إن في صحائف التاريخ لأمجاداً، وإن في سجل الأيام لفخاراً، فهل آن لنا أن نفتح سجل الأيام ونقلب صحائف التاريخ حتى نتعلم من أمهاتنا وحتى نقتدي بسيداتنا، أولئك اللواتي جاهدن من أجل هذا الدين حول رسولنا الأمين؟
نساء حول الرسول صلى الله عليه وسلم
لقد قامت دولة الإسلام الأولى، وبني المجتمع الإسلامي الأول على قاعدة متينة من تعاون الرجال والنساء والتفافهم حول رسول الله – صلوات الله وسلامه عليه ..
ولقد تحدث المتحدثون كثيراً، وألف المؤلفون من الكتب جماً غفيراً حول دور الرجال في الدعوة الإسلامية في عصر الرسول، ولكن قليلاً من المتحدثين وقليلاً من الكتاب تناول الحديث عن دور نساء المسلمين في هذه الدعوة المباركة.
لقد كان دور النساء في عصر رسول الله – صلى الله عليه وسلم – دوراً كبيراً وفاعلاً، التف حوله نفر منهن لمعت أسماؤهن في سماء الدعوة الإسلامية، وعرف الناس لهن دورهن في ميادين العمل المختلفة التي احتاجت إليها الدعوة حتى استوت دولة وحتى نصرها الله ومكن لها في الأرض.
ولقد سجلت المرأة في صفحة الإسلام الخالدة أسطراً من نور، ولقد أعطت المرأة الصحابية المثال والقدوة لكل امرأة مسلمة من بعدها حتى تكون مثلها وتحذو حذوها وتسلك سبيلها.
كانت النساء حول الرسول نجوماً وكواكب تسطع وتضيء، ولم تكن منزوية في ركنها أو منصرفة إلى البسيط من شؤونها، بل شاركت وقدمت من ذاتها ومن نفسها، حتى أننا لا نجد عصراً من عصور التاريخ ساهمت فيه المرأة بهذا الفيض من العطاء مثل الذي نجده في عصر الرسول صلى الله عليه وسلم وإذا أردنا أن نقدم المثال هنا لعظمة النساء اللواتي التففن حول الرسول صلى الله عليه وسلم فإن الحقائق التالية تعد في الذروة من الأمثلة التي يمكن أن تسجل في تاريخ نساء العالمين..
ألا يكفي المرأة المسلمة فخراً أن كانت خديجة أول المسلمين؟
ألا يكفي المرأة المسلمة مجداً أن كانت سمية أول الشهداء في سبيل هذا الدين؟
ألا يكفي المرأة المسلمة اعتزازاً أن كانت أسماء ـ على صغر سنها ـ تغدو وتروح على غار ثور في أثناء هجرة سيد المرسلين؟
ألا يكفي المرأة المسلمة فخراً أن كانت أم عمارة ثابتة في معركة أحد إذ كان معظم الرجال من الفارين؟
ألا يكفي المرأة المسلمة مجداً أن كانت عائشة من أكثر المحدثين عن رسول رب العالمين؟
ألا يكفي المرأة المسلمة اعتزازاً أن كانت مشورتها في صلح الحديبية سبباً في وئام المسلمين ؟
بلى، إن في سجل المرأة المسلمة أمجاداً وفخاراً لا يدنو منها مجد وفخار لنساء غيرهن في العالمين، فلماذا لا تتيه المرأة المسلمة بتاريخها وتعتز، ولماذا لا تفتخر المرأة المسلمة بأمجادها وتهتز، إن مما يهتز له نساء من نساء العالمين مواقف هي أقل مما وقفته المرأة المسلمة في عصر الدعوة الأولى، وإن مما يعتز به نساء من نساء العالمين أدنى بكثير مما سجلته المرأة المسلمة من مواقف حول رسول رب العالمين.
