إن من أهم عوامل الثبات والنصر أن يرى الجندي قائده يتلقى الصعاب فيسيطر عليها ويتغلب عليها، فيكون قدوة له، ويتأمن عامل نفسي مهم، هو عامل الثقة بالقائد، وقد كان صلى الله عليه وسلم هو القائد في كل هذه الميادين وعنه تؤخذ الدروس فيها .
١ – الدرس القرآني
خرج المسلمون من مكة بالنصر المؤزر، وقد فتح الله عليهم، وها هم يتابعون الطريق باتجاه هوازن – وقد أعدت لحرب رسول الله صلى الله عليه وسلم – إنهم كثير وزاد كثرتهم الطلقاء من أهل مكة، وقد أعجب بعضهم بهذه الكثرة، فقال: لن نغلب اليوم من قلة، فشق ذلك على النبي صلى الله عليه وسلم1(1) قال في مختصر ابن كثير – الحاشية: أخرجه البيهقي..
إن الاعتماد على الكثرة والاطمئنان إليها، يعني فيما يعني، تقلّص جانب نفسي هام كان عنصراً أساسياً في النصر للمسلمين في المعارك السابقة، ألا وهو الثقة بالله والاعتماد عليه، ولم يكن المسلمون في كل ما سبق من حروبهم يواجهون عدوّهم بمثل عدده فقد خاضوا معركة بدر وأحد والأحزاب … وهم أقل عدداً من عدوّهم وهم اليوم يدخلون المعركة بعدد أكبر، فكان لهذا أثره في بعض النفوس، فكان الدرس المهم، وكانت الهزيمة.
كان الدرس في أحد: ضرورة الالتزام بتنفيذ الأوامر، ودرس اليوم، هو الثقة بالله بعيداً عن المقاييس المادية، وهذا لا يعني إهمالها فقد استعار الرسول صلى الله عليه وسلم العدة والسلاح من صفوان، وهو بعض مقتضيات الإعداد للمعركة. ولكن الأمر الذي ينبغي أن يستقر في خلد المؤمنين أن القتال في سبيل الله ولإعلاء كلمته، فينبغي أن يكون الاعتماد عليه أولاً وآخراً بعيداً عن الإعجاب بالنفس والعدة.
الثقة بالله بعيداً عن المقاييس المادية
ولقد كانت سرعة فائقة من الرسول صلى الله عليه وسلم أن يدرك سبب الهزيمة، فينحاز إلى جانب الجبل ليطرح من حسابه كل تلك الكثرة ـ التي كانت سبب الهزيمة – وليأمر عمه العباس أن يصرخ: (يا معشر الأنصار، يا أصحاب السمرة)2(2) الشجرة التي كانت تحتها بيعة الرضوان. ، إنهم هم الذين يدركون المعاني الإيمانية، وهم الذين يدركون العمل الخالص لله، وهم الذين لهم التجارب في ذلك، ولعل تلبيتهم النداء هي نموذج مادي لما وقر في صدورهم “قال العباس: فقلت بأعلى صوتي: أين أصحاب السمرة؟ قال: فوالله لكأن عطفتهم حين سمعوا صوتي عطفة البقر على أولادها فقالوا: يا لبيك يا لبيك3(3) صحيح مسلم – المغازي ـ باب غزوة حنين (١٧٧٥).، كان الواحد منهم يذهب ليعطف بعيره فلا يقدر على ذلك فيقذف درعه عن عنقه ويأخذ سيفه وترسه ثم يؤم الصوت حتى اجتمع إلى رسول الله صلى الله عليه وسلم منهم مائة فاستعرض الناس فاقتتلوا ..
وكانت معركة حامية الوطيس – كما عبر صلى الله عليه وسلم – وحث الناس بعضهم بعضاً على الثبات فكان النداء أولاً : يا للأنصار، ثم كان بعد ذلك : يا للخزرج، وكانوا صبراً في الحرب4(4) ليس هذا من باب العودة إلى الدعوة الجاهلية، كما يظن بعضهم، وإنما هو من باب استنهاض الهمم، ممن عرف منهم النجدة والنخوة.…
وانتصر صلى الله عليه وسلم بالمائة بعد أن انهزم اثنا عشر ألفاً، إنه درس الواقع في قيمة العدد، إن أبا طلحة – وحده – قتل يومها عشرين قتيلاً 5(5) من رواية أبي داود برقم (۲۷۱۸). . .. وعاد الفارون ليجدوا الأسرى مقيدين بين يدي رسول الله صلى الله عليه وسلم.
