“جو بايدن، الرجل الجيد والرئيس الجيد، ليس لديه ما يبرّر الترشّح لإعادة الانتخاب. ودونالد ترامب، الرجل الخبيث والرئيس الصغير، لم يتعلم شيئا ولم ينسَ شيئا. إنه نفس النافورة المليئة بالأكاذيب كما كان دائما. رجل مهووس بمظالمه بعيد عما تحتاجه أمريكا كي تكون رائدة في القرن الحادي والعشرين”.

عجوز خَرِف وآخر مُحتال

أجريت في الولايات المتحدة أول مناظرة بين مرشحي الانتخابات الرئاسية الأمريكية، الرئيس جو بايدن والرئيس السابق دونالد ترامب نظمتها شبكة سي إن إن وبدت بها علامات التناقض بين المرشحين.

وخلال المناظرة تبادل المرشحان الاتهامات حول قضايا داخلية وخارجية أهمها قضايا الإجهاض والاقتصاد والمهاجرين فضلا عن الحرب في غزة وأوكرانيا.

وفي حين ظهر الرئيس بايدن متلعثما بالحديث طوال المناظرة تبين أن الرئيس السابق ترامب كذب ما لا يقل عن 30 كذبة بالمجمل بحسب سي إن إن.

أبرز تصريحات الرئيس الأميركي والمرشح الديمقراطي جو بايدن خلال المناظرة:

  • ترامب لا يستحق أن يكون رئيسا.
  • ترامب كان أسوأ رئيس للولايات المتحدة.
  • حتى مايك بنس نائب ترامب لم يؤيده.
  • دور ترامب في الحدّ من إمكانية الإجهاض أمر فظيع.
  • لدينا أفضل اقتصاد في العالم.
  • أنت هو الأحمق.. أنت هو الفاشل.
  • أنت تبالغ وتكذب بشأن الهجرة.
  • أنت شخص مُدان.
  • حماس هي الطرف الوحيد الذي يريد استمرار الحرب في غزة.
  • ما زلنا نضغط لقبول حماس بخطة إنهاء الحرب في غزة.
  • على إسرائيل الحذر من استخدام أسلحة معينة في المناطق المأهولة.
  • أنقذنا إسرائيل، ونحن أكبر داعم لها في العالم.
  • قمت بتوحيد العالم ضد إيران عندما هاجمت إسرائيل.

أما أبرز تصريحات الرئيس السابق والمرشح الجمهوري دونالد ترامب، فكانت:

  • أتقدم في كل استطلاعات الرأي.
  • سأقبل نتيجة الانتخابات فقط إذا كانت عادلة.
  • التضخم يقتل بلادنا.
  • بايدن يترك الحدود مفتوحة لتدمير أميركا.
  • فوزي في الانتخابات سيكون الفرصة الأخيرة لإخراج أميركا من الوحل.
  • حرب أوكرانيا لم تكن لتحدث لو كان لدى الولايات المتحدة قائد.
  • بايدن تسبب في ارتفاع التضخم وقتل المواطنين السود.
  • إسرائيل هي التي تريد استمرار الحرب، وعلينا أن نسمح لها بالاستمرار.
  • بايدن أصبح كالفلسطينيين وهو فلسطيني سيئ.
  • سيتوجب عليّ النظر في ما إذا كنت سأدعم قيام دولة فلسطينية لتحقيق سلام دائم.
  • نقترب من الحرب العالمية الثالثة بسبب بايدن.
  • العالم يتجه للانفجار بسبب قلة الاحترام لأميركا في عهد بايدن.

يجب على الناخبين الاختيار بين رجل عجوز وبين محتال.. كيف وصلنا إلى هذا؟

مقال مهم لسايمون تيسدال، معلق الشؤون الخارجية في “الغارديان” تعليقا على المناظرة بين بايدن وترامب.

مما قاله: بايدن يجب أن يتنحى وترامب يفتقد المبادئ والنزاهة

“المناظرة أثبتت أمرين. الأول هو أن بايدن يكافح، ربما بشكل عنيف. كان يجب أن يكون لديه الحسّ الشخصي للتنحي طواعية قبل أن يصل إلى هذه المرحلة المؤسفة. والثاني هو أن ترامب، الذي يفتقر تماما إلى المبادئ والنزاهة، هو فراغ أخلاقي ينفث الكراهية ولن يمتنع عن فعل شيء للوصول إلى السلطة، وإذا سُمح له بالعودة إلى المكتب البيضاوي، فسيطلق عهدا من الانتقام”.

شهادة جون كيلي، رئيس موظفي البيت الأبيض في حق ترامب

“للحصول على نظرة حقيقية بدلا من وقت الذروة في تهديد ترامب، ضع في اعتبارك شهادة جون كيلي، رئيس موظفي البيت الأبيض الذي خدم لفترة طويلة معه. الرجل الذي شاهده عن كثب يوميا. يصف كيلي رئيسه السابق بأنه “غير صادق بشأن موقفه من حماية حياة الأجنّة، ومن النساء، ومن الأقليات، ومن المسيحيين الإنجيليين، ومن اليهود، ومن العمال”. “ليست لديه فكرة عن ما تمثله أمريكا. هو يعجب بالاستبداديين والديكتاتوريين القتلة، وليس لديه سوى ازدراء لمؤسساتنا الديمقراطية، ودستورنا وسيادة القانون”.

