قضم الصهاينة القدس، ثم ابتلعوا الجولان واليوم يطمحون الى غور الأردن، وستكون التالية هي سيناء. والمسلمون بين غفلة وعجز، والطواغيت في ارتهان لدفع ثمن بقائهم.
الخبر
“قال رئيس الوزراء الإسرائيلي ـ المجرم ـ “بنيامين نتنياهو”، إنه سيبحث مع وزير الخارجية الأمريكي مايك بومبيو، والمقرر أن يلتقيه في العاصمة البرتغالية لشبونة، ضم واغتصاب أراضي غور الأردن إلى إسرائيل، مشيرًا في تصريحات صحفية، الأربعاء، إلى أنه سيدفع نحو الاعتراف الأمريكي بهذه الخطوة الإجرامية.
وتحدث نتنياهو في عدة مناسبات سابقة، عن رغبته في ضم أراضي غور الأردن، الذي يشكل جزءًا من الضفة الغربية وتعتبره معظم الدول في المجتمع الدولي، أراضي فلسطينية محتلة”. (1موقع CNN عربية، 4/12/2019، على الرابط:
نتنياهو: سأدفع نحو الاعتراف الأمريكي بضم “غور الأردن” إلى إسرائيل)
التعليق
في غفلة من الأمة، وبتآمر من العالم، وبرعاية الأنظمة الطاغوتية.. يستمر الصهاينة في ابتلاع وقضم أراضي المسلمين. تسير الأمور معهم كالسكين في الجبن؛ لا عوائق ولا اعتراض؛ لا إزعاج ولا عقبات.. ولا يستدرك عليهم أحد ما يفعلون ولا ما يقضمون.
ليس الأمر مفاجأة؛ لكن ما يجب التنبيه اليه أن ما يحدث يبدو أنه مكافأة للصهاينة في إشرافهم وتدبيرهم وتعاونهم مع ما يسمى بـ “الثورات المضادة”. فما كانت هذه الثورات إلا بتعاون صهيوني غربي مع طواغيت العرب؛ عسكرا وملوكا وأمراء، وبضوء أخضر صهيوني؛ بل قد أخذ الصهاينة على عاتقهم تسويق الانقلابات العلمانية العسكرية والتسويق لمذابح المسلمين في بلادنا ووأد حريات أمة من أجل حفنة..!
إنهم يقبضون أجرة الجهد الخبيث الذي بذلوه، والذي نتج عنه مذابح للمسلمين وتهجير واعتقالات ووأد حريات، وفي اللحظة الحالية التي يقوم الطغاة على أبواب الزنازين وقد نجحوا في قهر أمة وكبت كلمة أشرافها؛ تتم تمرير السرقات يحملها اللصوص على أكتافهم؛ فسلَّمهم الأمريكيون القدس، ثم تلتْها الجولان، واليوم يطمعون ويرتبون لتسليمهم غور الأدرن. ولن يقفوا عند حد معين؛ بل سيستمر القضم والابتلاع من هذه “الجراثيم” لأراضي المسلمين بحسب حجم قدرتهم على “الإبتلاع” وبحجم غفلة المسلمين وعجزهم. وليس سرا أن سيناء هي ما يسيل لعاب الصهاينة عليه، ويبدو أن الأمور تسير في اتجاه رياحهم بسبب ما يقوم به طغاة مصر.
ذلك أن المسلمين بين حال من الغفلة والانطواء والانغماس في الاهتمامات الفردية، وبين العجز عن العمل بسبب غلبة العدو و”قهر الرجال”.
والغفلة محرمة، والعجز يجب مواجهته والخروج منه باتخاذ الوسائل حتى يتمكن المسلمون من المدافعة.
رسالتان حاسمتان
ثمة رسالتان نوجههما.. إحداهما الى أذناب الطغاة والمخدوعين بهم، والثانية الى الصهاينة ومَن وراءهم.
أولاهما للمؤيدين للثورات المضادة من عموم المنتسبين للإسلام، والمخدوعين بالطغاة؛ رسالة واضحة بأن هذا التسليم لبلادنا هو ثمن تأييدهم ومؤازرتهم، وأن الأمور لو كانت غير واضحة لهم بسبب الدعاية السوداء ضد الإسلام وأهله، وشيطنة المسلمين والدعاة والحركات الإسلامية؛ فهناك من القواطع والأحداث المحكمة الدلالة على حقيقة الاتجاه الذي أيدوه، والذي تسير اليه الأمور. لو كانت عندهم شبهة حقيقية باقية..!!
وأما الرسالة الثانية فهي للصهاينة ولمن وراءهم، وببساطة ووضوح فإنهم لم يحصلوا على أرض مغتصبة، ولا حق إسلامي، ولا وطئوا أرضا للمسلمين؛ إلا تحت ضغط الطغاة وتكميمهم لأفواه الأمة وغلِّهم لأيديها وتآمرهم لإضعافها. وهذا أمر بطبيعته غير قابل للحياة والاستمرار بل هو قابل للنقض وانقلاب الأمور عليهم.
لقد أصبحت المعادلة أن قوة الصهاينة مرهونة بضعف العرب والمسلمين. وبالتالي فالعكس أيضا صحيح؛ فإنْ قَويَ المسلمون وتخلصوا من الضغوط بأقدار الله الجارية واستجابةً لجهود العاملين والمجاهدين وثأرا للمظلومين؛ فهذا يعني ضمور هذا الكيان وضعف أوصاله وخيبة سعي مَن وراءه.
فالغيب لله تعالى وهو مالك الملك وليس الأمريكيون ولا الصهاينة ولا الشركات المتعددة الجنسيات ولا الأسر الغنية المتحكمة في العالم. كلا؛ بل هو الله العزيز الحكيم.
……………………………….
هوامش:
- موقع CNN عربية، 4/12/2019، على الرابط:
نتنياهو: سأدفع نحو الاعتراف الأمريكي بضم “غور الأردن” إلى إسرائيل