التعليم أنجع وسيلة لتحرير الإنسان والمعلمون رواد كل حركة تحريرية. هذا ما يؤكده الواقع، بحيث أن كل الحركات الإصلاحية والتحررية والتغييرية تجعل للتعليم في برامجها المكانة المتميزة والدور الريادي.

من أولويات مشروع الأمة التغييري الاهتمام بالتعليم

وإذا كانت الحركات التحررية تحتفي كل هذا الاحتفاء بالتعليم، فإن الاستعمار بدوره ما كان ليستعمر البلدان لولا استعماره لعقول الشعوب ولولا تركيزه على جيوش المبشرين التي سبقت الجيوش العسكرية بكثير. من هنا أصبح من أولى الأولويات في مشروع الأمة التغييري ضرورة الاهتمام بالتعليم لتخليص الأمة مما تعانيه من تخلف وأمية أبجدية وتاريخية وتقنية. الأمية التاريخية التي أنتجت صنفين من المتعلمين: أحدهما مرتبط بالماضي يمجده ويتغنى به وينظر إليه نظرة مثالية، فلا علم إلا ما تركه السابقون ولا إبداع إلا ما أبدعوه. وصنف ثان ساخط على ميراث الأجداد مسفه له ومحقر، مزهو بشهادات العصر، فخور بفهمه ومنهجيته. تعزز موقعه وموقفه الإمكانيات المادية والمعاهد والجامعات المتخصصة، والشبكات الإعلامية العالمية المؤثرة.

قلت إن التعليم هو الوسيلة للتحرر، فعن أي تعليم نتحدث؟ وما هي مقوماته؟

سمات التعليم الذي قيد الأمة

1 ـ تعليم غير أصيل

هو تعليم قائم على التبعية والتقليد في المنهاج والفلسفات والطرائق، فمعظم البلاد العربية تسير على النظم الإنجليزية وبعضها يستلهم النظم الأمريكية.

أنتجت هذه التبعية الخالصة المخلصة للفكر الأوربي في التعليم عقولا أوربية في رؤوس أبنائنا.

2 ـ تعليم غير مرتبط بالواقع وبالعمل

بحيث يطغى التلقين والاعتماد على الذاكرة والحفظ وهي سياسة تعليمية استعمارية تفرز صنفا من الناس يقلد ولا يبدع، ينقاد ولا يقود يستهلك ولا ينتج، شعاره: يد تعمل وعقل لا يفكر بدلا من شعار: عقل يفكر ويد تعمل وفق ذلك الفكر.

هذا النوع من التعليم يخرج أفواجا من اللفظين على حد تعبير الأستاذ والخبير التربوي عبد السلام ياسين القائل في أحد مؤلفاته: “الطواحين التعليمية تخرج أفواجا من اللفظين. يعزف الطلاب والأسر عن التعليم العملي التطبيقي. وتصبو الأسر ويصبو الطلبة لنيل الشهادات العليا وما تخوله من مكانة وجاه وأبهة ومال قبل كل شيء”1[1]  – حوار مع  الفضلاء الديمقراطيين ع. ياسين، ص: 181..

3 ـ تعليم يطمس الهوية ويشوه الشخصية

يطمس هوية الأمة الإسلامية قبل أن تكون عربية أو أمازيغية أو كردية أو مصرية أو مغربية أو غيرها.

تشير إحدى الدراسات المصرية أن منهاج التاريخ في المرحلة الابتدائية يؤكد على فرعونية مصر بنسبة 54% وعلى الانتماء القومي المصري بنسبة 30% وعلى الانتماء العربي بنسبة 16%.

وفي دراسة أخرى لمناهج المرحلة الثانوية يبلغ التركيز على الهوية القطرية 45% بينما تحظى الهوية العربية بالمرتبة الثانية بـ 27.8% أما الهوية الإسلامية فتتراجع إلى المرتبة الخامسة بـ 4.8%2[2]  – مجلة علوم التربية العدد 19 أكتوبر 200 الصفحة 21..

هذا النوع من التعليم “آلة لتفقير البلاد ومسخ العباد” ولا يخفى ما تتعرض له مناهجنا التعليمية من مسخ يطال هوية المجتمع من خلال تهميش المواد الإسلامية والعربية.

