أصبح مصطلح “الإرهاب” سيفا مصلتا على المسلمين يمنعهم من دفع الصائلين على الدين والعرض والمقدسات، بل ويمنعهم من بيان دينهم. ولا بد من معرفة حقيقته وتعرية زيفه.
مقدمة
لا يخفى علي المتأمل في الحملات المحمومة علي دين الإسلام وأهله، ولا سيما أهل السنة منهم؛ ذلك التلبيس والتضليل الذي يمارسه الأعداء من الكفار والمنافقين علي هذه الأمة وذلك بتلاعبهم بالمصطلحات وتوظيفها في غزوهم للمسلمين فكريا وعسكريا. ومن هذه المصطلحات التي يستخدمها الأعداء في حربهم لأهل السنة من المسلمین مصطلح “الإرهاب”؛ حيث صنعوا له ثوبا وقالبا يجرم فيه جهاد المسلمين ودفاعهم عن دينهم وأنفسهم ويبرر فيه جرائم الكفار وعدوانهم.
من أجل ذلك جاءت هذه المقالة التي تكشف اللبس وتزيله وتجلي الميزان الشرعي العادل لمصطلح الإرهاب فأقول وبالله التوفيق..
مصطلح “الإرهاب”
إن مصطلح الإرهاب والذي يكثر طرحه في هذه السنوات الأخيرة لم يكن معروفا في معاجم اللغة ولا في المصطلحات الشرعية؛ وإنما هو مصطلح حادث غامض. وصحيح أنه مشتق من الرهبة وهو الخوف والفزع، وبالتالي يكون معناه الإخافة والإفزاع والتهديد والأذى؛ لكن منشأ استخدامه وتكثيف طرحه إنما جاء من أعداء الإسلام، وبخاصة الغرب الصليبي؛ ليوظفوه في تحقيق أهدافهم ويمرروا من خلاله مخططاتهم العدوانية وحربهم على الإسلام وأهله وبخاصة من يسميهم بالأصوليين والمتزمتين والرافعين لراية الجهاد والبراءة من الكافرين.
ولكي ينجلي لنا المفهوم الصحيح للإرهاب ومتى يكون محمودا مرضيا لله عز وجل ومتى يكون مذموما ومردودا فلابد من معرفة الميزان الشرعي للإرهاب ومعرفة ما يضاده من الموازين الجاهلية الماكرة.
أولا: الميزان الإلهي لـ “الإرهاب”
ينظر الشرع إلى “الإرهاب” بمعنى التخويف والإرهاب والتهديد والأذي بعينين:
العين الأولى: عين المدح والرضا والثناء على أهله
وهو إرهاب الكفار الذين يتربصون بالمسلمين الغوائل. وذلك ببث الرعب والتخويف فيهم وإعداد القوة لقتالهم ليرتدعوا عن المسلمين أو ليستسلموا للمجاهدين الفاتحين لديارهم. وهذا محبوب لله عز وجل مندوب إليه ودليله قوله تعالى: ﴿فَإِمَّا تَثْقَفَنَّهُمْ فِي الْحَرْبِ فَشَرِّدْ بِهِم مَّنْ خَلْفَهُمْ لَعَلَّهُمْ يَذَّكَّرُونَ * وَإِمَّا تَخَافَنَّ مِن قَوْمٍ خِيَانَةً فَانبِذْ إِلَيْهِمْ عَلَىٰ سَوَاءٍ ۚ إِنَّ اللَّهَ لَا يُحِبُّ الْخَائِنِينَ * وَلَا يَحْسَبَنَّ الَّذِينَ كَفَرُوا سَبَقُوا ۚ إِنَّهُمْ لَا يُعْجِزُونَ * وَأَعِدُّوا لَهُم مَّا اسْتَطَعْتُم مِّن قُوَّةٍ وَمِن رِّبَاطِ الْخَيْلِ تُرْهِبُونَ بِهِ عَدُوَّ اللَّهِ وَعَدُوَّكُمْ وَآخَرِينَ مِن دُونِهِمْ لَا تَعْلَمُونَهُمُ اللَّهُ يَعْلَمُهُمْ ۚ وَمَا تُنفِقُوا مِن شَيْءٍ فِي سَبِيلِ اللَّهِ يُوَفَّ إِلَيْكُمْ وَأَنتُمْ لَا تُظْلَمُونَ﴾ [الأنفال: 57-60].
يقول شيخ المفسرين، الإمام الطبري -رحمه الله تعالى- في تأويل الآية الأخيرة: وأعدوا لهؤلاء الذين كفروا بربهم، الذين بينكم وبينهم عهد، إذا خفتم خيانتهم وغدرهم، أيها المؤمنون بالله ورسوله ﴿مَّا اسْتَطَعْتُم مِّن قُوَّةٍ﴾ ثم يقول: ما أطقتم أن تعدّوه لهم من الآلات التي تكون قوة لكم عليهم، من السلاح والخيل، ﴿تُرْهِبُونَ بِهِ عَدُوَّ اللَّهِ وَعَدُوَّكُمْ﴾ ثم يقول: تُخيفون بإعدادكم ذلك عدو الله وعدوكم من المشركين، ونقل عن ابن عباس رضي الله عنهما في تفسير قوله تعالى: ﴿تُرْهِبُونَ بِهِ﴾ ، ثم قال: «تخزون به عدو الله وعدوكم». (1التفسير الطبري (4/ 31- 40))
“وإنه لتعبير عجیب، يرسم صورة للأخذ المفزع، والهول المرعب، الذي يكفي السماع به للهرب والشرود. فما بال من يحل به هذا العذاب الرهيب..؟ إنها الضربة المروعة بأمر الله تعالى رسوله أن يأخذ بها هؤلاء الذين مردوا على نقض العهد، وانطلقوا من ضوابط الإنسان، ليؤمن المعسكر الإسلامي أولا، وليدمر هيبة الخارجين عليه أخيرا؛ وليمنع كائنا من كان أن يجرؤ على التفكير في الوقوف في وجه الله الإسلامي من قريب أو من بعيد.
إنها طبيعة هذا المنهج التي يجب أن تستقر صورتها في قلوب العصبة المسلمة، إن هذا الدين لا بد له من هيبة، ولا بد له من قوة، ولا بد له من سطوة، ولا بد له من الرعب الذي يزلزل الطواغيت حتى لا تقف للمد الإسلامي، وهو ينطلق لتحرير الإنسان في الأرض، من كل طاغوت. والذين يتصورون أن منهج هذا الدين هو مجرد الدعوة والتبليغ، في وجه العقبات المادية من قوى الطاغوت، هم ناس لا يعرفون شيئا عن طبيعة هذا الدين!
﴿وَأَعِدُّوا لَهُم مَّا اسْتَطَعْتُم مِّن قُوَّةٍ﴾ ثم إنه لا بد للإسلام من قوة ينطلق بها في الأرض لتحرير الإنسان.
وأول ما تصنعه هذه القوة في حقل الدعوة؛ أن تؤمّن الذين يختارون هذه العقيدة على حريتهم في اختيارها؛ فلا يُصَدوا عنها، ولا يُفتَنوا كذلك بعد اعتناقها.
والأمر الثاني: أن تُرهب أعداء هذا الدين فلا يفكروا في الاعتداء على دار الإسلام، التي تحميها تلك القوة.
والأمر الثالث: أن يبلغ الرعب بهؤلاء الأعداء أن لا يفكروا في الوقوف في وجه المد الإسلامي، وهو ينطلق لتحرير الإنسان كله في الأرض كلها.
والأمر الرابع: أن تحطم هذه القوة كل قوة في الأرض تتخذ لنفسها صفة الألوهية، فتحكم الناس بشرائعها وسلطانها؛ ولا تعترف بأن الألوهية لله وحده، ومن ثم فالحاكمية له وحده سبحانه.
وينبغي للمسلم ألا يتمتم ولا يجمجم وهو يعلن هذه الحقيقة الكبيرة.