إن في صحائف التاريخ لأمجاداً، وإن في سجل الأيام لفخاراً، فهل آن لنا أن نفتح سجل الأيام ونقلب صحائف التاريخ حتى نتعلم من أمهاتنا وحتى نقتدي بسيداتنا، أولئك اللواتي جاهدن من أجل هذا الدين حول رسولنا الأمين؟
إنني وأنا أقلب سجل الفخار للمرأة المسلمة، وجدت من الحوادث وعرفت من المواقف ما يعز أن نجد مثله عند نساء غير نساء المسلمين. … هذه أم حرام بنت ملحان نام في بيتها رسول الله صلى الله عليه وسلم فاستيقظ وهو يضحك، قالت: ما يضحكك يا رسول الله ؟
قال – عليه السلام – : ناس من أمتي عرضوا علي غزاة في سبيل الله ، يركبون ثبج هذا البحر ملوكاً على الأسرة.
قالت: يا رسول الله ، ادع الله أن يجعلني منهم.
فدعا لها رسول الله أن تكون منهم.
ثم وضع رأسه فنام، ثم استيقظ وهو يضحك، قالت: يا رسول الله ما يضحكك ؟
قال ـ عليه السلام ـ : ناس من أمتي عرضوا علي غزاة في سبيل الله .
قالت: يا رسول الله، ادع الله أن يجعلني منهم.
قال عليه السلام : أنت من الأولين!.
انظروا إلى أين تمتد مطامح هذه الصحابية، انظروا إلى أين تمتد مطامحها وهي في المدينة المنورة ولم تتعد الدعوة الإسلامية حدود الجزيرة، ولم يفكر المسلمون بعد بركوب البحار مجاهدين في سبيل الله . تقول لرسول الله صلى الله عليه وسلم: ادع الله أن يجعلني منهم.
ويبشرها الرسول صلى الله عليه وسلم أنها من أولهم.
وتصدق بشارة رسول الله صلى الله عليه وسلم لأم حرام بنت ملحان، فتعيش حتى تدرك ولاية معاوية على الشام، وحتى تدرك أول غزوة بحرية للمسلمين، وتسارع إلى المشاركة في هذه الغزوة، وتنزل أم حرام أرض قبرص وفيها تموت شهيدة، وفيها تدفن – رضي الله عنها- …
ألا يدعو ذلك إلى فخر لا حدود له؟ ألا يدعو ذلك نساء المسلمين أن يتذكرن ويحفظن ما لهن في قبرص من أمجاد؟. وقبرص ونساؤها المسلمات في عصر الهوان الذي نعيشه يسومهن الحاقدون الصليبيون مر العذاب؟!
لقد بعث هذا الدين في نساء المسلمين عزاً ومجداً، وهم به يحيون حياة السمو والفخار، ولقد أراد الأعداء لنسائنا أن يعشن حياة الذل والهوان، فشغلوهن بالتافه من الأمور، وبالصغائر من الأعمال…..فهل آن الأوان لنسائنا أن ينهضن وأن يمددن أياديهن للمساهمة في نهضة الإسلام المعاصرة وصحوته المباركة؟
خَديجة … أوّل المسلمات
لا أعرف امرأة من العرب أو من غيرهم أشد فراسة من خديجة … كانت خديجة على حظ من الجمال وعلى حظ وافر من الثراء .. توفي عنها زوجها، فتطلع إليها كثير من سادة مكة .. ولكنها لرجاحة في عقلها، كانت تستأني حتى تنظر أيهم ذلك الرجل الذي يملأ عينها ويلبي ما في نفسها من مثل كريمة وأخلاق سامية ….
