ينبغي للمؤمن أن يعلم أن العلم كله بجميع وجوهه واعتباراته لله تعالى؛ فيعلم تعالى الأمور المتأخرة أزلاً وأبدًا، ويعلم جليل الأمور وحقيرها، وصغيرها وكبيرها، ويعلم تعالى ظواهر الأشياء وبواطنها، غيبها وشهادتها، ما يعلم الخلق منه وما لا يعلمون، ويعلم تعالى الواجبات -أو المستحيلات- والجائزات، ويعلم تعالى ما تحت الأرض السفلى ويعلم ما فوق السماوات العلى، ويعلم تعالى جزئيات الأمور وخبايا الصدور، وخفايا ما وقع ويقع في أرجاء العالم وأنحاء المملكة؛ فهو الذي أحاط علمه جميع الأشياء في كل الأوقات، ولا يعرض تعالى لعلمه خفاء، ولا نسيان…

اقتران اسمه سبحانه (العليم) ببعض الأسماء الحسنى

لا ريب أنَّ هذا الاقتران فيه من الحكم العظيمة والفوائد الجليلة والمنافع الكبيرة ما يدلُّ على كمال الربِّ سبحانه وتعالى مع حسن الثناء وكمال التمجيد؛ إذ كلُّ اسمٍ من أسمائه متضمِّنٌ صفة كمالٍ لله عز وجل، فإذا اقترن باسمٍ آخر كان له سبحانه ثناءٌ من كلِّ اسمٍ منهما باعتبار انفرادِه وثناءٌ من اجتماعهما، وذلك قدر زائدٌ على مُفرديهما1(1) فقه الأسماء الحسنى (1/41)..

أولاً: اقتران اسمه سبحانه (العليم) باسمه سبحانه (الحكيم)

وقد سبق ذكر بعض أوجه هذا الاقتران في مقال: [اقتران اسم الله (الحكيم) ببعض الأسماء الحسنى]، فليرجع إليه، ومر بنا أن هذا الاقتران ورد في القرآن الكريم (37) مرة.

ثانيًا: اقتران اسمه سبحانه (العليم) باسمه سبحانه (العزيز)

وجاء هذا الاقتران (5 مرات)، من ذلك قوله تعالى: (ذَلِكَ تَقْدِيرُ الْعَزِيزِ الْعَلِيمِ) [يس: 38]، [فصلت: 12]، وقوله تعالى: (إِنَّ رَبَّكَ يَقْضِي بَيْنَهُمْ بِحُكْمِهِ وَهُوَ الْعَزِيزُ الْعَلِيمُ) [النحل: 78].

و (العزيز) هو القوي الغالب، والقاهر لكل شيء وحي. ولكن هذه العزة، والغلبة، والقهر إنما تكون بعلمه سبحانه الشامل لكل شيء أي: أن إنفاذ هذه العزة إنما يكون بعلم ومعرفة بمواطنها وعواقبها، وليس كعزة وقوة المخلوق التي تنطلق في الغالب من الهوى والظلم لا من العلم والحكمة.

وله سبحانه صفة كمال من اسمه (العزيز)، وصفة كمال من اسمه (العليم) واجتماع الاسمين الجليلين دال على عزة قوامها شمول العلم وإحاطته فهي عزة (العليم) .

ثالثًا: اقتران اسمه سبحانه (العليم) باسمه سبحانه (السميع)

وجاء هذا الاقتران في القرآن الكريم (32) مرة.

(والسميع): المدرك لكل مسموع خلقه فهو اسم ينبئ عن كمال السمع فلا تكييف ولا تشبيه.

وسيأتي تفصيل هذا الاسم في مبحث (السميع) إن شاء الله تعالى.

ومن الآيات التي ورد اقتران هذين الاسمين الكريمين فيها قوله تعالى: (فَاسْتَجَابَ لَهُ رَبُّهُ فَصَرَفَ عَنْهُ كَيْدَهُنَّ إِنَّهُ هُوَ السَّمِيعُ الْعَلِيمُ) [يوسف: 34]، وقوله تعالى: (يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آَمَنُوا لَا تُقَدِّمُوا بَيْنَ يَدَيِ اللَّهِ وَرَسُولِهِ وَاتَّقُوا اللَّهَ إِنَّ اللَّهَ سَمِيعٌ عَلِيمٌ) [الحجرات: 1].

