يجد طنين التغني بـ “الوطنية” بمفهومها الغربي العلماني، بما يحمل من معانٍ شركية مصادمة للإسلام ومفتتة للأمة ، يجد طنينها وزخرفها تجاوبا من جهال الناس وزائغيهم.
بالضد تظهر الأشياء
الحمد لله رب العالمين، والصلاة والسلام على نبينا محمد وعلى آله وصحبه أجمعين، أما بعد:
فقد يتعجب بعض الطيبين من المسلمين ويتحفظ على هذا العنوان؛ إذ كيف يوصف الوطن بأنه صنم أو وثن مع أن محبته والحنين إليه أمر فطري؟!
ولكي يزول هذا التعجب والتحفظ علينا أن نتأمل الجدول الآتي الذي فيه المقارنة بين الأسس التي يقوم عليها دين الله عز وجل، والأسس التي يقوم عليها دين الوطنية.
الأسس التي يقوم عليها دين الله عز وجل |
الأسس التي يقوم عليها دين الوطنية |
الدين كله لله؛ أصوله وفروعه، وشريعة الإسلام لها السيادة العليا فوق الجميع. | الوطن له السيادة العليا، ومصلحته فوق الجميع. |
لا طاعة لمخلوق في معصية الخالق. | ليس لأي شخص ـ كائنا من كان ـ الحق في معارضة حاكم الوطن ونظامه الذي يحكم به، ولا معصيتهما. |
الولاء لله عز وجل والرسول صلى الله عليه وسلم، وللمؤمنين، والبراءة من أعداء الله الكافرين والمنافقين مهما كانت جنسيتهم وأعراقهم. | الولاء للوطن والحاكم والمواطنين، ولو كانوا من أكفر عباد الله، والبراءة من كل عدو للوطن وحاكميه، ولو كان من أتقى عباد الله. |
الجهاد لإعلاء كلمة الله وتوحيده، ومحاربة أعدائه، والأمر بالمعروف والنهي عن المنكر.
|
القتال من أجل حماية حدود الوطن وحكامه ونظامه، وقتال كل من يحارب الوطن مهما كانت ديانته وعقيدته بحجة الخيانة والإرهاب. |
لا خضوع لأي قرارات من البشر تعارض شرع الله عز وجل، وإنما الخضوع لله عز وجل وأمره وشرعه وحدوده، واتباع رسوله صلى الله عليه وسلم. | تعظيم الحاكم وقراراته الوطنية أو الدولية، وكونها غير قابلة للاعتراض والطعن. |
خاتمة
لعل في هذه المقارنة السريعة بيان لمن نوَّر الله قلبه، فتزيح الغشاوة إن فقه الأمر. وعلى الله توكلنا في بيان الحق وهداية الخلق.