بينما يتهرب المنافقون من مساندة “الأمة” في أزماتها، ويتهربون عن سدد خللها؛ إذ بهم يسارعون في مساندة العدو وسد خلله وتوأمة الخط الاستراتيجي معه؛ بل والمصير..!
الخبر
“تحقيق لصحيفة “كلكلست” الصهيونية عن محمد بن زايد، بعنوان “سلطان الظلال”: قال ليهود أمريكيين: الإمارات وإسرائيل تقاتلان في نفس الخندق. ابن زايد يدير السعودية عن بعد حتى لا تسقط بيد تيار الصحوة الذي يعتبره أخطر من إيران، وهذا ما دفعه لعزل المرسي بوساطة السيسي.
وأنه يكلف وزيره للشؤون الخارجية أنور قرقاش لبث رسائله الإيجابية نحو دولة اليهود. ومنذ أيام هبطت طائرة إماراتية في إسرائيل، وافتُتح معهد لدراسة التلمود والتوراة للأطفال اليهود في الإمارات.
وأنه لا يخفي كراهيته لمن ينتمون لجماعات الإسلام السياسي، ومن ضمنها حركات حماس والجهاد الإسلامي، ولم يتردد في زيادة التدخل العسكري لبلاده في نقاط الاحتكاك الإقليمية لمواجهة القوى الإسلامية، سواء في اليمن أو ليبيا، حيث تدعم أبوظبي الجنرال خليفة حفتر.
وأنه يرى أن “سقوط المملكة من قبل الإسلاميين سيكون خطرًا أكبر من وجود الأسلحة النووية الإيرانية”.
وختم بالقول إنه “بالنسبة لإسرائيل، فقد اختار ابن زايد شن هجوم عليها بالابتسامات..! واختار مناشدة الجمهور الإسرائيلي وقادته.وأعلنت الإمارات، رسميا، فجر الجمعة (26/6/2020)، إطلاق مشاريع مشتركة مع إسرائيل في المجال الطبي ومكافحة فيروس “كورونا”؛ فيما أعلن موقع صحيفة “يديعوت أحرونوت” العبرية، الخميس، أن أبوظبي قدمت معدات طبية لإسرائيل شملت 100 ألف شريحة لفحص كورونا”. (1موقع “عربي 21″، ، على الرابط: تحقيق عبري عن ابن زايد ورؤيته للعلاقة مع “إسرائيل”
د. صالح النعامي على الرابط: تغريدة ملخصة عن المقال، رابط المقال الأصلي باللغة العبرية
موقع “الأناضول” لأول مرة.. الإمارات تعلن رسميا إطلاق مشاريع مع إسرائيل ، والرابط: صحيفة عبرية: الإمارات أرسلت 100 ألف جهاز فحص كورونا لإسرائيل)
التعليق
من مقتضيات الولاء الإسلامي أن يتعاون المسلمون جماعات وكيانات، وبالتعبير السياسي المعاصر: “ودولا” فتتكامل قوّتها وقدراتها، فإذا ضعُفت إحداها أو جزء من المسلمين عن أمر استكمله بأخيه وتكاتفت أيدي المسلمين وتعاضدوا على امتلاك القوة وتوزيعها والعودة بالعلم والسلاح وأنواع القوة من العلماء والدعاة والخبراء والمتخصصين على من يفتقر الى هذا، مع تعهد المسلمين لإخوانهم لسد ثغراتهم وتوفير القوة لهم أمام عدوهم.. الى آخر ما جاء به الإسلام واقتضته العقيدة.
فإذا قيلت هذه الواجبات والمقتضيات اليوم لهذه الكيانات العلمانية إذ بها تتأفف، أو تلتف وتتراجع ـ في أحسن أحوالها ـ أو ـ كما هو واقعها اليوم ـ ترى هذا خيانة لـ “الوطن” المزعوم؛ لكنها في الوقت عينه تقوم بهذه الواجبات مع دولة اليهود والأنجاس القابعين بها..! ترى هذا واجبا إنسانيا، ولصنع السلام والاستقرار.. الى آخر ترهات المنافقين وكذباتهم؛ إذ إنهم، كلا اليهود والمنافقين، يقومون بمسلسلات وأدوار مذابح للمسلمين لا تكف ولا ترقأ فيها الدماء..!
واقع اليوم هو تطبيق سياسي لإحدى صور وصف رسول الله صلى الله عليه وسلم لـ “التارك لدينه المفارق للجماعة” (2رواه البخاري ومسلم)..
