أقل ما يستفيده المعاصرون من سير الأحداث التوقف عن الانخداع بحضارة الغرب الصليبي، وبيان قبحه وظهور جاهليته. ومن ثم وجوب التعامل معه بالانتقاء فتأخذ العلم وتترك الجاهلية.
الخبر
“ذكرت السلطات الألمانية، الجمعة، أن الولايات المتحدة استولت على (200) ألف كمّامة طبية، من نوع (FFP-2)، كانت قد اشترتها برلين من أجل استخدامها في مكافحة فيروس كورونا. بالعاصمة التايلاندية بانكوك”.
وانتقد المسؤولون الألمان استيلاء الولايات المتحدة على الكمامات، ووصفوا ذلك بأنه “قرصنة”. مع دعوة الولايات المتحدة إلى الالتزام بالقوانين الدولية.
وأردف السيناتور “غييسل”: “لا يمكنكم التصرف هكذا مع الشركاء، ولا يجب تنفيذ الأساليب الوحشية للغرب حتى في أوقات الأزمات الدولية”.
كما أوضحت صيحفة “ليبراسيون” الفرنسية الشهيرة شكوى فرنسا كذلك؛ أعلن رئيس مجلس مدينة بروفانس الفرنسية، رينو موسيل، يوم أمس أن السلطات الفرنسية قامت بشراء ملايين الأقنعة الطبية (كمامات) من الشركات الصينية، لصالح المؤسسات الطبية الفرنسية، لكنها لم تتمكن من الحصول عليها.
كما سرقت دول أوروبية أخرى من تونس سفينة متجهة اليها، وسرق الأوروبيون بعضهم بعضا، في تسلسل متراكب ومخجل”. (1موقع “الأناضول”،3/4/2020، على الرابط:
كورونا.. برلين تتهم واشنطن بالاستيلاء على 200 ألف كمامة
موقع “ميدل إيست أونلاين، 3/4/2020، على الرابط:
صراع عالمي محموم للحصول على كمامات الوقاية من كورونا
موقع “سبوتنيك عربي”3/4/2020، على الرابط:
بعد فرنسا… ألمانيا تتهم الولايات المتحدة الأمريكية بالاستيلاء على 200 ألف كمامة)
التعليق
القوانين الغريية طلاء. المباديء الإنسانية الغربية طلاء زائف. القيم المدَّعاة وهْم. القرصنة واللصوصية مبدأ تخفيها غُلالة رقيقة من دبلوماسية مصطنَعة.
ما يفعله الغرب الآن في سرقة السفن يصنعه كل يوم وكل ساعة مع ثرواتنا وثروات العالم في إفريقيا وأمريكا اللاتينية وآسيا، وغيرها..
ليس عند الغرب مشكلة أن يثير المجتمعات ضد بعضها ويشقها نصفين وأكثر، ويقيم هو أتونا وأفرانا من الفتن يقودها ويشرف عليها ويمد أطرافها جميعا..
في مصر افتعل هذا وقامت السفيرة “أندرسون” حينها ـ سيدة إشعال الفتن في باكستان وغيرها ـ قامت بالإشراف على اصطناع أحداث (30) يونيو من أجل مصالح أمريكا والصهاينة، للسرقة واغتصاب الأرض والمقدسات.
ومثله تم ـ ويتم الى اللحظة ـ في فنزويلا من أجل شركات البترول الأمريكية هناك، هناك مجتمع مشقوق نصفين يتعادى ويتقاتل وعلى فوهة بركان ينتظر الانفجار.
