أنزل الله تعالى الإسلام دينا كاملا ومنهجا شاملا.. ولا بد لأهله أن يأخذوه بنفس الشمول.. واجتزاء قضايا من الإسلام دون قضايا يعطي صورة غير صحيحة عن دين الله تعالى..
ثمة اتجاهات تأخذ الدين تفاريق وتجعله أجزاء ـ عضين ـ فتضخم جوانب وتهمل أخرى، وتستهدف قضايا دون أخرى، فلا تقوم بأمر الأمة، ولا تُحسن خدمتها في مواقف مصيرية..
دعوتنا الى الاسلام
ولهذا فإن طريق الجنة يتطلب فيما نحسب ـ في ظل أوضاعنا الراهنة أن تكون دعوتنا إلى الإسلام دعوة إلى:
- توحيد ننجو به من الشرك.
- هوية تجمع الأمة.
- صبغة تصطبغ بها.
- شريعة تحكم حياتها.
- عقيدة أهل السنة والجماعة ننجو بها من البدع والضلالات.
- الإسلام مسئولية فردية ومسئولية جماعية تضامنية.
وأنه لا مندوحة للأمة عنها أو عن بعضها .
فإلى المنادين بالإسلام كصبغة
أي سمت وهدي ظاهر دون أن يكون هوية أو عقيدة أو شريعة ـ نقـول لهم :
إن أعداء الإسلام لن يتركونا كمسلمين نتمسك بهدينا وسمتنا إلى ما لا نهاية بل رأيناهم في بلغاريا يحاربون ويقتلون المسلمين أو المنتسبين إلى هذا الدين ولو لم يحققوا منه شيئًا إلا اسمه والانتساب إليه والتسمي بأسماء المسلمين..
وجدنا عدونا يحاربهم حتى لمجرد أن أسماءهم أسماء إسلامية فضلاً عن التمسك بالسمت والهدي، وقد رأيناهم في البوسنة والهرسك يُقتلون لمجرد الانتساب إلى العروق الإسلامية وسمعنا عن أبشع المجازر والمذابح والانتهاكات لكل من انتسب إلى هذه العروق وصـدق الله تعـالى: ﴿وَلاَ يَزَالُونَ يُقَاتِلُونَكُمْ حَتَّىَ يَرُدُّوكُمْ عَن دِينِكُمْ إِنِ اسْتَطَاعُواْ﴾ [البقرة: 217].
ثم إننا لسنا مطالبين فقط بالتزام الكتاب والسنة في سلوكنا الفردي، بل مطالبون أيضًا بالإجتماع عليهما، والعمل لتكون كلمة الله هي العليا و ﴿حَتَّى لاَ تَكُونَ فِتْنَةٌ وَيَكُونَ الدِّينُ كُلُّهُ لِلّه﴾ [الأنفال: 39]، ولا يتحقق لنا ذلك إلا بـ “الهوية الإسلامية” التي تجمعنا على الإسلام.
والهوية لا تقوى على الثبات والمواجهة في هذه الصراعات التي نعيشها في واقعنا المعاصر إلا إذا قامت على عقيدة. والعقيدة لابد لها من تحقيق العبودية لله بقبول شرعه ورفض ما سواه وبالتالي فلابد من الشريعة؛ ومن ثَمَّ فلا يمكن الاحتفاظ بالسمت والهدي بدون تمكين ولا يتحقق التمكين مع الهروب من الشرائع.
[اضغط للمزيد عن كون: الإسلام شريعة تحكم حياة الأمة]
والى أحبائنا الذين أقلقهم تنحية شريعة الله تعالى
وأقلقتهم تنحية كلمته سبحانه عن الحياة.. وأقضت مضاجعهم بسقوط آخر معقل من معاقل الشريعة وهي دولة الخلافة الإسلامية..