ووضع الله في طريقها محمد بن عبد الله شاب يتيم الأبوين، فقير المال، لكنه غني بأخلاقه وصفاته حتى دعاه قومه بالأمين…
خرج محمد في قافلة تجارية إلى الشام أميناً على مال خديجة، وكان معه في هذه الرحلة غلامها ميسرة، فشاهد من خلقه وفضله ما أذهله .. فقد كان فيه من الأخلاق والفضل فوق ما عرفه في سائر الرجال…
وعاد محمد بتجارة خديجة رابحاً، وتحدث ميسرة إلى سيدته بما رأه ولمسه من أخلاق محمد… ورأت خديجة محمداً واستمعت إليه حين جاء يحاسبها على تجارتها … رأت شاباً جميلاً يتدفق حيوية ويكاد النور يقفز من بين عينيه، ولمست أخلاقاً لم تعرفها لأحد سواه في قريش، على ما في قريش من أخلاق ومثل. فأعجبت به، وتوقعت أن يكون له شأن. ورغبت بأن يكون لها في هذا الذي تنتظره من نصيب … فأرسلت إليه من تلمح له بأمر الزواج …
لقد تفرست خديجة في محمد بن عبد الله الخير، وتفرست فيه المستقبل الوضيء، وتفرست فيه جلائل الأعمال وتفرست فيه أحداثاً جساماً يكون فيها سيداً وقائداً وعظيماً … فأحبت أن تشارك هذا الفتى القرشي في كل ذلك وكان لها ما أرادت . … فتزوجت منه وأحاطته بكل ما لديها من حنان ورقة ورعاية وهيأت له كل أسباب السعادة والطمأنينة، وشجعته بأخلاقها الرفيعة وسلوكها النبيل على التعبد والتبتل والتفكر في خلق الله … وبقي معها في سعادة وطمأنينة خمسة عشر عاماً حتى أتاه الوحي من رب العالمين.
فاجأ الوحي محمد بن عبد الله في غار حراء….
كان ـ عليه السلام – يجلس في الغار متفكراً في خلق الله، متفكراً في هذا الكون من بناه … متفكراً فيما عليه الناس من ضنك الحياة… كان الغار بعيداً عن العمران … كان في رأس جبل يلفه السكون ويغلفه الهدوء … وفجأة يسمع محمد من يقول له : اقرأ .
وأصابته دهشة المفاجأة … اقرأ.
وقال بصوت خفيض مشوب بالرهبة. ما أنا بقارئ ….
ويأتيه الأمر … اقرأ … اقرأ باسم ربك الذي خلق …..
وينطلق محمد من الغار مسرعاً … ترتجف فرائصه لما سمع … وقد خشي أن يكون قد أصابه شيء، ووصل إلى بيته وهو على هذه الصورة من الدهشة والذعر.
وتلقته خديجة بحنانها وعطفها … وقد أوى إلى فراشه وهو يقول دثروني زملوني .. وتدثره خديجة وتزمله وتجلس إلى جانبه مستفسرة مستوضحة .
ويحدثها بما سمع … ويحدثها بالذي يخشى منه … إنه يخشى أن يكون قد أصابه شيء….
وتغمره خديجة بحنان عظيم … وتقول له بثقة التي تعرف زوجها وتثق به ثقة لا تحد: “الله يرعانا يا أبا القاسم … أبشر يابن عم واثبت، فوالذي نفس خديجة بيده إني لأرجو أن تكون نبي هذه الأمة ….. والله لا يخزيك الله أبداً، إنك لتصل الرحم، وتصدق الحديث، وتحمل الكل، وتقري الضيف، وتعين على نوائب الحق”.
إذن لقد كانت خديجة تتوقع أن يكون محمد النبي المنتظر الذي يتحدث عنه الناس والذي تحدث عنه كثيراً أمامها ابن عمها ورقة بن نوفل.
لقد كانت خديجة تتوقع…. ولعلها كانت تنتظر …..
وقد جاءت الساعة التي توقعتها واللحظة التي انتظرتها .. كانت خديجة وليلة القدر على موعد …. وقد حان الموعد ودقت ساعته….
ونام محمد على كلمات خديجة الحانية … وانسلت خديجة من بيتها مسرعة إلى حيث ابن عمها ورقة فقد كان الرجل عالماً بالكتب السماوية، دارساً لها … فأقبلت عليه تحدثه بالذي سمعته من زوجها محمد فانتبهت كل حاسة في هذا الرجل العجوز، وانطلق يقول لخديجة في حماس وشوق: قدوس ….. قدوس …. والذي نفس ورقة بيده لئن صدقتني يا خديجة، لقد جاءه الناموس الأكبر الذي كان يأتي موسى وعيسى، وإنه لنبي هذه الأمة، فقولي له فليثبت».
