شجاعة منهم في هذا البيان منقطعة النظير، تصوروا أنهم استطاعوا أن ينددوا بالعدوان الصهيوني على غزة ولم يبالوا بالعواقب، بل أكثر من ذلك، طالبوا بكل قوة إصدار قرار من مجلس الأمن بوقف إطلاق النار، وطالبوا المجتمع الدولي بعدم تصدير السلاح إلى الكيان الصهيوني.

بيان لا يساوي الحبر الذي كتب عليه

في الحقيقة هذا البيان لو صدر من دول غير مسلمة لما نزل إلى هذا المستوى من الخذلان ولاستحوا من إصداره، لو كانوا غير مسلمين، لو كانوا جامعات غربية أو شرقية أو كذا ما تستطيع استصدار هذا البيان المستهلك الغبي الفارغ الذي لا يساوي الحبر الذي كتب عليه، ثم في البيان السابق ومنذ سنة والآلة الصهيونية تطحن في إخوانهم صدر نفس هذا البيان بنفس البنود، ربما لم يكلفوا أنفسهم حتى أن ينقلوا البنود السابقة، يعني طبق الأصل من بيان سابق لأنه مجرد استهلاك، فأحرى بهم أن يوجهوا اللوم إلى أنفسهم ويوقفوا هم دعم العدو، لكن في حقيقة الأمر، مثل ما يقول المثل الليبي: فرحان وجاحد.

الخذلان والطعن والدسيسة والخيانة لأهل غزة

الخذلان والطعن والدسيسة والخيانة لإخوانهم، إخوانهم في غزة على مدى سنة، العالم إما متورط ومشارك في الجريمة مثل الأمريكان والأوربيين ومنهم من هو صمات يتفرج والثكلى والأطفال والنساء والمرضى يعلقون أنظارهم إلى هؤلاء الحكام -حكام المسلمين- يستغيثون بهم ويستنصرون بهم، كان مؤمل منهم غير هذا الخذلان وغير هذه الخيانة هذا تمالؤ مع العدو على المسلمين، عليهم أن يراجعوا مواقفهم ويراجعوا إيمانهم ويراجعوا إسلامهم، المنافقون فعلوا فعلهم وخذلوا المسلمين وخذلوا النبي صلى الله عليه وسلم، لكن هل الله ترك المسلمين؟ لا، قال بعد ذلك: (لَٰكِنِ الرَّسُولُ وَالَّذِينَ آمَنُوا مَعَهُ جَاهَدُوا بِأَمْوَالِهِمْ وَأَنفُسِهِمْ ۚ وَأُولَٰئِكَ لَهُمُ الْخَيْرَاتُ ۖ وَأُولَٰئِكَ هُمُ الْمُفْلِحُونَ * أَعَدَّ اللَّهُ لَهُمْ جَنَّاتٍ تَجْرِي مِن تَحْتِهَا الْأَنْهَارُ خَالِدِينَ فِيهَا ۚ ذَٰلِكَ الْفَوْزُ الْعَظِيمُ) [التوبة:87-88] وقال أيضاً للمخذلين لأمثال هؤلاء: (فَإِن يَكْفُرْ بِهَا هَٰؤُلَاءِ فَقَدْ وَكَّلْنَا بِهَا قَوْمًا لَّيْسُوا بِهَا بِكَافِرِينَ) [الأنعام:89] فإن كان هؤلاء خذلوا المسلمين وانحازوا إلى العدو وناصروه فإن الله عز وجل وَكلَ بدعوته ونصرة دينه قوما مجاهدين لا يفترون ولا يبالون والله تعالى ناصرهم لا شك في ذلك لأن وعد الله تعالى لا يتخلف.

دعم حكام العرب للصهاينة

يقال للمجتمعين في الرياض أوقفوا أنتم أوَّلا دعمكم للصهاينة، قبل أن تطلبوه من المجتمع الدولي.

معظم المجتمعين في هذه القمّة من الحكام هم يدعمون الصهاينة.

منهم من يدعمهم بالسلاح والمال كالإماراتيين والسعوديين، ومنهم من يدعمهم بمرور السلاح من أرضه كالمصريين والأردنيين، والباقون يدعمون الصهاينة بالتعاون التجاري والاقتصادي والعلاقات الدولية، فما الذي يُنتظر من قمّةٍ هؤلاء حكامها.