4 ـ مضمون غير بريء

مكانة العلوم الدينية في مناهج التعليم ثانوية، وموادها في تقلص مستمر، ومصطلحاته المؤثرة في صراعنا مع الأعداء وتدافعنا مع الخصوم كالجهاد والقوة وغيرها تتعرض للتشويه والتعسف. والعمل حثيث لإزالة كل ما يرمز إلى سمت الإسلام وأخلاق الإسلام من المقررات وتعويضه بمشاهد إن لم تخدش الحياء فإنها تنافي سمت الإسلام.

ولا يخفى ما للمضمون الفاسد من دور في تجريد المجتمع من إرادة الصراع وجعله في موقف الذي يتلقى الضربات دون الرد عليها. كما لا يخفى فعل المضمون الفاسد وما يحمله من أوبئة وجراثيم في نفوس وعقول وأخلاق الناشئة كما تفعل المكروبات في الأجسام.

5 ـ تعليم مادي لا يؤمن بغير المحسوسات

لذا نجده ينكر الأمور الغيبية والقضايا الشرعية وفي أحسن الأحوال يسعى إلى فلسفتها فلسفة حسية مادية تفقدها روحها وجوهرها. وهو تعليم يقصي العلوم الشرعية من مسمى العلم ويلقي بها إلى الهامش. ومقابل ذلك يحتفي بالفلسفة ويضفي صفة العلمية على نظريات ثبت بطلانها وفقدت كل انتساب شرعي للعلم (الداروينية مثلا).

6ـ تعليم إيديولوجي

تعليم يخدم الإيديولوجية المسيطرة ويعمل جاهدا لإعادة إنتاجها في عقول الأطفال، ويخدم الأهداف السياسية للحاكم بعيدا عن الحاجات الحقيقية للمجتمع، التي على رأٍسـها الحاجة إلى التديـن والعبودية لله الواحد الأحد الفرد الصمد.

7 ـ تعليم عطالة

تعليم يخرج كفاءات لا تجد الوسائل والظروف المناسبة لتوظيف طاقاتها ومهاراتها فتهاجر إلى حيث تثبت ذاتها. ويكفي أن تطلع على التقارير الرسمية وغيرها لتدرك فداحة الجرم الذي ترتكبه الحكومات العربية والإسلامية في حق أبنائها وأوطانها. فقد أشار تقرير رسمي للحكومة الباكستانية إلى أنه في اليوم التالي لإعلان نتائج كليات الطب في باكستان تقدم أكثر من 90% من الخرجين بطلب إلى السفارة الأمريكية والبريطانية للهجرة. وفي دراسة مصرية حول الهجرة، على مدى 10 سنوات امتنع 950 ممن حصلوا على الدكتوراة من العودة إلى مصر.

وقد أكدت إحصائيات فرنسية حول المهاجرين المغاربيين أن عدد الأطباء الجزائريين الموجودين في باريس وحدها أكثر من الأطباء الموجودين على التراب الجزائري؛ والباكستانيون يعدون بالآلاف في لندن حتى أن أكبر طبيب في تخصص القلب والشرايين باكستاني.

مقومات التعليم المحرر

1 ـ تعليم ترعاه الأمة وتنفق عليه

ففي تراثنا التربوي الأصيل لم تكن رعاية العلم والعلماء شأنا خاصا من شؤون الدولة بل كان للمجتمع من خلال التطوع أو الأوقاف أو الإحسان دور هام في تمويل طالب العلم وكفالته والتكفل بمعيشته ولوازمه المدرسية، وكان المحسنون يتنافسون في بناء المعاهد والمساجد والمارستانات كما يتنافس في ذلك، الملوك والأمراء، حتى أن بعض المؤسسات ذات الإشعاع الواسع ارتبطت أسماؤها بأسمائهم، فنجد معهد ابن يوسف ومدرسة المختار السوسي.

كان هذا في مجتمعنا قبل أن تتفتق عبقرية الإنسان الحديث لتكشف فكرة الشراكة والحكامة وغيرها من الأساليب المبتكرة في التسيير والتدبير والتمويل.

ولا تزال في مجتمعاتنا بقية باقية من أهل التعليم والتكوين والتأهيل في المدن والبوادي نرجو أن تصمد في مواجهة المؤتمرات التي تحاك ضد هذا التعليم الكفيل بتحرير طاقات الأمة لتنطلق نحو الإبداع والابتكار.

برعاية الأمة للتعليم “تسددت خطى أجيال من العلماء اكتنفتهم العطايا المالية والإنسانية في حضن جماعة المسلمين المتمثلة في أهل المـروءة والدين، واكتنفتهم الأبوة الروحية المعدية للعالم المتطوع الساعي لآخرته المقدم لها“3[3]  – حوار مع الفضلاء ع. ياسين،  ص:140..