“وهذا الاقتران يمنحهما مزيد كمال. فإذا كانت صفة (السميع) تنبئ بإحاطة السمع بكل المسموعات فلا يندر عنه – عز وجل – شيء، ولا تعزب عنه كبيرة ولا صغيرة، فإن صفة (العليم) تنبئ بتجاوز (السمع) حدود البعد المادي للمسموعات – وإن بلغ في إدراكها الغاية كما تقدم – فحصل من اقتران الاسمين (السميع العليم) صفة كمال أخرى، ودُلَّ بهما على إحاطة أتم لما تقدم من أن متعلق صفة (العلم) أوسع من متعلق صفة (السمع).

والملاحظ أن اسم (السميع) حيثما ورد مع اسم (العليم) قدم عليه فالنسق دائمًا: السميع العليم، ولا عكس، فلا بد أن يكون من وراء ذلك حكمة، ذكر منها: أن السمع يتعلق بالأصوات، ومن سمع صوتك فهذا أقرب إليك في العادة ممن يقال لك أنه يعلم – مهما بلغت درجة علمه – فذكر السميع أوقع في التخويف من ذكر (العليم) فهو أولى بالتقديم، ولا يقتصر الأمر على مقام التخويف فإن لتقديم صفة (السميع) في مقام الدعاء أثره في إنطلاق اللسان بالدعاء، والطلب، والشكوى حين يستشعر الداعي أنه يخاطب من يسمعه ويصغي إلى نجواه”2(2) انظر: مطابقة أسماء الله الحسنى مقتضى المقام في القرآن الكريم 247، 248..

رابعًا: اقتران اسمه سبحانه (العليم) باسمه سبحانه (الشاكر)

ورد ذلك (مرتين) في القرآن الكريم كما في قوله تعالى: إِنَّ الصَّفَا وَالْمَرْوَةَ مِن شَعَائِرِ اللَّهِ ۖ فَمَنْ حَجَّ الْبَيْتَ أَوِ اعْتَمَرَ فَلَا جُنَاحَ عَلَيْهِ أَن يَطَّوَّفَ بِهِمَا ۚ وَمَن تَطَوَّعَ خَيْرًا فَإِنَّ اللَّهَ شَاكِرٌ عَلِيمٌ) [البقرة: 158]، و (الشاكر) من أسماء الله تعالى الحسنى، وصفة الشكر من الله – عز وجل – لعباده المؤمنين الذين يزيدون على الفرائض بالتطوعات والنوافل تعني التفضل والإحسان إليهم، وإثابتهم على هذه القربات، لأنها تدل منهم على حبهم لطاعة الله – عز وجل – فأثابهم الله تعالى على ذلك بقبولها وإثابتهم عليها كما قال تعالى: (إِنَّ هَذَا كَانَ لَكُمْ جَزَاءً وَكَانَ سَعْيُكُمْ مَشْكُورًا) [الإنسان: 22]، وهو شكر يليق بعظمة الله تعالى وجلاله، وأما عن المعنى الزائد في اجتماع هذين الاسمين الكريمين (الشاكر)، (والعليم) فهو – والله أعلم – أن الله سبحانه عليم بمن يستحق الشكر على عمله وقبوله وإثابته عليه، فليس كل عامل ومتطوع بالخير يقبل الله سعيه ويشكره عليه. فهو سبحانه أعلم بالشاكرين حقيقة، وبالمتقربين المخلصين في تقربهم له سبحانه، قال الله – عز وجل -: (أَلَيْسَ اللَّهُ بِأَعْلَمَ بِالشَّاكِرِينَ) [الأنعام: 35]، وقال سبحانه: (فَلَا تُزَكُّوا أَنْفُسَكُمْ هُوَ أَعْلَمُ بِمَنِ اتَّقَى) [النجم: 32].

