لا يستطيع الداعي الى الهبوط أن يحدد السفح الذي سيرسو به وبمن دعاه؛ ولهذل يفجؤك الغرب الذي يقود البشرية التعيسة اليوم بمراحل من الهبوط تتجاوز الجاهلية الأولى بكثير.
الخبر
“مثُلت وزيرة العدل الفرنسية أمام القضاء الفرنسي للفصل في نسب ابنتها التي حملت بها من بين ثمانية رجال ارتبطت بهم في الفترة الماضية ولا تعلم من هو الأب الحقيقي للجنين ، فلجأت للقضاء لتحديد أي من هؤلاء الرجال الثمانية هو والد طفلتها .. من بينهم منشط تلفزيوني، ووزير، ورجل أعمال، ورئيس وزراء إسبانيّ، وأحد إخوة “نيكولا ساركوزي” الرئيس الفرنسي السابق”. (1انظر الروابط:
وزيرة العدل الفرنسية تمثل أمام القضاء لإثبات نسب ابنتها
وزيرة العدل الفرنسية السابقة رشيدة داتي عاشرت 8 اشخاص.. فمن هو والد طفلتها؟!
وزيرة العدل الفرنسية تمثل أمام القضاء لإثبات نسب ابنتها)
التعليق
أولا: لا يستطيع الداعي الى الهبوط أن يحدد السفح الهابط الذي سيرسو به وبمن دعاه. حتى الغرب نفسه في أدبياته الهابطة كان يقول للمرأة لا عليك أن تقيمي علاقة من غير زواج، لكن بشرط أن تخلصي لمن تحبين في فترة العلاقة معه..! وكان هذا يرونه “قيمة..!!” وهذا من سخرية هذا الزمان، وعقوبة للبشرية نتيجة لغياب الإسلام.
لكن اليوم أنت تتكلم عن “بغيّ” تسافح الرجال؛ ثم تكون حاكمة قائدة، آمرة ناهية، ملء السمع والبصر؛ تُصدر القوانين وتأخذ القرارات؛ ثم تجد من الاحترام والطاعة والتغاضي عن “حياتها الشخصية” وفصلها عن سياق المسؤولية والوظيفة. ولا يرفضها المجتمع لهذه الأخلاق بل يقْبلها ويمجّدها.. لتصير مثالا يُحتذَى لأجيال صغار..!
إنه سقوط للبشرية؛ سقوطها وهي يقودها الغرب بثقافته وفجوره.
وهو إيذان بتدميرٍ لهذه الحضارة بلا شك، سواء بقي أهله في تردٍ وانحطاط حضاري بعد أن تُنزع منهم قيادة البشرية ليصير فجورهم محليا في بيئته، أو استأصل الله تعالى منهم فئاما؛ لكن على كل حال يوقن مَن فقِه كلام رب العالمين، وفَقِه سننه وتاريخ البشرية كما عرضها الله في كتابه؛ يوقن أن هذا حالٌ مؤذن بسقوط أهله، وأن الله تعالى لا يترك البشرية بيد هؤلاء ﴿الكفرة الفجرة﴾ سود الوجوه يوم القيامة، وفي الدنيا كذلك.
إن المصاب قد يكون أخف ثقلا وحِملا لو كان أمرا محليا يخص تلك الجاهلية الغربية داخل بلادها؛ فليرضوا لأنفسهم حينئذ بما يشاؤون؛ لكننا نكرر ونذكّر أن هؤلاء المشار اليهم بالفواحش المشينة هم قادة وسادة وموجِهون لحكام المسلمين ـ طواغيتهم ـ والمثقفين..! والنخبة التي ابتُلينا بها بل صارت نكبة قائمة على صدور المسلمين بالحديد والنار.
