قد يفرح نزِقٌ بشهواتٍ معروضة، ويُقبل شبِق للسلطة على شهوته؛ ويبيع عالِم فاجر دينه في موقف، وقد لا يتصورون حجم جرائمهم وآثارها على أمة عظيمة. واللهُ تعالى الموعد.
الخبر
“تقوم السلطات الصينية بوضع رجل شيوعي داخل كل أسرة مسلمة في تركستان الشرقية بعد سوق الرجال المسلمين إلى معسكرات الاعتقال، علاوة على إرغام المسلمات على الزواج من الصينيين. ففي أكتوبر/تشرين الأول (2016)، شرعت السلطات في برنامج “الاستضافة في المنزل” التي يزور من خلاله (110) آلاف من الكوادر من قومية “الهان” الصينية، العائلات المسلمة في تركستان الشرقية كل شهرين بدعوى “تعزيز الوئام العرقي” بين الإيغور والهان.
وبداية عام (2018)، مددت السلطات هذا البرنامج ليقضي الكادر خمسة أيام على الأقل كل شهرين في منازل تلك الأسر. وليست هناك دلائل فيما لو كان بإمكانهم رفض تلك الزيارات أم لا”. (1موقع “الجزيرة” 15/12/2019، على الرابط:
“مسلمون صامتون.. مصاحف تحرق.. المساجد تغلق”.. أوزيل ينتفض لأجل الإيغور“)
التعليق
إننا نسأل الغارقين في زحام المشاغل الفردية من المسلمين، والمغرقين في جزئيات الأمور وتتابع الاهتمامات الفرعية؛ نسأل المسلمين وهم يقرؤون ويسمعون مثل هذا الخبر؛ هل يهنأ لهم طعام أو شراب..؟ وهل يشعرون باطمئنان بين أهليهم وذويهم..؟
عندما يصل الكفار في قهر المسلمين الى التدخل في الأسرة وإسقاط كرامة الناس وحرمة أعراضهم، والهَمّ بشق القلوب والعقول لحْشر المعتقدات الكفرية والملحدة بها؛ كيف يهنأ مسلم أو يستقر له بالٌ..؟!
بل أضف الى هذا ما يتم من أخذ أبناء المسلمين من حضن أمهاتم ويد آبائهم عقب الولادة، ولا تزال الأم في المستشفى فتخطف الأبناء لتلقنهم مباديء الإلحاد وتغيبهم عن دينهم وأهليهم؛ في تكرار لما فعل فرعون سابقا (يقتّل أبناءهم ويستحيي نساءهم).
وهنا السؤال كيف يستقبل المسلم معاناة إخوانه، وأُسرهم، وأعراضهم، والتعدي على عقول أبنائهم، والصيال على دينهم..؟
تلك بقعة وجرح نازف، مع جراحنا النازفة؛ لكن ليعلم أرباب المعاصي والترفيه المنحرف وعلماء السوء والقيادات السياسية الطاغية والحركات الإسلامية المزوَّرة والمواقف الخبيثة والمتراجعة والبائعين لدين الله في معارض الدنيا وشهواتها؛ ليعلم هؤلاء كم تكون ضحاياهم حيث يشعرون وحيث لا يشعرون، متمثلة في عجز المسلمين عن مساندة قضاياهم والانتصار لإخوانهم؛ ما بين جثث تتساقط في سوريا، وأمة معتقلة في الصين، وقهر المسلمين في مصر، وتعذيب المصلحين في بلاد الحرمين، وضياع القدس، واقتراب الملاهي الى حرم الله في مكة المكرمة.
إن الموقف الجزئي للسياسي المنحرف أو عالِم السوء الساقط أو عموم الناس ممن يؤيد الباطل لمآرب تافهة وجزئية قريبة؛ كل هؤلاء قد لا يقدّرون كم يتسببون في ضعف وخذلانٍ للمسلمين وكم تتفرع منهم مفاسد لا يحصرونها ـ الله يحصرها ويكتبها ـ وقد يتسببون في فساد قلوب، وأجيال وأزمان متطاولة، وخلوّ بقاع كان يُعبد فيها الله تعالى من عابديها ليحل محلها ملحد وفاجر.
ولهذا فالتوبة تعني الكثير من الخير والتخلص من شرور لا طاقة للعبد بحملها.
وهنا نسأل المتحكمين اليوم في بلاد المسلمين ومن يوافقونهم ويشايعونهم على باطلهم: ﴿وَمَاذَا عَلَيْهِمْ لَوْ آَمَنُوا بِاللَّهِ وَالْيَوْمِ الْآَخِرِ..﴾ (النساء: 39) وهو الإيمان الشرعي بأصوله بإقامة الدين وولاء المسلمين. وبواجباته بنصرة المسلمين وامتثال ما أمر الله تعالى؛ وبهذا يتحقق من النصر والخير ورفع البلاء ما يقدر الله تعالى.
ونتساءل ثانية: ﴿أَفَلَا يَتُوبُونَ إِلَى اللَّهِ وَيَسْتَغْفِرُونَهُ وَاللَّهُ غَفُورٌ رَحِيمٌ﴾ (المائدة: 74)
خاتمة
ومع مأساة المسلمين فنحن نثق في دين الله وفي قدَره وأنه سيُغني المسلمين عن هؤلاء الطغاة بجند من جنده، وبرزع من غرسه يحبهم ويحبونه أذلة على المؤمنين أعزة على الكافرين يصلون ما أمر الله به أن يوصل وينصرون دينهم لا يخافون لومة لائم..
ومع جانب المأساة الآنيّ؛ لكن يبدو أيضا جانب الهزيمة أمام هذا الدين الذي يُفردونه بهذا الهجوم؛ فهو العقيدة الوحيدة التي يقفون أمامها منهزمين عراة، يُظهر عوارهم وعجزهم. إنه الخوف القابع في قلوبهم وفي تاريخهم. وبرغم ذلك فالإسلام باقٍ ليقوم بدوره مهما كرهوا.
……………………….
هوامش:
- موقع “الجزيرة” 15/12/2019، على الرابط:
“مسلمون صامتون.. مصاحف تحرق.. المساجد تغلق”.. أوزيل ينتفض لأجل الإيغور“