الإيمان هو أصل الأصول، والأساس الذي تقوم عليه بقية الأصول وأعمدة الدين ، وبدونه لا ينتفع العبد من عمل ولا قول. مهما كان هذا العمل موافقا لما جاء به الرسول صلى الله عليه وسلم . فإنه حينئذ مردود على صاحبه غیر مقبول. ولقد جاء قيد الإيمان في كثير من الآيات المذكور فيها العمل الصالح ، وذلك حتى ينتفع به صاحبه قال تعالى: ﴿فَمَن يَعْمَلْ مِنَ الصَّالِحَاتِ وَهُوَ مُؤْمِنٌ فَلَا كُفْرَانَ لِسَعْيِهِ وَإِنَّا لَهُ كَاتِبُونَ﴾ [الأنبياء: 44] وقال تعالى: ﴿مَنْ عَمِلَ صَالِحًا مِّن ذَكَرٍ أَوْ أُنثَىٰ وَهُوَ مُؤْمِنٌ فَلَنُحْيِيَنَّهُ حَيَاةً طَيِّبَةً ۖ وَلَنَجْزِيَنَّهُمْ أَجْرَهُم بِأَحْسَنِ مَا كَانُوا يَعْمَلُونَ﴾ [النحل:97] .

أركان الإيمان

أركان الإيمان التي لا يصح إيمان عبد إلا بها ، وإذا جاء الأمر بالإيمان مطلقا فإنه يتوجه إلى هذه الأركان الستة التي وردت في حديث جبريل عليه السلام  حينما سأله في الحديث الطويل فقال: فأخبرني عن الإيمان؟ فقال الرسول صلى الله عليه وسلم: «أن تؤمن بالله وملائكته وكتبه ورسله واليوم الآخر ، وأن تؤمن بالقدر خيره وشره … ».

وقد ورد في كتاب الله عز وجل ذكر جل هذه الأركان ؛ كما في قوله تعالى: ﴿لَّيْسَ الْبِرَّ أَن تُوَلُّوا وُجُوهَكُمْ قِبَلَ الْمَشْرِقِ وَالْمَغْرِبِ وَلَٰكِنَّ الْبِرَّ مَنْ آمَنَ بِاللَّهِ وَالْيَوْمِ الْآخِرِ وَالْمَلَائِكَةِ وَالْكِتَابِ وَالنَّبِيِّينَ وَآتَى الْمَالَ عَلَىٰ حُبِّهِ ذَوِي الْقُرْبَىٰ وَالْيَتَامَىٰ وَالْمَسَاكِينَ وَابْنَ السَّبِيلِ وَالسَّائِلِينَ وَفِي الرِّقَابِ وَأَقَامَ الصَّلَاةَ وَآتَى الزَّكَاةَ وَالْمُوفُونَ بِعَهْدِهِمْ إِذَا عَاهَدُوا ۖ وَالصَّابِرِينَ فِي الْبَأْسَاءِ وَالضَّرَّاءِ وَحِينَ الْبَأْسِ ۗ أُولَٰئِكَ الَّذِينَ صَدَقُوا ۖ وَأُولَٰئِكَ هُمُ الْمُتَّقُونَ﴾ [البقرة:177] .

إذا فإن معنى قوله تعالى في سورة العصر: ﴿إِلَّا الَّذِينَ آمَنُوا﴾ يراد منه الذين آمنوا بأركان الإيمان الستة:

1- الإيمان بالله .      2- وملائكته .      2- وكتبه .      4- ورسله .      5- واليوم الآخر.      6- والقدر خيره وشره .

الركن الثاني: الإيمان بالملائكة

الإيمان بالملائكة وهو الإقرار الجازم بوجود عالم غيبي ذكرهم الله عز وجل في كتابه، وجاء ذكرهم على لسان رسوله صلى الله عليه وسلم اسمهم الملائكة ؛ والملائكة جمع ملك ، يجب الإيمان بكل ما ورد في القرآن والسنة الصحيحة من أوصافهم وأسمائهم ووظائفهم وذلك حسب ما يلي1(1) لمعرفة تفاصيل الأدلة على ذلك يرجع إلى كتاب معارج القبول .:

  • هم خلق من خلق الله تعالى خلقوا من نور ، وهم کرام بررة لا يعصون الله ما أمرهم ، ويفعلون ما يؤمرون ولذا يجب محبتهم وإجلالهم .
  • هم عبيد من عبيد الله تعالى مربوبون لله عز وجل وصفهم الله تعالى بقوله: ﴿يُسَبِّحُونَ اللَّيْلَ وَالنَّهَارَ لَا يَفْتُرُونَ﴾ [الأنبياء:20] وقال عنهم: ﴿يَخَافُونَ رَبَّهُم مِّن فَوْقِهِمْ وَيَفْعَلُونَ مَا يُؤْمَرُونَ﴾ [النحل:50] وقال تعالى أيضا عنهم: ﴿وَمَن يَقُلْ مِنْهُمْ إِنِّي إِلَٰهٌ مِّن دُونِهِ فَذَٰلِكَ نَجْزِيهِ جَهَنَّمَ ۚ كَذَٰلِكَ نَجْزِي الظَّالِمِينَ﴾ [الأنبياء:29] .
  • الإيمان بما ورد من أسمائهم في القرآن والسنة ؛ كجبريل ، ومیکائیل ، وإسرافيل ، ومالك ، ومنكر ونكير – عليهم الصلاة والسلام -، وأن بعضهم أفضل من بعض وأفضل الملائكة جبريل عليه السلام.
  • نؤمن بأن لهم وظائف قد كلفهم الله بها: فجبريل عليه السلام موكل بإنزال الوحي على الرسل كما قال تعالى: ﴿نَزَلَ بِهِ الرُّوحُ الْأَمِينُ * عَلَىٰ قَلْبِكَ لِتَكُونَ مِنَ الْمُنذِرِينَ﴾ [الشعراء:193-194].

وإسرافيل عليه السلام موكل بالنفخ في الصور، وميكائيل موكل بالقطر والنبات ، وقد جمع الرسول صلى الله عليه وسلم بين هؤلاء الملائكة في حديث استفتاح صلاة الليل «اللهم رب جبريل وإسرافيل وميكائيل فاطر السماوات والأرض … الحديث)2(2) طرف من حديث أخرجه مسلم (770) من حديث عائشة رضي الله عنها في دعاء النبي عند قيام الليل..

ومالك موكل بالنار لقول الله تعالى عن أهل النار: ﴿وَنَادَوْا يَا مَالِكُ لِيَقْضِ عَلَيْنَا رَبُّكَ ۖ قَالَ إِنَّكُم مَّاكِثُونَ﴾ [الزخرف:77] .

أما ملك الموت عليه السلام فاشتهر عند العامة أن اسمه (عزرائيل) لكن ذلك لم يصح ، ولذا نكتفي بما جاء في القرآن من أنه ملك الموت ، كما في قوله تعالى: ﴿قُلْ يَتَوَفَّاكُم مَّلَكُ الْمَوْتِ الَّذِي وُكِّلَ بِكُمْ ثُمَّ إِلَىٰ رَبِّكُمْ تُرْجَعُونَ﴾ [السجدة:11].

ومنكر ونكير عليهما السلام وهما الملكان اللذان يسألان العبد في قبره عن ربه ودينه ونبيه .

ومنهم حملة العرش الذين يسبحون بحمد ربهم ويؤمنون به ويستغفرون للذين آمنوا ، ومنهم الكرام الكاتبين ، ومنهم الموكلون بحفظ الإنسان ، ومنهم الذين يقاتلون مع المؤمنين ويثبتونهم بأمر الله تعالى ، ومنهم خزنة جهنم الغلاظ الشداد ، ومنهم الموكل بالجبال ، ومنهم الموكل بالنطفة في الأرحام ، ومنهم زوار البيت المعمور في السماء ، ومنهم الملائكة السياحون .