وفي إفريقيا تقيم أمريكا وفرنسا حكومات عميلة لسرقة الثروات من البترول الى الماس الى اليورانيوم وغيرها من الثروات، وتقيم ميليشيات مقابلة لابتزاز الحكومات العميلة وضمان بقائها في قبضته؛ فإذا عارضت الحكومات العميلة أسيادها في لحظة، أو اْلتفتت الى شعوبها لحظة، أو اشتعل فيها الكبرياء القومي أو الكرامة الوطنية؛ أطلقت عليها كلابا أخرى من ميليشياتها وسلّحتها بأفضل مما عند الحكومات واستخدمت أدواتها السياسية والاقتصادية وساندت الميليشيات وأشعلت البلاد في فتن وحروب يسقط فيها عشرات أو مئات الآلاف.. ثم تأتي الميليشيات فتحكم على أنها تحوي وطنيين غيروين.. ثم يقومون بالدور نفسه، وتسلَط عليها ميليشيات جديد وهكذا..
في بلاد العرب والمسلمين يقومون باللصوصية لثرواتنا بطرق شتى فلا تسقط ثمرة من كنوز وثروات البلاد إلا في حجر العدو إما بعمالة حكومات أو بتولية فاسدين عن قصد ومعرفة بملفات فسادهم..
واليوم يقومون بالدور صريحا، وبأيديهم. قد يكون هذا مفاجئا فقط للمخدوعين ولمُحسني الظن بهم والذين لا يعرفون أن القوم منذ القِدم وهم لصوص.. سواءا في حملاتهم الصليبية أو حملات الاحتلال الحديثة في القرنين الأخيرين، أو في نظام التبعية من خلال الأمم المتحدة وأدوات السيطرة الحديثة.
يا قوم إنهم هُم هُم، لصوص منذ أول أيامهم. همج في صورة متحضرة. سُراق في صورة شرفاء. قطّاع طريق وقراصنة في صورة ملتزمين بالقانون الدولي.
أبسط المسلمين الملتزمين بدينهم هو المتحضر وهو سيد لهؤلاء. هو أشرف وأكرم؛ إذ دينه وصِلته بالله هي الحق والصواب. وأخلاقه متلقاة من ربه ويريد بها وجه ربه ويبتغي بها الدار الآخرة، وهي أخلاق حقيقية وليست تمثيلا، وأخلاق ثابتة وليست متأرجحة. وهي أخلاق قيمية حقيقية لا تضطرب ولا تميل مع المصالح بل تتحطم المصالح على صخرة القيم، بل يرى المسلم أن تمسكه بالقيم هو أعظم المصالح.
خاتمة
إذا لم تعِ قيمة دينك بين هذا العالم ووسط هذا الإضطراب، وإذا لم تدرك قيمة تمثيله سياسيا ونُظما وقوانين وأخلاقا، وإذا لم تدرك ضرورة إقامته وممارسته في حياة شاملة وحضارة كاملة..
وإذا لم تدرك وجوب التعامل مع الحضارة المعاصرة، بالانتقاء فتأخذ العلم وتترك الجاهلية.
وإذا بقيتَ تلهث خلف سراب الجاهلية المعاصرة ،وتخدعك منتجات هوليود وبوليود، ورطانة الشقراوات وأصحاب الياقات في الأمم المتحدة ومجلس الأمن، وتبهرك أضواء الكاميرات..
إذا حدث هذا فاعلم أنك تترك من يدك الدين القيم والثمرة الحلوة والدرّة الثمينة، وتبحث عن الجاهلية القبيحة والثمرة البشعة والعملة المزيفة.. وستبقى تلهث ولن تحصّل شيئا إذ ليس عند القوم شيء لتحصله.
……………………………..
هوامش:
- موقع “الأناضول”،3/4/2020، على الرابط:
كورونا.. برلين تتهم واشنطن بالاستيلاء على 200 ألف كمامة
موقع “ميدل إيست أونلاين”، 3/4/2020، على الرابط:
صراع عالمي محموم للحصول على كمامات الوقاية من كورونا
موقع “سبوتنيك عربي”3/4/2020، على الرابط:
بعد فرنسا… ألمانيا تتهم الولايات المتحدة الأمريكية بالاستيلاء على 200 ألف كمامة