ما يبدو لك بديهية لا تتغير قد يغيرها ربك في لحظة. وما يبدو لك من تماسك أعداء الله قد ينفرط عقدها في لحظة. هذا مثال على شقوق كامنة فيما تراه قواعد لا تتغير..!
الخبر
“”نال دعم إسرائيل تأييدا قويا من الحزبين الجمهوري والديمقراطي منذ تأسيس الدولة اليهودية، واليوم وبسبب سياسات ومواقف ترامب، قد يتعرض هذا الدعم لهزات غير مسبوقة”. بهذه الكلمات جاء رد الأميركية اليهودية مارتا لاكروس على سؤال للجزيرة نت حول تداعيات تصريحات الرئيس الأخيرة عن اليهود.
وكان ترامب قد ذكر للصحفيين الثلاثاء الماضي أن “تصويت أي شخص يهودي لصالح الديمقراطيين يعني عدم معرفة أو عدم ولاء كبير”.
“عدم الولاء” استخدمها ترامب وتعد من المحرمات عند يهود أميركا الذين يتهمون من يستخدمها ضدهم بالعداء للسامية. وبهذا الإطار ذكرت الراهبة “أليسا وايز” من مؤسسة صوت السلام اليهودي للراديو القومي الأميركي أن هذه العبارة يستخدمها كل المعادين للسامية منذ العصور الوسطي بالملكيات الأوروبية للتشكيك في ولاء الرعايا اليهود للدولة التي يعيشون فيها”.
ولم تكن المرة الأولى التي يشير فيها ترامب لعبارة “عدم الولاء” وتتذكر وايز ما قاله ترامب في (مايو/أيار) الماضي أثناء لقائه مع أعضاء التحالف الجمهوري اليهودي، وهي مؤسسة أميركية يهودية تدعو لدعم العلاقات بين أميركا وإسرائيل “لقد تحدثت مع رئيس وزرائكم نتنياهو” وعكست هذه الكلمات عدم اعترافه الكامل بأميركية يهود الولايات المتحدة وعداء للسامية مع إشارته إلى أنه ليس رئيسا لهم بل رئيس الوزراء الإسرائيلي.
واستغل منتقدو ترامب اللغة التي استخدمها، وأعادوا التذكير بالادّعاء النازي بأن لدى اليهود ولاءً مزدوجا، وأن ولاءهم لإسرائيل أكبر من ولائهم لدولهم”. (1موقع الجزيرة، بتاريخ 23/8/2019، على الرابط:
لهذه الأسباب يهاجم ترامب يهود أميركا ويغازل الإيفانجاليكال)
التعليق
1) تشهد الفترة الحالية ضغوطا عاليمة شديدة على المسلمين تكاملت بتهاوي الأنظمة المنتسبة ـ زورا للإسلام وشريعته ـ في الجانب الأخلاقي والاجتماعي وولاء الكافرين وعداء الأمة ووأد حركات التحرر من العلمانية ومن الاستبداد والتبعية.
ثم بدت ملامحه أشد ألما في اعتقالات عشرات الآلاف من المسلمين في قلب بلاد الإسلام، واعتقال عشرات بل مئات من علماء الإسلام ودعاته وقتلهم في السجون، ثم في اعتقال ملايين المسلمين في الصين الوثنية الشيوعية..! ثم اشتد الأمر بضم الهند الصريح لكشمير المسلمة وتهديد الملايين هناك بمعسكرات اعتقال على المنوال الصيني.
2) ولكن في الوقت نفسه تبدو تشققات كبيرة في العالم؛ منها تنافس حاد في التسلح وخشونة بين روسيا وأمريكا تبدى الجمعة، (23/8/2019)، في تصريح بوتين بأوامره للجيش الروسي بالرد على تجارب أمريكية لصواريخ معدلة (مجنحة).
وتتبدى التشققات أكثر فيما يبدو بحرب تجارية قد تمتد لحروب أكثر وضوحا بل وشراسة بين الصين وأمريكا، ظهرت ايضا في اليوم نفسه الجمعة (23/8/2019) بحزمة من العقوبات الجمركية بين البلدين..
ثم تبدّى أخيرا في آخر ما يتوقع الناس خاصة من المتطرف الأحمق “ترامب” تجاه الصهاينة؛ يشكك في ولائهم لبلاده ويجعل ن”تنياهو” رئيس وزراء لهم رغم أنهم أمريكيون لم يسافرو الى الكيان الصهيوني؛ على أنهم جالية مؤقتة في بلاده..! ويجعلهم مزدوجي الجنسية حتى خافوا هم أنفسهم من هذا الاتجاه الذي علموا من التاريخ أنه مقدمة لتهجيرهم وإذلالهم بل ومذابحهم.
3) إن ما يبحث عنه العالَم من حقوق مزعومة ومميزة للصهاينة وتمييز اليهود لا ينفي ما ضربه تعالى عليهم من الذلة والمسكنة، وتشتيت في منافي الأرض ﴿وَقَطَّعْنَاهُمْ فِي الْأَرْضِ أُمَمًا﴾ (الأعراف: 168)
إن ما يعاني منه المسلمون من إيذاء هذا الكيان السرطاني يعاني منه غيرهم ويعرفونه بل وبدؤوا يصرحون به.
4) إن الرسالة التي أحببنا أن نلفت النظر اليها هنا هي أن ما أمر الله تعالى به من التمسك بالتقوى والصبر على أمره وعلى المقدور، وعدم الشك في الطريق أو الارتياب أو التراجع هذا هو الأمان. ﴿وَإِنْ تَصْبِرُوا وَتَتَّقُوا لَا يَضُرُّكُمْ كَيْدُهُمْ شَيْئًا إِنَّ اللَّهَ بِمَا يَعْمَلُونَ مُحِيطٌ﴾ (آل عمران: 120)
وأن ما يبدو لنا من تضييق الحلقات على المسلمين أو تكامل الحصار أحيانا فالحقيقة أن هذا جانب من الصورة ولكن الغيب الكامل لله، والأقدار كلها عنده تعالى. وأن بيده مقاليد الأمور. وأنه قد يأتي الفرج من حيث لا يحتسبون، وما تبدو من قوى مستقرة ومتكاتفة قد تتهاوى في لحظة، وقد تتشقق تحالفات الفجرة وقد تتضارب مصالحهم في ساعة من نهار.
وأنه تعالى سيجعل للمسلمين طريقا للخروج من هذا الحصار؛ لكن أن يرى تعالى منا ثقة ويقينا، صبرا وتفويضا، التزاما بشرعه وصبرا على قدره واستعلاء على عدوه.
إن الغرب لا يملك العالم، ولا يملك الحياة، ولا يملك الأقدار. وإن الأمان في جناب الله، تصديقا ويقينا، طاعة وانقيادا.
وأما كيف ستسير الأمور؛ فذلك قدر الله الشامل والغيب المملوك بيد الله، وتصاريف الأقدار له تعالى. وفي كل هذا يجب أن يوقن المسلم ما قاله هود عليه السلام والأنبياء جميعا الى محمد صلى الله عليه وسلم ﴿إِنَّ رَبِّي عَلَى صِرَاطٍ مُسْتَقِيمٍ﴾ (هود: 56) فربنا على صراط مستقيم يتضمن عدله ورحمته وحكمته في كل ما يقدره، وفي كل ما يشرعه؛ فالحمد لله أولا وآخرا، ظاهرا وباطنا.
……………………
هوامش:
- موقع الجزيرة، بتاريخ 23/8/2019، على الرابط:
لهذه الأسباب يهاجم ترامب يهود أميركا ويغازل الإيفانجاليكال