  • الإيمان بأوصاف من علمنا وصفه من الملائكة وذلك بأن الله عز وجل وصفهم بأنهم: ﴿رُسُلًا أُولِي أَجْنِحَةٍ مَّثْنَىٰ وَثُلَاثَ وَرُبَاعَ ۚ يَزِيدُ فِي الْخَلْقِ مَا يَشَاءُ ۚ إِنَّ اللَّهَ عَلَىٰ كُلِّ شَيْءٍ قَدِيرٌ﴾ [فاطر: 1] ، وأن جبريل عليه السلام له ستمائة جناح ؛ كما ثبت ذلك في رؤية الرسول صلى الله عليه وسلم له في صورته التي خلقه الله عليها قد سد الأفق ، وهذا يدل على عظمة الملائكة ، ومع ذلك فإن من الممكن أن يأتي على هيئة رجل شدید سواد الشعر شديد بياض الثياب كما ورد ذلك في حديث جبريل المشهور ، وأن كل شخص معه ملكان يكتبان عمله عن يمينه وعن شماله؛ لقوله تعالى: ﴿إِذْ يَتَلَقَّى الْمُتَلَقِّيَانِ عَنِ الْيَمِينِ وَعَنِ الشِّمَالِ قَعِيدٌ * مَّا يَلْفِظُ مِن قَوْلٍ إِلَّا لَدَيْهِ رَقِيبٌ عَتِيدٌ﴾ [ق:17-18].

نواقض الإيمان بالملائكة

إذا انتقض الإيمان بالملائكة لم ينفع الإيمان ببقية الأركان ، لأن الإيمان بالملائكة أحد الأركان الستة للإيمان وإذا زال منها ركن زال الإيمان كله ، ولأن الملائكة هم الواسطة في نزول الوحي وإنزال الكتب .

ومن نواقض الإيمان بالملائكة3(3) لمعرفة التفاصيل في هذا النواقض يرجع إلى كتاب نواقض الإيمان القولية والعملية د. عبد العزيز آل عبد اللطيف ص218-211.

  • إنكار وجودهم ؛ وفي هذا تكذيب للقرآن والسنة الصحيحة لورود ذكر الملائكة فيهما .
  • سبهم أو الاستهزاء بهم أو بوظائفهم أو أسمائهم .
  • إنكار ما ورد في القرآن من أوصافهم أو أعمالهم أو أسمائهم .
  • بغضهم وعداوتهم؛ كما في قوله تعالى: ﴿مَن كَانَ عَدُوًّا لِّلَّهِ وَمَلَائِكَتِهِ وَرُسُلِهِ وَجِبْرِيلَ وَمِيكَالَ فَإِنَّ اللَّهَ عَدُوٌّ لِّلْكَافِرِينَ﴾ [البقرة:98] .

آثار الإيمان بالملائكة ولوازمه

1- محبتهم والأنس بهم؛ حيث إنهم عباد مکرمون يحبون المؤمنين ويستغفرون لهم ، فهذا كله مما يدفع المؤمن إلى إجلالهم ومحبتهم ، وأن لا يستوحش طريق الإيمان ولو كان وحده ، لأنه طريق أنبياء الله وملائكته الذين لا يحصيهم العد من كثرتهم ، وهم ما بين راكع وساجد لله تعالى ، فإذا تذكر المؤمن أنه ضمن هذه القافلة المباركة لم يستوحش طريقه مهما أجلب عليه الكافرون المفسدون ، ومهما كان فيه من ضيق وغربة .

2- الخوف من الله عز وجل وتعظيمه ومحبته وإجلاله ؛ حيث إن هذا الخلق العظيم من الملائكة . على عظمة خلقهم . يخافون ربهم وهم من خشيته مشفقون ، فكيف بالإنسان الضعيف المسكين .

3- محاسبة النفس واليقظة في كل قول وعمل ، حيث إن إيمان المؤمن بالملائكة ومنهم الكرام الكاتبين الذين يعلمون ما يفعل العباد ؛ إن ذلك لمن أقوى الأسباب في حفظ الجوارح من الوقوع في معصية الله تعالى وتوظيفها في طاعته سبحانه حتى لا يكتب عنه إلا خيرا .

4- الطمأنينة والثبات في أوقات المحن والجهاد والشدائد ؛ حيث إن الله عز وجل يثبت المؤمنين بالملائكة الذين يقاتلون معهم ، وفي هذا ربط على القلوب وبشرى للمؤمنين .

الركن الثالث من أركان الإيمان

الإيمان بالكتب «وهو الإيمان بكتب الله عز وجل التي أنزلها على الرسل وما من رسول إلا أنزل الله معه كتابا ؛ قال تعالى: ﴿لَقَدْ أَرْسَلْنَا رُسُلَنَا بِالْبَيِّنَاتِ وَأَنزَلْنَا مَعَهُمُ الْكِتَابَ وَالْمِيزَانَ﴾ [الحديد:25] وقال تعالى: ﴿كَانَ النَّاسُ أُمَّةً وَاحِدَةً فَبَعَثَ اللَّهُ النَّبِيِّينَ مُبَشِّرِينَ وَمُنذِرِينَ وَأَنزَلَ مَعَهُمُ الْكِتَابَ بِالْحَقِّ لِيَحْكُمَ بَيْنَ النَّاسِ فِيمَا اخْتَلَفُوا فِيهِ﴾ [البقرة:213] .