وشاعت الفرحة في نفس خديجة … لقد كانت بالأمس زوجة الأمين مثال شباب قريش خلقاً وفضلاً وأصبحت اليوم زوجة نبي هذه الأمة.
فأي فضل وأي شرف حازته هذه السيدة الجليلة …..
لقد كانت خديجة أهلا لهذا الفضل وذلك الشرف …..
وأسرعت عائدة إلى بيتها، وجلست إلى جانب زوجها تنظر إليه معجبة به عازمة على الوقوف إلى جانبه حتى يبلغ الرسالة السماوية ويؤدي الأمانة الإلهية ..
أو مخرجي هم؟
ولم يطل النوم بمحمد فإن الله أعده لمهمة لا يصلح معها النوم …. وأنزل عليه وحيه: (يا أيها المدثر قم فأنذر ..).
وحدثت خديجة زوجها بما قاله لها ورقة …. وانطلقا معاً إليه، فلما رأى ورقة محمداً مقبلاً بادره بقوله: “والذي نفسي بيده إنك لنبي هذه الأمة… ولتكذين، ولتؤذين، ولتخرجن، ولتقاتلن ولئن أدركت ذلك اليوم لأنصرن الله نصراً يعلمه” .
ولما سمع محمد من ورقة ما سمع قال مستغرباً: “أو مخرجي هم”؟ قال ورقة: نعم، لم يأت رجل قط بمثل ما جئت به إلا عودي …. وسمعت خديجة كل ذلك من ابن عمها سمعت أن الرسول سوف يلقى من قومه عنتاً، سوف يكذبونه وسوف يؤذونه وسوف يخرجونه من مكة … موطنه وموطنها، وسوف يشهرون في وجهه السلاح ويقاتلونه به …. سوف يكون جهاداً كبيراً … سمعت خديجة كل ذلك فما زادها إلا ثقة بزوجها وعزماً على نصرته والوقوف إلى جانبه وكانت خديجة أول من صدق محمداً وآمن بما جاء به.
وأصبحت خديجة أول رقم في الإسلام
لم يسبقها إليه رجل أو امرأة … لم يسبقها إليه صغير أو كبير. وسجلت خديجة بإيمانها صفحة فخار للمرأة أن كانت أول المسلمين ..
وسارت الدعوة الإسلامية بقدر الله … وشاء الله أن يلقى رسوله والمؤمنون عنتاً وضيقاً من قريش، أوذي المؤمنون بأموالهم وأنفسهم … فما وهنوا وما رأى المشركون منهم ضعفاً… بل صبروا لما أصابهم في سبيل الله … يستوي في ذلك الرجال والنساء.
وكانت خديجة خير معين لزوجها ولمن أسلم من الرجال والنساء… آست رسول الله ، بمالها وآزرته بحنانها وأعانته بصبرها وجلدها …..
واشتدت قريش في أذاها … واقتنت في ذلك الأذى وذهبت فيه كل مذهب … فما زاد ذلك الدعوة إلا قوة والمسلمين إلا ثباتاً… وازداد الإقبال على الإسلام يوماً بعد يوم حتى خشيت قريش على كيانها، وخاف السادة فيها على مراكزهم، فتنادوا للحزم والحسم، وكتبوا بينهم وثيقة قاطعوا فيها بني هاشم وبني المطلب وكل من وازرهم وسار في ركب محمد ودعوته … وجعلوا مقاطعتهم شاملة ….، فحرموا على الناس أن يبيعوهم أو يبتاعوا منهم ….. وحرموا على الناس أن يزوجوهم أو يتزوجوا منهم … فانحاز المسلمون وبنو هاشم وبنو المطلب إلى شعب أبي طالب …. وأجهدتهم المقاطعة التي استمرت ثلاثاً من السنين حتى أكلوا ورق الشجر!
