم قائما على عِلم وبلاغ، أو قائم على عمل عام، أو قائم في خندقه يحفر بأظافره خنادق يحمي أمته ويتقدم بصدره يذود عن عرض أمته. تلك الفئة وأولئك الصالحين الأخفياء العُباد البسطاء المخلصين أصحاب الغيرة على الدين؛ يجعل ربك فيهم من الخير الكثير.

ومن ناحية أخرى يجب النظر الى مجتمعات المسلمين بصورة كلية لنعرف إلام وصل “الإنسان” المسلم المعاصر من حيث: مفاهيمة، وشخصيته، ونفسيته، ورؤيته للواقع، معرفته بدينه، وعزيمته للتغيير، ومدى بصيرته بالواقع ومعرفته بالحقائق وإبائه على التضليل، ويقدّر الله من الخير على يد المخلصين ما لا يقدرون هم عليه بل تقدر عليه يد الله سبحانه.

……………………………..

هوامش:

  1. موقع “الأناضول”، 1/2/2020، على الرابط:
    مئات الإسرائيليين يتظاهرون وسط تل أبيب ضد “صفقة القرن
  2. MBC مصر، بتاريخ الأحد 2/2/2020، في لقاء لـ “جاريد كوشنر” مع الإعلامي “عمرو أديب”.

اقرأ أيضا:

التعليقات غير متاحة