خامسًا: اقتران اسمه سبحانه (العليم) باسمه سبحانه (الحليم)

وقد ورد هذا الاقتران في القرآن الكريم (ثلاث) مرات من ذلك قوله تعالى: (وَصِيَّةٍ يُوصَى بِهَا أَوْ دَيْنٍ غَيْرَ مُضَارٍّ وَصِيَّةً مِنَ اللَّهِ وَاللَّهُ عَلِيمٌ حَلِيمٌ) [النساء: 12]، وقوله تعالى: (وَاللَّهُ يَعْلَمُ مَا فِي قُلُوبِكُمْ وَكَانَ اللَّهُ عَلِيمًا حَلِيمًا) [الأحزاب: 51]. وقوله سبحانه: (لَيُدْخِلَنَّهُمْ مُدْخَلًا يَرْضَوْنَهُ وَإِنَّ اللَّهَ لَعَلِيمٌ حَلِيمٌ) [الحج:59].

وفي الجمع بين هذين الاسمين الكريمين صفة كمال أخرى؛ إذ أن الله – عز وجل – لو يعامل عباده ويجازيهم بما يعلمه سبحانه من ذنوبهم الظاهرة وما تخفيه قلوبهم من المعاصي الباطنة لهلكوا ولكنه سبحانه حليم عمن عصاه يغفر له ويمهله ولا يعاجله بالعقوبة لعله يتوب وينيب، قال الله – عز وجل -: (وَلَوْ يُؤَاخِذُ اللَّهُ النَّاسَ بِمَا كَسَبُوا مَا تَرَكَ عَلَى ظَهْرِهَا مِنْ دَابَّةٍ وَلَكِنْ يُؤَخِّرُهُمْ إِلَى أَجَلٍ مُسَمًّى فَإِذَا جَاءَ أَجَلُهُمْ فَإِن اللَّهَ كَانَ بِعِبَادِهِ بَصِيرًا) [فاطر: 45].

فما أجمل العلم الذي يزينه الحلم. يقول الإمام ابن القيم رحمه الله تعالى: ” … ولهذا جاء اسمه (الحليم) في القرآن في أكثر من موضع ولسعته يقرنه سبحانه باسم العليم كقوله: (وَكَانَ اللَّهُ عَلِيمًا حَلِيمًا)، (وَاللَّهُ عَلِيمٌ حَلِيمٌ) [النساء: 12] وفي أثر “أن حملة العرش أربعة، اثنان منهم يقولان: سبحانك اللَّهم وبحمدك لك الحمد على حلمك بعد علمك، واثنان يقولان: سبحانك اللَّهم وبحمدك لك الحمد على عفوك بعد قدرتك” فإن المخلوق يحلم عن جهل، ويعفو عن عجز، والرب تعالى يحلم مع كمال علمه، ويعفو مع تمام قدرته، وما أضيف شيء إلى شيء أزين من حلم إلى علم ومن عفو إلى اقتدار .. “3(3) عدة الصابرين ص 236..

سادسًا: اقتران اسمه سبحانه (العليم) باسمه سبحانه (الخبير)

قال الله – عز وجل -: (وَإِنْ خِفْتُمْ شِقَاقَ بَيْنِهِمَا فَابْعَثُوا حَكَمًا مِنْ أَهْلِهِ وَحَكَمًا مِنْ أَهْلِهَا إِنْ يُرِيدَا إِصْلَاحًا يُوَفِّقِ اللَّهُ بَيْنَهُمَا إِنَّ اللَّهَ كَانَ عَلِيمًا خَبِيرًا (35)) [النساء: 35]، وجاء هذا الاقترن في آيات أخر، وقد جاء اقتران هذين الاسمين الكريمين في القرآن (أربع) مرات.

(والخبير): “هو الذي لا تعزب عنه الأخبار الباطنة” وهو العالم بكنه الشيء، المطلع على حقيقته. “و (الخبير) أخص من (العليم) لأنه مشتق من خبر الشيء إذا أحاط بمعانيه ودخائله”4(4) المصدر السابق 421..