وخلد الله تعالى هذا الدرس قرآناً يُتلى، ليكون الدرس الذي يقرع أسماع المؤمنين كلما ثقل عليهم الحمل واشتدت عليهم الوطأة، فيكون لهم الأمل والثقة والحافز إلى العمل، قال تعالى: (لَقَدْ نَصَرَكُمُ اللَّهُ فِي مواطن كثيرة ويوم حُنَيْنٍ إِذْ أَعْجَكُمْ كَرتُكُمْ فَلَم تُغْنِ عَنكُمْ شَيْئًا وَضَاقَتْ عَلَيْكُمُ الْأَرْضُ بِمَا رَجُبَتْ ثُمَّ وَلَتُم مديرينَ ثُمَّ أَنزَلَ اللَّهُ مكنته على رَسُولِهِ وَعَلَى الْمُؤْمِنِينَ وَأَنزَلَ جُنُودًا لَّمْ تَرَوْهَا وَعَذَبَ الَّذِينَ كفَرُوا وَذَلِكَ جَزَاهُ الْكَفِرِينَ) [التوبة:٢٥، ٢٦] .
2- الطلقاء والمعركة
إذا كنا نتحدث عن أسباب الهزيمة فلا بدّ من الوقوف عند الطلقاء، وهم الذين خرجوا من أهل مكة – بعد فتحها – مع المسلمين، سواء منهم ، من أعلن إسلامه أو من بقي على كفره .
إنهم لم يخرجوا للقتال، وإنما خرجوا على غير دين، نظاراً ينظرون، ويرجون الغنائم، ولا يكرهون مع ذلك أن تكون الصدمة برسول الله صلى الله عليه وسلم وأصحابه6(6) البداية ٤/ ۳۳۰ نقلاً عن موسى بن عقبة في مغازيه..
وها هم قادة مكة أبو سفيان وصفوان وحكيم بن حزام لما بدأت المعركة اعتزلوا وراء القوم ينظرون لمن تكون الدائرة7(7) البداية ٤/ ۳۳۰ نقلاً عن موسى بن عقبة في مغازيه..
إنهم وكأنهم لا شأن لهم، فلما كانت الصدمة الأولى كانوا عاملاً قوياً من عوامل الهزيمة، فهم إنما خرجوا للمغنم فإذا فاتهم فلم يعرضون أنفسهم للتهلكة .
وكانت الهزيمة فرصة تعبر فيها النفوس عما تكنه، فقال أبو سفيان بن حرب: لا تنتهي هزيمتهم دون البحر، وصرخ كلدة بن الحنبل: ألا بطل السحر اليوم8(8) ابن هشام ٤٤٣/٢ . ومرّ رجل من قريش بصفوان بن أمية فقال: أبشر بهزيمة محمد، وأصحابه فوالله لا يجتبرونها أبداً9(9) البداية ٣٣٠/٤ نقلاً عن موسى بن عقبة..
وقد كان أثر الطلقاء كبيراً في إحداث الهزيمة، وتنبه المسلمون إلى ذلك فقد جاءت أم سليم – زوجة أبي طلحة – إلى الرسول صلى الله عليه وسلم إثر المعركة وقالت له : “يا رسول الله : اقتل من بعدنا من الطلقاء، انهزموا بك، فقال رسول الله صلى الله عليه وسلم: (يا أم سليم، إن الله قد كفى وأحسن)”10(10) أخرجه مسلم (۱۸۰۹)..
وبهذا يمكن القول أن الطلقاء كان وجودهم من عوامل الهزيمة التي وقعت أول الأمر، على أننا نستطيع أن نضيف لهم صنفا آخر من الناس شبيه بهم من حيث الخروج للمغنم، كأمثال عيينة بن حصن الفزاري الذي علق على امتناع أهل الطائف على رسول الله صلى الله عليه وسلم بقوله: مجدة كرام، فقال له بعض المسلمين: قاتلك الله أتمدح المشركين بالامتناع من رسول الله صلى الله عليه وسلم وقد جئت تنصره؟ فقال: ما جئت لأقاتل ثقيفاً معكم ولكني أردت أن تفتح الطائف فأصيب من ثقيف جارية..11(11) ابن هشام ٢/ ٤٨٥..
على أن الحكمة كانت تقضي بالإغضاء على وجودهم كما سنلاحظ ذلك لدى الحديث عن المؤلفة قلوبهم.