كيف نؤمن بالكتب؟ الإيمان بالكتب أن نؤمن بما علمنا اسمه باسمه ، والذي علمنا اسمه من هذه الكتب: القرآن والتوراة والإنجيل والزبور وصحف إبراهيم وصحف موسى إن قلنا إنها غير التوراة ، وما لم نعلم اسمه نؤمن به إجمالا ، لأن الله تعالى لا يضيع خلقه بل ينزل عليهم الكتب ليبين لهم الحق ، هذا من حيث الإيمان المجمل بالكتب .

أما من حيث قبول ما جاء فيها من خبر ، فيجب أن نقبل كل ما جاء في هذه الكتب من الخبر ، ولكن لا يعني أن نقبل كل خبر فيها الآن ؛ لأنها قد دخلها التحريف والتغيير والتبدیل ، لكن نقول إننا نؤمن بكل خبر جاء في التوراة أو الإنجيل أو في الزبور أو في صحف إبراهيم بطريق صحيح .

مثال ذلك: في صحف إبراهيم: ﴿أَمْ لَمْ يُنَبَّأْ بِمَا فِي صُحُفِ مُوسَىٰ * وَإِبْرَاهِيمَ الَّذِي وَفَّىٰ * أَلَّا تَزِرُ وَازِرَةٌ وِزْرَ أُخْرَىٰ * وَأَن لَّيْسَ لِلْإِنسَانِ إِلَّا مَا سَعَىٰ * وَأَنَّ سَعْيَهُ سَوْفَ يُرَىٰ * ثُمَّ يُجْزَاهُ الْجَزَاءَ الْأَوْفَىٰ﴾ [النجم: 41-36] وقوله تعالى: ﴿بَلْ تُؤْثِرُونَ الْحَيَاةَ الدُّنْيَا * وَالْآخِرَةُ خَيْرٌ وَأَبْقَىٰ * إِنَّ هَٰذَا لَفِي الصُّحُفِ الْأُولَىٰ * صُحُفِ إِبْرَاهِيمَ وَمُوسَىٰ﴾ [الأعلى:16-19].

فما صح من هذه الكتب فإنه يجب علينا أن نقبل خبره بدون تفصيل . .

هذا بالنسبة للأخبار ، أما ما صح فيها من الأحكام ففيه تفصيل: فما كان في القرآن فإنه يلزمنا التعبد به ، وما كان في الكتب السابقة نظرنا إن كان مخالفا لشريعتنا فإننا لا نعمل به ، لا لأنه باطل بل هو حق في زمنه ، ولكننا لا يلزمنا العمل به ؛ لأنه نسخ بشريعتنا ، وإن وافق شريعتنا فإننا نعمل به ؛ لأن شريعتنا أقرته وشرعته ، وما لم يكن في شرعنا خلافه ولا وفاقه فإن العلماء قد اختلفوا في ذلك ؛ فمنهم من قال: هو شرع لنا ومنهم من قال: ليس بشرع لنا4(4) انظر فتاوی ودروس الحرم المكي للشيخ ابن عثيمين رحمه الله 1/36 . أه. والصواب أنه شرع لنا إذا ثبت أنه لمن قبلنا وهو إحدى الروايتين عن الإمام أحمد رحمه الله ، واختاره ابن عبد البر رحمه الله5(5) انظر التمهيد (14/378) ..

والإيمان بكتب الله عز وجل يجب إجمالا فيما أجمل وتفصيلا فيما فصل ، ومما يجب الإيمان به مفصلا الإيمان بالقرآن الكريم ، وذلك بتصديقه وأنه كلام الله عز وجل الذي أنزله على قلب محمد صلى الله عليه وسلم ليبلغه للناس ، ويتبعوه ويتعبدوا بتلاوته ، وأن ينصحوا لهذا القرآن العظيم كما قال الرسول صلى الله عليه وسلم: «الدين النصيحة» قلنا: لمن يا رسول الله؟ قال: «لله ولكتابه ولرسوله ولأئمة المسلمين وعامتهم»6(6) مسلم ك . الإيمان باب بيان أن الدين النصيحة ح (95) من حديث تميم الداري ..