وليس من الضروري ـ ونحن ندعو لأن يكون التعليم في كنف الأمة ـ أن نحافظ على الأشكال والقوالب، المهم أن يبقى التعليم في حضن المجتمع، ولا يسلم لجهة ولو كانت حكومية قد تلبسه لبوسا حزبيا أو إيديولوجيا مخالفا لتوجيهات الأمة وعقيدتها.

إن التعليم المستقل عن الدولة والمحتضن من قبل المجتمع أفرادا ومؤسسات هو المعول عليه في التنمية والتطوير والتحرر من الفقر والتبعية والتخلف، وهي حقيقية أكدتها تجارب غربية ينبغي الاستفادة منها أيضا ـ والحكمة ضالة المؤمن ـ ففي الولايات المتحدة 80% من التعليم حر مستقل يعيش بالمنح الخاصة والتبرعات الإحسانية والقرض المسهل للطالب يرده بعد تخرجه وعمله. ويكفي أن نذكر جامعتي هرفارد وييل اللتين تألقتا في سماء العلوم منذ ما يناهز ثلاثة قرون وخرجتا الصفوة  القائدة لحركة الاختراعات المتقدمة4[4]  – المصدر السابق، ص: 139..

2 ـ  تعليم أداته اللغة العربية

لا يمكن لتعليمنا أن يكون تعليما محررا ولا يمكنه أن يكون تعليما أصيلا يعكس ويثبت خصوصياتنا العقدية والفكرية والاجتماعية والثقافية إلا إذا كانت أداته اللغة العربية. وهو خيار لا يقبل التراجع عنه ومطلب عليه يقوم وجودنا، لأن الاستعمار بعد أن حكمنا بقوة السلاح فهو اليوم يحكمنا بلغته وثقافته وله جنود مخلصون من أبناء جلدتنا يعتزون بعجميتهم أكثر من اعتزازهم بعروبتهم. فيكون بذلك التحرر من العجمة تحررا من الاستعمار والاستحمار.

وحين نستدعي اللغة العربية لتحريرنا فإننا لا نقصد العربية القومية التي لم تحفظ عقيدة الأمة ولا وحدتها إنما تستدعي اللغة العربية الحاملة للقرآن والقادرة على حفظ العلوم وهي التي افتخر بها حافظ إبراهيم في قوله:

وسعت كتاب الله لفظا وغاية

وما ضقت عن أي وعظات

فكيف أضيق اليوم عن وصف آلة

وتشقيق أسماء لمخترعـات

إنه لا سبيل لنا إن رمنا التألق في عالم العلوم إلا التمكن من اللغة العربية و”سيبقى المسلمون لقطاء متطفلين في عالم العلوم والصنائع مادام تعليمهم لا يرتكز على لغة القرآن”5[5]  – المصدر السابق..

ولا يسعنا هنا إلا أن نؤكد دعوات كل المربين والعلماء الذين أكدوا على ضرورة أن تكون لغة التلقي في السنوات التسع الأولى هي لغة القرآن وذلك حماية لأطفالنا من جراثيم الفكر الذي تحمله اللغات الأجنبية وحين يقوى فكرهم ويشتد عودهم ينبغي أن يتعلموا اللغة الأجنبية التي هي مفتاح العلوم والتكنولوجيا الحديثة.

وإننا نأسف لما آل إليه حال العربية في مناهجنا التعليمية بحيث لم تعد تحظى بالمكانة التي تستحقها وخير دليل على ذلك في بلدنا ما جاء في الميثاق الوطني للتربية والتكوين والذي يعتبر أهم مرجعيات الإصلاح.

جاء في الميثاق: “يتم فتح شعب اختيارية في الجامعات في التعليم العلمي والتقني بالعربية”6[6]  – الميثاق الوطني للتربية والتكوين المادة 112.. ومعنى هذا أن التعليم والتكوين بالأساس سيكون بلغة غير العربية. وأعجب كيف تكون العبرية والدانماركية والسويدية لغات للعلوم وتعجز العربية عن ذلك!؟

3 ـ تعليم له رجال

ورجال التعليم هم القدوة، وللقدوة الحسنة تأثير عميق في نفوس المتلقين. إن المعلم هو واسطة العقد في المنظومة التعليمية. بقدر سمته وكفاءته وتمكنه من المادة العلمية يكون قادرا على التأثير في طلابه وتوجيههم الوجهة الصحيحة.