وفاة أم المؤمنين السيدة خديجة
ودخلت خديجة مع زوجها شعب أبي طالب… وصبرت على ما لاقت من عنت المقاطعة، فما وهنت لما أصابها وما اشتكت مما تلقاه فيها.
وأصابها بسبب تلك المقاطعة الهزال… فقد كانت امرأة غنية مرفهة مخدومة … فأعانها إيمانها العظيم على الصبر الطويل … ولكنها خرجت من الشعب وقد أنهكها التعب… فما لبثت أن ماتت وقد أدت ما عليها لدعوة الله ووفت لزوجها رسول الله صلى الله عليه وسلم ….
وكان وقع وفاتها على رسول الله أليماً .. حزن لفراقها أشد ما يكون الحزن وأبلغه حتى سمى العام الذي ماتت فيه عام الحزن .
رسول الله … خير البشر على الإطلاق يكرم زوجته ويرفعها إلى أسمى الدرجات … ويدعو ذلك العام الذي فارقته فيه عام الحزن …
هذه هي المنازل التي تكرم فيها المرأة، وهذه هي الميادين التي تحقق فيها ذاتها، وهذه هي المواقف التي تقفها فتعرف فيها وتذكر…..
هذه هي خديجة … المثال …. والقدوة… والذكر الحميد.
فأي امرأة كانت هذه السيدة الجليلة…
وأي مجاهدة كانت في سبيل الله .
وأي مؤازرة كانت لرسول الله …..
رحم الله خديجة بنت خويلد ورحم الله كل امرأة مسلمة جعلت منها قدوتها ومثالها العظيم.
حب الرسول للسيدة خديجة
كان لخديجة – رضوان الله عليها – في نفس الرسول أثر لا يمحى، ظل يذكرها ويكرم سيرتها حتى توفاه الله وانتقل إلى الرفيق الأعلى.
قالت السيدة عائشة – رضي الله عنها وعن أبيها – : ” وما غرتُ من امرأة لرسول الله – صلى الله عليه وسلم – ما غرت من خديجة، لما كنت أسمع من ذكره لها….”.
كان رسول الله – صلى الله عليه وسلم – دائم الذكر لها … يذكرها بالثناء والحمد والإكبار والحب حتى غارت منها زوجته الأثيرة عائشة ….. والغيرة طبيعة في النساء …
كان رسول الله – صلى الله عليه وسلم – يقول عن خديجة: “لقد رزقت حبها».
وكان يقول: إني لأحب حبيبها .
وكان إذا سمع صوت أختها هالة بنت خويلد في بيته يهش ويقول: اللهم هالة ! .
إنه يأنس لصوتها إذ يشبه صوت خديجة.
وإنه ليهش للقائها إذ كانت أخت خديجة .
لهذا كانت غيرة عائشة منها شديدة حتى إنها قالت له ذات يوم وقد أغضبها ذكره لها وتأكيده على حبها وتقديرها:
“ما تذكر من عجوز من عجائز قريش حمراء الشدقين، هلكت في الدهر الأول، أبدلك الله خيراً منها”.
ويتغير وجه رسول الله – صلى الله عليه وسلم – لما يسمع، ويقول مغضباً لعائشة: والله ما أبدلني الله خيراً منها : آمنت بي حين كفر الناس، وصدقتني إذ كذبني الناس، وواستني بمالها إذ حرمني الناس، ورزقني منها الله الولد دون غيرها من النساء”.
وسكتت عائشة نادمة على ما فرط منها في حق خديجة …
لقد كانت خديجة عظيمة في مواقفها كلها.
أليست هذه السيدة الجليلة التي أسرعت وصدقت وآمنت جديرة بالحب والتقدير؟
أليست هذه السيدة العظيمة التي سارعت وبذلت وأنفقت مالها في سبيل الله جديرة بالثناء العاطر؟
ألا يكفيها منزلة أن كانت أول المسلمين؟
لهذا أحبها رسول الله …
ولهذا كان حبها واجباً على المسلمين….
المصدر
كتاب: “نساء حول الرسول” أحمد الجدع، ص7-20 بتصرف يسير.