ينبغي ألا يستشعر الخجل من طبيعة منهجه الرباني، ينبغي أن يذكر أن الإسلام حين ينطلق في الأرض إنما ينطلق لإعلان تحرير الإنسان بتقرير ألوهية الله وحده وتحطيم ألوهية العبيد..! إنه لا ينطلق بمنهج من صنع البشر؛ ولا لتقرير سلطان زعیم، أو دولة؛ أو طبقة، أو جنس..! إنه لا ينطلق لاسترقاق العبيد ليفلحوا مزارع الأشراف کالرومان، ولا لاستغلال الأسواق والخامات کالرأسمالية الغربية؛ ولا لفرض مذهب بشري من صنع بشر جاهل قاصر كالشيوعية وما إليها من المذاهب..
إنما ينطلق بمنهج من صنع الله العليم الحكيم الخبير البصير، ولتقرير ألوهية الله وحده وسلطانه لتحرير الإنسان في الأرض من العبودية للعبيد.
هذه هي الحقيقة الكبيرة التي يجب أن يدركها المهزومون الذين يقفون بالدين موقف الدفاع، وهم يتمتون ويجمجمون للاعتذار عن المد الإسلامي..! والجهاد الإسلامي..!
ويحسن أن نعرف حدود التكليف بإعداد القوة. فالنص يقول: ﴿وَأَعِدُّوا لَهُم مَّا اسْتَطَعْتُم مِّن قُوَّةٍ﴾ ثم فهي حدود الطاقة إلى أقصاها؛ بحيث لا تقعد العصبة المسلمة عن سبب من أسباب القوة يدخل في طاقتها.
كذلك يشير النص إلى الغرض الأول من إعداد القوة: ﴿تُرْهِبُونَ بِهِ عَدُوَّ اللَّهِ وَعَدُوَّكُمْ وَآخَرِينَ مِن دُونِهِمْ لَا تَعْلَمُونَهُمُ اللَّهُ يَعْلَمُهُمْ﴾ ثم فهو إلقاء الرعب والرهبة في قلوب أعداء الله الذين هم أعداء العصبة المسلمة في الأرض، الظاهرین منهم الذين يعلمون المسلمون، ومَن وراءهم ممن لا يعرفونهم، أو لم يَجهروا لهم بالعداوة، والله يعلم سرائرهم وحقائقهم، وهؤلاء ترهبهم قوة الإسلام ولو لم تمتد بالفعل إليهم.
المسلمون مكلفون أن يكونوا أقوياء، وأن يحشدوا ما يستطيعون من أسباب القوة ليكونوا مرهوبين في الأرض، ولتكون كلمة الله هي العليا، وليكون الدين كله لله. (2انظر: «في ظلال القرآن» (3/ 1543-1540) باختصار)
هذا هو ميزان الإرهاب المحبوب المرضي لله عز وجل.
العين الثانية: عين الذم والتنفير
وهو الإرهاب الممقوت المحرم عند الله عز وجل؛ وهو الإرهاب والتخويف والأذى الموجه للأبرياء من المسلمين في دينهم أو دمائهم أو أعراضهم أو أموالهم، أو من الكفار ممن ليسوا من المحاربين للمسلمين كالأطفال والنساء والشيوخ الذين لم يعينوا الكفار على قتال المسلمين، وكالمعاهدين والذميين..