3- شجاعته صلى الله عليه وسلم
إن ثبات القيادة عامل مهم من عوامل النصر، وإنما تظهر الشجاعة في مواطن البأس وفي وقت الشدة، وقد رأينا الهزيمة وقد حلت بشكلها المروع، حتى قال أبو سفيان – وهو رجل حرب – إلى البحر . .
ولكن ثبات الرسول صلى الله عليه وسلم هو الذي غير وجه المعركة، ففي البخاري عن أنس: «فأدبروا عنه حتى بقي وحده …12(12) أخرجه البخاري (٤٣٣٧).، وفي حديث البراء: “فانكشفوا، فأقبل القوم إلى رسول الله صلى الله عليه وسلم وأبو سفيان بن الحارث يقود به بغلته ودعا واستنصر، وهو يقول:
(أنا النبي لا كذب … أنا ابن عبد المطلب اللهم نزل نصرك). قال البراء: كنا والله إذا احمر البأس نتقي به وإن الشجاع منا للذي يحاذي به – يعني النبي صلى الله عليه وسلم13(13) مسلم المغازي، باب غزوة حنين (١٧٧٦)..
وفي حديث العباس: “فلما التقى المسلمون والكفار ولى المسلمون مدبرين فطفق رسول الله صلى الله عليه وسلم يركض بغلته قبل الكفار. قال عباس: وأنا آخذ بلجام بغلة رسول الله صلى الله عليه وسلم اكفها إرادة أن لا تسرع وأبو سفيان14(14) أبو سفيان بن الحارث . آخذ بركاب رسول الله صلى الله عليه وسلم 15(15) أخرجه مسلم (١٧٧٥)..
وهكذا والناس فارون والرسول صلى الله عليه وسلم في اتجاه معاكس يسرع باتجاه العدو… حتى إذا هزم الله المشركين كان صلى الله عليه وسلم يركض خلفهم على بغلته”16(16) أخرجه مسلم (١٧٧٥)..
إنها الحركة الفعالة في جو المعركة أن تكون القيادة في المقدمة، تعطي القدوة للجند، فتعطيهم معها القوة والثبات والجلد والصبر.
إن من أهم عوامل الثبات والنصر أن يرى الجندي قائده يتلقى الصعاب فيسيطر عليها ويتغلب عليها، فيكون قدوة له، ويتأمن عامل نفسي مهم، هو عامل الثقة بالقائد، وقد كان صلى الله عليه وسلم هو القائد في كل هذه الميادين وعنه تؤخذ الدروس فيها .
إن الناس جميعاً يعجبون لمشاهد البطولة، وقد رأى أهل مكة في ذلك اليوم عجباً من بطولة الرسول صلى الله عليه وسلم ، فبينما هم يرون الهزيمة التي لا يقف في طريقها شيء إذ يرون النبي صلى الله عليه وسلم وقد أحرز النصر والأسرى بين يديه، وهذا ما جعل الكثير من أهل مكة يعلن إسلامه حين رأوا نصر الله رسوله وإعزاز دينه17(17) البداية ٣٣٠/٤ من رواية البيهقي..
٤ – المؤلفة قلوبهم
إنهم طائفة من الناس برزت في الحياة الإسلامية في هذه المرحلة من الزمن – بعد فتح مكة – فهم لم يسلموا بدافع الرغبة في الإسلام، وإنما بدافع الحفاظ على مركزهم الاجتماعي، وقد أسلم من حولهم، وهم الأشراف في أقوامهم، أو أسلموا لأنهم ظنوا أن إعلان إسلامهم الذي يحفظ لهم حياتهم إثر سلسلة الجرائم التي ارتكبوها في حق هذا الدين.
إن هذه الطريقة في إعلان الإسلام خطر على الإسلام، وإن عدم معالجتها والقضاء على جرثومتها قد يؤدي إلى استفحالها لتنشئ طائفة لا تقل في خطرها عن فئة المنافقين التي ظهرت في المدينة، بل قد يلتقي الفريقان على طريق الباطل لأن الوضع الاجتماعي والحالة النفسية لدى الفريقين متشابهة .
وقد أفلح صلى الله عليه وسلم في احتواء هذه الطائفة من الناس – وهي من الأشراف الذين لهم كلمتهم في أقوامهم – بالعفو عنهم، والإحسان إليهم .
ولعل أبرز وسائل الاحتواء كانت في توزيع غنائم حنين، فقد بدأ بإعطائهم قبل غيرهم وكان العطاء عظيماً إذ كانت عطية الواحد منهم مائة من الإبل، ومن هؤلاء أبو سفيان بن حرب وسهيل بن عمرو وحكيم بن حزام وصفوان بن أمية وعيينة بن حصن الفزاري والأقرع بن حابس، ومعاوية ويزيد ابنا أبي سفيان، وقيس بن عدي18(18) ابن هشام ٤٩٣/٢، وفتح الباري، باب غزوة الطائف شرح حديث زيد بن عاصم..
