سب رسول الله يؤلم كل مسلم أكثر من إيذاء شخصه وأهله وولده. تلك طبيعة الإيمان. وللساب حكمه وحدُّه. وقد يستعمل المسلمون هذا الحدّ، وقد يتأخرون عنه لحالة استضعاف وغربة لئلا يعم الأذى قطاعات واسعة من المسلمين.

مقدمة

ما كان “عبد الله الشيشاني” ليقدم على قتل المدرس الفرنسي لولا أن الأخير استفزه بعرض الرسوم المسيئة للنبي صلى الله عليه وسلم، ومع أنه قد سبقت مثل هذه الاستفزازات وتكررت في فرنسا وترتب عليها حوادث دامية، ومع الأسف فليس هناك عقلاء في فرنسا يحمون العقل، ويسعون في نزع فتيل الفتنة. وكيف يكون فيها عقلاء ورئيسها يقول عن الإسلام: “إن الإسلام دين يمر بأزمة في جميع أنحاء العالم اليوم”. لم يراعِ في هذه المقولة مصلحة فرنسا والحرص على السلم فيها بل والسلم العالمي، وإنما راعی مصلحة نفسه وكسْب أصوات اليمين المتطرف واليسار المعادي للمسلمين في انتخاباته المقبلة التي تنعقد عام (2022م).

وكيف يكون في فرنسا عقلاء وقد وقع نحو (300) من مثقفي وسياسيي فرنسا قبل نحو عامين على بيان يطالبون فيه بحذف وإبطال سور من القرآن؛ وهم يعلمون أن هذا لا يكون ولن يكون، والمسلمون يعتزون بقرآنهم ـ الذي هو كلمة الله الأخيرة للبشر جميعا ـ وإسلامهم أكثر مما تعتز فرنسا بقانونها وحرياتها المزعومة، والتي هي أهواء البشر وزبالة أذهانهم.

فمقتضى العقل أن لا يكون التوجه هو الاستمرار والإصرار على استفزاز أكثر من (6) ملايين مسلم في فرنسا ونحو ملياري مسلم في العالم.

المؤمن الغيور

أما عن “عبد الله الشيشاني” الذي بادر ـ قبل أيام قلائل ـ إلى قتل المدرس الفرنسي الأثيم الذي استهزأ برسول الله، صلى الله عليه وسلم، أمام تلاميذه في مدرسته بعرض الرسوم الكاريكاتورية التي نشرتها جريدة شارلي إيبدو الفرنسية..

فقد ولد عبد الله الشيشاني ـ الشاب ذي الثامنة عشر ربيعا ـ بالعاصمة الروسية موسكو، وكان يعيش وحيدا في سنواته الأخيرة في مدينة ایفرو الواقعة على بعد نحو (100) كلم غربي العاصمة الفرنسية باريس، ويصفه جيرانه بأنه شاب هادئ، وغارق في التدين منذ نحو ثلاث سنوات.

فهو في مثل هذا السن وأمام هذا الاستفزاز معذور إذا كان عقلاء فرنسا هم الذين يقودون حملة استعداء واستفزاز المسلمين لأغراض معروفة..

حكم سب الأنبياء

أما حكم الله عز وجل في من يسب نبيا من أنبيائه ـ محمد أو موسى أو عيسى أو غيرهم عليهم السلام ـ أو يستهزئ به فهو القتل بإجماع علماء المسلمين:

عن جابر بن عبد الله رضي الله عنهما يقول: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: «مَن لكعب بن الأشرف فإنه قد آذى الله ورسوله؟» فقام محمد بن مسلمة فقال: يا رسول الله أتحب أن أقتله؟ قال: «نعم». (1رواه البخاري (4037) ومسلم (1801))… القصة.