فنادوا بتحكيم الشريعة كقوانين إلهية بعيدًا عن قوانين ودساتير الطاغوت التي ما أنزل الله بها من سلطان فطالبوا بذلك ودعوا إليه دون التوحيد والعقيدة والهوية والصبغة ـ نقـول لهم:
أحباءنا الكرام: إن الشريعة لابد لها من صبغة لأن شريعة الله ليست هي مجرد مجموعة قوانين تحكم حياة الناس فقط، ولكنها صبغة كاملة تصبغ الحياة ولا بد للقائمين على أمر هذه الشريعة من صبغة يصطبغون بها وإلا فإن فاقد الشيء لا يعطيه، هذا أولاً.
وثانيـًا: إن الصراع الأبدي بين الخير والشر ، وبين أولياء الرحمن وأولياء الشيطان إنما هو صراع لتكون كلمة الله هي العليا أي: شريعته هي المهيمنة والمسيطرة والسائدة وأن تكون كلمة الذين كفروا السفلى ، أي: شريعتهم وشركهم هو المقهور والذليل.
وهذا لا يتحقق حتى إذا طالب به ودعا إليه كل الفضلاء والصالحين من هذه الأمة ولا حتى إذا طالبت به كل جماهير الأمة أو أغلبها ـ بمجرد المطالبة ـ وهذا أنموذج الجزائر ماثل أمام أعيننا حين اختارت الغالبية العظمى من الشعب الجزائري الشريعة، لتحكم حياتها، عندها تحالفت كل قوى الشر لتحول دون أن تكون كلمة الله هي العليا.
بل وأعلن الرئيس الفرنسي أن الأمر لو احتاج إلى جيش فرنسي ينزل الجزائر لمنع هذا الأمر لفعل.. وحديثا العداء الشديد للشريعة ومشروعها في مصر.
فلابد إخواننا الأحباب ـ لإستقرار الشريعة في مجتمع ـ لابد من أمة ترى أنه لا مناص لها من الالتزام بالكتاب والسنة والإجتماع عليهما وأن هذه هي هويتها التي لا ترضى عنها بديلاً فلا تجتمع على غيرها.
أمة ترفض العلمانية ـ اللادينية ـ وفصل الدين عن الدولة وترفض ولاء الكافرين والتبعية لمعسكرات الشرك الدولية من منطلق عقيدة التوحيد، وترى أن القبول لذلك كفر يخرجها من الملة ـ وهو كذلك في دين الله عز وجل ـ فتستبسل في التمسك بعقيدتها وهويتها وشريعتها مهما كانت الضغوط التي تتعرض لها.
وإذا وُجدت تلك الأمة فهذا هو ملء الفراغ السياسي الذي يصرف عنها كيد أعدائها ليأسهم من تغريبها عن دينها وهويتها وشريعتها، وهذا معنى تحقيق قوله تعالى: ﴿الْيَوْمَ يَئِسَ الَّذِينَ كَفَرُواْ مِن دِينِكُمْ فَلاَ تَخْشَوْهُمْ وَاخْشَوْنِ﴾ [المائدة، الآية: 3].
فالشريعة لا تستقر في مجتمع بدون عقيدة واضحة وهوية واحدة مجردة من الالتباسات، ومجانبة للشرك والأهواء.
[اضغط للاطلاع على: الإسلام هوية تجمع الأمة]
وإلى قومنا ومثقفينا الذين ينادون بالإسلام كهوية
أي ينادون بالاسلام ـ تراثــًا وثقافــة ـ تجمـع الأمة في مواجهة الفرانكفونية (التراث والثقافة الإفرنجية)؛ دون التأكيد على أن يكون مع هذه الهوية: الشريعة أو العقيدة والتوحيد أو الصبغة.. نقول:
إنكم تبحثون عن سراب أو عن قبض الريح لأن الهوية إنما هي رابطة تجمع، لا روابط تفريق، يجتمع كل مجموعة من الناس حول رابطة منها ويرفضون الاجتماع حول غيرها.
