الإسلام مأخذ للحياة ومشرب حضاري؛ كما هو عقيدة وقوانين وهوية. كما أن توازن انتشار الإسلام بين الترسيخ الرأسي والانتشار الأفقي مهم لعدم حدوث الاضطرابات أو حدوث العقم وعدم الحركة.
هوية واحدة ومشاركة متعددة
أوضحنا في الجزء الأول أن رسول الله صلى الله عليه وسلم أعطى للأمة هويتها منذ اللحظة الأولى، وأنه جردها من الالتباس بالقضايا الرائجة آنذاك.
وفي الجزء الثاني أوضحنا أن رسول الله صلى الله عليه وسلم أبقى على الأُطر الطبيعية والوظيفية والشرعية، ليحقق من خلالها مشاركة الأمة.. فأُطر متعددة وهوية واحدة قائمة على التوحيد الخالص بلا التباس..
وأوضحنا شواهد هذا من السيرة المباركة، في وقائع متعددة مما يدل دلالة واضحة على رسوخ هذه الممارسة تنفيذا وامتثالا لأمر الله تعالى بشورى الأمة..
كما حرص صلى الله عليه وسلم على التوازن بين الفرد والجماعة.. فالفرد لا يكون إمعة، ولا تابعا أعمى، بل صاحب بصيرة فرضها الله عليه، وفي الوقت عينه يكون منتميا للجماعة محافظا على أمته، لا يختلف ولا يتمرد ولا يشتت جماعة المسلمين ولا يطعن الأمة من داخلها بتفرق أو بمعاونة لعدو خارجي على المسلمين..
8- صبغ الأمة بصبغة الإسلام
صبغ صلى الله عليه وسلم الأمة بصبغة الإسلام وأقام التماسك الاجتماعي على أساس التمسك الفردي بالقيم:
ولأهمية الصبغة الإسلامية وتزكية الفرد بتمسكه بالقيم الإسلامية يدعو خليل الرحمن ربه تبارك وتعالى: ﴿رَبَّنَا وَابْعَثْ فِيهِمْ رَسُولاً مِّنْهُمْ يَتْلُو عَلَيْهِمْ آيَاتِكَ وَيُعَلِّمُهُمُ الْكِتَابَ وَالْحِكْمَةَ وَيُزَكِّيهِمْ إِنَّكَ أَنتَ العَزِيزُ الحَكِيمُ﴾ [البقرة: 129].
فكانت تزكيتهم بطاعة الله عز وجل وإخلاصهم له وتطهيرهم من الدنايا، فاستجاب الله تعالى له وامتن على المؤمنين بذلك فقال تعالى: ﴿كَمَا أَرْسَلْنَا فِيكُمْ رَسُولاً مِّنكُمْ يَتْلُو عَلَيْكُمْ آيَاتِنَا وَيُزَكِّيكُمْ وَيُعَلِّمُكُمُ الْكِتَابَ وَالْحِكْمَةَ وَيُعَلِّمُكُم مَّا لَمْ تَكُونُواْ تَعْلَمُونَ﴾ [البقرة: 151].
فكانت تزكيتهم مقدمة في امتنان الله عليهم على تعليمهم الكتاب والحكمة؛ فقد كان القرآن ينزل مقرراً للقيم الأخلاقية ومربياً لهذه الصفوة التي استجابت لربها على تلك القيم: ﴿وَقُرْآناً فَرَقْنَاهُ لِتَقْرَأَهُ عَلَى النَّاسِ عَلَى مُكْثٍ وَنَزَّلْنَاهُ تَنزِيلاً﴾ [الإسراء: 106].
كما كانت هذه العصبة مقتدية برسولها صلى الله عليه وسلم الذي كان خُلُقه القرآن، وتقص علينا السيرة بعضًا من تلك القيم الكلية التي استقرت في نفوس المسلمين الأوائل على لسان جعفر بن أبي طالب ـ رضي الله عنه ـ مخاطبًا النجاشي ومخبرًا عن رسول الله صلى الله عليه وسلم:
فدعانا إلى الله لنوحده ونعبده ونخلع ما كنا نعبد نحن وآباؤنا من دونه من الحجارة والأوثان.
