نبوءة تحققت أمام أعينهم، وصوت التحذير بات يُدوّي في كل زاوية…
فهل تعيش إسرائيل لحظة سقوط لم تكن تتخيلها؟
في شهادات لافتة، يتحدث الجنرال يتسحاق بريك عن انهيار المنظومة العسكرية والسياسية في إسرائيل، محذرًا من أخطار تتعاظم على أكثر من جبهة. وبينما تتكشف هشاشة الجيش وتضعضع الروح المعنوية، تزداد مؤشرات العجز عن تحقيق الأهداف المعلنة، فهل تدخل إسرائيل في دوامة وجودية تهدد بقاءها؟
نقص حاد في القوات البرّيّة
“نبيُّ الغضب” -كما يسمّونه- يعاود العويل: “إسرائيل في أسوأ وضع منذ بداية الحرب”.. الكلام بين المزدوجين هو عنوان مقال اللواء احتياط (إسحق بريك) في “معاريف” اليوم..
قال لقومه: “كل ما قلته وحذّرت منه (بالوسائل المُتاحة لي) المستوى السياسي، والمستوى العسكري، والجمهور، ورئيس الوزراء في اللقاءات الستّة التي عقدناها في بداية الحرب يتحقّق بالفعل”.
“فُتحت جبهة أخرى لإسرائيل في سوريا، إذ لا يمكنها أن تقف مكتوفة الأيدي بينما يُقتل الدروز، الذين نعتبرهم إخوة لنا”.
“لكن إسرائيل تواجه مشكلة خطيرة للغاية: نقص حاد في القوات البرّيّة. لذلك، ولنقل القوات إلى الشمال، من الضروري تخفيف القوات في الجنوب، بما في ذلك من قطاع غزة”.
“يخوض الجيش حربا في قطاع غزة منذ عامين، ويخسر فيها، ولا يُخصّص وقتا لإعادة بناء قطاعه البرّي وتوسيعه ليشمل جميع حدود إسرائيل. ولم نتحّدث حتى عن الدائرتين الثانية والثالثة وتهديد الصواريخ الإيرانية. إسرائيل اليوم في أسوأ وضع لها منذ بداية الحرب”.
الجيش عاجز عن هزيمة حماس
“في قطاع غزة، فقد الجيش السيطرة الكاملة. منذ بدء عملية “عربات جدعون”، التي بادر بها رئيس الأركان إيال زامير فور توليه منصبه، قُتل ما يقرب من خمسين من مقاتلينا، وأصيب كثيرون آخرون بجروح خطيرة ومتوسطة. لم نتمكّن من إطلاق سراح أي رهينة منذ ذلك الحين تحت الضغط العسكري، والجيش، في حالته المتردّية، عاجز عن هزيمة حماس”.
“إذا كان نتنياهو قد أصرّ حتى الآن على البقاء في محور موراغ وإقامة مدينة إنسانية في رفح، فإن هناك أصواتا تُسمع مؤخرا تفيد بأن إسرائيل مستعدّة للذهاب بعيدا والانسحاب من مناطق كانت تعتبر حتى الآن خطّا أحمر. إذا كان هذا صحيحا وليس خداعا، فإنه يشير إلى الفهم الواضح لدى المستوى السياسي، وكذلك العسكري، بأن الجيش لا يملك أي قدرة على تحقيق أهداف الحرب (تحرير المختطفين والقضاء على حماس) دون إنهاء القتال”.
“لاحظوا كيف أن المعلقين والمراسلين العسكريين الذين كانوا حتى وقت قريب يُخبرون شعب إسرائيل بأننا ننتصر في جميع القطاعات، وخاصة على حماس، يغيّرون الآن موقفهم 180 درجة”.
إسرائيل تغرق بين حرب ضائعة وانقسام داخلي
“إسرائيل غارقة في دوّامة من المشاكل: في حرب فقدت هدفها، وفي فقدان الاتصال مع معظم دول العالم، وفي حفرة اقتصادية ومالية لن تسمح بإعادة بناء الجيش والتعليم والصحة وإعادة بناء البنية التحتية بعد الدمار الرهيب الذي لحق بآلاف العائلات التي فقدت منازلها وكل ممتلكاتها وأصبحت بلا مأوى، كما تعاني من الفوضى الاجتماعية – وهي حرب أهلية تقريبا بين الناس الذين فقدوا عقلانيتهم ويدعمون تحركات نتنياهو ومجموعته من الحلفاء المتطرفين الذين يجرّونه وراءهم، وبين الناس العقلانيين الذين فقدوا أملهم في أن تستعيد دولة إسرائيل نفسها”.
“إذا لم نعد إلى رُشدنا، وندرك الواقع والحقائق كما هي، ونعمل معا لإنقاذ البلاد من تلك القوى الظلامية (يقصد تحالف نتنياهو والمتطرّفين) التي تقود إلى دمارها، فلن نبقى هنا ببساطة”. (انتهى).
(بريك) يطالب بمسار “واقعي”، فيما يحلم نتنياهو بالتوسّع والهيْمنة و”تغيير الشرق الأوسط”.
إنه غرور القوّة المدمّر، مَُضافا إليه الجهل بطبيعة هذه الأمّة وما تختزنه شعوبها من قدرة على تحدّي الغُزاة من كل لون.
المصدر
صفحة الأستاذ ياسر الزعاترة، على منصة X.