ما بين حسن البدايات والرغبة في الإصلاح، الى تنكُّب الطريق والخضوع للضغوط وانحراف البوصلة، ثم الفشل بتداعياته ومآلاته، الى العائد السيء على التجربة الاسلامية.
الحدث
الحدث هو أن الإسلامي – في بدايته – قد تكون خواتيمه غير ذلك..
فبداية البشير إسلامية ونهايته مع السفاح “بشار” أشد القوميين تطرفا ودموية، وتهجيرا لنصف للأمة في سوريا.. ومحاربة لدين الله وهدما للمساجد واغتصابا للمسلمات ودفنا للناس أحياء ليشهدوا ألا إله إلا بشار..! ثم كان “البشير” الوحيد الذي زاره ودعمه..!! فلم ينعم بدنيا ولم يُبق لنفسه دينا.
والحدث أيضا أن بداية “صلاح قوش” ـ مدير المخابرات السوداني السابق ـ أنه كان إسلاميا في الجامعة، ونهايته يلتقي مع الصهاينة ليكون المرشح المدعوم من إسرائيل ليخلف “البشير”..!! وكان يهيأ بالفعل لذلك لولا تنازع العسكر على السلطة.
العبرة
1) العبرة أن السلطة “شهوة” و”شبق” يدوم إلى ما بعد الموت السريري والاكلينيكي “مثال بو تفليقة”..
وتدوم الى ما بعد الموت السياسي ورقصة الموت “رقصات البشير” بعد الفقر والفشل، وانفصال الجنوب، وتقطيع بلاد المسلمين لصالح قوى الصليب والوثنية”؛ فمن أراد السلطة لإقامة الدين فليكن حذرا أن يقع في منزلق الهوى وشهوة السلطان وينسى ما قام لأجله.
2) ومن العبرة أيضا أن ضغوط العدو على من في السلطة تهلكه وتفسده، ولو كان خيّر البدايات. ولو تُرك وحده هلك.
ويكون وحيدا عندما يبتعد عن أمته فيستبد بالأمر.
إن منطق “الرعايا” لا يفيد من في السلطة بل يُضعفه؛ بينما منطق “الأمة” و”الشورى” و”المشاركة الحقيقية” أمر فاصل وحمايةٌ مانعة.
3) والعبرة أيضا أنه يجب ألا تترك الأمة أمرها لأحد فيستبد بالأمر دونها ويبيع ويشتري في “مقدرات أمة”..!
يجب أن تفرض الأمة إرادتها وتمارس سلطتها، وأن يكون الحاكم ممثلا لها يحكمها بشرع الله ويرفض ما خالفه.
وإذا تحقق هذا فيجب أيضا من استمرار رقابتها والاحتساب عليه بالأمر بالمعروف والنهي عن المنكر، وإلا فقد يطرأ الانحراف على من لم يكن كذلك في بداية أمره.
كل مصائب أمتنا جاء من غياب دور “الأمة”. ولا بد من عودة هذا الدور واستمراره ولو كان من في السلطة صالح البدايات والظاهر.
4) والعبرة الكبيرة الباقية هو دعاء الراسخين في العلم ﴿رَبَّنَا لَا تُزِغْ قُلُوبَنَا بَعْدَ إِذْ هَدَيْتَنَا..﴾ (آل عمران: 8)، ودعاء محمد صلى الله عليه وسلم «يا مقلب القلوب ثبت قلبي على دينك»..
ودعاء كل مسلم اليوم أن يرفع الله تعالى الفتنة عن الأمة؛ فقد تنوعت مظاهرها ومصادرها، والله العاصم.
…………………………….
اقرأ أيضا: