حتى الآن لم يتم التأكد من طريقة قتل اللاجئين ومحاولة إغراقهم، ومن المعلوم أن اليونان -الدولة الحاقدة على المسلمين- قد تورطت عدة مرات في إغراق -أو إعادة مراكب- تـحمل لاجئين ومهاجرين -عامتهم من المسلمين- بما يعرضهم لخطر الموت غرقًا.

تصريح الاتحاد الأوروبي: أسوأ مأساة على الإطلاق

غرق قبل أيام مركب للمهاجرين المسلمين في سواحل اليونان والضحايا بالمئات، وكان المركب قد انطلق من ليبيا -حاملًا 750 راكبًا معظمهم من المصريين والسوريين والباكستانيين- متوجهًا إلى إيطاليا، وبعد 6 ساعات بدأ المحرك يتباطأ، طالب المهاجرون الـمُهرِّب بالعودة، لكنه أصرَّ على إكمال الرحلة ووجَّه القارب إلى أقرب جزيرة التي كانت في الحدود اليونانية، ثم تعطَّل المحرِّك وبقي المركب ساكنًا في المياه لمدة 24 ساعة، فقام المهاجرون بتوجيه نداء استغاثة حتى أتت سفينة عسكرية يونانية.

هل السلطات اليونانية تعمدت إغراق السفينة كما فعلت من قبل؟

وقد تناقلت الأخبار أن السفينة العسكرية اليونانية هي من أغرقت القارب بعد أن قامت بربطه وسحبه بقوة مما أدَّى لانقلابه وغرق معظم الركاب.

ونُقل عن بعض الناجين أن خفر السواحل اليوناني قامت بإغراق المركب بطريقة أخرى، وذلك أن المهاجرين في القارب كانوا لمدة خمسة أيام بدون مياه، وعندما أتى خفر السواحل اليوناني تعمَّدوا رمي المياه إلى متن القارب من جهة واحدة، فهجم الجميع إلى تلك الجهة، وأصبح كل الثقل على ذلك الجانب مما أدَّى لاختلال توازن القارب ثم غرقه.

وقد اعترف المتحدث باسم خفر السواحل اليونانية -نيكوس أليكسيو- لشبكة “cnn” الإخبارية قائلًا: “من الـمُرجَّح أن يكون التحول المفاجئ في الوزن هو السبب الذي أدَّى إلى انقلاب القارب ثم غرقه”.

وحتى الآن لم يتم التأكد من طريقة قتل اللاجئين ومحاولة إغراقهم، ومن المعلوم أن اليونان -الدولة الحاقدة على المسلمين- قد تورطت عدة مرات في إغراق -أو إعادة مراكب- تـحمل لاجئين ومهاجرين -عامتهم من المسلمين- بما يعرضهم لخطر الموت غرقًا.

وقد أكدت الوكالة الأوروبية لحرس الحدود والسواحل “فرونتكس” أنها قامت بإبلاغ السلطات اليونانية مسبقًا بوجود مركب صيد مكدَّس…

وقال عضو في فريق الإنقاذ اليوناني لشبكة “cnn”: “هؤلاء الأشخاص لم يأكلوا لعدة أيام، ولم يشربوا الماء لعدة أيام، وقد حرقتهم الشمس”.

وقالت متطوعة الإنقاذ ماريا تريانت: إن الرجال كانوا “يعانون من الجفاف ولديهم بعض مشاكل التنفس”.

وقد شكَّكت العديد من وكالات الأنباء برواية اليونان للحادث، وطعنت في صحة المعلومات التي أوردتها اليونان بناء على واقع المركب والمهاجرين كما قدمنا.

ونقول تعليقًا على ذلك:

لتفعل اليونان ما شاءت؛ فهي دولة كافرة ذات تاريخ حاقد على الإسلام، وإنما اللوم على من أعطاهم تلك الفرصة..

وقد صرح الاتحاد الأوروبي: كارثة غرق قارب المهاجرين قبالة اليونان قد تكون “أسوأ مأساة على الإطلاق” في البحر الأبيض المتوسط.

وفي هذا التصريح إشارة للعدد الكبير المتوقع غرقه في حادثة تلك السفينة؛ إذ لم يتم تحديد عدد الغرقى حتى الآن.

والسبب الأول والأكبر لمثل تلك المآسي هو أنظمة الاستبداد الجاثمة على صدور الشعوب الإسلامية المقهورة والتي تمارس ضد شعوبها أبشع وسائل القمع والإفقار، كالنظام السوري والمصري..

‏وأما النظام الباكستاني فهو مختطف بأيدي العسكر الموالين لأمريكا، فلم يهتموا لمصلحة الشعب؛ فعمَّ الفقر في باكستان ورغب الناس في الهجرة..

التحذير من الإقامة ببلاد الكفار 

ولسوء فهم هؤلاء المهاجرين يتَّجهون صوب محرقة الغرب، متناسين أنهم سيكونون فريسة للشهوات والشبهات، ومن نجا منهم وحافظ على دينه وكرامته فسيأتي من ذريَّته من لا ينجو..

وقد توعد الله عزَّ وجلَّ من أقام ببلاد الكفر بغير عذر؛ فقال تعالى: ﴿إِنَّ الَّذِينَ تَوَفَّاهُمُ الْمَلآئِكَةُ ظَالِمِي أَنْفُسِهِمْ قَالُواْ فِيمَ كُنتُمْ قَالُواْ كُنَّا مُسْتَضْعَفِينَ فِي الأَرْضِ قَالْوَاْ أَلَمْ تَكُنْ أَرْضُ اللّهِ وَاسِعَةً فَتُهَاجِرُواْ فِيهَا فَأُوْلَئِكَ مَأْوَاهُمْ جَهَنَّمُ وَسَاءتْ مَصِيرًا﴾ [النساء:97].

قال ابن كثير: هذه الآية الكريمة عامة في كل من أقام بين ظهراني المشركين، وهو قادر على الهجرة ‌وليس ‌متمكنًا ‌من إقامة الدين فهو ظالم لنفسه مرتكب حرامًا بالإجماع، وبنص هذه الآية 1(1) [التفسير (2/389)]..

وعن سمرة بن جندب قال رسول الله صلَّى الله عليه وسلَّم: «من جامع المشرك وسكن معه فإنه مثله»2(2) [رواه أبو داود (2789) وغيره، وصححه الألباني]..

قال العظيم أبادي: قال أصحاب اللغة (جامعه) على كذا اجتمع معه ووافقه…

والمعنى: من اجتمع مع المشرك ووافقه ورافقه ومشى معه…

«وسكن معه» أي: في ديار الكفر «فإنه مثله» أي: من بعض الوجوه؛ لأن الإقبال على عدو الله وموالاته توجب إعراضه عن الله، ومن أعرض عنه تولاه الشيطان ونقله إلى الكفر..3(3) [عون المعبود (7/337)]..

وعن جرير بن عبد الله قال: بعث رسول الله صلَّى الله عليه وسلَّم سرية إلى خثعم فاعتصم ناس منهم بالسجود فأسرع فيهم القتل. قال: فبلغ ذلك النبي صلَّى الله عليه وسلَّم فأمر لهم بنصف العقل وقال: «أنا بريء من كل مسلم يقيم بين أظهر المشركين» قالوا: يا رسول الله لِـمَ؟ قال: «لا تراءى ناراهما»4(4) [رواه أبو داود (2647)، وصححه الألباني]..

قال ابن الأثير: «لا تراءى ناراهما» أي: يلزم المسلم ويجب عليه أن يباعد منزله عن منزل المشرك، ولا ينزل بالموضع ‌الذي ‌إذا ‌أوقدت فيه ناره تلوح وتظهر لنار المشرك إذا أوقدها في منزله..5(5) [النهاية (2/177)]..

وقال الحافظ ابن حجر عن قوله صلَّى الله عليه وسلَّم: «أنا بريء من كل مسلم يقيم بين أظهر المشركين». قال: وهذا محمول على من لم يأمن على دينه6(6) [فتح الباري (6/39)]..

وأنَّى لعامة هؤلاء الفارِّين لأوروبا الأمان على دينهم، وأكثرهم جاهل بدينه مقصِّر مفرِّط، وقد قال النبي صلَّى الله عليه وسلَّم في اختيار الصاحب: «المرء على دين خليله فلينظر أحدكم من يخالل»7(7) [رواه أبو داود (4835) وحسنه الألباني في الصحيحة (927)]..

الإقامة ببلاد الكفار من الأسباب الموجبة لفساد الدين، وضياع الخلق

وفي بلاد الكفار تلك لن تكون للمهاجر حرية اختيار من يعمل عنده أو يقيم معه بل سيكون مرغمًا على صحبة من لا دين له ولا خلاق، ولذلك فإن عامة علماء عصرنا على منع السفر لبلاد الكفار؛ قال الشيخ ابن باز رحمه الله تعالى:

السفر إلى بلادهم مع قلة العلم، وقلة البصيرة؛ فيه ضرر كبير، وخطر عظيم؛ فإن الشرك بالله بينهم ظاهر، والمعاصي بينهم ظاهرة؛ من الزنا، وشرب الخمور وغير ذلك، فالسفر إلى بلادهم ولا سيما مع قلة العلم، وقلة الرقيب، من أعظم الأسباب في الوقوع في الباطل، واتباع ما يدعو إليه الشيطان من الشبهات الباطلة، والشهوات المحرمة، وقد سافر كثير إليهم من أجل الدراسة، أو السياحة، أو العمل أو غير ذلك فرجعوا بشر عظيم، وانحراف شديد، وربما رجع بعضهم بغير دينه إلا من سلَّمه الله ورحمه -وهم القليل-، فالواجب على المسلمين أن يكون عندهم نفور من أعداء الله، وحذر من مكائدهم أينما كانوا… اهـ

متى يباح السفر إلى بلاد الكفار؟

وقال الشيخ ابن عثيمين:

السفر إلى بلاد الكفار لا يجوز إلا بثلاثة شروط:

الشرط الأول: أن يكون عند الإنسان علم يدفع به الشبهات.

الشرط الثاني: أن يكون عنده دين يمنعه من الشهوات.

الشرط الثالث: أن يكون محتاجًا إلى ذلك.

فإن لم تتم هذه الشروط فإنه لا يجوز السفر إلى بلاد الكفار لما في ذلك من الفتنة أو خوف الفتنة..8(8) [من مجموع فتاوى الشيخ ابن عثيمين (6/131-132)]..

ردَّ الله تعالى المسلمين إلى دينهم ردًّا جميلًا، وولَّى عليهم خيارهم، وجعل ولايتهم فيمن خافه واتقاه واتبع رضاه..

الهوامش

(1) [التفسير (2/389)].

(2) [رواه أبو داود (2789) وغيره، وصححه الألباني].

(3) [عون المعبود (7/337)].

(4) [رواه أبو داود (2647)، وصححه الألباني].

(5) [النهاية (2/177)].

(6) [فتح الباري (6/39)].

(7) [رواه أبو داود (4835) وحسنه الألباني في الصحيحة (927)].

(8) [من مجموع فتاوى الشيخ ابن عثيمين (6/131-132)].

اقرأ أيضا

الحقد الفرنسي يصل الى أطفال المسلمين

حرب الهندوس على الإسلام

القوةُ التي لا تُغلب .. والعدو الظاهر والمتستر

 

التعليقات غير متاحة