يتقلّب الطغاة بين أحضان الكافرين، في امتهان ومذلة كتبها رب العالمين على من خان الأمانة وتخلى عن دينه وتَنكَّر لأمته. وللأمة دور يجب أن تقوم به لإيقاف السفهاء عن ضلالتهم.
الخبر
“كشفت وسائل إعلام إسرائيلية عن نية السعودية شراء أسلحة من شركة “رافائيل” الإسرائيلية المتخصصة في صناعة الصواريخ والأسلحة المتقدمة. وقالت مجلة “إسرائيل ديفنس” العبرية إن السعودية أبدت رغبة في شراء عتاد من شركة “رافائيل” في حال حصولها على موافقة من إسرائيل.
وأن الرياض تعتزم إبرام صفقة شراء صواريخ مضادة للمدرعات من إسرائيل، ومن المرجح أن يرسو العطاء على أنظمة “رافائيل” الدفاعية المتقدمة المحدودة.
وأشارت المجلة إلى أن السماح للشركة بتزويد السعودية بأسلحة قتالية متطورة له “تداعيات معقدة”، مشيرة إلى أن وزارة الأمن الإسرائيلية قد لا تسمح بتصديرها خوفا من استخدامها ضد الجيش الإسرائيلية”. فالمنع من جانب الصهاينة..!
وفي سياق آخر “أعلنت حكومة اليونان أنها سترسل بعض صواريخ “باتريوت” إلى السعودية، ضمن برنامج مشترك مع الولايات المتحدة وبريطانيا وفرنسا.
وصرح المتحدث باسم الحكومة اليونانية “ستيليوس بيتساس” بأن أثينا ستنشر هذه الصواريخ في السعودية “لحماية البنى التحية الحيوية في مجال الطاقة”، لافتا إلى أن هذه الخطوة التي ستتحمل المملكة تكاليفها ستسهم في ضمان أمن الطاقة وتؤكد تمسك أثينا باستقرار المنطقة وتوطيد علاقاتها مع السعودية”. (1موقع “الجزيرة”،4/2/2020 ، على الرابط:
الكشف عن مساع سعودية لشراء أسلحة إسرائيلية
وموقع “روسيا اليوم، 4/2/2020، على الرابط:
اليونان ترسل صواريخ “باتريوت” إلى السعودية)
التعليق
تمتليء الأسواق العالمية بالسلاح؛ يتنافس المصنعون للبيع وتسعى الدول للشراء بما يلائم وضعها المادي والاستراتيجي وبما يتوافق مع عقائدها وموقفها السياسي بل وموقفها الحضاري..
والإسلام يوجب الولاء بين المسلمين والتبرؤ من الكافرين وبغضهم. ومن معاني الولاء التي يفرضها ويوجبها الإسلام؛ أن يكون للمسلمين استقلالَهم بالقوة واستقلالَهم بالسلاح وامتلاكه والقدرةَ على تصنيعه؛ لأنها أحد مظاهر الاستقلال وأحد أوراق القوة للاستقلال السياسي واتخاذ القرر الذي يوجبه الدين والعقيدة، وتوجبه مصالح الأمة.
والتفريط في امتلاك القوة وتصنيعها والاستقلال بها هو جريمة تاريخية ومصيرية؛ يُحسن الظن من اعتبرها “تفريطا” والحقيقة أنها من مقصودات “التبعية” ومن “الحدود” التي يلتزمها الملوك والرؤساء الطغاة ـ شديدي اليد على شعوبهم والعبيد لأعداء رب العالمين.
وهو أيضا من منتوجات تقصير الأمة في محاسبة هؤلاء المجرمين.. حتى تمادى الأمر فأصبح (الحصول على السلاح) بابا لولاء الكافرين وإجهاضِ معاداة أعداء الأمة، ودهليزا للرضا بالوجود الصهيوني واغتصاب بلاد المسلمين ومقدساتهم، وإعلانا للخضوع للخط الصهيوصليبي، وجواز مرور للحكم وللحصول على “الشرعية الدولية” والتي حقيقتها شرعية هيمنة الكافرين وولائهم.
[للمزيد: آمنا بالله وحده وكفرنا بالشرعية الدولية .. (1-2)]
ومن جانب آخر فهو تمتين للعلاقة مع الصهاينة وزيادة للعروق التي تربط بين الطرفين حتى تتجذَّر العلاقة ويصبح الكيان الصهيوني جزءا من المنظومة الإقليمية يصعب فصله ليتغذى هذا الكيان على دماء المنطقة وأموالها ويشترط كبت أهلها وقهرهم وحرمانهم من الحرية.. وليُفسَح المجال أمامه لتغيير الأخلاق والعقائد بالمنطقة، وهذا أملهم البعيد “الاستراتيجي” بعدما تخطى كثيرا من الثوابت برعاية قوّادي المنطقة المسمَيْن زورا “حكاما”.
ثم لم يكتف طغاة بلاد الحرمين بهذا التقارب مع الصهاينة حتى تحالفوا تحالفا أثار سخرية العالَم بطلب الحماية مِن أضعفِ دول أوروبا، والتي أشهرت إفلاسها قريبا..! والتي تستورد السلاح من أمريكا؛ فيأخذون السلاح منهم ـ بدلا من التعامل المباشر مع الأمريكي الذي يدينون له بالولاء والطاعة ـ ويطلبون حضورهم ونشرهم لأسلحتهم؛ ليكون الدفاع عن بلاد الحرمين تحت عنوان “الصليب”..! وللمناكفة السياسية مع الأتراك..! تأكيدا في الخط الأحمق باستعداء المسلمين وولاء الكافرين والتقلب من حضن صهيوني الى حضن صليبي، وكلاهما مضحك ومهين؛ فدولة عملاقة بحجم المملكة تنجر خلف الصهاينة وترضى بحماية أتفه دول أوروبا وأفقرهم..! ولا تنتهي العجائب.
خاتمة
لن تكف هذه الأنظمة عن حالة “السفاهة” التي تنتهجها؛ إلا أن تلقى رادعا كافيا ويحسّون خطرا من حماقتهم وحسابا على سفاهتهم وعقابا على اجترائهم على المحرمات.
إننا أمة لها دين وعقيدة، وتوجُّه وصبغة، وتاريخ عظيم ووجود مستقل؛ لكن دور هؤلاء منع الأمة عن الوجود والظهور وممارسة حياتها ودورها؛ بينما هو حق أصيل يكفله العالَم الظالم اليوم لجميع الديانات والحضارات؛ حتى أنه لينبش عن حضارات بائدة وأخرى زائفة وثالثة تمثلها جزيرة نائية!! بينما تُمنع منه أمة يمثّلها ويدين بدينها وينتمي لهويتها “مليار ونصف” إنسان، ويعيش أبناؤها بين المشرق والمغرب، ويطارد تاريخُها العريق والعظيم تاريخَ المجرمين الصليبيين والصهاينة والوثنييين.
لذلك لا بد أن يكون قرار الأمة بيدها وأن تعلم أن اجتيازها للشوط الفاصل بينها وبين تمكينها وعزِّتها هو واجب الوقت؛ وإلا لاحقتها العقوبات الربانية.. ومنها ـ بخلاف الدماء النازفة والمعاناة العميقة والتردّي العام ـ سفاهات القوم وسفالات أخلاقهم وحماقات سياستهم.
الهوامش
- موقع “الجزيرة”،4/2/2020 ، على الرابط:
الكشف عن مساع سعودية لشراء أسلحة إسرائيلية
وموقع “روسيا اليوم، 4/2/2020، على الرابط:
اليونان ترسل صواريخ “باتريوت” إلى السعودية