أصحبت العلاقة بين “ترامب” وحكام بلاد الحرمين في وضوح مخزٍ للمسلمين أنها علاقة “دفع جزية” للعدو الأمريكي..! خوفا من العدو الصفوي الإيراني. وهذا له ثمنه وله إخفاقاته.
الخبر
“قال الرئيس الأمريكي دونالد ترامب، الجمعة (11/10/2019)، إنّ السعودية وافقت على الدفع مقابل “أي شيء تقوم به” الولايات المتحدة. وذلك عقب إعلان وزارة الدفاع “البنتاغون” إرسال قوات ومعدات دفاعية إلى السعودية لتعزيز قدرات الدفاع عن المملكة ضد التهديدات الإيرانية.
وأضاف: “سنرسل قوات وتعزيزات إلى الشرق الأوسط لمساعدة السعودية، فهي (الرياض) وافقت على أن تدفع لنا مقابل أي شيء نفعله”. وتابع: “السعودية تكفلت بدفع جميع تكاليف الدعم الأمريكي، ونحن نقدر ذلك”. (1موقع الأناضول، 12/10/2019، على الرابط:
ترامب: السعودية وافقت على الدفع مقابل كل شيء نفعله)
التعليق
لا يكفُّ عدو الله “ترامب” عن بيان حقيقة العلاقة التي تربطه بحكام بلا الحرمين، وأنهم واقعون في تبعية بلاده؛ بلا أدنى كرامة.
وقد صرح هنا بأن الجنود الذين أزمع إرسالهم الى بلاد الحرمين على رغبة “ابن سلمان” وهو ثلاثة آلاف جندي مسلحين، سيكون ثمن عملهم وتحركاتهم “مدفوعا”.
عندما يطلب المسلم ـ أو المنتسب زورا للإسلام ـ دفاعا من العدو مقابل المال فهذه هي حقيقة “الجزية”، هذا مع الاستسلام للعدو وقبول هيمنته والسير في تبعية قراراته وتوجهاته السياسية بل والاستراتيجية. وهذا عكْسٌ للأمور وقلبٌ للإسلام وأهله.
وعندما يفعل الحمقى هذا فهم يريدون أن يقولوا للإيرانيين أنكم عندما تعادوننا فاعلموا أنكم تعاودون أمريكا، وهذا ليرتدع الإيرانيون ويعيدوا حساباتهم في مهاجمة المملكة. وهذه خيبة أخرى إذ إن للعدو الأمريكي رؤيته للأمر وهو لن يخاطر بأمنه من أجلك ولن يحارب من أجلك ولن يدخل في صراع بل سيورطك أنت في صراعات تقوم على دراستها وترشيحها وإشعالها مراكزٌ للدراسات؛ بينما أنت تأخذ قراراتك الفردية النزقة باندفاع شاب أخرق وتوجهات عمالة واضحة.
عندها سيتلاعب بك، ولن تملك أنت أمرك بل سيملكه هو.
ثم تبقى المقارنة المزعجة والمخزية، وهي أن الصفويين يقاتلون بأبنائهم بعقيدةٍ تشبَّعوا بها، وبقوة امتلؤوا بها وبنوها مع السنوات الماضية. بينما أنت تقتل أبناءك وعلماء المسلمين وقياداتهم، وتقتل شبابهم الطاهر الملتزم، وتتبرأ من دينك وتجفف منابعه وتحاربه في كل مكان..! وبينما يتشبع عدوك الصفوي بعقيدته ويربي أبناءه عليها تشرع أنت في تغريب الأجيال والنساء وتوقع بلادك في مصيدة التبعية الثقافية.
يبني عدوك قوته، وأنت تتبع ملذاتك وتستأجر قوات للحماية وتهمل قوة شعبك وأمتك.
وتتزامن هذه الخيانات العقدية والمالية مع موسم المجون والحفلات الراقصة والغنا والخنا في موسم الرياض الترفيهي الذي أُنفق عليه ملياري ريال من أموال المسلمين.. نعوذ بالله من عقوبته.
إن القسمة ظالمة، والمقارنة مخجلة، والنتيجة مخوفة وجائرة؛ فاللهم سلِّم من هؤلاء السفهاء.
………………………..
هوامش:
- موقع الأناضول، 12/10/2019، على الرابط:
ترامب: السعودية وافقت على الدفع مقابل كل شيء نفعله