للخير مواسم، وفي دهرنا نفحات. ورمضان موسم للخير يتقلب فيه المؤمن ـ تأسيا بنبيه ـ بين تعبدات الصيام والقرآن والقيام والصدقة والجهاد.
عشر لرمضان..فاحفظوها من الآن..
1- أهل المقابر جميعهم يتمنون ركعتين، فكيف لو رزقوا تراويح ليلة؟! فكيف بمن سيرزقها جميعا.. كيف يكون شكره؟!
2- المتسابق بلا إعداد كالعابث بين المجدين، وكالهازل بين الجادين، فكيف لو كان ميدان السباق رمضان؟! ابدأ أو استمر في ختمة الإعداد، وعود جسدك على قلة الرقاد، وهيء قلبك للموسم قبل قدومه.
3- الهواتف عاقدة للألسن عن الذكر، ومبددة الأعمار في غير كثير أجر… فتخفف منها، فركعة في رمضان والله خير منها.
4- لا تطرق باب الجنة وحدك… قدم بين يديك أولادك الأبرياء، وزوجك المحبة… ابدءوا من اليوم جلسات القرآن، وتجديد الإيمان… فالبيت كلما زاد عدد صالحيه..كان عرضة لأن يقبل كله.
5- حدد من الآن..عدد الختمات، ومكان الصلوات، ومصارف الزكوات والصدقات، وما تنويه من الخبيئات والقربات…فالمرتبكون غالبا ما يتأخرون، وإذا سابقوا لا يسبقون!!
6- صح في الحديث.. أن لله عتقاء من النار في كل يوم وليلة في رمضان…فطالما أن للنهار عتقاء ولليل عتقاء… فاجتهد لكل منهما..فلعلك إن فاتك عتق النهار لم يفتك عتق الأسحار… وجل الأخيار مشغولون عن عتق النهار…فانتبهوا.
7- والداك أو أحدهما… باب جنة مفتوح، ورحمة في الأفق تلوح… فابدأ من عندهما القربات، واصحبهما-إن استطعت- في الروحة والغدوات، فقد كان ابن سيرين يبيت ليلته يغمز رجل أمه، وأخوه يصلي، ولا يحب أن يبادله أخوه الأجر أو العمل!! والداك في رمضان أقرب طرق الجنان.
8- التمس صديقا صدوقا.. لا تفتر همته، ولا تبرد عزمته… فإني وجدت المتوقفين في أواسط المواسم.. ليس لهم من رفقاء الطريق نصيب…الرفيق قبل الطريق.
9- اذا انتصف الشهر، وشعرت بمكانك المتأخر بين ركب القافلة.. فأوقف دنياك إلا من مصحفك وسجادتك ودمعتك ونفقتك…فالمحروم الحق.. من ترك نفسه حتى ينتهي العطاء، وكان رأسماله التمني، وأحس بالبلية بعد قدومها، وليس قبل حلولها…. الأعمال بالخواتيم.
10- أعد للدعاء المال الحلال، والقلب النقي كما الماء الزلال، فوراءك في رمضان هذا… آلاف المتعبين، وملايين المكلومين من المسلمين، فضلا عن أولئك المتجبرين من الفجرة الظالمين، وكلهم ينتظرون داعيا مجابا كأنس بن النضر أو البراء بن مالك… فالسماء هي السماء…لكنها تنتظر قلبا كقلب البراء… فكن أنت صاحبه.
رمضان بين الصالحين والمصلحين
رمضان الصالحين مسجد وقيام ومصحف وصيام… أما رمضان المصلحين فجميع ما سبق وزد عليه:
تفقد المتعففين، وإفطار الصائمين، ودلالة الخلق على الله، والسعي في الحوائج، وصلة الرحم، وبذل ما يعلمه الله من طاقتك لمن يحتاجها من أمتك.
فالنبي صلى الله عليه وسلم في رمضان جاهد، وأنفق، وتفقد، وعلّم، وأطعم، كما صام وقام.
ووالله لرمضان المصلح خير من ملء الأرض من رمضان الصالح..
لأن الخير المتعدي أثره أفضل عند الله من الخير غير المتعدي باتفاق العلماء…
ورمضان هذا…يجيء والناس على حال من الفاقة والعوز لا يعلمها إلا الله… فتفقدوا إخوانكم ما استطعتم… فالساجد قبل المساجد كما علمنا السابقون!!
المصدر
خالد حمدي.
اقرأ أيضا
استقبال رمضان .. مراجعة واستعداد