وذلك أن الاجتماع على التراث والثقافة الإسلامية فقط كهوية ـ دون أن ترتكز هذه الهوية على التوحيد الخالص ـ سيسمح بامتزاج النظم الحياتية الإسلامية مع هذه الهوية فيسمح بالاشتراكية والديمقراطية والرأسمالية وغيرها؛ وبالتالي يكون هناك إسلام اشتراكي له هويته، وآخر رأسمالي له رابطته، وثالث ديمقراطي له محور استقطابه ورابع ليبرالي.. وغيرها من المذاهب الأرضية اللادينية .
في ظل هذا الالتباس ينادي أناس بالإسلام ـ كتراث وثقافة ـ من وجهة النظر العربية أو التركية أو الفارسية أو الشرق أوسطية أو غيرها فيكون هناك إسلام عربي وإسلام تركي وإسلام فارسي وإسلام شرق أوسطي وكذلك آخر بربري وريفي وصحراوي.. إلخ، فيتعدد الإسلام وبالتالي تتعدد الهويات فيفقد الإسلام بذلك قدرته على الاستقطاب وتبدد هوية المسلمين.
فلذا كي تصلح الهوية الإسلامية كمحور واحد لاستقطاب المسلمين لا بد لها أن ترتكز على التوحيد الخالص والعقيدة الصحيحة بتصديق خبر الرسول جملة وعلى الغيب والتزام شريعة الرسول جملة وعلى الغيب..
مما يعني أنه لا بد للهوية من توحيد وعقيدة وشريعة. ولابد للشريعة من صبغة كما ذكرنا.
وإلى هؤلاء المخلصين الذين يدعون إلى الإسلام كتوحيد وعقيدة
دون الدعوة اليه كصبغة وشريعة وهوية..
إن ذلك إخواننا الأحباب سيؤول بنا إلى كوننا مجرد فرقة عقائدية من فرق المسلمين.
وإذا كان عدونا لا يتركنا ـ كما مر بنا ـ لمجرد انتسابنا إلى الإسلام فكيف مع تمسكنا بالإسلام كعقيدة صحيحة؟
فلابد إذا لحماية هذه العقيدة الصحيحة من اجتماع الأمة عليها ومناصرة أهل هذه العقيدة عليها، وهو ما يتطلب الهوية الإسلامية التي تجمع الأمة، والصبغة التي تصطبغ بها، والشريعة التي تحكم حياتها.
[اضغط للمزيد عن: طبيعة الإسلام كصبغة تصطبغ بها حياة الأمة]
شمولية التوجيه الرباني
لذلك نقول..
إن الحركة الإسلامية المعاصرة ما كان ينبغي لها أن تحصر دعوتها في عقيدة يعتقدها الناس وإن كانت صحيحة ـ ولا سمت وهدي ظاهر ـ وإن كان حسنًا ـ ولا في هوية يجتمع الناس حولها كمقوم من مقومات اجتماعهم وعنصر من عناصر ارتباطهم ـ وإن كانت قادرة على ذلك ـ ولا في مجموعة قوانين ـ وإن كانت إلهية ـ تحكم حياتها، دون شمولية التوجيه الرباني.
وإذا كان لا بد للحركة الإسلامية أن توجه دعوتها إلى شمولية التوجيه الرباني، فإنه من الناحية العملية التطبيقية في واقع الممارسة اليومية لا ينبغي لها أن تحصر نفسها في إطار عمل خيري أو حزبي أو رياضي أو كشفي أو تربوي أو تعليمي أو فقهي أو أي عمل آخر ذي مقاصد محدودة بل تخرج عن هذه المحدودية إلى هدف أسمى وغاية أعظم وهو إحياء الأمة بالقرآن من خلال:
- قوة الشعور الديني.
- التأصيل الشرعي.