فكل هذا من الإرهاب والتخويف والأذي يمنعه الإسلام وهو في ميزان الشرع حرب من حروب الظلم والعدوان لا يقره الإسلام بل يرتب عليه العقوبة في الدنيا والآخرة. ومن الأدلة في منع إرهاب وأذى المسلم:
قوله صلى الله عليه وسلم : «فإن دماءكم وأموالكم وأعراضكم عليكم حرام كحرمة يومكم هذا في بلدكم هذا في شهركم هذا..».. الحديث (3رواه البخاري (6878)، رواه مسلم (1676) واللفظ للبخاري)
ومنها النهي عن الإشارة بالسلاح إلى معصوم الدم خشية إيذائه بجرح، أو إتلاف عضو، أو قتل، عن طريق الخطأ والمزاح، فعن أبي هريرة رضي الله عنه عن النبي صلى الله عليه وسلم قال: «لا يشير أحدكم عليه أخيه بالسلاح فإنه لا يدري لعل الشيطان ينزع في يده فيقع في حفرة من النار». (4رواه البخاري (7072))
الوعيد الشديد على من يضرب أبشار الناس، ويعذبهم بجلد أو غيره بغير حق، قال عليه الصلاة والسلام: «صنفان من أهل النار لم أرهما، قوم معهم سياط كأذناب البقر يضربون بها الناس، ونساء كاسيات عاريات مميلات مائلات رؤوسهن كأسنمة البخت المائلة؛ لا يدخلن الجنة، ولا يجدن ريحها، وإن ريحها ليوجد من مسيرة كذا وكذا». (5رواه مسلم (2128))
وقال صلى الله عليه وسلم : «من ضَرب بسوط ظلما أقتص منه يوم القيامة». (6البخاري في الأدب المفرد (185)، وصححه الألباني في صحيح الجامع، (6374))
وعن هشام بن حکیم بن حزام رضي الله عنهما أنه مر بالشام على أناس من الأنباط وقد أقيموا في الشمس وصب على رؤوسهم الزيت. فقال: ما هذا..؟ قيل: يعذَبون في الخراج، وفي رواية: حُبسوا في الجزية. فقال هشام: أشهد لسمعت رسول الله صلى الله عليه وسلم يقول: «إن الله يعذب الذين يعذبون الناس في الدنيا، فدخل على الأمير فحدثه فأمر بهم فخُلوا». (7رواه مسلم (2613))
ومن ذلك تحريم السرقة والزنا، وترتيب الحدود الرادعة؛ لذلك كعقوبة قطع يد السارق ورجم الزاني المحصن أو جلد غير المحصن وجلد القاذف.. إلى غير ذلك من التدابير الواقية من إرهاب المسلم أو إيذائه في عرضه أو ماله.
تحريم الاعتداء على أبرياء أهل الكتاب
أما تحريم الاعتداء على الأبرياء من أهل الكتاب والكفار المسالمين فمن النصوص الواردة في ذلك:
عن بريدة رضي الله عنه قال: كان رسول الله صلى الله عليه وسلم إذا أمّر الأمير على جيش أو سرية أوصاه في خاصته بتقوى الله تعالى وبمن معه من المسلمين خيرا. ثم قال له: «أغزوا باسم الله في سبيل الله. قاتلوا من كفر بالله. أغزوا ولا تغلوا ولا تغدروا ولا تمثلوا ولا تقتلوا وليدا». (8رواه مسلم (1713))
وبهذه النظرة للإرهاب المذموم الممقوت عند الله عز وجل يتبين لنا من هم الإرهابيون على الحقيقة. أهُمُ المسلمون الذين يلتزمون بهذا الطهر وحفظ حقوق الإنسان البريء والبعد عن ظلمه في نفسه أو عرضه أو ماله..؟ أم هم الكفرة وأذنابهم ممن تعجّ الأرض من ظلمهم وقتلهم وسجنهم وتعذيبهم للأبرياء من الناس بما في ذلك الأطفال والنساء والشيوخ كما هو الحاصل اليوم في الحروب التي تشنها أمريكا وحلفاؤها على بلدان المسلمين في العراق وأفغانستان وغيرهما..؟
الموازين الجاهلية للإرهاب
تنظر هذه الموازين الجائرة إلى الإرهاب بعينين جائرتین ماکرتین متناقضتين:
الأولى) عين الرضا والمدح والإشادة، وهي التي يبررون بها عدوانهم وقتلهم وتشريدهم حيث ينفون عنهم وصف الإرهاب، ويبررونه بالدفاع عن النفس أو نصرة المظلوم ونشر السلام والحرية؛ وأوضح مثال لذلك ما يردده الأمريكان واليهود الفجرة في تبريرهم لعدوانهم على بلاد المسلمين كما في أفغانستان والعراق وفلسطين بأنهم جاءوا لنشر الحرية والديمقراطية وإبعاد شبح التطرف والديكتاتورية عن هذه البلدان.
سبحان الله وبحمده ما أحلمَه على عباده إذ كيف يتحول قتل الملايين من المسلمين وتشريد أعداد ذلك من النساء والشيوخ والأطفال وسجن العشرات والآلاف منهم، من كونه إرهابا وعدوانا صارخا، إلى أنه طريق إلى السلام والحرية والأمان..!!