وعن ابن عباس رضي الله عنهما: أن أعمی كانت له أم ولد تشتم النبي صلى الله عليه وسلم وتقع فيه فينهاها فلا تنتهي ويزجرها فلا تنزجر. قال: فلما كانت ذات ليلة جعلت تقع في النبي صلى الله عليه وسلم وتشتمه؛ فأخذ المغول فوضعه في بطنها واتكأ عليها فقتلها فوقع بين رجليها طفل فلطخت ما هناك بالدم.

فلما أصبح ذكر ذلك لرسول اللہ صلى الله عليه وسلم فجمع الناس فقال: «أنشد الله رجلا فعل ما فعل لي عليه حق إلا قام». فقام الأعمى يتخطى الناس وهو يتزلزل حتى قعد بين يدي النبي صلى الله عليه وسلم فقال: يا رسول الله أنا صاحبها؛ كانت تشتمك وتقع فيك فأنهاها فلا تنتهي وأزجرها فلا تنزجر، ولي منها ابنان مثل اللؤلؤتين، وكانت بي رفيقة؛ فلما كانت البارحة جعلت تشتمك وتقع فيك فأخذت المغول فوضعته في بطنها واتكأت عليها حتى قتلتها. فقال النبي صلى الله عليه وسلم: «ألا اشهدوا أن دمها هدر». (2رواه أبو داود (4393) باب: الحكم فيمن سب النبي صلى الله عليه وسلم. وصححه الألباني في صحيح سنن أبي داود)

والمغول: نصلة أو سيف صغير. وفي الباب عدة أحاديث.

قال ابن المنذر رحمه الله تعالى:

“أجمع عوام أهل العلم على أن من سب النبي صلى الله عليه وسلم يقتل”. (3انظر الشفا بتعريف حقوق المصطفی (2/ 214215) والصارم المسلول (ص9))

وقال الخطابي رحمه الله تعالى:

“..ولا أعلم أحدا من المسلمين اختلف في وجوب قتله…”. (4معالم السنن (3/ 296))

وقال القاضي عياض المالكي رحمه الله تعالى:

اعلمْ ـ وفقنا الله وإياك ـ أن جميع من سب النبي صلى الله عليه وسلم، أو عابه، أو ألحق به نقصا في نفسه، أو نسبه، أو دينه، أو خصلة من خصاله، أو عرض به، أو شبهه بشيء على طريق السب له أو الإزراء عليه أو التصغير لشأنه أو الغض منه والعيب له، فهو ساب له، والحكم فيه حكم الساب..

وكذلك من لعنه أو دعا عليه، أو تمنى مضرة له، أو نسب إليه ما لا يليق بمنصبه على طريق الذم، أو عبث في جهته العزيزة بسخف من الكلام وهجر ومنكر من القول وزور، أو عيَّره بشيء مما جرى من البلاء والمحنة عليه، أو غمَصه ببعض العوارض البشرية الجائزة والمعهودة لديه، وهذا كله إجماع من الصحابة وأئمة الفتوى من لدن الصحابة رضوان الله عليهم وهلم جرّا.

إلى أن قال: … فهذا الباب كله ما عده العلماء سبا أو تنقصا يجب قتل قائله لم يختلف في ذلك متقدمهم ولا متأخرهم… (5الشفا (2/ 219))

وقال شيخ الإسلام ابن تيمية رحمه الله تعالى:

“لا خلاف أن من سب النبي صلى الله عليه وسلم أو عابه بعد موته من المسلمين كان كافرا حلال الدم، وكذلك من سب نبيا من الأنبياء”. (6الصارم المسلول (ص224))

وسب النبي، صلى الله عليه وسلم، كفر عظيم لتضمنه الطعن في صحة الرسالة أصلا؛ ولذا كان، النبي صلى الله عليه وسلم، أحب إلى المؤمنين من أنفسهم؛ عن أبي هريرة رضي الله عنه أن رسول الله صلی الله عليه وسلم قال: «فوالذي نفسي بيده لا يؤمن أحدكم حتى أكون أحب إليه من والده وولده..». (7رواه البخاري (13)، وهو في الصحيحين من حديث أنس رضي الله عنه)