أما عن المعنى الزائد من الجمع بين هذين الاسمين الجليلين (العليم الخبير):

فإن (العليم) كما سبق دال على شمول العلم، (والخبير) هو العالم بكنه الشيء المطلع على حقيقته، والذي لا تعزب عنه الأمور الباطنة. فإذا اقترن باسمه سبحانه (العليم) كان مقام الاقتران في سياق الآية يناسبه ذكر هذين الاسمين الكريمين فإما أن يكون المقام مقام اختصاص الله – عز وجل – بعلم وحكمة ينفردان عن علم الخلق في أمره وشرعه أو يكون المقام مقام اختصاص الله – عز وجل – بالغيب المحجوب عن الخلق في قضائه وقدره، أو في مقام اطلاع الله – عز وجل – على مكنونات الصدور ووساوس القلوب. وعند تدبر الآيات التي ختمت بهذين الاسمين الكريمين يتضح ذلك جليًا.

وقد يقال: إن (العليم الخبير) إذا اجتمعا افترقا، وإذا افترقا اجتمعا؛ بمعنى أنه إذا ذكر اسمه سبحانه (العليم) مفردًا فإنه يشمل إحاطة علم الله عز وجل بالظواهر والبواطن، وكذلك لو ذكر اسمه سبحانه (الخبير) مفردًا. أما إذا اجتمعا في آية واحدة فإن (العليم) يفيد الإحاطة العلمية بالعالم المشهود، و (الخبير) بعالم الغيب والبواطن، والله أعلم.

سابعًا: اقتران اسمه سبحانه (العليم) باسمه سبحانه (الواسع)

قد سبق الكلام عن توجيه هذا الاقتران عند الحديث عن اسمه سبحانه (الواسع) [ من أسماء الله الحسنى: [الواسع] ] فليرجع إليه.

ثامنًا: اقتران اسمه سبحانه (العليم) باسمه سبحانه (القدير)

وقد جاء هذا الاقتران في كتاب الله – عز وجل – (أربع) مرات من ذلك قوله تعالى: (وَاللَّهُ خَلَقَكُمْ ثُمَّ يَتَوَفَّاكُمْ وَمِنْكُمْ مَنْ يُرَدُّ إِلَى أَرْذَلِ الْعُمُرِ لِكَيْ لَا يَعْلَمَ بَعْدَ عِلْمٍ شَيْئًا إِنَّ اللَّهَ عَلِيمٌ قَدِيرٌ) [النحل: 70]، وقوله تعالى: (* اللَّهُ الَّذِي خَلَقَكُمْ مِنْ ضَعْفٍ ثُمَّ جَعَلَ مِنْ بَعْدِ ضَعْفٍ قُوَّةً ثُمَّ جَعَلَ مِنْ بَعْدِ قُوَّةٍ ضَعْفًا وَشَيْبَةً يَخْلُقُ مَا يَشَاءُ وَهُوَ الْعَلِيمُ الْقَدِيرُ) [الروم: 54].

(والقدير) مبالغة من (القدرة) أي: عظيم القدرة “الفاعل لما يشاء على قدر ما تقتضي حكمته لا زائدًا عليه ولا ناقصًا عنه، ولذلك لا يصح أن يوصف به إلا الله تعالى”5(5) مفردات الراغب (قدر)..

والمعنى الزائد المستفاد من الجمع بين هذين الاسمين الكريمين (العليم القدير) هو أن اقتران العلم بالقدرة يدل على كماله – عز وجل – في الوصفية لأن العلم بدون قدرة عجز، والقدرة بدون علم مظنة الإفساد والظلم والطغيان. والله أعلم 6(6) انظر مطابقة الأسماء الحسنى مقتضى المقام، د. نجلاء كردي ص 433 بتصرف..

تاسعًا: اقتران اسمه سبحانه (العليم) باسمه سبحانه (الفتاح)

ورد اقتران هذين الاسمين الكريمين في كتاب الله – عز وجل – (مرة واحدة) وذلك في قوله تعالى: (قُلْ يَجْمَعُ بَيْنَنَا رَبُّنَا ثُمَّ يَفْتَحُ بَيْنَنَا بِالْحَقِّ وَهُوَ الْفَتَّاحُ الْعَلِيمُ) [سبأ: 26].

(والفتاح) له معنى عام يشمل فتح كل مغلق من الأسباب كالرزق والعلم، وله معنى خاص كما هو المراد من آية سبأ، وهو الفصل والحكم الحق، ولذا فيقال في وجه اقتران هذين الاسمين الجليلين: “أنه إذا حمل الفتح على عموم معناه، فشمل فتح كل مغلق من الأسباب كالرزق والعلم كان اقتران اسم (العليم) به دالاً على كمال الفتح، وأنه يجري على مقتضى العلم، وفي ذلك صلاح العباد واستقامة أحوالهم، بخلاف ما لو كان فتحًا بغير علم، تعالى الله عن ذلك علوًا كبيرًا.