يقول د. أحمد حسن عبيد: “يكاد يكون هناك إجماع على أن المعلم هو أهم عامل في العملية التربوية، فالمعلم الجيد حتى مع المناهج المتخلفة يمكن أن يحدث أثرا طيبا في تلاميذه”7[7] – فلسفة النظام التعليمي أحمد حسن عبيد..

وقد أكد تقرير “استراتيجية تطوير التربية العربية” صدق قول أحمد شوقي: “كاد المعلم أن يكون رسولا” إذ وضح هذا التقرير ثقل مسؤولية المعلم مما دفع بعض الباحثين إلى الاستغـراب لكونها مهمـات لا يستطـيع القيام بها إلا الرسل.

إننا نراهن على المعلم الرسالي ذي المواصفات الخاصة والآداب الخاصة فما هي هذه المواصفات وتلكم الآداب؟

مواصفات المعلم الرسالي

اهتم رواد التربية قديما وحديثا بتحديد الكفايات المهنية والمواصفات الإنسانية للمعلم نذكر منها ما يلي:

1 ـ التخلق بأخلاق القرآن

لقد أثنى الله سبحانه على خير المربين سيدنا محمد صلى الله عليه وسلم أشرف المخلوقين فقال:(وَإِنَّكَ لَعَلى خُلُقٍ عَظِيمٍ) [القلم:4]. وقالت عنه عائشة رضي الله عنها: (كان خلقه القرآن).

2 ـ ابتغاء وجه الله تعالى

أن يبتغي بعمله الله والدار الآخرة حتى يشكر سعيه ويعم خيره. قال الله تعالى: (وَمَنْ أَرَادَ الآخِرَةَ وَسَعَى لَهَا سَعْيَهَا وَهُوَ مُؤْمِنٌ فَأُولَئِكَ كَانَ سَعْيُهُم مَّشْكُوراً) [الإسراء:19].

3 ـ الاستقرار النفسي والتحرر من عبودية المعاش

“فالعالم والمعلم المحرران لابد أن يكونا حرين من عبودية هم المعاش، حرين مما يجرح المروءة والدين بشهادة الناس فيهم”8[8]– حوار مع الفضلاء، ص: 172..

4 ـ المكانة المتميزة في المجتمع

فالسائبة الأخلاقية والأمية المتفشية والهزيمة النفسية لا يمكن أن يتصدى لها معلم لا وزن له في المجتمع ولا هيبة ولا تقدير ولا احترام.

5 ـ الكفاءة العملية

ولابد من أجل تحقيقها من إصلاح المناهج في مراكز التكوين وإثارة الدافع الشخصي للمعلم نفسه ووضع نظام للتحفيز المادي والمعنوي وتطوير فلسفة وسياسة إعداد المعلمين مع التركيز على ثوابت الأمة إلى جانب الاستفادة من التراث العالمي.

6 ـ الفعالية في المجتمع

فالتعليم الذي نرجو منه أن يحررنا لابد أن يكون الفاعل الرئيس فيه هو  المعلم الذي ينبغي أن يكون جزء من حركة التغيير الاجتماعي والتربوي وذلك بدفعه بكل الطرق والوسائل على الاهتمام بصنعها وتنفيذها وتقويمها”9[9] – مجلة علوم التربية العدد 19  أكتوبر 200، ص: 21..

– كما ينبغي أيضا أن يكون عارفا بالوسط الاجتماعي الذي يعيش فيه وبأعرافه وقيمه وتقاليده محترما لها، وأن يكون قادرا على التفاعل الإيجابي مع وسطه والاندماج فيه والإسهام في إصلاحه وارتقائه وتنميته”10[10] – المدرسة والأخلاقيات لمهنية- خالد الصبر ومحمد الديب، ص: 8..

– هذه بعض المواصفات التي ينبغي أن يتحلى بها المعلم الرسالي لأن التربية  يقوى مفعولها بقوة موقف المربي وبقوة الهيبة التي في قلوب الناس له11[11]  – الإسلام غدا، د. عبد السلام ياسين ص:691..