وعن أنس عن النبي صلى الله عليه وسلم قال: «ثلاث من كن فيه وجد حلاوة الإيمان: أن يكون الله ورسوله أحب إليه مما سواهما…». (8رواه البخاري (16) ومسلم (43)) الحديث

وهذه المحبة لم يدرك الكفار أبعادها ولذلك يشعلون الفتن تلو الفتن بدعوى الحرية المكذوبة؛ فلن تجد أحدَ هؤلاء الحمقى يتجرأ على سب أحد بني جلدته فالمحاكم تنتظره بالسجن والغرامات الباهظة، ولن يجرؤ أحد أن يسب أو يستهزئ بنابليون أو رمز من رموزهم التاريخية بل لن يجرؤ أحد أن يشكك بالمحرقة اليهودية..

حقوق متعلقة بسب رسول الله

وسب النبي صلى الله عليه وسلم فيه من الأذى لله عز وجل ولعباده المؤمنين ما ليس في مجرد الكفر؛ يقول شيخ الإسلام ابن تيمية رحمه الله تعالى:

“.. سب النبي صلى الله عليه وسلم تعلق به عدة حقوق:

حق الله سبحانه من حيث كفر برسوله وعادى أوليائه وبارزه بالمحاربة، ومن حيث طعن في كتابه ودينه؛ فإن صحتهما موقوفة على صحة الرسالة، ومن حيث طعَن في ألوهيته فإن الطعن في الرسول طعن في المرسِل، وتكذيبه لله تبارك وتعالى وإنكاره لكلامه وأمره وخبره وكثير من صفاته.

وتعلق حق جميع المؤمنين من هذه الأمة ومن غيرها من الأمم؛ فإن جميع المؤمنين مؤمنون به ـ خصوصا أمته ـ فإن قيام أمر دنياهم ودينهم وآخرتهم به؛ بل عامة الخير الذي يصيبهم في الدنيا والآخرة بوساطته وسفارته؛ فالسب له أعظم عندهم من سب أنفسهم وآبائهم وأبنائهم وسب جميعهم كما أنه أحب إليهم من أنفسهم وأولادهم وآبائهم والناس أجمعين.

وتعلَق به حق رسول الله، صلى الله عليه وسلم، من حيث خصوص نفسه فإن الإنسان تؤذيه الوقيعة في عرضه أكثر مما يؤذيه أخذ ماله أكثر مما يؤذيه الضرب؛ بل ربما كانت عنده أعظم من الجرح ونحوه، خصوصا من يجب عليه أن يظهر للناس کمال عرضه وعلوّ قدره لينتفعوا بذلك في الدنيا والآخرة؛ فإن هتك عرضه قد يكون أعظم عنده من قتله الذي لا يقدح عند الناس في نبوته ورسالته وعلو قدره، كما أن موته لا يقدح في ذلك؛ بخلاف الوقيعة في عرضه فإنها قد تؤثر في نفوس بعض الناس من النفرة عنه وسوء الظن به ما يفسد عليهم إيمانهم ويوجب لهم خسارة الدنيا والآخرة..”.

إلى أن قال:

“.. فعُلم بذلك أن السب فيه من الأذى لله ولرسوله ولعباده المؤمنين ما ليس في الكفر والمحاربة. وهذا ظاهر إن شاء الله”. (9الصارم المسلول (ص300))

التفريق بين حالة الاستضعاف وحالة القوة

وبرغم كل ما تقدم نحب أن نشير إلى أن الفقه الصحيح يقتضي التفريق بين حالة الاستضعاف وحالة القوة والتمكين؛ فالمستضعفون من المؤمنين عليهم الصبر حتى يمكن الله عز وجل لهم؛ يقول شيخ الإسلام:

