لقد علمتنا غزة الكرامة والعزة .. وأن حقوقنا ننتزعها انتزاعاً عندما نصبح أقوياء .. فالدفاع عن الحقوق ونيلها والمحافظة عليها يحتاج لمن يمتلك القوة ويحميها ويدافع عنها .. وذلك بتوفير وامتلاك عناصر القوة وتطويرها ..

شُكراً غزَّة!

  1. شكراً غزّة، منكِ تعلّمنا أن الجنود الحقيقيين يتخرجون من سورة الأنفال، ومن حلقات تحفيظ القرآن الكريم، لا من الكليات الحربية! رأينا جنودكِ بلا بدلات أنيقة، ولا نجوم على الأكتاف، ولا نياشين على الصدور، ولكنهم جنرالات!
  2. شكراً غزّة، منكِ تعلّمنا أن من يُرِد يستطِع، وأن الأمر لا يتعلق بالإمكانيّات وإنما بالإرادة، فمتى ما وُجِدتْ تحققت المعجزات، وإنكِ والله معجزة من هذا الزمان!
  3. شكراً غزّة، منكِ تعلَّمنا أن لا ننخدع بعد اليوم بحقوق الطفل وقد صفّقوا لقتل أطفالكِ، ولن يدخلوا بيوتنا بحقوق المرأة فقد سكتوا عن قتل نسائكِ.. كانت كل هذه أقنعة ليهدموا الأُسرة عندنا، فهي آخر القلاع.
  4. شكراً غزّة، منكِ تعلّمنا أن السُمَّ يمكن دسُّه في العسل، أولئك الذين أساؤوا لنبيّنا صلى الله عليه وسلم بحجة حرية التعبير قيدوا حساباتنا، وحذفوا منشوراتنا حين عبَّرنا عن آرائنا ونحن ندافع عنكِ! وأولئك الذين دعونا إلى دين واحد إنساني شفيق ورحيم، لمَّا رأوكِ تُذبحين خلعوا إنسانيتهم، واستدلوا على ضرورة قتلكِ بالتلمود ومُحرَّف الإنجيل! فصرنا الآن نردِّد بصوت أعلى: لكم دينكم ولي دين.
  5. شكراً غزّة، منكِ تعلّمنا أن هذا العالم غابة، وأنه لا يُحترم فيه إلا القوي، فلم يوقفهم على أعتابكِ مجلس الأمن، ولا هيئة الأمم، ولا ميثاق حقوق الإنسان، لقد أوقفتهم قذائف الياسين!
  6. شكراً غزّة، منكِ تعلّمنا أن في صدور الرجال أُسوداً رابضة، وأنه متى ما تهيأت لها الظروف أعادت إلينا أمجاد الصحابة.. فشكرا لسْعدٍ عند الراجمة، أبدع في رميه -بأبي هو وأمي- وشكرا لقوات النُّخبة على ما رأينا من بسالتها، ذكّرتْنا -والله- بيوم أُحد إذ قال النبي صلى الله عليه وسلم: مَنْ رجلٌ يبيع لنا نفسه؟ فوثب زياد بن السَّكن فباعها!
  7. شكراً غزّة، منكِ تعلّمنا أن الشدَّة تُربِّي، والأيام الصعبة تصقُل، أطفالكِ كبروا قبل أوانهم، سمعنا منهم أقوال الرجال، ونساؤكِ خنساواتٌ يُشبهنَ الصحابيات صبراً وفداءً وتقديماً لله، ورجالكِ جبال.. من ذا يستطيع أن يهدم جبلا!
  8. شكراً غزّة، منكِ تعلّمنا أن المجاهدين متى ما كانوا للناس كان الناس لهم، قُتل أطفالكِ فصبرَ أهلهم وقالوا: إنَّا للمقاومة فدى! وهُدمتْ بيوتهم فقالوا: إن للعزَّة ثمنا باهظا! أُوذوا لكي ينفَضُّوا عن مجاهديكِ، فإذا بهم في الحرب -كما كانوا في السِّلم- يضعون المجاهدين تيجانا على رؤوسهم.. وإنها لرؤوس تستحقّ القُبَل!
  9. شكراً غزَة، منكِ تعلَّمنا أن هذه الأمّة تحيا بالدماء.. كنّا ننظر في هذه الملايين الفقيرة تروح وتجيء ولكن ثمّة روح تنقصها، ثم جاء دمُكِ فنفخ فيها الروح! من وراءكِ أمّة تغلي، ومارد مقيَّد آنَ أوان انبعاثه!
  10. شكراً غزّة، منكِ تعلَّمنا أن الأزمات تُسقِط الأقنعة، وتكشف الوجوه على حقيقتها، فكم من كتف حسبناه صالحا للاتكاء فإذا هو هشٌّ! وكم من شجاع في كلامه صار جبانا لا فعل له! وكم من عالِم حسبناه ربّانيًّا فإذا هو يُباع ويُشترى!

أردتِها أنتِ معركة، وأرادها الله فاضحةً ومنقِّيةً للصفوف، فما هي الآن إلا جولة تساقط فيها كثيرون، وهذا أفضل من أن ينْسلُّوا من بين أظهُرِنا إذا ما حانت المعركة الحاسمة!

المصدر

أدهم شرقاوي، مدونة العرب.

اقرأ أيضا

غزة الفاضحة كشفت وبعثرت

ولكنَّه قد كانَ، فَصَدِّقْ!

خُذِ الأمورَ بالعقيدةِ تَهُون

الله عودك الجميل.. فَقِس على ما تعودت!

اقتربَ الوعدُ الحقُّ فلا تبرحوا أماكنكم!

لمن يسأل: أينَ الله؟ ولماذا لا ينتقمُ لغزَّة؟!

التعليقات غير متاحة