يتميز الإسلام بعقيدته الفطرية، وضوحا وعمقا. واستقامة خلقه عفافا وسموا. ويبقى الشرك رذيلة عقدية أخلاقية، ويستلزم السقوط الأخلاقي. وفي عناوين سقوط أخلاق أساقفة النصارى عنوان ودلالة.

الخبر

“يواجه رئيس أساقفة واشنطن السابق، الكاردينال “تيودور ماك كاريك”، اتهامات بالتورط في قضايا تحرش جنسي بالأطفال على مدى سنوات طويلة.

ووفقًا لدعوى قضائية جديدة، فإن ماك كاريك كان يدير حلقة الجنس في منزله على شاطئ نيو جيرسي، وبمساعدة ثلاثة قساوسة آخرين.

وقالت الضحية البالغة من العمر الآن 53 عامًا، إن الاعتداء المزعوم بدأ عندما كانت في الرابعة عشرة من عمرها.

وتقول الدعوى، إن قساوسة آخرين خدموا كجزء من “طاقم” من القوادين للأسقف آنذاك ماك كاريك، الذي “وضع ترتيبات للنوم، واختار ضحاياه من الصبيان والإكليريكيين ورجال الدين الموجودين في منزل الشاطئ”، بحسب الدعوى”. (1موقع “المصريون”، على الرابط:
الفضائح الجنسية تطارد رئيس أساقفة واشنطن السابق
)

التعليق

في الخبر المرفق دلالات مهمة للمسلمين ولغير المسلمين..

اقتران الشرك بالانحراف الخلقي

فقد وجدنا في كتاب ربنا تعالى الإشارة الى هذا الارتباط كقوله تعالى ﴿أَرَأَيْتَ الَّذِي يُكَذِّبُ بِالدِّينِ * فَذَلِكَ الَّذِي يَدُعُّ الْيَتِيمَ * وَلَا يَحُضُّ عَلَى طَعَامِ الْمِسْكِينِ﴾ (الماعون: 1-3)، وفي مثل قوله تعالى ﴿خُذُوهُ فَغُلُّوهُ * ثُمَّ الْجَحِيمَ صَلُّوهُ * ثُمَّ فِي سِلْسِلَةٍ ذَرْعُهَا سَبْعُونَ ذِرَاعًا فَاسْلُكُوهُ * إِنّهُ كَانَ لَا يُؤْمِنُ بِاللَّهِ الْعَظِيمِ * وَلَا يَحُضُّ عَلَى طَعَامِ الْمِسْكِينِ..﴾ (الحاقة: 30-31) وفي مثل قوله تعالى ﴿وَيْلٌ يَوْمَئِذٍ لِلْمُكَذِّبِينَ * الَّذِينَ يُكَذِّبُونَ بِيَوْمِ الدِّينِ * وَمَا يُكَذِّبُ بِهِ إِلَّا كُلُّ مُعْتَدٍ أَثِيمٍ..﴾ (المطففين: 10-12)، وغيرها من الآيات كثير.

وفي المقابل وجدنا الارتباط بين صحة العقيدة واستقامة الخلق؛ وثمة إشارات كثيرة بل نموذج كامل يقدمه القرآن لاستقامة الأخلاق المبنية على استقامة العقيدة ﴿وَعِبَادُ الرَّحْمَنِ الَّذِينَ يَمْشُونَ عَلَى الْأَرْضِ هَوْنًا وَإِذَا خَاطَبَهُمُ الْجَاهِلُونَ قَالُوا سَلَامًا..﴾ (الفرقان: 63- آخر السورة) وفي قوله تعالى ﴿أَفَمَنْ يَعْلَمُ أَنَّمَا أُنْزِلَ إِلَيْكَ مِنْ رَبِّكَ الْحَقُّ كَمَنْ هُوَ أَعْمَى إِنَّمَا يَتَذَكَّرُ أُولُو الْأَلْبَابِ * الَّذِينَ يُوفُونَ بِعَهْدِ اللَّهِ وَلَا يَنْقُضُونَ الْمِيثَاقَ * وَالَّذِينَ يَصِلُونَ مَا أَمَرَ اللَّهُ بِهِ أَنْ يُوصَلَ وَيَخْشَوْنَ رَبَّهُمْ وَيَخَافُونَ سُوءَ الْحِسَابِ * وَالَّذِينَ صَبَرُوا ابْتِغَاءَ وَجْهِ رَبِّهِمْ وَأَقَامُوا الصَّلَاةَ وَأَنْفَقُوا مِمَّا رَزَقْنَاهُمْ سِرًّا وَعَلَانِيَةً وَيَدْرَءُونَ بِالْحَسَنَةِ السَّيِّئَةَ..﴾ (الرعد:19-22) وفي قوله تعالى ﴿إِنَّ الَّذِينَ هُمْ مِنْ خَشْيَةِ رَبِّهِمْ مُشْفِقُونَ * وَالَّذِينَ هُمْ بِآَيَاتِ رَبِّهِمْ يُؤْمِنُونَ * وَالَّذِينَ هُمْ بِرَبِّهِمْ لَا يُشْرِكُونَ * وَالَّذِينَ يُؤْتُونَ مَا آَتَوْا وَقُلُوبُهُمْ وَجِلَةٌ أَنَّهُمْ إِلَى رَبِّهِمْ رَاجِعُونَ * أُولَئِكَ يُسَارِعُونَ فِي الْخَيْرَاتِ وَهُمْ لَهَا سَابِقُونَ﴾ (المؤمنون: 57-61)