يقول النووي رحمه الله تعالى في بيان معنى النصيحة لكتابه: «وأما النصيحة لكتابه سبحانه وتعالى فالإيمان بأنه كلام الله تعالى وتنزيله ، ولا يشبهه شيء من كلام الخلق ، ولا يقدر على مثله أحد من الخلق ثم تعظيمه وتلاوته حق تلاوته ، وتحسينها والخشوع عندها، وإقامة حروفه في التلاوة ، والذب عنه لتأويل المحرفين وتعرض الطاعنين والتصديق بما فيه ، والوقوف مع أحكامه ، وتفهم علومه وأمثاله ، والاعتبار بمواعظه ، والتفكر في عجائبه ، والعمل بمحكمه ، والتسليم لمتشابهه ، والبحث عن عمومه وخصوصه وناسخه ومنسوخه ، ونشر علومه)7)8(7) التبيان في آداب حملة القرآن ص 98-97 ، وانظر كتاب نواقض الإيمان القولية والعملية ص 198 .أه.

من نواقض الإيمان بالكتب

1- إنكار الكتب والتكذيب بها ، ولو بواحد منها .

2- نسبتها إلى كلام المخلوقين وأنها ليست من عند الله عز وجل .

3- بغضها أو كره ما فيها .

4- سبها والطعن فيها أو الاستهزاء بها والاستخفاف بها بالقول أو الفعل .

5- رفض الحكم بالقرآن أو التحاكم إليه وتحكيم ما سواه .

6- التكذيب ولو بخبر واحد أو آية أو حرف من القرآن الكريم .

7- تحريف كلام الله عز وجل ونسبة ذلك إلى الله عز وجل .

8- ادعاء تحريف القرآن أو أن هذا الذي بين أيدينا قد حرف أو نقص منه أو زيد فيه بعد موت الرسول صلى الله عليه وسلم.

9- القول بأن القرآن فيه تناقض أو أنه مقدور على مثله . وإذا وجد ناقض أو أكثر من هذه النواقض انتقض الإيمان بالكتب و بالتالي انتقض الإيمان كله لذهاب ركن من أركانه ، وأصبح المتلبس بذلك من الكافرين الخاسرين .

من آثار الإيمان بالكتب ولوازمه

1- محبة الله عز وجل حيث لم يترك عباده في ظلمات الشرك والفسوق والعصيان ، وإنما رحمهم وأنزل عليهم الكتب التي تنير لهم الطريق وتهديهم إلى الصراط المستقیم .

2- محبة القرآن الكريم وتعظيمه ، والفرح به والمحافظة على تلاوته وتدبره وتعليمه ، والعمل بأوامره واجتناب نواهيه ، والتأدب بآدابه والدعوة إليه .

3- الحكم بما أنزل الله فيه والتحاكم إليه ، والرضى والتسليم بأحكامه المبرأة من النقص والمحققة لمصالح العباد في الدنيا والآخرة .

الهوامش

(1) لمعرفة تفاصيل الأدلة على ذلك يرجع إلى كتاب معارج القبول .

(2) طرف من حديث أخرجه مسلم (770) من حديث عائشة رضي الله عنها في دعاء النبي عند قيام الليل.

(3) لمعرفة التفاصيل في هذا النواقض يرجع إلى كتاب نواقض الإيمان القولية والعملية د. عبد العزيز آل عبد اللطيف ص218-211.

(4) انظر فتاوی ودروس الحرم المكي للشيخ ابن عثيمين رحمه الله 1/36 .

(5) انظر التمهيد (14/378) .

(6) مسلم ك . الإيمان باب بيان أن الدين النصيحة ح (95) من حديث تميم الداري .

(7) التبيان في آداب حملة القرآن ص 98-97 ، وانظر كتاب نواقض الإيمان القولية والعملية ص 198 .

اقرأ أيضا

سورة العصر وأصول النجاة الأربعة

أركان الإيمان: الإيمان بالله

من ثمرات اليقين بالآخرة .. الإخلاص والزهد والرجاء

 

التعليقات غير متاحة