“فمن كان من المؤمنين بأرض هو فيها مستضعف أو في وقت هو فيه مستضعف فليعمل بآية الصبر والصفح والعفو عمن يؤذي الله ورسوله من الذين أوتوا الكتاب والمشركين، وأما أهل القوة فإنما يعملون بآية قتال أئمة الكفر الذين يطعنون في الدين وبآية قتال الذين أوتوا الكتاب حتى يعطوا الجزية عن يد وهم صاغرون”. (10الصارم المسلول (ص229))

والأصل في ذلك قوله تعالى: ﴿لَتُبْلَوُنَّ فِي أَمْوَالِكُمْ وَأَنفُسِكُمْ وَلَتَسْمَعُنَّ مِنَ الَّذِينَ أُوتُوا الْكِتَابَ مِن قَبْلِكُمْ وَمِنَ الَّذِينَ أَشْرَكُوا أَذًى كَثِيرًا ۚ وَإِن تَصْبِرُوا وَتَتَّقُوا فَإِنَّ ذَٰلِكَ مِنْ عَزْمِ الْأُمُورِ﴾ [آل عمران:186].

فعن ابن عباس قال: نزل في أبي بكر وما بلغه في ذلك من الغضب: ﴿وَلَتَسْمَعُنَّ مِنَ الَّذِينَ أُوتُوا الْكِتَابَ مِن قَبْلِكُمْ وَمِنَ الَّذِينَ أَشْرَكُوا أَذًى كَثِيرًا﴾. (11رواه ابن أبي حاتم (4617) وإسناده حسن، وحسنه الحافظ في الفتح (8/ 231))

وعن عروة بن الزبير، أن أسامة بن زيد رضي الله عنهما، أخبره: أن رسول الله صلى الله عليه وسلم ركب على حمار على قطيفة فدكية، وأردف أسامة بن زيد وراءه يعود سعد بن عبادة في بني الحارث بن الخزرج قبل وقعة بدر، قال: حتى مر بمجلس فيه عبد الله بن أبي ابن سلول وذلك قبل أن يُسْلم عبد الله بن أبي، فإذا في المجلس أخلاط من المسلمين والمشركين عبدة الأوثان واليهود، وفي المجلس عبد الله بن رواحة.

فلما غشيت المجلس عجاجة الدابة، خمَّر عبد الله بن أبي أنفه بردائه، ثم قال: لا تغبروا علينا، فسلم رسول الله صلى الله عليه وسلم عليهم، ثم وقف فنزل فدعاهم إلى الله، وقرأ عليهم القرآن، فقال عبد الله بن أبي ابن سلول: أيها المرء إنه لا أحسن مما تقول، إن كان حقا فلا تؤذنا به في مجلسنا، ارجع إلى رحلك فمن جاءك فاقصص عليه، فقال عبد الله بن رواحة: بلی یا رسول الله فاغشنا به في مجالسنا، فإنا نحب ذلك، فاستب المسلمون والمشركون واليهود، حتى كادوا يتثاورون، فلم يزل النبي صلى الله عليه وسلم يخفضهم حتى سكنوا.