وإذا أريد بالفتح القضاء والحكم كان اقتران (الفتاح) بـ (العليم) دالاً على كمال الفتح أي: الحكم مشيرًا إلى استقامته على العدل والقسط، فلا تميل به الأهواء، ولا ينحرف به الجهل، ومثل هذا الحكم جدير بأن يرهب ويخاف”7(7) انظر مطابقة أسماء الله الحسنى المقام في القرآن الكريم ص 638..

ويقول صاحب التحرير والتنوير: “وإنما أتبع (الفتاح) بـ (العليم) للدلالة على أن حكمه عدل محض لا تحف بحكمه أسباب الخطأ والجور الناشئة عن الجهل والعجز واتباع الضعف النفساني الناشئ عن الجهل بالأحوال والعواقب”8(8) التحرير والتنوير 11/ 195..

عاشرًا: اقتران اسمه سبحانه (العليم) باسمه سبحانه (الخلاق)

وجاء هذا الاقتران في القرآن الكريم (مرتين)، وذلك في قوله تعالى: (إِنَّ رَبَّكَ هُوَ الْخَلَّاقُ الْعَلِيمُ) [الحجر: 86]، وقوله تعالى: (بَلَى وَهُوَ الْخَلَّاقُ الْعَلِيمُ) [يس: 81].

(والخلاق) مبالغة من الخلق، وهو اسم خاص بالله عز جل: كثير الخلق حيث إن مخلوقاته لا يحصيها إلا هو، وهو مازال يخلق ما يشاء كيف شاء متى شاء سبحانه وبحمده.

وعن المعنى الزائد المستفاد من اقتران هذين الاسمين الجليلين (الخلاق العليم) هو – والله أعلم – أن خلقه سبحانه للأشياء والأحياء إنما هو عن علم منه سبحانه بما يخلق، كيف يخلقه، ومتى يخلقه، ويعلم الحكمة من خلقه. أي أنه سبحانه وتعالى لم يخلق شيئًا عبثًا وسدى، بل خلقه عن علم وحكمة وإرادة، واجتماع صفة العلم والخلق فيهما صفة كمال أخرى.

ولصاحب التحرير والتنوير توجيه للمناسبة بين هذين الاسمين الكريمين يربطه بسياق الآية السابقة للآية المذكورة في سورة الحجر.

يقول رحمه الله تعالى: “وجملة (إِنَّ رَبَّكَ هُوَ الْخَلَّاقُ الْعَلِيمُ) في موقع التعليل للأمر بالصفح عنهم، أي: لأن في الصفح عنهم مصلحة لك ولهم يعلمها ربّك، فمصلحة النّبي صلى الله عليه وسلم في الصفح هي كمال أخلاقه، ومصلحتهم في الصفح رجاء إيمانهم، فالله الخلاق لكم ولهم ولنفسك وأنفسهم العليم بمصلحة كل منكم”9(9) التحرير والتنوير 7/ 78..

الهوامش

(1) فقه الأسماء الحسنى (1/41).

(2) انظر: مطابقة أسماء الله الحسنى مقتضى المقام في القرآن الكريم 247، 248.

(3) عدة الصابرين ص 236.

(4) المصدر السابق 421.

(5) مفردات الراغب (قدر).

(6) انظر مطابقة الأسماء الحسنى مقتضى المقام، د. نجلاء كردي ص 433 بتصرف.

(7) انظر مطابقة أسماء الله الحسنى المقام في القرآن الكريم ص 638.

(8) التحرير والتنوير 11/ 195.

(9) التحرير والتنوير 7/ 78.

اقرأ أيضا

من أسماء الله الحسنى: [العليم، العالم، علام الغيوب]

من أسماء الله الحسنى: [العلي، الأعلى، المتعال]

من أسماء الله الحسنى: [اللطيف]

من أسماء الله الحسنى: [الواسع]

التعليقات غير متاحة