إحياء القلوب بإثارة الوجدان كما أخبرنا ربنا تبارك وتعالى عنه ﴿كِتَاباً مُّتَشَابِهاً مَّثَانِيَ تَقْشَعِرُّ مِنْهُ جُلُودُ الَّذِينَ يَخْشَوْنَ رَبَّهُمْ ثُمَّ تَلِينُ جُلُودُهُمْ وَقُلُوبُهُمْ إِلَى ذِكْرِ اللَّه﴾ [الزمر: 23].
﴿وَإِذَا سَمِعُواْ مَا أُنزِلَ إِلَى الرَّسُولِ تَرَى أَعْيُنَهُمْ تَفِيضُ مِنَ الدَّمْعِ مِمَّا عَرَفُواْ مِنَ الْحَقِّ يَقُولُونَ رَبَّنَا آمَنَّا فَاكْتُبْنَا مَعَ الشَّاهِدِينَ﴾ [المائدة: 83].
وهذا هو الشق الأول، والشق الثاني من شقي الإحياء أن القرآن يحق الحق ويبطل الباطل ويقذف بالحق على الباطل فيدمغه فإذا هو زاهق. يؤصـل ويفصل، يقول تعالى: ﴿كِتَابٌ أُحْكِمَتْ آيَاتُهُ ثُمَّ فُصِّلَتْ مِن لَّدُنْ حَكِيمٍ خَبِيرٍ﴾ [ هود:1] .
وقد استطاعت الحركة الإسلامية المعاصرة أن تثير الشعور الديني وتستجيش المشاعر الإسلامية عند الكثيرين ولكنها ما زالت تتعثر وتتنكب الطريق في تأصيلاتها الشرعية.
ولذلك كانت هذه المقالات خطوة في جانب التأصيل ومشعلاً يضيء لهذه الأمة بعضا من الظلمات الحالكة التي تحيط بها في طريقها إلى ربها.
إن هذه الأمة لها هدف واضح وغاية واحدة في الدنيا وهي العمل لتمكين دين الله في الأرض ﴿حَتَّى لاَ تَكُونَ فِتْنَةٌ وَيَكُونَ الدِّينُ كُلُّهُ لِلّه﴾ [الأنفال: 39] ، وإننا لنهيب بإخواننا رجالات الحركة الإسلامية وأبنائها أن يكونوا على منهج واحد متمثلاً في:
- شمولية الدعوة المنبثقة عن شمولية التوجيه الرباني.
- الخروج عن محدودية المقاصد إلى رسالة الإحياء .
وبالتالي: إذا تحققت وحدة المنهج ـ وقد تحققت قبلها وحدة الهدف ـ فقد تحققت وحدة العمل الإسلامي وإن تعددت أطره وتنوعت مدارسه وتوجهاته. وإن هذه الأمة الواحدة لتدعوا أبناءها أن يخرج منهم صفوة رائدة تعزم العزمة وتمضي على الطريق تتحمل التضحيات تثبت على المبدأ وتحتفظ بالهدف، تخرج عن محدودية المقاصد إلى روح يسري في الأمة فيحييها بالقرآن، يتمثل فيها قول الله تعالى:
﴿وَلْتَكُن مِّنكُمْ أُمَّةٌ يَدْعُونَ إِلَى الْخَيْرِ وَيَأْمُرُونَ بِالْمَعْرُوفِ وَيَنْهَوْنَ عَنِ الْمُنكَرِ وَأُوْلَـئِكَ هُمُ الْمُفْلِحُونَ﴾ [آل عمران:104].
صفوة لا تنسى أنها أمة من أمة الإسلام، جزء منها، وبعض من كلٍ، تعمل لله من أجل هذه الأمة ومصلحتها لا من أجل نفسها وطائفتها وكيانها متبرئة في ذلك عن الوصف الذي ذمه الله تعالى: ﴿إِنَّ الَّذِينَ فَرَّقُواْ دِينَهُمْ وَكَانُواْ شِيَعاً لَّسْتَ مِنْهُمْ فِي شَيْءٍ﴾ [الأنعام: 159].