ثم ركب النبي صلى الله عليه وسلم دابته فسار حتى دخل على سعد بن عبادة، فقال له النبي صلى الله عليه وسلم: «يا سعد ألم تسمع ما قال أبو حباب؟» ـ يريد عبد الله بن أبي ـ قال: كذا وكذا، قال سعد بن عبادة: يا رسول الله، اعف عنه واصفح عنه، فوالذي أَنزل عليك الكتاب، لقد جاء الله بالحق الذي أنزل عليك، وقد اصطلح أهل هذه البحيرة على أن يتوّجوه فيعصبوه بالعصابة، فلما أبي الله ذلك بالحق الذي أعطاك الله شرِق بذلك، فذلك فعل به ما رأيت، فعفا عنه رسول الله صلى الله عليه وسلم، وكان النبي صلى الله عليه وسلم وأصحابه يعفون عن المشركين، وأهل الكتاب، كما أمرهم الله، ويصبرون على الأذى، قال الله عز وجل: ﴿وَلَتَسْمَعُنَّ مِنَ الَّذِينَ أُوتُوا الْكِتَابَ مِن قَبْلِكُمْ وَمِنَ الَّذِينَ أَشْرَكُوا أَذًى كَثِيرًا﴾ [آل عمران:186] الآية، وقال الله: ﴿وَدَّ كَثِيرٌ مِّنْ أَهْلِ الْكِتَابِ لَوْ يَرُدُّونَكُم مِّن بَعْدِ إِيمَانِكُمْ كُفَّارًا حَسَدًا مِّنْ عِندِ أَنفُسِهِم﴾ [البقرة:109] إلى آخر الآية. وكان النبي صلى الله عليه وسلم يتأول العفو ما أمره الله به، حتى أذن الله فيهم، فلما غزا رسول الله صلى الله عليه وسلم بدرا، فقتل الله به صناديد كفار قريش، قال ابن أبي ابن سلول ومن معه من المشركين وعبدة الأوثان: هذا أمر قد توجَّه، فبايعوا الرسول صلى الله عليه وسلم على الإسلام فأسلموا. (12رواه البخاري (4566))

فوصيتنا لمسلمي فرنسا ـ وغيرهم من المستضعفين ـ أن يصبروا وأن يستعملوا الوسائل السلمية في الدفاع عن دينهم وحقوقهم..

كما نحذّر كل مسلم من أن يجد نفسه مصطفا مع أعداء الله ضد إخوانه المسلمين ـ ولو غلطوا ـ لأن ذلك من الموالاة المحرمة، قال تعالى: ﴿إِنَّمَا وَلِيُّكُمُ اللَّهُ وَرَسُولُهُ وَالَّذِينَ آمَنُوا الَّذِينَ يُقِيمُونَ الصَّلَاةَ وَيُؤْتُونَ الزَّكَاةَ وَهُمْ رَاكِعُونَ * وَمَن يَتَوَلَّ اللَّهَ وَرَسُولَهُ وَالَّذِينَ آمَنُوا فَإِنَّ حِزْبَ اللَّهِ هُمُ الْغَالِبُونَ﴾ [المائدة: 55-56].

وقد غضب جماعة من الصحابة لدينهم فلامهم أبو بكر رضي الله عنه فنهاه النبي صلى الله عليه وسلم عن ذلك؛ عن عائذ بن عمرو أن أبا سفيان أتى على سلمان وصهيب وبلال في نفر، فقالوا: والله ما أخذت سيوف الله من عنق عدو الله مأخذها، فقال أبو بكر: أتقولون هذا لشيخ قريش وسيدهم؟ فأتى النبي صلى الله عليه وسلم فأخبره، فقال: «يا أبا بكر لعلك أغضبتهم، لئن كنت أغضبتهم، لقد أغضبت ربك». فأتاهم أبو بكر فقال: يا إخوتاه أغضبتكم؟ قالوا: لا. يغفر الله لك يا أخي. (13رواه مسلم (2504))

خلاصة

فلنتأمل هذا؛ فإنه يحل إشكالا خلاصته:

ما موقف المسلمين ممن يثأر لنبيه صلى الله عليه وسلم، ولدينه عموما؛ خلافا لفقه الحالة التي يمر بها المسلمون، والتي يكاد فقهاء المسلمين اليوم يتفقون فيها على لزوم الكف في بلاد المهجر، وفي زمن الاستضعاف..