من خطط ترامب لأمريكا والعالم

“تشمل خطط ترامب لأمريكا والعالم ترحيل ملايين المهاجرين غير الشرعيين، وفرض ضريبة بنسبة 10% على الواردات مما يؤدي إلى حرب تجارية عالمية، وحفر غير محدود للنفط، والتخلّي عن أوكرانيا لروسيا وتدمير الناتو. يريد ترامب، البالغ من العمر 78 عاما، من المحكمة العليا، المعبّأة بتعييناته، أن توافق على أنه، كرئيس، يمكنه فعل أي شيء يريده. لقد رفض مرة أخرى أن يقول إنه سيقبل الهزيمة”.

المشكلات الدستورية قد تمكن ترامب من الفوز

“المناظرة لم تسلط الضوء فقط على سلوك ترامب غير المتوازن، والذي لم يتغيّر، بل أبرزت أيضا المشكلات الدستورية الأساسية التي مكنت هذا الشخص المنحط من الاقتراب من الوظيفة الأقوى في العالم مرة أخرى. هذه الأزمة لا تتعلق فقط بترامب. إنها تتعلق بكيفية عمل أمريكا أو عدم عملها.

“الآباء المؤسسون، الذين كتبوا القوانين قبل 235 عاما لمجتمع زراعي داخلي يضم أقل من أربعة ملايين شخص، 700 ألف منهم عبيد، لم يتمكّنوا من تصوّر شخص مثل ترامب. كان قلقهم الكبير هو منع “طغيان الأغلبية”.

نظام المجمّع الانتخابي العتيق

بفضل نظام المجمّع الانتخابي العتيق، والمؤسسات غير المتوازنة مثل مجلس الشيوخ (حيث لكل من الولايات الـ 50 ممثلان بصرف النظر عن تعداد السكان) والتعيينات مدى الحياة للقضاة الفيدراليين وقضاة المحكمة العليا، تتمتّع الأقليات السياسية بسلطة غير متناسبة. مثل جورج دبليو بوش في عام 2000، خسر ترامب التصويت الشعبي في عام 2016، لكنه فاز بالرئاسة. يمكن أن يفعل ذلك مرة أخرى قريبا”.

“في كتاب جديد، “طغيان الأقلية”، يجادل أستاذيّ السياسة في جامعة هارفارد: ستيفن ليفيتسكي ودانيال زيبلات بأن الإخفاقات المتكررة في إصلاح المؤسسات القديمة التي تسهّل وتشجّع تقدّم الأقليات الأكثر تطرفا، تركت البلاد عرضة لنوع الأزمة التي تجتاحها الآن”.

“مثل ترامب، 147 من الجمهوريين في الكونجرس الذين دعموا انقلابه الانتخابي لم يعودوا يحترمون القواعد الديمقراطية. “لقد اجتزنا انتخابات 2020، بالكاد. حتى لو اجتزنا انتخابات 2024 وديمقراطيتنا سليمة، فما لم نصلح ديمقراطيتنا، سنظل في هذا الموقف الهشّ حيث كل انتخابات وطنية هي حالة طوارئ وطنية”.. قال زيبلات”.

بايدن يحتاج إلى معجزة

“إذا تمكّن بايدن من البقاء في السباق، فسيحتاج إلى معجزة بين هذه الأيام وبين نوفمبر. ومع ذلك، البديل مرعب تماما. كما قال أحد النقاد، يجب على الناخبين الاختيار بين رجل عجوز وبين محتال.. كيف وصلنا إلى هذا؟ إنها ليست طريقة لإدارة بلد. أولئك الآباء المؤسسون لديهم الكثير ليُحاسبوا عليه”. (انتهى).

“نيويورك تايمز” تدعو بايدن إلى العدول عن الترشّح..

افتتاحية الصحيفة تمّ تخصيصها لذلك، فيما كتب توماس فريدمان عن بكائه إثر مشاهدة المناظرة بين بايدن وترامب.

مما قاله:

“جو بايدن، الرجل الجيد والرئيس الجيد، ليس لديه ما يبرّر الترشّح لإعادة الانتخاب. ودونالد ترامب، الرجل الخبيث والرئيس الصغير، لم يتعلم شيئا ولم ينسَ شيئا. إنه نفس النافورة المليئة بالأكاذيب كما كان دائما. رجل مهووس بمظالمه بعيد عما تحتاجه أمريكا كي تكون رائدة في القرن الحادي والعشرين”.

المناظرة بين بايدن وترامب بينت

أولا أن النخبة السياسية الأمريكية مازالت تتنافس على سفك الدم العربي، والفلسطيني منه على وجه الخصوص، وثانيا ما زالت تتزاحم على إثبات من هو أكثر ولاء لإسرائيل وأكثر ارتباطا باللوبي الكبير. وثالثا، وهذا الأهم، أكدت أن أمريكا تسرع الخطى نحو الهاوية بمحض إرادتها وفقدان مكانتها العالمية، إذ عليها ان تختار اليوم بين عجوز مخرف يتعتع وبين عجوز مجنون متعجرف.

المصادر

الجزيرة + وكالات.

بي بي سي عربي.

صفحة الأستاذ ياسر الزعاترة.

صفحة الدكتور رفيق عبد السلام.

اقرأ أيضا

ترامب و بايدن وجهان لعملة واحدة

القدس .. ونهاية القرن الأمريكي

المستقبل وأمريكا

خسارة الأمة نتيجة غياب الهوية

مر المسلمون من هنا .. ومرت أمريكا من هنا

التغيرات العالمية؛ وسؤال “أين المسلمون”؟

التعليقات غير متاحة