وأمرنا بصدق الحديث وأداء الأمانة وصلة الرحم وحسن الجوار والكف عن المحارم والدماء.
ونهانا عن الفواحش وقول الزور وأكل مال اليتيم وقذف المحصنات.
وأمرنا أن نعبد الله وحده لا نشرك به شيئًا، وأمرنا بالصلاة والزكاة والصيام ـ فعدد عليه أمور الإسلام ـ فصدقناه وأمنا به واتبعناه على ما جاءنا من دين الله. (1الرحيق المختوم ص 90])
فمجمـوعة القيم الإسلامية التي قال الله عز وجل عنها: ﴿دِيناً قِيَماً مِّلَّةَ إِبْرَاهِيمَ حَنِيفاً وَمَا كَانَ مِنَ الُمشْرِكِينَ﴾ [الأنعام: 161].
وهي ترفع من فاعليات الفرد وروحه المعنوية وتعمق من إسهاماته في مجتمعه وتفاعله مع بيئته وتجعله فردًا متماسكًا: ﴿وَالَّذِينَ يُمَسَّكُونَ بِالْكِتَابِ وَأَقَامُواْ الصَّلاَةَ إِنَّا لاَ نُضِيعُ أَجْرَ الْمُصْلِحِينَ﴾ [الأعراف: 170]، لا متهوكًا ولا حيرانًا، فلا تتفرق النفس داخل كيان الفرد مشدودة إلى أهواء شتى تتجاذبها أو تمزقها: ﴿كَالَّذِي اسْتَهْوَتْهُ الشَّيَاطِينُ فِي الأَرْضِ حَيْرَانَ﴾ [الأنعام: 71].
بل كما قال صلى الله عليه وسلم: «لقد جئتكم بها بيضاء نقية». (2[مسند أحمد جـ 3، ص 387])، وقوله صلى الله عليه وسلم: «تركتكم على البيضاء ليلها كنهارها لا يزيغ عنها إلا هالك». (3إتحاف المهرة، جـ 1 ص 182])
وهذه القيم إنما صبغت الأمة بصبغة الإسلام وأدت إلى استقامة سلوك الفرد من خلال:
ربط التوجيه بالحدث والعلم بالعمل والتلقي للتنفيذ
وذلك من خلال شمولية التوجيه الرباني على أساس خُلُق بشري نظيف، فقد اختار الله تبارك وتعالى لنبيه صلى الله عليه وسلم أصحابه من خيار الناس في الجاهلية فهو ـ سبحانه ـ كما أنه أعلم حيث يجعل رسالته ـ أعلم بمن هو مستحق للهداية وصحبة نبيه صلى الله عليه وسلم.
يقول رسول الله صلى الله عليه وسلم: «تجدون الناس معادن خيارهم في الجاهلية خيارهم في الإسلام إذا فقهوا». (4[مسلم جـ4، ص598])
[للمزيد: كيف انحرفت الأمة عن هويتها]
9- التوازن بين التأصيل والوجدان
فقد حافظ صلى الله عليه وسلم على التأصيل من خلال خطاب شديد التأثير على الوجدان:
فكتاب الله تبارك وتعالى يجمع بين وصفين أنه فرقان فرّق الله سبحانه به بين الحق والباطل، أحكمه الله سبحانه وتعالى وفصل آياته حتى قال تعالى في وصفه ﴿وَنَزَّلْنَا عَلَيْكَ الْكِتَابَ تِبْيَاناً لِّكُلِّ شَيْءٍ﴾ [النحل: 89].