ـ تعليم موحد واحد يجمع ما بين العتيق والحديث ما بين الدين والدنيا وما بين العلوم الشرعية والعلوم الوضعية. يربط الماضي بالحاضر. المطلوب مدرسة واحدة موحدة لا مدرسة عتيقة وأخرى حديثة عمومية وأخرى خصوصية وأخرى أصيلة. بل مدرسة أصيلة منفتحة على عصرها بعلومه ولغاته وفنونه. في عصرنا همش التعليم الأصيل الحقيقي وحوصرت العلوم الشرعية في منابر الوعظ الملجم المدجن المراقب. وحصرت في ركن الأحوال الشخصية وأبعدت عن المجالات الحيوية والمدنية والجنائية والاقتصادية والإدارية.

فكانت نتيجة هذا أن انتقلت الثروة العلمية من جيل إلى جيل بشكل جعلها لا تلامس الواقع المعيشي مشوهة مجزءة تماما كتجزئة أقطارنا.

والتحدي أمام تعليمنا أن يقوم بجمع شتات العلوم وإخضاعها للفحص والمساءلة والتفقد ونستفيد منها حسب ملاءمتها لمصادرنا الأصيلة وعلى رأٍسها الكتاب والسنة.

ـ تعليم يربط العلم بالعمل، تعليم يوجه ذوي الذكاء وذوي المؤهلات المتوسطة توجيها عمليا يعول عليه في تحقيق التنمية المنشودة.

إننا إذا تأملنا في سر تقدم الأمم فسنجده في براعتها في الصناعات والعمران إلى جانب الاهتمام بالآداب والفنون.

لذا ينبغي أن يكون من أهداف تعليمنا تخريج الصناع المهرة وهذا لا يتأتى إلا بأمور نقترح منها ما يأتي:

1 ـ ربط التعليم بالعملية الاقتصادية ليتحول من تعليم نظري تلقيني إلى تدريب عملي.

2 ـ توفير محيط منتج يشجع التعليم المنتج ولا يمكن أن يكون التعليم منتجا بغير تدريب عملي تطبيقي يجد سوقا في محيطه.

3 ـ ملاءمة التعليم لأهداف التنمية، ولا تنمية من دون ديموقراطية وإصلاح إداري ومالي.

4 ـ تصحيح نظرة المجتمع إلى العمل ليدرك الطالب والأسرة شرف العمل اليدوي ويقدر الصانع المبدع كما يقدر صاحب الشهادة العليا.

 خلاصة

إن السائبة الأخلاقية التي نعيشها والأمية التاريخية والتخلف العلمي والتقني لن يفك رقابنا منها سوى تعليم يحتضنه المجتمع أفرادا ومؤسسات، ويمسك بالزمام فيه معلم رسالي، كفء في مادته، أمين في أخلاقه، كريم في مجتمعه، تعليم أداته الأساسية لغة القرآن، ومضمونه الإيمان، منفتح على علوم العالم ولغاته، تعليم يربط العلم بالعمل، ويخرج الإنسان من العجز والضعف، ليحرر طاقاته الفكرية واليدوية ليبدع ويبتكر، تعليم واحد موحد يجمع الأمة ولا يفرقها وتضمن تكافؤ العرض بين أبناء الوطن ذكورا وإناثا، فقراء وأغنياء.

الهوامش

[1]  – حوار مع  الفضلاء الديمقراطيين ع. ياسين، ص: 181.

[2]  – مجلة علوم التربية العدد 19 أكتوبر 200 الصفحة 21.

[3]  – حوار مع الفضلاء ع. ياسين،  ص:140.

[4]  – المصدر السابق، ص: 139.

[5]  – المصدر السابق.

[6]  – الميثاق الوطني للتربية والتكوين المادة 112.

[7] – فلسفة النظام التعليمي أحمد حسن عبيد.

[8]– حوار مع الفضلاء، ص: 172.

[9] – مجلة علوم التربية العدد 19  أكتوبر 200، ص: 21.

[10] – المدرسة والأخلاقيات لمهنية- خالد الصبر ومحمد الديب، ص: 8.

[11]  – الإسلام غدا، د. عبد السلام ياسين ص:691.

المصدر

مجلة النداء التربوي، د. محمـد معطـاوي أ.د علوم التربية .

نشر بمجلة النــداء التربـوي، العدد 16-17، السنة العاشرة 1429 هـ-2008.

اقرأ أيضا

أخي المدرس

إلى المربين والإعلاميين .. اتقوا اللَّهَ وكونوا مع الصادقين

التعليم الديني وانتصار الهوية في غزة

الغزو الفكريّ .. حقيقته وركائزه ووسائله

التعليقات غير متاحة