لا يُنتظر من حكام العرب غير نصرة اليهود على المسلمين، وقد لاموا الوزير الأمريكي على عدم سماع نصحهم بالقضاء على حماس (من زمان).

الدور الأمريكي والغربي

العالم إما متورط ومشارك في جريمة غزة كالأمريكان والأوروبيين، وإما صامت عن الجرائم والإبادة الجماعية لأهل غزة، فكلهم مدان إلا القليل.

الأمريكان يلعبون دورا قذرا هذه الأيام؛ لفصل المقاومة في لبنان عن غزة، المؤمل ألا تستجيب المقاومة في لبنان لهم وتضحي بكل رصيدها في دعم المجاهدين.

المجتمعون في الرياض يعلمون أن أمريكا هي من تدعم الاحتلال بالطائرات والقنابل التي تقتل إخوانهم، ورغم ذلك لم يطالبوها بوقف تصدير السلاح للصهاينة حفاظا على مشاعر الأمريكان، بل طالبوا المجتمع الدولي الذي يمكن لأيّ أحد أن يعلق عليه ما شاء.

حكام منافقون

هؤلاء الحكام منفصلون عن واقعهم، بل عن دينهم، نسوا أنهم مسلمون أوجب الله عليهم نصرة المسلمين، وحرم عليهم نصرة الكافرين.

هؤلاء يصدق عليهم ما قاله الله في المنافقين: ﴿فَرِحَ الْمُخَلَّفُونَ بِمَقْعَدِهِمْ خِلَافَ رَسُولِ اللَّهِ وَكَرِهُوا أَنْ يُجَاهِدُوا بِأَمْوَالِهِمْ وَأَنْفُسِهِمْ فِي سَبِيلِ اللَّهِ﴾ [التوبة:81].

ويصدق عليهم قول الله تعالى: ﴿تَرَى كَثِيرًا مِنْهُمْ يَتَوَلَّوْنَ الَّذِينَ كَفَرُوا لَبِئْسَ مَا قَدَّمَتْ لَهُمْ أَنْفُسُهُمْ أَنْ سَخِطَ اللَّهُ عَلَيْهِمْ وَفِي الْعَذَابِ هُمْ خَالِدُونَ * وَلَوْ كَانُوا يُؤْمِنُونَ بِاللَّهِ وَالنَّبِيِّ وَمَا أُنْزِلَ إِلَيْهِ مَا اتَّخَذُوهُمْ أَوْلِيَاءَ وَلَكِنَّ كَثِيرًا مِنْهُمْ فَاسِقُونَ﴾ [المائدة:79-80].

فهذا البيان وما صدر من هؤلاء الناس لا يدل على أنهم مسلمون لا يدل على أنهم يشعرون بما يشعر به إخوانهم من المسلمين نسوا إسلامهم نسوا انتماءهم هؤلاء الذين صدر منهم هذا البيان المخيب الخائب في هذا الوقت الشديد على المسلمين وعلى المستضعفين هذا البيان بهذه الصورة يدل على أن هؤلاء منفصلون عن واقعهم منفصلون عن دينهم (نَسُوا اللَّهَ فَأَنْسَاهُمْ أَنْفُسَهُمْ) ولذلك لا يرجى منهم خير ولا يعول عليهم وما من سبيل للخيانة والخذلان والخداع والمكر بالمستضعفين والمظلومين إلا سلكوه وهم في جبهة واحدة مع الصهاينة وعليهم أن يحذروا انتقام الله فإن عروشهم لن تدوم يقول تبارك وتعالى: (وَمَن يَتَوَلَّهُم مِّنكُمْ فَإِنَّهُ مِنْهُمْ ۗ إِنَّ اللَّهَ لَا يَهْدِي الْقَوْمَ الظَّالِمِينَ) [المائدة:51].

المصدر

صفحة مفتي ليبيا على منصة X.

اقرأ أيضا

حكام أعوان للكافرين

عام الخذلان

أَوَتعلمون ما الخذلان؟

خذلان الحكام

البقاء على الحياد خذلان للحق ورضى بالباطل

التعليقات غير متاحة