ابتلعت إيران شمال اليمن، والآن تبتلع الصهيونيةُ جنوبَه. وما بين هذا وذاك تذهب وتجيء قيادات حمقاء خرقاء، وصبيان سفهاء، يستدرجهم ربُهم ليكونوا عبرة.

الخبر

“نشرت صحيفة إسرائيلية مقالا يكشف عن ما وصفه بـ”الأصدقاء السريين” الجدد في اليمن، في إشارة إلى المجلس الانتقالي الجنوبي ـ المدعوم إماراتيا ـ الذي يسيطر على مساحات في جنوب اليمن، وخاصة جزيرة سقطرى.

ويقول كاتب المقال “أفيل شنيدر” في صحيفة “إسرائيل اليوم” إن دولة جديدة أُعلنت قبل بضع أسابيع خلف أبواب مغلقة في الشرق الأوسط. ويذكر الكاتب بعض المؤشرات التي وصفها بالإيجابية بشأن مواقف المنافقين في “الانتقالي” تجاه إسرائيل، فينقل عن “هاني بن بريك” نائب رئيس المجلس الانتقالي تغريدات في تويتر ترحّب بالتطبيع مع إسرائيل، وتعليقه بأن “العرب والإسرائيليون يتفقون على حل الدولتين والدول العربية تطبّع علاقاتها مع إسرائيل”.

ونقل عن مصادر لم يسمها أن إسرائيل على اتصال بالحكومة الجديدة في جنوب اليمن من خلف الكواليس. كما نقل أن مواطنين يمنيين ليسوا يهودا جاؤوا إلى إسرائيل، مؤكدا أن ذلك غير معتاد بما أنه لا توجد علاقات دبلوماسية، مشيرا إلى أنه علامة على أن مواقف الدول العربية في الشرق الأوسط تجاه إسرائيل “تتغير إلى الأفضل”، وفق تعبيره.

وتعليقاً على ما أوردته الصحيفة الإسرائيلية، قال “الخضر السليماني” مدير مكتب العلاقات الخارجية للمجلس الانتقالي إن المجلس جزء لا يتجزأ من المنظومة العربية، مبدياً استعداد المجلس لإقامة علاقة مع إسرائيل إذا لم يتعارض ذلك مع مصالحه الوطنية، حسب تعبيره..”. (1موقع “الجزيرة”، ، على الرابط:
صحيفة إسرائيلية تكشف عن اتصالات مع “الأصدقاء السريين” الجدد في اليمن
)

  • التعليق

لم يُعدموا بجاحة ولم تنقصهم وقاحة، ولم يستحيوا مما يفعلون، ولم ينكروا ما قاله الصهاينة؛ فهو إقرار لما قالوه..!

عندما ذكر تعالى أن المنافقين مفسدون في الأرض ولا يشعرون ﴿وَإِذَا قِيلَ لَهُمْ لَا تُفْسِدُوا فِي الْأَرْضِ قَالُوا إِنَّمَا نَحْنُ مُصْلِحُونَ﴾ (البقرة: 11) كان من فسادهم ـ كما قال المفسرون ـ ولاؤهم للكافرين، وكانت مرجعيتهم في هذا الفساد هو ﴿شياطينهم﴾ التي يأوون اليها للتخطيط والتدبير؛ وكان هؤلاء الشياطين ـ كما قال المفسرون أيضا ـ هم اليهود في المدينة يومئذ، والموجودن اليوم في بلادنا فلسطين والمتحكمين في القرارات الدولية أو مؤثرين فيها.

ويبدو واضحا من قراءة الحدث وسير واتجاه الأحداث والتصريحات، كما يبدو جليا من كتاب الله تعالى، ذلك التطابق بين ما أخبر تعالى عنه من طبيعة النفاق والمنافقين وتصرفاتهم وعلاقاتهم. فهؤلاء يُفسدون بولاء الكافرين وبالانفصال عن جسم الأمة بكيان جديد يعيد ذكريات الشيوعية الملحدة ليرتمي في أحضان البديل “الصهيوصليبي”، والفرق ليس ببيعد، لكنها وراثة من آبائهم ﴿فَلَا تَكُ فِي مِرْيَةٍ مِمَّا يَعْبُدُ هَؤُلَاءِ مَا يَعْبُدُونَ إِلَّا كَمَا يَعْبُدُ آَبَاؤُهُمْ مِنْ قَبْلُ وَإِنَّا لَمُوَفُّوهُمْ نَصِيبَهُمْ غَيْرَ مَنْقُوصٍ﴾ (هود:109).

ومع هذا الاندفاع في التجزئة للمجزَأ والتقسيم للمقسَّم، وولاء الكافرين، والتولي على غير راية الإسلام بل راية قبلية أو جهَوية؛ يرى هؤلاء أنهم مصلحون..! نظرا لمنافع جزئية لأشخاص منتفعين انتهازيين أو نظرا لمصالح ملغية مهدَرة؛ فيضيّعون أمة ويزيدون ضعفها وجراحها.

ومن جانب آخر فاليهود في كيانهم يعتمدون استراتيجية التعامل مع الأطراف، أطراف الأمة، فيركزون التعامل مع الأطراف حول الأمة حتى يُضعفوا قلبها كإثيوبيا وجنوب اليمن وعمان وإيران الشاه علنا وإيران الملالي حاليا والأكراد والأمازيغ، وهكذا..

وهنا يضمنون طرق تجارتهم؛ فقد خضع لهم المنافقون الطغاة في مصر والسعودية فجلعوا جزيرتي تيران وصنافير سعوديتين لتكون المياه قبالتهما مياها دولية لحرية ملاحة الصهاينة، والآن يبتدئون العلاقة مع جنوب اليمن ليكون لهم وجود في باب المندب. كما تبدأ الدولة الوليدة في استصدار تصريح الوجود وأخذ الشرعية من المجتمع الدولي الذي تتحكم فيه القوى الصليبية الصهيونية؛ بميلاد العلاقة مع الكيان الصهيوني تزامنا مع ميلاد الدولة المطلوبة..!

تلك طبيعة النفاق المضطربة لا تدرك المصالح والمفاسد، ولا تشعر بها، ولا تضع الأسماء الصحيحة على مسمياتها ويحصّلون جزئيات موهومة ويضيعون مصالح كبارا ويورطون أنفسهم فيما يهلكهم؛ قلوبا وبلادا ومجتمعات.

ومع هذا قد تعجب أن ترى منهم من يزعم أنه متدين أو مصلٍ أو يرجو الآخرة..! زعَم.

خاتمة

كلما استمر غياب الأمة، بقيت مشاكلنا تتوالد..

فاليوم أصبح شمال اليمن تابعا للفرس الصفويين، تتلاعب بهم إيران؛ بعدما أوصلت السياسات الحمقاء للمجرمين المتحكمين في بلاد الحرمين الى هذا الحال، ثم صار الجنوب تابعا للصهاينة بوساطة شياطين آل زايد.

وهنا يتأكد دور الأمة ودور علمائها وعقلائها؛ لعل الله تعالى يُصلح بهم وتتجه جماهير المسلمين الوجهة الصواب.

فاللهم عودة لهذه الأمة ، وزوالا لهذه الغمة، وتدبيرا من عندك.

……………………………..

هوامش:

  1. موقع “الجزيرة”، ، على الرابط:
    صحيفة إسرائيلية تكشف عن اتصالات مع “الأصدقاء السريين” الجدد في اليمن

اقرأ أيضا:

التعليقات غير متاحة