لا شك أن هذا العطاء كان له التأثير الكبير على نفسية القوم، قال صفوان بن أمية: أعطاني رسول الله صلى الله عليه وسلم يوم حنين وإنه لأبغض الناس إلي، فما زال يعطيني حتى صار وأنه أحب الناس إلي19(19) أخرجه مسلم برقم (۲۳۱۳).، وكان ذلك سبب إسلامه .
ولما جاء وفد هوازن سألهم رسول الله صلى الله عليه وسلم عن قائدهم مالك بن عوف ما فعل؟ فقالوا: هو بالطائف مع ثقيف فقال: أخبروه أنه إن أتاني مسلماً رددت عليه أهله وماله وأعطيته مائة من الإبل، فلما وصله الخبر خرج خفية من الطائف، خوفاً من ثقيف أن يحبسوه إن هم علموا بقصده، وجاء فأدرك الرسول صلى الله عليه وسلم بالجعرانة أو بمكة، فردّ عليه أهله وماله وأعطاه مائة من الإبل، وأسلم وحَسُن إسلامه20(20) سيرة ابن هشام ٤٩١/٢.
إن هذه العطايا أثرت التأثير الكبير، فقد استطاعت أن تجتث الحقد والعداوة من النفوس، وأن تجعل من الأعداء للإسلام متحمسين له، وإذا كانت لم تصل ببعضهم إلى درجة الحماس فقد كفت أذاهم عن المسلمين، واضطرتهم أن يغضوا حياء من عظمة هذا الرسول الكريم صلى الله عليه وسلم.
ولقد أثمرت هذه الخطة ثمرات يانعة فها هو مالك بن عوف يستعمله الرسول صلى الله عليه وسلم على من أسلم من قومه، فكان يقاتل بهم ثقيفاً، لا يخرج لهم سرح إلا أغار عليه حتى ضيق عليهم21(21) سيرة ابن هشام ٤٩١/٢…. إن ذلك كان خيراً من أن يبقى على عداوته للإسلام يؤازر ثقيفاً .
ه ـ التريث في توزيع الغنائم
رأينا كيف انتظر الرسول صلى الله عليه وسلم بضع عشرة ليلة حين قفل من الطائف استأنى بها أن يأتيه وفد هوازن قبل قسمة الغنائم، والذي يدل عليه سياق حديث البخاري السابق أنه كان يريد أن يردّ عليهم الأموال والسبي لو صادف مجيئهم قبل القسمة، حيث قال لهم: (معي من ترون؟ وأحب الحديث إلي أصدقه، فاختاروا إحدى الطائفتين إما السبي وإما المال وقد كنت استأنيت بكم، فهو يعتذر لهم بسبب تأخر مجيئهم ثم يخيرهم إحدى الطائفتين، ولو لم يكن يريد إرجاعهما بدءاً لما كان هناك حاجة للاعتذار، ثم هناك الجملة التي بدأ بها حديثه صلى الله عليه وسلم: (معي من ترون)، وهذا في بعض دلالاته يعني أن الذين معه ليسوا جميعاً ممن استقر الإسلام في قلوبهم فهم على استعداد لتنفيذ أمر رسول الله صلى الله عليه وسلم، إذا كان يعني الانسلاخ من الغنيمة كاملة وهذا جانب آخر من الاعتذار.
وقد جاء الواقع – فيما بعد – مبرهناً على دقة تقديره للأمور، حينما رغب إلى الناس بإرجاع السبي، فإن بعضهم رفض ذلك، فقال الأقرع بن حابس أما أنا وبنو تميم فلا، وقال عيينة بن حصن: أما أنا وبنو فزارة فلا، وقال عباس بن مرداس: أما أنا وبنو سليم فلا .
ولعل هذا التقدير الدقيق هو الذي جعل الرسول صلى الله عليه وسلم يلجأ في استرداد السبي إلى طريقة – التعليم بالقدوة – ولم يستعمل أسلوب الأمر، ولذا علم الوفد الطريقة التي يطلبون بها نساءهم وأبناءهم حيث استشفعوا برسول الله إلى المسلمين وبالمسلمين إلى رسول الله. فقال صلى الله عليه وسلم: (أما ما كان لي ولبني عبد المطلب فهو لكم)، وتبعه المهاجرون ثم الأنصار … وتلك هي الحكمة .
ويبدو – والله أعلم – أنه صلى الله عليه وسلم كان راغباً في التريث أكثر من ذلك، ولكن إلحاح الناس عليه بطلب توزيع الغنائم هو الذي اضطره إلى مباشرة ذلك، فقد روى البخاري من حديث جبير بن مطعم أنه بينما هو مع رسول الله صلى الله عليه وسلم ومعه الناس، مقفله من حنين، علقت الأعراب برسول الله صلى الله عليه وسلم يسألونه حتى اضطروه إلى شجرة فخطفت رداءه، فوقف رسول الله صلى الله عليه وسلم ثم قال: (أعطوني ردائي، فلو كان عدد هذه العضاة نعماً لقسمته بينكم، ثم لا تجدوني بخيلاً ولا كذوباً ولا جباناً)22(22) أخرجه البخاري (۲۸۲۱)..
ولعله مما يوضح الصورة ما رواه الإمام مالك عن عمرو بن شعیب: أن رسول الله حين صدر من حنين وهو يريد الجعرانة سأله الناس، حتى دنت ناقته من شجرة فتشبكت بردائه فنزعته عن ظهره، فقال رسول الله صلى الله عليه وسلم: (ردوا عليّ ردائي أتخافون أن لا أقسم بينكم ما أفاء الله عليكم؟ والذي نفسي بيده لو أفاء الله عليكم مثل سمر تهامة نعماً لقسمته بينكم، ثم لا تجدوني بخيلاً ولا جباناً ولا كذاباً)، فلما نزل رسول الله صلى الله عليه وسلم قام في الناس فقال : (أدوا الخائط والخيط فإن الغلول عار وشنار على أهله يوم القيامة)، قال: ثم تناول من الأرض وبرة من بعير أو شيئاً، قال: (والذي نفسي بيده ما لي مما أفاء الله عليكم ولا مثل هذه، إلا الخمس والخمس مردود عليكم)23(23) أخرجه في الموطأ، انظر جامع الأصول (۱۲۲۷) قال المعلق : وهو مرسل وقد وصله النسائي وانظر حديث أبي داود والنسائي. جامع الأصول (٦١٧٢).. إن هذه الطريقة في الإلحاح جعلته صلى الله عليه وسلم يباشر عملية التوزيع، وهي التي جعلته يخير وفد هوازن بين المال والأهل ويقول لهم معتذراً: (معي من ترون!).
الهوامش
(1) قال في مختصر ابن كثير – الحاشية: أخرجه البيهقي.
(2) الشجرة التي كانت تحتها بيعة الرضوان.
(3) صحيح مسلم – المغازي ـ باب غزوة حنين (١٧٧٥).
(4) ليس هذا من باب العودة إلى الدعوة الجاهلية، كما يظن بعضهم، وإنما هو من باب استنهاض الهمم، ممن عرف منهم النجدة والنخوة.
(5) من رواية أبي داود برقم (۲۷۱۸).
(6)(7) البداية ٤/ ۳۳۰ نقلاً عن موسى بن عقبة في مغازيه.
(8) ابن هشام ٤٤٣/٢ .
(9) البداية ٣٣٠/٤ نقلاً عن موسى بن عقبة.
(10) أخرجه مسلم (۱۸۰۹).
(11) ابن هشام ٢/ ٤٨٥.
(12) أخرجه البخاري (٤٣٣٧).
(13) مسلم المغازي، باب غزوة حنين (١٧٧٦).
(14) أبو سفيان بن الحارث .
(15) أخرجه مسلم (١٧٧٥).
(16) أخرجه مسلم (١٧٧٥).
(17) البداية ٣٣٠/٤ من رواية البيهقي.
(18) ابن هشام ٤٩٣/٢، وفتح الباري، باب غزوة الطائف شرح حديث زيد بن عاصم.
(19) أخرجه مسلم برقم (۲۳۱۳).
(20)(21) سيرة ابن هشام ٤٩١/٢
(22) أخرجه البخاري (۲۸۲۱).
(23) أخرجه في الموطأ، انظر جامع الأصول (۱۲۲۷) قال المعلق : وهو مرسل وقد وصله النسائي وانظر حديث أبي داود والنسائي. جامع الأصول (٦١٧٢).
المصدر
كتاب: “من معين السيرة” الدكتور صالح الشامي، ص450-458.
اقرأ أيضا
وجوب الجهاد لتحرير الأقصى وفلسطين