ثانيا: كما يوضح لك الخبر مَن هو النوع الذي يمكن للغرب أن يقبله من المنتسبين لهذا الدين أو ذوي أصول كانت تنتمي اليه؛ إنه لا يقبل إلا من تلطخ مثلهم تماما وانغمس في أخلاقهم ـ لو سُميت أخلاقا إذ يتأفف الحيوان عنها ـ حتى يصطبغ بها.. وهذا قوله تعالى ﴿وَإِنْ كَادُوا لَيَفْتِنُونَكَ عَنِ الَّذِي أَوْحَيْنَا إِلَيْكَ لِتَفْتَرِيَ عَلَيْنَا غَيْرَهُ وَإِذًا لَاتَّخَذُوكَ خَلِيلًا﴾ (الإسراء: 73) فما بالك من اعتنق ديانتهم وانغمس في أخلاقهم حتى صار علامة في الباطل حتى صح فيه وصف “الزنيم” وهو علامة في الشر ﴿عُتُلٍّ بَعْدَ ذَلِكَ زَنِيمٍ﴾ (القلم: 13).
ثالثا: لا تنس في خضم هذه المأساة شرف هذا الدين العظيم، فبينما يسقط للنصرانية المحرَّفة أمثال هؤلاء وبهذه الإغراءات المتدنية ـ فقد جاءت الأخبار تالية باعتناقها للمسيحية ـ إذ بالإسلام يقف شريفا طاهرا عفيفا يمجّد العفة ويوحّد الله ويقيم منهج الأنبياء، كما قال جعفر بن أبي طالب للنجاشي يصف أوامر الإسلام، وقاله أبوسفيان لهرقل يصف بم يأمر رسولُ الله قريشا والعرب؛ فيقولان: «يقول اعبدوا الله ولا تشركوا به شيئا، ويأمرنا بالصلاة والصدق والعفاف والصلة».
فمن كفر بالله وأشرك، واستغني عن أخلاقه وهبط؛ فقد بقي قول الله تعالى داويا مجلجلا، وهاديا: ﴿أَلَمْ يَأْتِكُمْ نَبَأُ الَّذِينَ كَفَرُوا مِنْ قَبْلُ فَذَاقُوا وَبَالَ أَمْرِهِمْ وَلَهُمْ عَذَابٌ أَلِيمٌ * ذَلِكَ بِأَنَّهُ كَانَتْ تَأْتِيهِمْ رُسُلُهُمْ بِالْبَيِّنَاتِ فَقَالُوا أَبَشَرٌ يَهْدُونَنَا فَكَفَرُوا وَتَوَلَّوْا وَاسْتَغْنَى اللَّهُ وَاللَّهُ غَنِيٌّ حَمِيدٌ﴾ (التغابن: 5-6) فالله تعالى غني عن العبيد.
يبقى الإسلام عزيزا في نفسه، شريفا في ذاته، يدعو الى كمال الإنسان برقيّ العبودية لله تعالى والاتّساء بنماذج الأنبياء الكرام والصّدّيقين والشهداء والصالحين، ويعِدُ سبحانه عباده أن الجنة فوق أنها دار الكرامة فالكرام هم رفقاء ساكنيها ﴿وَمَنْ يُطِعِ اللَّهَ وَالرَّسُولَ فَأُولَئِكَ مَعَ الَّذِينَ أَنْعَمَ اللَّهُ عَلَيْهِمْ مِنَ النَّبِيِّينَ وَالصِّدِّيقِينَ وَالشُّهَدَاءِ وَالصَّالِحِينَ وَحَسُنَ أُولَئِكَ رَفِيقًا﴾ (النساء: 69)
وأن من الجزاء العظيم لهم ألا يرافقوا هؤلاء الساقطين؛ فبئست حياة يكونون فيها قادة وسادة..!
……………………
هوامش:
- انظر الروابط:
وزيرة العدل الفرنسية تمثل أمام القضاء لإثبات نسب ابنتها
وزيرة العدل الفرنسية السابقة رشيدة داتي عاشرت 8 اشخاص.. فمن هو والد طفلتها؟!
وزيرة العدل الفرنسية تمثل أمام القضاء لإثبات نسب ابنتها
اقرأ أيضا:
نسل قوم لوط .. قانون وإعلام ودولة!!
تقنين التعري .. عندما يصبح الهزل جدا..!!