والوصف الثاني هو تأثيره الشديد على الوجدان، قال تعالى: ﴿كِتَاباً مُّتَشَابِهاً مَّثَانِيَ تَقْشَعِرُّ مِنْهُ جُلُودُ الَّذِينَ يَخْشَوْنَ رَبَّهُمْ ثُمَّ تَلِينُ جُلُودُهُمْ وَقُلُوبُهُمْ إِلَى ذِكْرِ اللَّهِ﴾ [الزمر: 23].
وقال جلَّ وعلا: ﴿و َإِذَا سَمِعُواْ مَا أُنزِلَ إِلَى الرَّسُولِ تَرَى أَعْيُنَهُمْ تَفِيضُ مِنَ الدَّمْعِ مِمَّا عَرَفُواْ مِنَ الْحَقِّ يَقُولُونَ رَبَّنَا آمَنَّا فَاكْتُبْنَا مَعَ الشَّاهِدِينَ﴾ [المائدة: 83].
ورسول الله صلى الله عليه وسلم ترك أمة من شدة توضيحه الحق لهم على المحجة البيضاء ليلها كنهارها. ويقول أبو ذر رضي الله عنه: «ولقد تركنا رسول الله صلى الله عليه وسلم وما يقلب طائر جناحيه في السماء إلا ذكر لنا منه علمًا». (5[تفسير القرآن العظيم، جـ 2، ص 131])
كما كان صلى الله عليه وسلم يعظهم حتى تذرف عيونهم ويخشع قلوبهم ويخطبهم كأنما ينذرهم جيشًا مصبحهم ومُمسيهم… فلبى صلى الله عليه وسلم فيهم قوة الشعور الديني مع قوة البصيرة الدينية التي تعطي مفاهيم صحيحة لا تسمح بدعاوى الجاهلية من روابط العرق وتخوم الأرض ولا بفصل الدين عن الدولة في أية صورة من الصور، ولا في أي عصر من العصور. (6إن فصل الدين عن الدولة ليس ظاهرة حديثة، إنما هو سمة من سمات الجاهلة في أغلب العصور، يقول الله عز وجل على لسان قوم شعيب عليه السلام: ﴿قَالُواْ يَا شُعَيْبُ أَصَلاَتُكَ تَأْمُرُكَ أَن نَّتْرُكَ مَا يَعْبُدُ آبَاؤُنَا أَوْ أَن نَّفْعَلَ فِي أَمْوَالِنَا مَا نَشَاء إِنَّكَ لَأَنتَ الْحَلِيمُ الرَّشِيدُ﴾ [هود: 87])
أي أنه خاطب العقل و الوجدان معاً فسلم أصحابه رضي الله عنهم من ضلال العُبَّاد الذي سببه الجهل، وضلال العلماء الذي سببه قسوة القلب وجفاف الروح. (7المنهج من شأنه إذا اتبع أن يمنع الضلال)
قال تعالى معلما عباده كيف يدعونه: ﴿اهدِنَــــا الصِّرَاطَ المُستَقِيمَ صِرَاطَ الَّذِينَ أَنعَمتَ عَلَيهِمْ غَيرِ المَغضُوبِ عَلَيهِمْ وَلاَ الضَّالِّينَ﴾ [الفاتحة: 6 – 7].
المغضوب عليهم: هم من تركوا العمل بالحق بعد علمه.
والضالون: هم من جهلوا الحق فعملوا بخلافه.
[اضغط لمعرفة: خسارة الأمة نتيجة غياب الهوية]
10- التوازن بين الترسيخ الرأسي والانتشار الأفقي
حقق التوازن بين الترسيخ الرأسي والانتشار الأفقي “بين الكيف والكم”.
فقد حقق صلى الله عليه وسلم التوازن بين الترسيخ الرأسي بالدعوة والتربية والانتشار الأفقي بإزالة العوائق وفتح الطريق أمام الدعوة بالجهاد..