ولمّا أخطأ الصحابة – رضوان الله عليهم – أصحاب سرية عبد الله بن جحش وقاتلوا في الشهر الحرام حكم الله جل وعلا بين أوليائه وأعدائه بالعدل، فلم يبرئ أولياءه من خطئهم، وفي الوقت نفسه بيَّن أن أعداءه واقعين فيما هو أعظم من الفتنة والشرك والإفساد في الأرض فقال تعالى: ﴿يَسْأَلُونَكَ عَنِ الشَّهْرِ الْحَرَامِ قِتَالٍ فِيهِ ۖ قُلْ قِتَالٌ فِيهِ كَبِيرٌ ۖ وَصَدٌّ عَن سَبِيلِ اللَّهِ وَكُفْرٌ بِهِ وَالْمَسْجِدِ الْحَرَامِ وَإِخْرَاجُ أَهْلِهِ مِنْهُ أَكْبَرُ عِندَ اللَّهِ ۚ وَالْفِتْنَةُ أَكْبَرُ مِنَ الْقَتْلِ ۗ وَلَا يَزَالُونَ يُقَاتِلُونَكُمْ حَتَّىٰ يَرُدُّوكُمْ عَن دِينِكُمْ إِنِ اسْتَطَاعُوا ۚ وَمَن يَرْتَدِدْ مِنكُمْ عَن دِينِهِ فَيَمُتْ وَهُوَ كَافِرٌ فَأُولَٰئِكَ حَبِطَتْ أَعْمَالُهُمْ فِي الدُّنْيَا وَالْآخِرَةِ ۖ وَأُولَٰئِكَ أَصْحَابُ النَّارِ ۖ هُمْ فِيهَا خَالِدُونَ﴾ [البقرة: 217]. (14أخرج الأثر الطبري (4084) وابن أبي حاتم (2035) وغيرهما عن جندب بن عبد الله؛ وقال الحافظ ابن حجر في العجاب في بيان الأسباب (ق 87 ب): وهذا سنده حسن. اه وصححه السيوطي في الدر المنثور (2/ 535))

ولما قال بعض الناس: إن أصحاب السرية إن سلِموا من الإثم فلا يحصل لهم أجر، نزل: ﴿إِنَّ الَّذِينَ آمَنُوا وَالَّذِينَ هَاجَرُوا وَجَاهَدُوا فِي سَبِيلِ اللَّهِ أُولَٰئِكَ يَرْجُونَ رَحْمَتَ اللَّهِ ۚ وَاللَّهُ غَفُورٌ رَّحِيمٌ﴾ [البقرة :218 ]. (15أخرج الأثر ابن أبي حاتم (2040، 2022) والطحاوي في شرح المشكل (4880) وغيرهما بسند حسن عن جندب، وحسنه ابن حجر في العجاب (1/ 539)

نصَر الله عز وجل دينه ونبيه صلى الله عليه وسلم وعباده الصالحين..

………………………

الهوامش:

  1. رواه البخاري (4037) ومسلم (1801).
  2. رواه أبو داود (4393) باب: الحكم فيمن سب النبي صلى الله عليه وسلم. وصححه الألباني في صحيح سنن أبي داود.
  3. انظر الشفا بتعريف حقوق المصطفی (2/ 214215) والصارم المسلول (ص9).
  4. معالم السنن (3/ 296).
  5. الشفا (2/ 219).
  6. الصارم المسلول (ص224).
  7. رواه البخاري (13)، وهو في الصحيحين من حديث أنس رضي الله عنه).
  8. رواه البخاري (16) ومسلم (43).
  9. الصارم المسلول (ص300).
  10. الصارم المسلول (ص229).
  11. رواه ابن أبي حاتم (4617) وإسناده حسن، وحسنه الحافظ في الفتح (8/ 231).
  12. رواه البخاري (4566).
  13. رواه مسلم (2504).
  14. أخرج الأثر الطبري (4084) وابن أبي حاتم (2035) وغيرهما عن جندب بن عبد الله؛ وقال الحافظ ابن حجر في العجاب في بيان الأسباب (ق 87 ب): وهذا سنده حسن. اه وصححه السيوطي في الدر المنثور (2/ 535).
  15. أخرج الأثر ابن أبي حاتم (2040، 2022) والطحاوي في شرح المشكل (4880) وغيرهما بسند حسن عن جندب، وحسنه ابن حجر في العجاب (1/ 539).

المصدر:

  • عبد الله بن فيصل الأهدل

اقرأ أيضا:

التعليقات غير متاحة