يأتيك الخبر إثر الخبر عن وحشية الأوروبي وحيوانيته الهابطة؛ تراها في احتلالهم للعراق أو إشرافهم على مذابح المسلمين يمارسها الطواغيت، أو في مشهد أمريكي خالص.

الخبر

“تناولت افتتاحية نيويورك تايمز اليوم قصة معاناة أبو زبيدة، أحد أوائل سجناء معتقل غوانتانامو، وألوان التعذيب التي ذاقها بأيدي العملاء الأميركيين من خلال رسومات طبعت في ذاكرته، وصفتها الصحيفة بأنها تذكير مقزز بما يمكن أن يفعله هذا البلد.

ولما كان راسمها هو نفسه ضحية تعذيب، فهي تظهر بتفاصيل قاسية ومؤلمة الأساليب التي ابتكرها الأميركيون ـ الجنود وعلماء النفس والجواسيس والنساء والرجال ـ لتحطيم السجناء من خلال الألم والذعر وغسل المخ والأدوات البربرية وغير القانونية الأخرى.

وألمحت الصحيفة إلى أن نسخا من هذه الرسومات نشرها أحد محامي أبو زبيدة وطلبته في دراسة بعنوان “كيف تعذب أميركا؟” تناولت كيف أن العديد من أساليب التعذيب التي يقوم بها عملاء المخابرات المركزية ابتكرت له، وكان هو أول من يذوق عذابها بأيدي علماء النفس الذين كانت مهمتهم السابقة تدريب الجنود الأميركيين الذين قد يتعرضون للتعذيب في يوم من الأيام.

وأردفت بأن الأمر المهم الذي ينبغي ألا يُنسى هو الحقيقة المخزية والمثيرة للقلق بأن الولايات المتحدة، تبنت سرا وعلى نطاق واسع ممارسات وحشية محظورة بموجب القانون المحلي والدولي.

وانتقدت الصحيفة الرئيس ترامب ومن على شاكلته بأن التعذيب بالنسبة لهم ليس أسلوبا فقط لانتزاع معلومات ولكنه أيضا شكل من أشكال الانتقام، وأشارت إلى قوله “إذا لم ينجح الأمر فهم يستحقون ذلك على أي حال لما يفعلونه بنا”. كما غرد في أكتوبر/تشرين الأول “نحن ندرب أولادنا ليكونوا آلات قتل ثم نحاكمهم عندما يقتلون!” ولهذا أصدر عفوا عن من أُدينوا في تهم تعذيب”. (1موقع “الجزيرة” 7/12/2019، على الرابط:
كشفتها رسومات أبو زبيدة المعتقل.. صنوف غير مسبوقة من التعذيب في غوانتانامو
)

التعليق

تبقى الآية الكريمة المعجزة في إخبارها عن حقيقة نفوس تولد الى يوم القيامة كلما اتخذوا موقف العداء ضد هذا الدين، بل إنها طبيعة نفوسهم حيث يهبط بها الكفر وتحكمها نذالته: ﴿لَا يَرْقُبُونَ فِي مُؤْمِنٍ إِلًّا وَلَا ذِمَّةً وَأُولَئِكَ هُمُ الْمُعْتَدُونَ﴾ (التوبة: 10)

لا ينفع “الماكياج” ولا أدوات التجميل المعاصرة ـ من إعلام ومنظمات حقوقية وجمعيات مدنية وغيرها ـ أن تخفي وحشية الكفرة القتلة، كما أن ورثة محاكم التفتيش الأوروبية هم من يمارسونها اليوم لكن بألفاظ “القانون” و”الأمن القومي” و”محاربة الإرهاب” .. الخ ترهاتهم.

فينبغي لهؤلاء أن يكفوا عما يزعمونه الدفاع عن حقوق الإنسان،  وكرامته. وينبغي لنا ألا نصدقهم.

كما ينبغي أن يعرف الناس حقيقة الحضارة المعاصرة وأنها لا تعدو أن تكون حقبة جاهلية جديدة كأخت من سبقتها من حقبٍ جاهلياتٍ، تحمل الحقد نفسه والتوحشَ ذاته.

لا تنخدع عن قبحهم ولا تغرك شعاراتهم. فلن يبعُدوا عن أصولهم التي مارست البشاعة في الأندلس أو القوقاز أو الاحتلال القريب بفظاعاته أو الاحتلال الآني بمراراته وإشرافه على مذابح المسلمين.

كما أنهم لن يعصوا مقررات ودوافع الشياطين حينما تكمن في النفوس، ولن يروا عدوا سوى الإسلام وأهله.

يتحكم في الغربيين خوف من الإسلام ورؤيته وريثا مهددا لهم، وتاريخا يفزعهم ويطاردهم كلما سكنوا وانتشوا بقيادتهم المعاصرة للعالم، وفزعوا كلما رأوا خواء حضارتهم وضعف عقائدهم أمامه وهم يرونه يغزو قلوب أبنائهم فتعتنقه عن محبة وقناعة عميقة.

تلك الوحشية تخفي وراءها ضعفا وخوفا؛ ولكن الإسلام رغم أنفهم سيأتيهم في محلهم، يكبّر أهلُه فتسقط روما، ولا يترك الإسلام أهل مدر ولا وبر إلا دخله؛ فأعز مسلما وكبت كافرا، وحقَّ وعد الله.

…………………………..

هوامش:

  1. موقع “الجزيرة” 7/12/2019، على الرابط:
    كشفتها رسومات أبو زبيدة المعتقل.. صنوف غير مسبوقة من التعذيب في غوانتانامو

 اقرأ أيضا:

التعليقات غير متاحة