فأما ترك الدين فهذه الكيانات والأنظمة تاركة لدينها بتبديل الشرائع ومعاداة شريعة الإسلام واستبدال القوانين بها وإسناد حق التشريع لغير الله؛ للبرلمانات والدساتير المبدلة، ومحاكاة الغرب النصراني في تشريعاته وقوانينه.. ثم أضافوا لهذا تعظيم عقائد البوذيين الوثنيين ومشاركتهم في شعائر دينهم..! وتعظيم دين النصارى واستقدام قساوستهم والاحتفال بقدومهم، بل وتدريس التلمود المحرف لليهود ـ بينما لا يجوز تدريس التوراة لو كانت صحيحة..! فهذا بعض مظاهر تبديل الدين.
وأما مفارقة الجماعة فهو الخروج عن ولاء الأمة ورايتها بمعاداة الإسلام صراحة وحربه في كل موقع؛ حتى وصل الأمر الى تتبُّع أماكن الصراع بين الإسلام وخصومه من أجل مساندة الخصوم بالمال والسلاح..! ثم التحالف مع كيان دولة اليهود، ثم الإنفاق على أي وضع علماني معادٍ للإسلام، والمشاركة في التخطيط لتجفيف منابع الإسلام وقتل دعاته. والتصريح علنا أنهم يأملون في إقامة دول علمانية مستقرة. بمعنى أنها بلا مناوأة ولا منازعة من المسلمين؛ فيحلمون بإقامة دول علمانية تترسخ العلمانية فيها داخل المجتمعات فيقبلها بأريحية دون منازعة العقيدة، مع التخلص بشراسة ودموية من العلماء والدعاة الرافضين لهذا المنكر الضخم.
هكذا تتلخص الصورة إذا أنه بينما يتهرب المنافقون من مساندة “الأمة” في أزماتها، ويتهربون من سدد خللها؛ إذ بهم يسارعون في مساندة العدو وسد خلله وتوأمَة الخط الاستراتيجي معه؛ بل والمصير..!
خاتمة
نعم إنهم ينفقون، بل ويقاتلون حينا.. قتال منافق حاقد كاره للإسلام. ونعم؛ إنهم تغرُّهم مظاهر قوة فارغة.
ولكن ما لا يعلمونه ولا يدركون مداه أن العدو يصنعهم لغاية محددة وأجل قصير، وأنهم سيقعون في وقت أقرب مما يتصورون. إن أبعاد اللعبة السياسية ليست في الإمارات ولا الرياض ولا القاهرة على ما فيها من الشياطين؛ ولكنها تصنعها عواصم صليبية بشراكة صهيونية، وهم يحتقرون هؤلاء المنافقين الى أبعد الحدود؛ وإن فرحوا بهم قليلا.
إن الله تعالى لا يُصلح عمل المفسدين وليتذكر هؤلاء المنافقون قول ربهم تعالى ﴿كَمَثَلِ الَّذِينَ مِنْ قَبْلِهِمْ قَرِيبًا ذَاقُوا وَبَالَ أَمْرِهِمْ وَلَهُمْ عَذَابٌ أَلِيمٌ * كَمَثَلِ الشَّيْطَانِ إِذْ قَالَ لِلْإِنْسَانِ اكْفُرْ فَلَمَّا كَفَرَ قَالَ إِنِّي بَرِيءٌ مِنْكَ إِنِّي أَخَافُ اللَّهَ رَبَّ الْعَالَمِينَ * فَكَانَ عَاقِبَتَهُمَا أَنَّهُمَا فِي النَّارِ خَالِدَيْنِ فِيهَا وَذَلِكَ جَزَاءُ الظَّالِمِينَ﴾ (الحشر: 15-17).
وفي الأثر أن هذا الذي كفر سجد للشيطان فلم يكْفِه ولم يُنْجِه، ولن ينجيَه؛ ألا فليعتبر امرؤ قبل أن تدركه ذنوبه.
……………………………..
هوامش:
- راجع الروابط على المواقع التالية:
موقع “عربي 21″، ، على الرابط: تحقيق عبري عن ابن زايد ورؤيته للعلاقة مع “إسرائيل”
د. صالح النعامي على الرابط: تغريدة ملخصة عن المقال ، رابط المقال الأصلي باللغة العبرية
موقع “الأناضول”: لأول مرة.. الإمارات تعلن رسميا إطلاق مشاريع مع إسرائيل ، والرابط: صحيفة عبرية: الإمارات أرسلت 100 ألف جهاز فحص كورونا لإسرائيل. - رواه البخاري ومسلم.