فلا يتسع نطاق الأمة أكثر من طاقة استيعاب الصفوة ولتغيير الواقع بقوة البرهان وقوة السلطان بأمة تربت على الحق تدفع عنه الباطل، وبشوكة يزع الله بها ما لا يزع بالقرآن. (8حدثنا أبو غسان المسمعي وابن مثنى قالا: حدثنا معاذ بن هشام، حدثني أبي عن قتادة عن مطرف بن عبد الله بن الشخير عن عياض بن حمار المجاشعي أن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال ذات يوم في خطبته: «ألا إن ربي أمرني، أن أعلمكم ما جهلتم مما علمني يومي هذا: كل مال نحلته عبداً حلال، وإني خلقت عبادي حنفاء كلهم، وأنهم أتتهم الشياطين فاجتالتهم عن دينهم، وحرمت عليهم ما أحللت لهم، وأمرتهم أن يشركوا بي ما لم أنزل به سلطاناً، وإن الله نظر إلي أهل الأرض، فمقتهم: عربهم وعجمهم، إلا بقايا من أهل الكتاب، وقال: إنما بعثتك لأبتليك وأبتلي بك، وأنزلت عليك كتابًا لا يغسله الماء تقرؤه نائماً ويقظان، إن الله أمرني أن أحرق قريشًا، فقلت رب إذاً يثلغوا رأسي، فيدعوه خبزة قال: استخرجهم كما استخرجوك، واغزهم نغزك، وأنفق فسننفق عليك، وابعث جيشًا نبعث خمسة مثله، وقاتل بمن أطاعك من عصاك، قال: وأهل الجنة ثلاثة: ذو سلطان مقسط، متصدق، موفق، ورجل رحيم، رقيق القلب لكل ذي قربى ومسلم، وعفيف متعفف ذو عيال قال: وأهل النار خمسة: الضعيف الذي لا زبر له، الذين هم فيكم تبعًا، لا يبتغون أهلاً ولا مالاً، والخائن الذي لا يخفي له طمع وإن دق إلا خانه، ورجل لا يصبح ولا يمسي إلا وهو يخادعك عن أهلك ومالك، وذكر البخل ـ أو الكذب والشنظير الفحاش». (رواه الإمام مسلم: حديث خلقت عبادي كلهم حنفاء))
فحقق مشاركة الأمة في الدفع والتغيير ومشاركتهـــا في السلطــة بعـد التمكــين: ﴿وَلَوْلاَ دَفْعُ اللّهِ النَّاسَ بَعْضَهُمْ بِبَعْضٍ لَّفَسَدَتِ الأَرْضُ﴾ [البقرة: 251] ، ﴿وَلَوْلا دَفْعُ اللَّهِ النَّاسَ بَعْضَهُم بِبَعْضٍ لَّهُدِّمَتْ صَوَامِعُ وَبِيَعٌ وَصَلَوَاتٌ وَمَسَاجِدُ يُذْكَرُ فِيهَا اسْمُ اللَّهِ كَثِيراً﴾ [الحج: 40].
أخرج خير أمة
وهكذا أخرج رسول الله صلى الله عليه وسلم من خلال هذه المرتكزات خير أمة أخرجت للناس:
أمة استطاعت أن تصمد في وجه المرتدين عقب وفاة رسول الله صلى الله عليه وسلم.
بل وتمكنت بعد ذلك من هزيمة البيزنطيين في فلسطين والانتصار علي الفرس في القادسية وفتح مصر علي يد عمرو بن العاص والقضاء علي الدولة الساسانية وفتح أرمينيا وجورجيا والانتصار على الأسطول البيزنطي في معركة ذات الصواري.
كل هذه الملاحم التي توشح صدر الإسلام في فجره، وقعت فيما بين التحاق النبي الكريم صلى الله عليه وسلم بالرفيق الأعلى وحتى مقتل عثمان وتولي علي بن أبي طالب رضي الله عنهما”. (9[الدكتور أحمد القديري: «الإسلام وصراع الحضارات» كتاب الأمة رقم (44)، ص 64])
في كل هذا، كان الإسلام هو هوية هذه الأمة ومحور استقطابها الذي صنعها أمة عظمى من قبائل متفرقة متناحرة يحكمها في أفضل بلادها ولاة من قبل فارس والروم.
ونرى أثر ذلك عندما كان الإسلام هوية الأمة، فقد كان الفرد المسلم من عامة الأمة لا يرى في غير الإسلام سبباً للتجمع بل يرى أنه وحده أساس الانتماء وأنه وحده رابطة الولاء، ولذلك لم تكن لديه قابلية للشعور بالغضاضة في أن يعيش على أرضه ـ بل ويحكمه ـ مسلم من بلد آخر فصفة الإسلام تجُبُّ ما عداها ورابطة الدين تُغني عما سواه.
ويقص علينا التاريخ أن المسلم كان يخرج من طنجة حتى ينتهي به المطاف إلى بغداد لا يحمل معه جنسية قومية أو هوية وطنية وإنما يحمل شعاراً إسلامياً هو كلمة التوحيد..
فكلما حل أرضاً وجد له فيها أخوة في الإيمان وإن كانت الألسنة مختلفة والألوان متباينة لأن الإسلام أذاب كل تلك الفوارق واعتبرها من شعارات الجاهلية.
كما يحكي لنا كيف سار ابن بطوطة من شاطئ المحيط الأطلسي إلى شاطئ المحيط الهادي ولم يُعتبر في أي قطر مر به أجنبيًا بل وأتيحت له الفرصة حيث حل أن يصبح قاضيًا أو وزيرًا أو سفيرًا ولم يُراقب في حركاته وسكناته ولم يسأله أحد عن هويته أو جنسيته أو مهنته أو وطنه.
فقد كان أفراد الأمة في تحركهم من بلد إلى بلد آخر من بلاد الإسلام لا يحتاجون إلى تأشيرات دخول أو خروج لأن الإسلام بلْوَر هويتهم الحقيقة ومنحهم الجنسية الإيمانية وزودهم بروح الأخوة والمودة”. (10[محمد محمد البدري، الأمة الإسلامية من التبعية إلى الريادة ص 52-53])
تقديم المسلم لهويته الإسلامية
وكانت الأمة تقاوم الغزو الغربي الصليبي مقاومة إسلامية وتنظر إليه على أنه غزو من قبل الكفار لبلاد الإسلام تنبغي مجاهدته وإزالته وتقاوم ما وسعتها المقاومة عملية تنحية الشريعة الإسلامية وإحلال القوانين الوضعية محلها على أساس أن هذا كفر يخرج من الملة إذا رضيت به.
فإن المصريين حين قاتلوا الحملة الفرنسية لم يقاتلوها بوصفهم مصريين إزاء فرنسيين ولكن بوصفهم مسلمين يقاتلون الكفار، وقد كان علماء الدين هم قادة هذه المقاومة، ولذا انصب غضب نابليون على الأزهر بوصفه عنصر المقاومة للغزو الصليبي.
وتأتي قمة الدلالة في كون سليمان الحلبي الذي قتل “كليبر” لم يكن مصريًا بل مسلمًا دفعه إسلامه إلى قتل قائد الحملة الصليبية الموجهة إلى أرض الإسلام.
وقد أدرك أعداء هذه الأمة هويتها مما جعلهم يتزلفون إليها بادعاء الإسلام أو المحبة لأهله كما فعل نابليون عند دخوله مصر.
أمة أخرجها رسول الله وامتدت في الزمان وبقيت على مر القرون، حتى تشرذمت وضلت حينا عن هويتها أو ضلت قطاعات منها، حتى ضعفت فاعليتها وتأثيرها في مجريات أحداث الحياة.. حتى بات رجوعها ضروريا وعودتها حتمية، ضرورةٌ وحتميةٌ عقدية ووجودية..
وهي مهمة الحركة الإسلامية اليوم، فهي منوطة بها، وهي مهمة كبيرة، ولكن الحول والقوة بالله؛ فيه الرجاء وعليه التكلان سبحانه.
…………………………………………..
تنبيه:
- سبق نشر المقال بتاريخ: (12/1/2021).
