يتعمد المجرمون تدمير “الإنسان” عموما، بتغييب العقل بالسُكر، وتغييب الأخلاق والعقائد بالإباحية والإلحاد. وللأرقام في مصر دلالة.
الخبر
جاء على موقع “الجزيرة نت” تحت عنوان “أرقام مفزعة عن تعاطي المخدرات بمصر”:
“قال مسؤول مصري إن نسبة تعاطى المخدرات في بلاده بلغت 10.4%، مشيرا إلى انخفاض سن التعاطي إلى تسع سنوات.
وأوضح مدير البرامج الوقائية في صندوق مكافحة الإدمان التابع لوزارة التضامن “إبراهيم عسكر” أن هذه النسبة المرتفعة من المتعاطين تتنوع ما بين تعاطٍ تجريبي ومتقطع ومستمر.
وأكد المتحدث ـ في لقاء على فضائية مصرية ـ أن ارتفاع نسبة تعاطي المخدرات خلّف مشاكل اجتماعية وانحرافات أخلاقية كثيرة، بجانب العديد من أشكال العنف.
وذكر أن (79%) من الجرائم التي تُرتكب ترجع إلى تعاطي المواد المخدرة، موضحا أن سن التعاطي انخفض إلى ما بين (9 و10) سنوات”. (1موقع “الجزيرة نت” بتاريخ: 12/3/2019، على الرابط:
أرقام مفزعة عن تعاطي المخدرات بمصر)
التعليق
لا يظن الناس أن هذه النسب ظهرت من فراغ؛ بل هي ترجع الى أمور:
1) هناك ما هو مقصود ممن يروّج هذه الأمور ـ من قوم مسؤولين ومتنفذين ـ لينشغل الناس بعيدا، فهناك من “التهاون”، بل وهناك من “الترويج” لتغييب عموم الناس عن الحياة العامة، وتلك نقطة تمثل محل حرب لئلا يلتفت الناس الى أوضاعهم العامة ويتجهوا الى الثورة من جديد أو الى أي صورة من صور رفض المظالم.
2) غياب؛ بل تغييب، الخطاب الديني الصحيح الذي تنجذب له النفوس وتعرفه الفطرة ويُصلح أحوال الناس، أثمر تسليم الناس الى الجاهليات والمعاصي بمراراتها وآلامها، والتي يهرب منها الناس الى تغييب العقول؛ ففي هذه الأجواء الجاهلية بمعاصيها وكبائرها تضيق النفوس ويُحرم الناس من نعمة الحياة الطيبة التي وعد الله تعالى عباده بها ﴿مَنْ عَمِلَ صَالِحًا مِنْ ذَكَرٍ أَوْ أُنْثَى وَهُوَ مُؤْمِنٌ فَلَنُحْيِيَنَّهُ حَيَاةً طَيِّبَةً وَلَنَجْزِيَنَّهُمْ أَجْرَهُمْ بِأَحْسَنِ مَا كَانُوا يَعْمَلُونَ﴾. (النحل: 97)
3) كما أن شيوع الفساد في بلادنا من الطغمة العلمانية، أفسد دنيا الناس كما أفسد دينهم؛ فاتجاه المفسدين هو الى اكتناز الأموال وإسرافها، والاستئثار بثروات المسلمين، وسحق الغالبية العظمى من الناس لصالح قِلة متنفذة وقريبة من السلطة أو متحالفة معها أو خادمة لها.
وبالتالي فلا تجد في البلاد تنمية حقيقية جادة، ولا خروجا جذريا من المشاكل المزمنة، ولا قضاء على التخلف، ولا إدراكا للعلوم والتكولوجيا وتحقيق التقدم؛ بل يزداد الناس فراغا وفشلا تنمويا، وترسيخا للتبعية والتخلف.
فالاسلام يحصل للمسلمين الداريْن، وعندما يبتعدون عنه يخسرونهما. ﴿مَنْ كَانَ يُرِيدُ ثَوَابَ الدُّنْيَا فَعِنْدَ اللَّهِ ثَوَابُ الدُّنْيَا وَالْآَخِرَةِ وَكَانَ اللَّهُ سَمِيعًا بَصِيرًا﴾ (النحل: 134)
والمفارفة بعد هذا أنهم يتهمون الناس، ويقولون أن ما تبقى من “الدين” في حياة الناس ـ بعدما حاربوه وجففوا منابعه وحالوا بين الأمة وعلمائها ـ هو المسؤول عن هذا؛ فيطالبونهم بمزيد من التحلل والانسلاخ من دين الله..!
4) إن لتحريم الله تعالى تغييبَ العقول حكمة كبيرة؛ ليواجه الانسان حقيقة حاله ويشارك في تغيير ما بنفسه وما بأنفس قومه ليغير الله بهم الحال.
إن الاسلام يدفع الى الحفاظ على العقول وتنمية النسل وإقامة الحياة لتتدفق الحياة بألوانها وأشكالها على أساس منهج الله ووفق شرعه الكريم المنزل؛ أما أعداء هذا الدين فلا يتجهون إلا الى حربه وحرب أشكال الحياة بكافة صورها.
خاتمة
إن الأرقام الموضحة عاليه توضح نتاج العلمانية الشرسة التي قتلت الناس في الطرقات والسجون، كما توضح الفساد المزمن مع الاستبداد والتبعية. وتوضح أن هذه الثمرة البشعة هي ما تنتجع العلمانية والانحراف، كما أن هذه الثمرة البشعة هي ما يحميه الغرب ويوفر له القبول دوليا ويدافع عنه.
لكن كلمة الله غالبة ونوره آتٍ ليحيي به نفوسا ظامئة بعدما عرف الناس ما في الجاهلية من شرٍّ مستطير ﴿أَوَمَنْ كَانَ مَيْتًا فَأَحْيَيْنَاهُ وَجَعَلْنَا لَهُ نُورًا يَمْشِي بِهِ فِي النَّاسِ كَمَنْ مَثَلُهُ فِي الظُّلُمَاتِ لَيْسَ بِخَارِجٍ مِنْهَا كَذَلِكَ زُيِّنَ لِلْكَافِرِينَ مَا كَانُوا يَعْمَلُونَ﴾ (الأنعام: 122) .. صدق الله العظيم.
…………………………
هوامش:
- موقع “الجزيرة نت” بتاريخ: 12/3/2019، على الرابط:
أرقام مفزعة عن تعاطي المخدرات بمصر