يتردد المسلمون في الموقف من العلمانية وبعضهم يجمل شكلها ويخفف وقعها. بينما هي بحقيقتها مناقضة للإسلام، وعندما يتردد المسلمون يتقدم العلمانيون بكشف سوءاتهم.
الخبر
جاء على موقع “عربي 21″، تحت عنوان “مشادات بعد شرب نائب تركي معارض الماء بنهار رمضان”
“شهد البرلمان التركي، مشادات كلامية، بعد قيام نائب في المعارضة بشرب الماء في نهار رمضان خلال حديثه أمام البرلمان على الهواء مباشرة.
وخلال جلسة البرلمان، أقدم النائب التركي، من حزب الشعب الجمهوري، “توفان كوسي”، بشرب الماء، ما أثار حفيظة نواب من حزب العدالة والتنمية الحاكم.
وكان “توفان”، يتحدث أمام البرلمان، معلقا على قرار اللجنة العليا للانتخابات، بإعادة الانتخابات على رئاسة بلدية اسطنبول، وخلال حديثه، قطع كلامه، وشرب قليلا من الماء.
واعترض النائب عن حزب العدالة والتنمية، عمران كيليج، على تصرف النائب المعارض، قائلا له: “هذا منبر تركيا المسلمة، وعليك احترام شعائر شهر رمضان”.
وتدخل النائب عن حزب الشعوب الديمقراطي الكردي، “توما اتشيلك”، على الخط، في صف نائب “الشعب الجمهوري” قائلا: “ليست تركيا المسلمة، هنا تركيا العلمانية، أنا لست مسلما”. (1موقع “عربي 21″، بتاريخ 10/5/2019، على الرابط:
“مشادات بعد شرب نائب تركي معارض الماء بنهار رمضان“)
التعليق
رغم جزئية الخبر، لكنه صادر من سياسي برلماني يمثل قطاعا من الناس؛ ونريد إيضاح حقيقة عامة من ورائه. وهي أن العلمانية لا تقتصر على تنحية الشريعة، ولا على تغييب الهوية الإسلامية، ولا على حرب قيم الإسلام وأخلاقه؛ رغم أن هذا كافٍ في الكفر، وطوام عظام؛ ولكن العلمانية أعمق من ذلك.
فحقيقتها هي الإلحاد؛ إذ لا يستقيم الإقرار بالله تعالى وعظمته وحقه؛ ثم يرفض شرعه ويحارب دينه، ويقتل أولياءه.
وسواء أقروا بالله تعالى أم لا .. فهم يتقلبون بين أنواع من الإلحاد؛ بين إنكار الرب تعالى أو إنكار حقه.
ثم لا يتوقف الأمر عند هذا بل يصرح أصحابها أنهم على دين آخر، وليسوا مسلمين. وقد صدق الكذوب؛ فهو دين مبدَّل لم ينزل به ربنا سلطانا.
دين فيه مشرعون بدلا من الله، وخضوع من المخاطَبين به لغير الله.
﴿يَا صَاحِبَيِ السِّجْنِ أَأَرْبَابٌ مُتَفَرِّقُونَ خَيْرٌ أَمِ اللَّهُ الْوَاحِدُ الْقَهَّارُ﴾ (يوسف: 39).
دين يتولى أهله فيه أوطانا أو قوميات أعراقا دون الله سبحانه وتعالى.
دين لا قيم فيه ثابتة ولا أخلاق فيه ربانية، ولا تعبد لرب العالمين؛ فما هي إلا الأهواء والشهوات، يبررها زخرف القول غرورا وخداعا.
لهذا يجب أن يعرف المسلمون، دعاة وعلماء شعوبا، موقفهم من العلمانية وأنها تناقض الإسلام مناقضة عقدية.
كما يجب معرفة أن ما يسعون إليه لتغيير هوية البلاد، يقبع خلفه تلك العقائد الفردية والقناعات الرافضة لدين رب العالمين.
وبالتالي فهي دين مبدل بينهم، وهي خطر يهدد الأمة من داخلها ومن خلال “النخبة” التي تحملها. وتركها يستفحل خطرها معناه تهديد حصون الأمة بل وتخرقها من الداخل.
يجب أن تكون البداية عقدية واعية وحاسمة وواضحة لئلا تنخدع الأمة، ولئلا ينخدع أبناؤنا ولا أجيالنا.
نعم إنهم دينان فالإسلام له حقيقة ومضمون مخالف تماما لتلك العلمانية ولغيرها؛ حسمها قوله تعالى: ﴿قُلْ يَا أَهْلَ الْكِتَابِ تَعَالَوْا إِلَى كَلِمَةٍ سَوَاءٍ بَيْنَنَا وَبَيْنَكُمْ أَلَّا نَعْبُدَ إِلَّا اللَّهَ وَلَا نُشْرِكَ بِهِ شَيْئًا وَلَا يَتَّخِذَ بَعْضُنَا بَعْضًا أَرْبَابًا مِنْ دُونِ اللَّهِ فَإِنْ تَوَلَّوْا فَقُولُوا اشْهَدُوا بِأَنَّا مُسْلِمُونَ﴾ (آل عمران: 64)
……………………………………..
هوامش:
- موقع “عربي 21″، بتاريخ 10/5/2019، على الرابط:
“مشادات بعد شرب نائب تركي معارض الماء بنهار رمضان“