هوامش:
- [الرحيق المختوم ص 90].
- [مسند أحمد جـ 3، ص 387].
- [اتحاف المهرةٍٍ، جـ 1 ص 182].
- [مسلم جـ4، ص598].
- [تفسير القرآن العظيم، جـ 2، ص 131].
- إن فصل الدين عن الدولة ليس ظاهرة حديثة، إنما هو سمة من سمات الجاهلة في أغلب العصور، يقول الله عز وجل على لسان قوم شعيب عليه السلام: ﴿قَالُواْ يَا شُعَيْبُ أَصَلاَتُكَ تَأْمُرُكَ أَن نَّتْرُكَ مَا يَعْبُدُ آبَاؤُنَا أَوْ أَن نَّفْعَلَ فِي أَمْوَالِنَا مَا نَشَاء إِنَّكَ لَأَنتَ الْحَلِيمُ الرَّشِيدُ﴾ [هود: 87 ].
- المنهج من شأنه إذا اتبع أن يمنع الضلال.
- حدثنا أبو غسان المسمعي وابن مثنى قالا: حدثنا معاذ بن هشام، حدثني أبي عن قتادة عن مطرف بن عبد الله بن الشخير عن عياض بن حمار المجاشعي أن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال ذات يوم في خطبته: «ألا إن ربي أمرني، أن أعلمكم ما جهلتم مما علمني يومي هذا: كل مال نحلته عبداً حلال، وإني خلقت عبادي حنفاء كلهم، وأنهم أتتهم الشياطين فاجتالتهم عن دينهم، وحرمت عليهم ما أحللت لهم، وأمرتهم أن يشركوا بي ما لم أنزل به سلطاناً، وإن الله نظر إلي أهل الأرض، فمقتهم: عربهم وعجمهم، إلا بقايا من أهل الكتاب، وقال: إنما بعثتك لأبتليك وأبتلي بك، وأنزلت عليك كتابًا لا يغسله الماء تقرؤه نائماً ويقظان، إن الله أمرني أن أحرق قريشًا، فقلت رب إذاً يثلغوا رأسي، فيدعوه خبزة قال: استخرجهم كما استخرجوك، واغزهم نغزك، وأنفق فسننفق عليك، وابعث جيشًا نبعث خمسة مثله، وقاتل بمن أطاعك من عصاك، قال: وأهل الجنة ثلاثة: ذو سلطان مقسط، متصدق، موفق، ورجل رحيم، رقيق القلب لكل ذي قربى ومسلم، وعفيف متعفف ذو عيال قال: وأهل النار خمسة: الضعيف الذي لا زبر له، الذين هم فيكم تبعًا، لا يبتغون أهلاً ولا مالاً، والخائن الذي لا يخفي له طمع وإن دق إلا خانه، ورجل لا يصبح ولا يمسي إلا وهو يخادعك عن أهلك ومالك، وذكر البخل ـ أو الكذب والشنظير الفحاش». (رواه الإمام مسلم: حديث خلقت عبادي كلهم حنفاء).
- [الدكتور أحمد القديري: «الإسلام وصراع الحضارات» كتاب الأمة رقم (44)، ص 64].
- [محمد محمد البدري، الأمة الإسلامية من التبعية إلى الريادة ص 52-53].
مراجع:
- تفسير القرآن العظيم، للحافظ ابن كثير.
- مسند الإمام أحمد.
- اتحاف المهرة.
- الرحيق المختوم.
- الأمة الإسلامية من التبعية للريادة، د. محمد محمد بدري.
- «الإسلام وصراع الحضارات»، د. أحمد القديري:
- الطريق الى الجنة، عبد المجيد الشاذلي.
لتحميل البحث كاملا على الرابط التالي:
اقرأ أيضا:
كيف أخرج رسول الله للناس خير أمة؟ (1) تحديد الهوية ومنع الالتباس
كيف أخرج رسول الله للناس خير أمة؟ (2) أُطرٌ متعددة وهوية واحدة