وكان رسول الله، صلى الله عليه وسلم، يدعو ربه «اللهم إني أسألك الهدى والتقى والعفاف والغنى» وكان المشركون يقولون “إن محمدا يدعونا الى عبادة الله وحده وترْك ما كان يعبد آباؤنا، ويأمرنا بالصلاة والصدق والعفاف والصلة”. (2رواه البخاري، من حديث أبي سفيان مع هرقل)

فهناك نموذج كامل للعقيدة المستقيمة والأخلاق الرفيعة اللازمة لها، ونموذج آخر للشخصية المتهدمة العقيدة، المنحرفة الأخلاق.

ما نريد قوله هنا بكل وضوح أن النصارى لن يتوقفوا عن مشاهدة النماذج الساقطة، الفاقعة الوضوح، سواء في الغرب أو في الشرق؛ فالأقليات النصرانية في مصر وغيرها تشهد مخازيَ أخلاقية عديدة يتم تصويرها وتوزيعها وفضح بعضهم بعضا بها.

كراهة الأنجاس للطاهرين

نحن لا نستبعد أن تكون شدة حربهم للإسلام بسبب نجاستهم وطهره، وخستهم ورفعته، وأن النموذج الذي يقدمه يفضحهم ويُسقطهم؛ بل ويدل على خلل معتقدهم الذي لا يردعهم عن الفواحش المرذولة والخسيسة.

صبغة الفواحش للغرب..!

إن الغرب بإباحيته؛ أصبحت هذه الإباحية ثقافة متجذرة فيهم؛ فهم في مجتمعهم المدني ـ بعيدا عن تأثير الدين ـ يمارسون الفواحش كحق من حقوق الإنسان..! يقولون إن جسد المرأة مِلك لها تهبه لمن تشاء..! وكذلك الشذوذ حق لمن يريده..! ثم يتمادى الأمر فينخرق الدين نفسه والذي لا يزال يحرم الفواحش بما فيه من بقايا؛ فإذ بمن يمثل الدين يمارس الفواحش نفسها، ليس كواقعة فردية أو عابرة بل كظاهرة متكررة في الكنائس بالاعتداء على الأطفال ووجود أبناء السفاح بين الراهبات والرهبان. بل وتمت عقود زواج بين الشواذ رجالا ونساءا تشرف عليها الكنيسة نفسها..!!

وهذه كلها إشارات الى عدم وجود جزر ثابتة أو نظيفة يؤوب الناس اليها؛ فإذ بنجاسات الفواحش تعمّ المجتمع الغربي وتصبغه. ومن جانب آخر يقوم هذا المجتمع ـ المصطبغ بالنجاسة ـ بقيادة العالم..! فإذ بصبغته تعم المجتمعات الأخرى وتصبح مقياسا للتطور..!! وهذا مخيف على مستقبل البشرية؛ فهذه مقدمات لعقوبات رب العالمين، والتي يعاين العالَم اليوم بعضها.

خاتمة

لا يزال الإسلام بنظافته وطهره واستقامة أخلاقه، ولا يزال بعقيدته الفطرية، البسيطة والعميقة، والمجيبة على جميع التساؤلات، ولا يزال المستقيمون من علمائه وعُبّاده مثالا ونموذجا بعد نبيهم الكريم وصحبه؛ نماذج كلها داعية الى رب العالمين ودالة على الطريق؛ أن هلمّوا الى ربكم.

وإن حملات التنصير التي ينفَق عليها الملايين وتطارد عيون الناس على صفحات الانترنت، وفي البلاد الفقيرة؛ أنها حملات متكسرة ومخفقة من بداياتها، وأنها تحمل عوامل سقوطها، سواء من خلال الفكرة المنحرفة المقدَّمة أو المنحرفون الذين يقدمونها..!

……………………………..

هوامش:

  1. موقع “المصريون”، على الرابط:
    الفضائح الجنسية تطارد رئيس أساقفة واشنطن السابق
  2. رواه البخاري، من حديث أبي سفيان مع هرقل.

اقرأ أيضا:

التعليقات غير متاحة