المرابطون في الأراضي المقدسة يرجون سلعة الله الغالية وهي الجنة.

القابضون على الجمر

يمر إخواننا المسلمون بفلسطين بكثير من المحن والأزمات والبلايا جرَّاء تسلط اليهود وطغيانهم، ولم تكد الهدنة بين المجاهدين واليهود تبدأ حتى هرع اليهود كالشياطين يختطفون الآلاف من الآمنين من الأطفال والنساء والرجال كبارًا وصغارًا من أهل القدس وحي الشيخ جراح خاصة وغيرهم، وما زالت حملاتهم المسعورة مستمرة حتى هذه اللحظة…

ونقول لأهلنا بفلسطين حفظهم الله تعالى:

يقول رسول الله صـلى اللَّه عليه وسلم: «حُفَّتِ الجَنَّةُ بالمَكارِهِ، وحُفَّتِ النّارُ بالشَّهَواتِ ». 1[رواه مسلم (2822) من حديث أنس بن مالك رضي الله عنـه مرفوعًا].

في الحديث إشارة لما يعانيه المؤمنون من ضرر معاناة المكارِه..

وهذه المكاره تصل إلى حد آلام القبض على الجمر؛ كما قال النبي صـلى الله عليه وسلم: «يَأتِي عَلَى النَّاسِ زَمَانٌ الصَّابِرُ فِيهِمْ عَلَى دِينِهِ كَالْقَابِضِ عَلَى الْجَمْرِ». 2[رواه الترمذي (2260) من حديث أنس بن مالك رضي الله عنـه مرفوعًا، وصححه الألباني].

وأنتم يا أهل فلسطين وبيت المقدس نحسبكم من هؤلاء الذين يصفهم النبي صـلى الله عليه وسلم بالقابضين على الجمر؛ فزماننا هذا -لا شك- أنَّه زمان صبر، وقد تنازل المتنازلون عن دينهم وباع كثير من الناس أنفسهم مقابل شهوات فانية لن تدوم لأحد في هذه الدنيا..

القابضون على الجمر

سلعة الله غالية

فاثبتوا أيها المرابطون في تلك الأرض المقدسة، فسلعة الرحمن عزَّ وجلَّ غالية كما قال رسول الله صَـلَّى اللَّهُ عَلَيْه وَسَلَّم: « من خاف أَدْلَجَ، ومن أَدْلَجَ بلغ المنزلَ، أَلا إن سِلْعَةَ اللهِ غاليةٌ، أَلا إن سِلْعَةَ اللهِ الجنةُ ». 3[رواه الترمذي (2450) من حديث أبي هريرة رضي الله عنـه مرفوعًا, وصححه الألباني في صحيح الجامع (6222)].

وقوله: «من خاف أدلج»؛ أي : من خاف عدوًّا هرب في أول الليل؛ لأن العدوَّ يُغِيرُ في آخره..

والمقصود: من خاف إغواء الشيطان والمعاصي فليهرب وليعجل إلى ما يرضي الله عزَّ وجلَّ.

قال الطيبي: “… هذا مثل ضربه النبي صـلى الله عليه وسلم لسالك الآخرة؛ فإنَّ الشيطان على طريقه والنفس وأمانيه الكاذبة أعوانه؛ فإن تيقَّظ في سيره وأخلص النية في عمله أَمِن من الشيطان وكيده…

«ألا إنَّ سلعة الله غالية» أي: رفيعة القدر، وسلعة الله الجنة العالية الباقية ثمنها الأعمال الخالصة الباقية التي أشار إليها بقوله سبحانه: ﴿والْبَاقِيَاتُ الصَّالِحَاتُ خَيْرٌ عِندَ رَبِّكَ ثَوَابًا وخَيْرٌ أَمَلاً﴾”.اهـ 4[شرح الطيبي على مشكاة المصابيح (11/ 3384)].

وهذه السلعة غالية كما وصفها رسول الله صـلى اللَّه عليه وسلم، ولذلك حُفَّت بالمكاره لكي تكون من نصيب المجاهدين لا الكسالى البطالين..

الشوق إلى الجنة هو حادي المؤمنين

والشوق إلى الجنة هو حادي المؤمنين للصبر والتحمل ومكابدة الأعداء، وهو المعين على قطع مفاوز آلام الدنيا من فراق الأهل والمال والولد في غياهب سجون المجرمين وغير ذلك..

وما أجمل ما يقول ابن القيم رحمه الله تعالى:

يَا سِلْعَةَ الرحمن لَسْتِ رَخِيْصَةً … … بَلْ أَنْتِ غَاليةٌ عَلَى الكَسْلانِ

يَا سِلْعَةَ الرَّحمن لَيْسَ يَنَالُهَا … … بِالأَلْفِ إلا واحدٌ لا اثْنَانِ

يَا سِلْعَةَ الرَّحمن مَاذَا كفؤها … … إِلا أولُوا التقوى مَعَ الإِيْمَانِ

يَا سِلْعَةَ الرَّحمن سُوقُكِ كاسِدٌ … … بين الأَرَاذَلِ سفْلَةِ الحَيوانِ

يَا سِلْعَةَ الرحمن أَيْنَ المُشْتَرِي … … فَلَقَدْ عُرِضْتِ بَأيْسرِ الأَثْمانِ

يَا سِلْعَةَ الرَّحمن هَلْ مِنْ خَاطِبٍ … … فَالمَهْرُ قَبْلَ الموتِ ذُو إِمْكَانِ

يَا سِلْعَةَ الرحمن كَيْفَ تَصْبُّر ال … … خُطَّابُ عَنْكَ وَهم ذَوُو إِيْمَانِ

يَا سِلْعَةَ الرَّحمنِ لَولا أَنَّهَا … … حُجِبَتْ بِكُل مَكَارِهِ الإِنْسَانِ

مَا كَانَ عَنْهَا قَطْ مِنْ مُتَخِلفٍ … … وَتَعَطَّلتْ دَارُ الجَزاءِ الثَّانِي

لَكِنَّهَا حُجِبَتْ بِكُلِّ كَرِيْهَةٍ … … لِيُصَدَّ عَنْهَا المبطِلُ المتوانِي

وَتَنَالُهَا الهِمَمُ التِّي تَسْمُوا إِلى … … رَبِّ العُلَى بِمَشِيْئَةِ الرَّحمنِ

المرابطون هم أصحاب الهمم العالية

نعم إنَّ المرابطين في الأرض المقدسة هم من أصحاب الهمم العالية وهم من يرجون الفوز بالجنة؛ لإيمانهم بالله، واستعلائهم على الباطل، قال الله تعالى: ﴿وَلَا تَهِنُوا وَلَا تَحْزَنُوا وَأَنْتُمُ الْأَعْلَوْنَ إِنْ كُنْتُمْ مُؤْمِنِينَ﴾ [آل عمران /139].

ثم قال: ﴿إِنْ يَمْسَسْكُمْ قَرْحٌ فَقَدْ مَسَّ الْقَوْمَ قَرْحٌ مِثْلُهُ وَتِلْكَ الْأَيَّامُ نُدَاوِلُهَا بَيْنَ النَّاسِ وَلِيَعْلَمَ اللَّهُ الَّذِينَ آمَنُوا وَيَتَّخِذَ مِنْكُمْ شُهَدَاءَ وَاللَّهُ لَا يُحِبُّ الظَّالِمِينَ (140) وَلِيُمَحِّصَ اللَّهُ الَّذِينَ آمَنُوا وَيَمْحَقَ الْكَافِرِينَ (141) أَمْ حَسِبْتُمْ أَنْ تَدْخُلُوا الْجَنَّةَ وَلَمَّا يَعْلَمِ اللَّهُ الَّذِينَ جَاهَدُوا مِنْكُمْ وَيَعْلَمَ الصَّابِرِينَ﴾ [آل عمران /140: 142].

أصيب المؤمنون يومَ أُحُد وقُتِل منهم سبعون؛ فأنزل الله عزَّ وجلَّ هذه الآيات مواسيًا لهم، ورافعا لمعنوياتهم وهممهم، ورغم ذلك حملت الآيات معنى مخوفا لهم -ولكافة المؤمنين من بعدهم- وهو أنَّ دخول الجنة لا يحصل حتى يرى الله منهم جهادًا في سبيله وصبرًا.

وهذا شبيه بما يحدث في فلسطين هذه الأيام -ويتكرر دومًا بين فسطاطي الإيمان والكفر-، والمقصود أنَّ المحن التي يتعرض لها المؤمنون تحمل في ثناياها التمحيص وتنقية الصفوف كما تحمل للكافرين المحق والهلاك..

وسلعة الله الغالية لا تبذل لكل أحد، ولا بد لها من بذل أثمن ما يملكه العبد مجاهدًا في سبيل الله عزَّ وجلَّ صابرًا محتسبًا..

ومن يضعف عن الطريق ويتخلى عن الحق فلن يضر إلا نفسه؛ قال رسول الله صَـلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ:«لَا يَزَالُ مِنْ أُمَّتِي أُمَّةٌ قَائِمَةٌ بِأَمْرِ اللَّهِ لَا يَضُرُّهُمْ مَنْ خَذَلَهُمْ وَلَا مَنْ خَالَفَهُمْ حَتَّى يَأتِيَهُمْ أَمْرُ اللَّهِ وَهُمْ عَلَى ذَلِكَ». 5[البخاري (ت ٢٥٦)، صحيح البخاري ٣٦٤١ )متفق عليه من حديث مُعَاوِيَةَ رضي الله عنـه].

من هم أهل الغرب الظاهرين على الحق؟

وهذه الطائفة بالشام -الذي منه فلسطين والقدس وبيت المقدس-؛ فعن سعد بن أبي وقاص رضي الله عنـه قال: قال رسول الله صـلى الله عليه وسلم: « لا يَزالُ أهْلُ الغَرْبِ ظاهِرِينَ على الحَقِّ، حتّى تَقُومَ السّاعَةُ. ». 6[رواه مسلم (1925)].

وأهل الغرب فسرها شراح الحديث بتفسيرات أظهرها أنهم هم أهل الشام..

قال النووي: “قال على بن المديني: المراد بأهل الغرب: العرب، والمراد بالغرب: الدلو الكبير لاختصاصهم بها غالبًا.

وقال آخرون: المراد به الغرب من الأرض.

وقال معاذ: هم بالشام.

وجاء في حديث آخر: هم ببيت المقدس.

وقيل: هم أهل الشام، وما وراء ذلك.

قال القاضي: وقيل: المراد بأهل الغرب أهل الشدة والجلد وغرب كل شيء حده”. اهـ 7[شرح مسلم (13/68)].

قال الحافظ -محاولًا الجمع بين هذه الأقوال-: “ويمكن الجمع بين الأخبار بأنَّ المراد قوم يكونون ببيت المقدس وهي شامية ويسقون بالدلو وتكون لهم قوة في جهاد العدو وحدة وجد”. اهـ 8[فتح الباري (13/295)].

وقال شيخ الإسلام ابن تيمية: “قال الإمام أحمد: أهل المغرب هم أهل الشام وهو كما قال؛ فإن هذه لغة أهل المدينة النبوية في ذاك الزمان كانوا يسمون أهل نجد والعراق أهل المشرق ويسمون أهل الشام أهل المغرب؛ لأن التغريب والتشريق من الأمور النسبية فكل مكان له غرب وشرق؛ فالنبي صـلى الله عليه وسلم تكلم بذلك في المدينة النبوية فما تغرب عنها فهو غربه وما تشرق عنها فهو شرقه”. اهـ 9[مجموع الفتاوى (27/41- 42)].

وقال الألباني: “واعلم أنَّ المراد بأهل الغرب في هذا الحديث أهل الشام؛ لأنهم يقعون في الجهة الغربية الشمالية بالنسبة للمدينة المنورة التي فيها نطق عليه الصلاة والسلام بهذا الحديث الشريف، ففيه بشارة عظيمة لمن كان فيها من أنصار السنة المتمسكين بها والذابين عنها والصابرين في سبيل الدعوة إليها. نسأل الله تعالى أن يجعلنا منهم وأن يحشرنا في زمرتهم تحت لواء صاحبها محمد صـلى الله عليه وسلم”. اهـ 10[السلسلة الصحيحة (965)].

المقصود بأهل الغرب

آيات تخص الجهاد في كتاب الله

وهذه آيات من كتاب الله -مع تفسيرها- نذكِّر بها لمناسبتها للمقام:

قال تعالى: ﴿وَمَآ أَصَٰبَكُمۡ يَوۡمَ ٱلۡتَقَى ٱلۡجَمۡعَانِ﴾ بأُحُدٍ ﴿فَبِإِذۡنِ ٱللَّهِ﴾ بقضائه وقدره ﴿وَلِيَعۡلَمَ﴾ اللهُ علمَ ظهورٍ ﴿ٱلۡمُؤۡمِنِينَ﴾ حقًّا.

﴿وَلِيَعۡلَمَ ٱلَّذِينَ نَافَقُواْۚ وَ﴾ الذين ﴿قِيلَ لَهُمۡ﴾ لما انصرفوا عن القتال، وهم عبد الله بن أُبَيّ وأصحابه من المنافقين ﴿تَعَالَوۡاْ قَٰتِلُواْ فِي سَبِيلِ ٱللَّهِ﴾ أعداءَه ﴿أَوِ ٱدۡفَعُواْ﴾ عنَّا القوم بتكثير سوادكم، ورباطكم، إن لم تقاتلوا ﴿قَالُواْ لَوۡ نَعۡلَمُ﴾ أنَّا واجدون معكم ﴿قِتَالٗا لَّٱتَّبَعۡنَٰكُمۡ﴾ ولم نتخل عنكم، قال -تعالى- تكذيبًا لهم: ﴿هُمۡ لِلۡكُفۡرِ يَوۡمَئِذٍ أَقۡرَبُ مِنۡهُمۡ لِلۡإِيمَٰنِ﴾ بما أظهروا من خذلانهم للمؤمنين، وكانوا قبل أقرب إلى الإيمان من حيث الظاهر ﴿يَقُولُونَ بِأَفۡوَٰهِهِم مَّا لَيۡسَ فِي قُلُوبِهِمۡ﴾ فهم يعلمون أنَّ الكفار جاءوا من بلاد بعيدة، يتحرقون على المسلمين بسبب ما أصيب من زعمائهم يوم بدر، وهم أضعاف المسلمين، وأنَّ القتال كائن لا محالة ﴿وَٱللَّهُ أَعۡلَمُ بِمَا يَكۡتُمُونَ﴾ من النِّفاق.

﴿ٱلَّذِينَ﴾ بدل من »الذين نافقوا» قبله، أو نعت ﴿قَالُواْ لِإِخۡوَٰنِهِمۡ﴾ في الدِّين ﴿وَ﴾ قد ﴿قَعَدُواْ﴾ عن الجهاد: ﴿لَوۡ أَطَاعُونَا﴾ أي: شهداء أُحُدٍ ﴿مَا قُتِلُواْ قُلۡ﴾ لهم: ﴿فَٱدۡرَءُواْ﴾ ادفعوا ﴿عَنۡ أَنفُسِكُمُ ٱلۡمَوۡتَ﴾ إذا نزل بكم ﴿إِن كُنتُمۡ صَٰدِقِينَ﴾ في أنَّ القعود ينجي منه، وأن الحذر ينجي من القدر.

ونزل في الشهداء:

﴿وَلَا تَحْسَبَنَّ ٱلَّذِينَ قُتِلُواْ فِي سَبِيلِ ٱللَّهِ﴾ أي : لأجل دينه والحق ﴿أَمۡوَٰتَۢا﴾ هم ﴿بَلۡ أَحۡيَآءٌ عِندَ رَبِّهِمۡ﴾ ولا يشعر بهم من هو في الحياة الدنيا، أرواحهم في حواصل طيورٍ خُضْرٍ تسرح في الجنّة حيث شاءت 11[كما ورد في مسلم (1887)] ﴿يُرۡزَقُونَ﴾ يأكلون من ثمار الجنَّة، ويشربون من أنهارها.

﴿فَرِحِينَ﴾ مسرورين ﴿بِمَآ ءَاتَىٰهُمُ ٱللَّهُ مِن فَضۡلِهِۦوَ﴾ هم ﴿يَسۡتَبۡشِرُونَ﴾ يفرحون ﴿بِٱلَّذِينَ لَمۡ يَلۡحَقُواْ بِهِم مِّنۡ خَلۡفِهِمۡ﴾ من إخوانهم المجاهدين الذين فارقوهم يرجون لهم الشهادة فينالوا مثل ما نالوا ﴿أَلَّا خَوۡفٌ عَلَيۡهِمۡ﴾ أي: الذين لم يلحقوا بهم بأن لا خوف عليهم إذا لحقوا بهم فيما يستقبلهم من أمور الآخرة ﴿وَلَا هُمۡ يَحۡزَنُونَ﴾ على ما فاتهم من الدنيا، وقيل أنهم يؤتون بكتاب فيه ذكر من يقدم عليهم من إخوانهم وأهلهم؛ فيستبشرون بقدومه.

﴿۞يَسۡتَبۡشِرُونَ بِنِعۡمَةٖ﴾ ثوابٍ ﴿مِّنَ ٱللَّهِ وَفَضۡلٖ﴾ زيادةٍ عليه ﴿وَأَنَّ ٱللَّهَ لَا يُضِيعُ أَجۡرَ ٱلۡمُؤۡمِنِينَ﴾ أي: يستبشرون بالنعمة وبأن الله لا يضيع أجر المؤمنين.

﴿ٱلَّذِينَ﴾ مبتدأ ﴿ٱسۡتَجَابُواْ لِلَّهِ وَٱلرَّسُولِ﴾ دعاءَه بالخروج للقتال، لـمَّا أصابَ رسولَ الله صلى الله عليه وسلم ما أصابَ يومَ أحد، وانصرف عنه المشركون خاف أن يرجعوا، قال: من يذهب في أثرهم؟ فانتدب منهم سبعون رجلًا، كان أبو بكر والزبير منهم. 12[رواه البخاري (4077)]

﴿مِنۢ بَعۡدِ مَآ أَصَابَهُمُ ٱلۡقَرۡحُ﴾ الجراح بأُحُدٍ، وخبر المبتدأ: ﴿لِلَّذِينَ أَحۡسَنُواْ مِنۡهُمۡ﴾ بطاعته ﴿وَٱتَّقَوۡاْ﴾ مخالفته ﴿أَجۡرٌ عَظِيمٌ﴾ هو الجنَّة.

﴿ٱلَّذِينَ﴾ بدل من «الَّذِين« قبله، أو نعت ﴿قَالَ لَهُمُ ٱلنَّاسُ﴾ بعض المشركين أو المنافقين ﴿إِنَّ ٱلنَّاسَ﴾ أبا سفيان وأصحابه ﴿قَدۡ جَمَعُواْ لَكُمۡ﴾ الجموع، ليستأصلوكم ﴿فَٱخۡشَوۡهُمۡ﴾ ولا تأتوهم ﴿فَزَادَهُمۡ﴾ ذلك القول ﴿إِيمَٰنٗا﴾ تصديقًا بالله ويقينًا ﴿وَقَالُواْ حَسۡبُنَا ٱللَّهُ﴾ كافينا أمرهم ﴿وَنِعۡمَ ٱلۡوَكِيلُ﴾ المفوَّض إليه الأمر هو ، وخرجوا مع النبيِّ صـلى الله عليه وسلم غير مبالين بالعدو فوافوا حمراء الأسد -موضع على ثمانية أميال من المدينة-، وألقى الله الرعب في قلب أبي سفيان وأصحابه، فلم يأتوا، وهذه الكلمة: ﴿حَسۡبُنَا ٱللَّهُ وَنِعۡمَ ٱلۡوَكِيلُ﴾ يُدفع بها ما يُخاف ويُكره، قالها إبراهيم عليه السلام حين ألقي في النار، وقالها محمد صلـى الله عليه وسلم حين قالوا: ﴿إِنَّ ٱلنَّاسَ قَدۡ جَمَعُواْ لَكُمۡ..﴾. 13[انظر تفسير الجلالين].

نصر الله عزَّ وجلَّ عباده المؤمنين بفلسطين والقدس وعموم الأرض.

الهوامش:

  1. رواه مسلم (2822) من حديث أنس بن مالك رضي الله عنـه مرفوعًا.
  2. رواه الترمذي (2260) من حديث أنس بن مالك رضي الله عنـه مرفوعًا، وصححه الألباني.
  3. رواه الترمذي (2450) من حديث أبي هريرة رضي الله عنـه مرفوعًا, وصححه الألباني في صحيح الجامع (6222).
  4. شرح الطيبي على مشكاة المصابيح (11/ 3384).
  5. البخاري (ت ٢٥٦)، صحيح البخاري (٣٦٤١) متفق عليه من حديث مُعَاوِيَةَ رضي الله عنـه.
  6. رواه مسلم (1925).
  7. شرح مسلم (13/68).
  8. فتح الباري (13/295).
  9. مجموع الفتاوى (27/41- 42).
  10. السلسلة الصحيحة (965).
  11. كما ورد في مسلم (1887).
  12. رواه البخاري (4077).
  13. انظر تفسير الجلالين.

اقرأ أيضاً:

 

التعليقات غير متاحة