ومثل ذلك ما يقوم به كثير من حكام المسلمين من متابعة الدعاة والمصلحين والصادقين بالحق والزجّ بهم في السجون وإرهاب أهاليهم بحجة المحاربة للإرهاب وأهله.
لقد أصبح مصطلح “الإرهاب” مشجبا يعلق عليه كل ظالم معتد ثوب ظلمه وعدوانه، ومع ذلك يوجد ـ وياللأسف ـ من ينطلي عليه هذا التلبيس.
الثانية) عين المقت والذم للمتمسكين بأصول الإسلام وشعائره والذين يوالون ويعادون على أساسها ورميهم بالإرهاب. والنظر من هؤلاء الجاهلين ـ كفرة ومنافقين ـ إلى شعيرة الجهاد في سبيل الله عز وجل سواء كان جهاد الدفع والمقاومة أو جهاد الطلب والفتح؛ بأن هذا هو الإرهاب الذي يجب أن يحارَب ويُقضَى على أهله ومكروا مكرهم في تشويه غاية الجهاد بقولهم أنه عدوان وإكراه على الدخول في الإسلام..
وكان المكر شديدا حتى تأثر به بعض دعاة المسملين ومفكريهم؛ فراحوا يدافعون عن هذه التهم وكأن الإسلام، الذي هو دین الله عز وجل، في قفص الاتهام..! ويريدون تبرئته مما نُسب إليه..! وقد أدى ذلك إلى هزيمتهم النفسية إزاء هذا المكر؛ فصرحوا بأن الجهاد في الإسلام للدفاع عن النفس فحسب؛ وما درى هؤلاء أن الكفرة الفجرة المعتدين لا يوافقون حتى على جهاد الدفع بل يريدون الاستسلام من المسلمين لعدوان الغزاة وعدم المدافعة وإلا فهم إرهابيون مصاصون للدماء.
وقد ذكّرني هؤلاء الكفرة بموقفهم هذا حكاية تروى عن أحد الجنود الفرنسيين أثناء استعمارهم لبعض الدول الأفريقية حيث قال لصديقه: تصور مدى وحشية المسلمين في هذا البلد أن أحدهم عضني بأسنانه قبل أن أقتله..!
خاتمة
يقول الدكتور عثمان ضمیریه:
“ولذلك كان من التخطيط اليهودي الصليبي أن يُرمَى الإسلام والمسلمون بهذه التهم، وأن يُخلَط بينها وبين حق المسلمين في العمل على نشر الدعوة الإسلامية وحمايتها، وتعبيد الناس لرب العالمين، ومحاربة الأعداء لاستنقاذ المسلمين المستضعفين، ورد حقوقهم المغتصبة.
وعند إشاعة هذه التهمة يدخل الإسلام والمسلمون في قفص الاتهام، ويضطرون لإنفاق الجهد في الدفاع عن النفس، والعمل على نفي التهمة بكل الوسائل والأساليب، وعلى جميع المستويات. ويستتبع هذا مواقف التبرير والتنازل والتمحل، ويومئذ يفرح الأعداء الماکرون بنجاح المخطط الذي أتقنوا تنفيذه حيث تبادلوا المواقع مع المسلمين، ووقفوا موقف الهجوم علينا، وهم الغارقون في الطين، والضالعون في الجريمة، والمفسدون في الأرض، بكل ألوان الفساد الديني والخلقي والسياسي والاجتماعي والأسري، بل إنهم هم المفسدون للحياة الفطرية والطبيعية في البر والبحر”. (9ويسألونك عن الأرهاب» (ص 9، 13) بتصرف يسير)
…………………………..
الهوامش:
- التفسير الطبري (4/ 31- 40).
- انظر: «في ظلال القرآن» (3/ 1543-1540) باختصار.
- رواه البخاري (6878)، رواه مسلم (1676) واللفظ للبخاري.
- رواه البخاري (7072).
- رواه مسلم (2128).
- البخاري في الأدب المفرد (185)، وصححه الألباني في صحيح الجامع، (6374).
- رواه مسلم (2613).
- رواه مسلم (1713).
- ويسألونك عن الأرهاب» (ص 9، 13) بتصرف يسير.