متبرئة من هذا الوصف وممن اتصفوا به كما بـرأ ربنـا تبـارك وتعالى رسوله صلى الله عليه وسلم منهم، وتقول أم المؤمنين (أم سلمة) رضي الله عنها: «إن نبيكم قد برئ ممن فرق دينه واحتزب» [الاعتصام للشاطبى جـ1، ص 60].
صفوة تخرج عن وصف التشيع المذموم المتبرئ منه شرعًا في قوله تعالى: ﴿إِنَّ الَّذِينَ فَرَّقُواْ دِينَهُمْ وَكَانُواْ شِيَعاً لَّسْتَ مِنْهُمْ فِي شَيْءٍ﴾ [ الأنعام: 159]، إلى وصف جماعات العمل الإسلامي المحمودة شرعًا والتي أمر الله جل وعلا بها في قوله تعالى: ﴿وَلْتَكُن مِّنكُمْ أُمَّةٌ يَدْعُونَ إِلَى الْخَيْرِ وَيَأْمُرُونَ بِالْمَعْرُوفِ وَيَنْهَوْنَ عَنِ الْمُنكَرِ وَأُوْلَـئِكَ هُمُ الْمُفْلِحُونَ﴾ [آل عمران، الآية: 104]، والتي أخبر عنها صلى الله عليه وسلم في قوله: «ولا يزال من أمتي أمة يقاتلون على الحق ويزيغ الله لهم قلوب أقوام ويرزقهم منهم حتى تقوم الساعة» [رواه النسائي].
[اضغط : خسارة الأمة نتيجة غياب الهوية]
شروط الخروج من التعصب المذموم
ولكي تحقق ذلك لابد لها من أن:
- تقدم ولاءها العام للمسلمين على ولائها الخاص لطائفتها إذا تعارضا.
- يكون ارتباطها كإطار عمل وليس إطار انتماء.
- تحافظ على وحدة الهوية والعقيدة مع غيرها من جماعات أهل السنة والجماعة.
صفة الصفوة المؤمنة
صفوة تحذر في ممارساتها اليومية من التلبس بشيء من أوصاف التشيع المذموم؛ فلا تقدم ولاءها الخاص لإطارها على الولاء العام، ولا تنسى أن إطارها إطار عمل وليس إطار انتماء ولا تتفرق في الهوية أو العقيدة.
صفوة مؤمنة..
حَبَّبَ الله إليها الإيمان وزيّنه في قلوبها وكره إليها الكفر والفسوق والعصيان فضلاً منه سبحانه ونعمة. عسى الله أن يحقق بها وعده الذي وعد عباده المؤمنين:
﴿وَعَدَ اللَّهُ الَّذِينَ آمَنُوا مِنكُمْ وَعَمِلُوا الصَّالِحَاتِ لَيَسْتَخْلِفَنَّهُم فِي الْأَرْضِ كَمَا اسْتَخْلَفَ الَّذِينَ مِن قَبْلِهِمْ وَلَيُمَكِّنَنَّ لَهُمْ دِينَهُمُ الَّذِي ارْتَضَى لَهُمْ وَلَيُبَدِّلَنَّهُم مِّن بَعْدِ خَوْفِهِمْ أَمْناً يَعْبُدُونَنِي لَا يُشْرِكُونَ بِي شَيْئاً وَمَن كَفَرَ بَعْدَ ذَلِكَ فَأُوْلَئِكَ هُمُ الْفَاسِقُونَ﴾ [النور: 55].
…………………………..
مراجع:
- كتب السنن.
- الاعتصام للشاطبي.
- مجموعة رسائل الإمام الشهيد حسن البنا.
- الطريق الى الجنة، عبد المجيد الشاذلي.
اقرأ أيضا: