عاد حكام بلاد الحرمين الى استقدام الكافرين والاستعلان بولائهم، ظنا أنهم يجيرونهم في الدنيا من أعدائهم بينما هم العدو؛ يورطونهم في مآزق الدنيا. وفي الآخرة خسران مبين..!

الخبر 

“أعلنت وزارة الدفاع الأمريكية “البنتاغون” أنه يجري الآن نشر قوات أمريكية “صليبية” في السعودية للدفاع عن المصالح الأمريكية في مواجهة “تهديدات ناشئة جدية”.

ويأتي هذا التحرك وسط توتر متصاعد “ومقصود” مع إيران بشأن سلامة خطوط الملاحة البحرية في الحليج.

كان الملك السعودي سلمان بن عبد العزيز قد وافق على “استضافة قوات أمريكية صليبية لتعزيز الأمن والاستقرار في المنطقة”..!! بحسب وكالة الأنباء السعودية.

ولا توجد قوات أمريكية في السعودية منذ عام 2003 الذي انسحبت فيه هذه القوات بعد غزو العراق

من جهتها، قالت القيادة الأميركية الوسطى في بيان إن وزير الدفاع أذن بنقل موارد ونشر قوات في السعودية وذلك بالتنسيق معها وبدعوة منها”. (1موقع BBC عربي، 20/7/2019، على الرابط:
أمريكا تنشر قواتها بالسعودية “لمواجهة تهديدات جدية لقواتها ومصالحها” بالمنطقة 
موقع “الجزيرة، 20/7/2019، على الرابط:
ملك السعودية يوافق على نشر قوات أميركية في المملكة
)

التعليق

قام حكام بلاد الحرمين منذ عقود بخدمة الغرب الصليبي في شأن البترول. ثم استقدموهم لبلاد المسلمين على استحياء، ثم تفاقم الأمر بعد حادثة “جهيمان” في الحرم، ثم كان الظهور المخزي عام 1990 مع أزمة العراق والكويت. وعندها وقف علماء السنة المخلصون ـ غير المتلوثين بالقرب من السلطة ـ يوضحون حكم هذه الاستعانة وهذا الاستقدام وأنه ولاء للكافرين وأنه مفسد للدين والدنيا.

ومع قوة الصحوة الإسلامية وتأثر الأمة بها وتشكيل وعيها من خلال هذه الصحوة الى حد كبير، وانطلاق بعض التوجهات الجهادية نحو “إخراج المشركين من جزيرة العرب”، كان وجود الصليبيين الأمريكان محرجا؛ فتخففوا من هذا، فاستقدمت “قطر” تلك القوات وافتخرت بهذا واحتمت بهم من المسلمين..!

ومع ضعف التيار الإسلامي مؤخرا مع الثورات المضادة وخفوت كلمة العلماء؛ اندفع الفجرة في طريقهم لا يلوون على محرم يُنتهَك ولا فرائض تضيع ولا محرمات عقدية يتجاوزونها ولا تحذيرات رب العالمين بخطورة ولاء الكافرين وأنه قطع لصلة المسلم بربه، قطعا لها من كل وجه ﴿لَا يَتَّخِذِ الْمُؤْمِنُونَ الْكَافِرِينَ أَوْلِيَاءَ مِنْ دُونِ الْمُؤْمِنِينَ وَمَنْ يَفْعَلْ ذَلِكَ فَلَيْسَ مِنَ اللَّهِ فِي شَيْءٍ﴾ (آل عمران:28) وأخبر تعالى أن ولاء الكافرين وقطع ولاء المسلمين فتنة في الأرض وفساد كبير ﴿وَالَّذِينَ كَفَرُوا بَعْضُهُمْ أَوْلِيَاءُ بَعْضٍ إِلَّا تَفْعَلُوهُ تَكُنْ فِتْنَةٌ فِي الْأَرْضِ وَفَسَادٌ كَبِيرٌ﴾ (الأنفال: 73).

اليوم يستقدمون الصليبيين في بلاد الحرمين مرة بعد مرة تنتهك فيها أوامر الله تعالى ويأتي الصليبيون بمخططاتهم المدورسة والمبنية على تخطيط وعلوم، وأحقاد وعقائد كفرية، أمام قوم يحاربون عقيدة دينهم! ويسجنون خيرتهم، ويغيبون عقولهم وأدمغتهم في السجون، ويسيرون همجا رعاعا أتباع كل ناعق؛ في خطورة تبدو اليوم أخطر ما تكون اثرا على الأمة وأعظم ما يكون تهديدا اوجودت، وحاضرها ومستقبلها.

يبدو أن هؤلاء المجرمين لا يستبقون لأنفسهم بقية من خير، ولا بقية من عقل ولا ضمير، بل ولا بقية من نخوة؛ فيبيعون مستقبل البلاد ومستقبل الأمة ـ يبدو أن هؤلاء يلحّون على مصيرهم أن تدهسهم أقدام هذه الأمة وتركلهم الى مزابل التاريخ لو وجدوا فيها مكانا لائقا..!

فاللهم جنّب أمة محمد شر كل ذي شر أنت آخذ بناصيته.

……………………………….

هوامش:

  1. موقع BBC عربي، 20/7/2019، على الرابط:
    أمريكا تنشر قواتها بالسعودية “لمواجهة تهديدات جدية لقواتها ومصالحها” بالمنطقة
    موقع “الجزيرة، 20/7/2019، على الرابط:
    ملك السعودية يوافق على نشر قوات أميركية في المملكة

اقرأ أيضا:

التعليقات غير متاحة