يتناقش القانونيون في فرنسا هل يبيحون الفاحشة عند سن (13) عاما أم (15) عاما؛ لكنهم متفقون على الإباحة في كل حال. تضليلا وإعواء لملايين وأجيال قادمة.
الخبر
“تنوي الحكومة الفرنسية تقديم مشروع قانون إلى البرلمان ينص على تجريم ممارسة الجنس مع أشخاص دون (15) عاما، ما يعني أن السن القانونية للمعاشرة الجنسية ستصبح (15) عاما إذا اقر القانون.
وكان مسؤولون فرنسيون قد اقترحوا لممارسة الجنس خلال مناقشات بهذا الشأن، سن الـ (13) عاما باعتبارها السن القانونية، في حين طلب الرئيس الفرنسي إيمانويل ماكرون ومسؤولون آخرون رفع هذا الحد العمري لممارسة الجنس.
الموضوع كان محل جدل كبير على الساحة الفرنسية، على عكس نظيراتها الأوروبية التي حسمت الموضوع قانونيا، إذ حددت الحكومة سنا قانونية لممارسة الجنس بالتراضي وهو 15 عاما، بينما أوصى المدعي العام الفرنسي فرانسوا مولانس باعتماد سن (13) عاما. (1موقع “روسيا اليوم”،على الرابط:
فرنسا نحو السماح بالعلاقات الجنسية من سن الـ15
موقع فرنسا 24″ على الرابط:
الحكومة الفرنسية تسعى لتحديد السن القانونية لممارسة الجنس بالتراضي بـ15 عاما)
التعليق
أولا) حكى الله تعالى عن بعض الجاهليات السابقة فلم تكن بانحطاط الجاهلية المعاصرة؛ فحكى عن الجاهلية التي بُعث فيها يوصف عليه السلام في مصر، وذكر تعالى أنهم مع شركهم ـ حتى قال لهم ﴿أَأَرْبَابٌ مُتَفَرِّقُونَ خَيْرٌ أَمِ اللَّهُ الْوَاحِدُ الْقَهَّارُ * مَا تَعْبُدُونَ مِنْ دُونِهِ إِلَّا أَسْمَاءً سَمَّيْتُمُوهَا أَنْتُمْ وَآَبَاؤُكُمْ مَا أَنْزَلَ اللَّهُ بِهَا مِنْ سُلْطَانٍ﴾ (يوسف: 39-40) ـ مع هذا الشرك ومع فراغ نسائهم مما يشغلهن ويشدّ أخلاقهن إلا أنهن تدافعن التهمة بالفاحشة؛ فقالت امرأة العزيز ﴿مَا جَزَاءُ مَنْ أَرَادَ بِأَهْلِكَ سُوءًا إِلَّا أَنْ يُسْجَنَ أَوْ عَذَابٌ أَلِيمٌ﴾ (يوسف: 25) وسمّت المرأة المشركة الفاحشة أو الاقتراب منها “سوءا”.
أما الجاهلية الأوروبية ذات الروح النصرانية المسيحية، وذات الغطاء الملحد وذات الأبعاد التاريخية الوثنية؛ إذ بها تقول “ما على من أراد بأهلك فاحشة من ضير، فليُرد كما يشاء فإنهما حران في استمتاعهما، وهذا حقهما؛ وأي اعتداء على حقهما في الفاحشة والسوء هو اعتداء على كرامتهما؛ وينبغي الحفاظ على إهدارهما الكرامة والعفة فهذا السِفاح المهدِر للشرف والكرامة هو عين ما يجب الحفاظ عليه..!”
إن العبيد زمن أحط الجاهليات كانوا يأبون هذا الهبوط، ويستخْفون بالفاحشة ويستحيون منها ومن تطهر منها أعلن شرفه وكرامته وبراءة ذيلة؛ لكن هذه الجاهلية فاقت كل هبوط وتدنٍ.
أيها الغرب إن جاهليتكم ردئية.. حتى بين الجاهليات أنتم أردؤهم وأحطهم.
ثانيا) إن هؤلاء المشرعين قد لا يزاولون تلك الفواحش، وقد لا تتهيأ لهم فرصٌ ينالون بها لذة مقاربة شهوة مما أباحوا؛ لكن هنا يتبين معنى “حَمل الراية” للفواحش حتى لو كان حاملها عاجزا عن الاستعمال والممارسة، ﴿وَيُرِيدُ الَّذِينَ يَتَّبِعُونَ الشَّهَوَاتِ أَنْ تَمِيلُوا مَيْلًا عَظِيمًا﴾ (النساء: 27).
إن الشأن هنا ليس في مزاولة جريمة؛ بل في تنظيمها وإباحتها وتقنينها؛ ولهذا لوازم فاحشة لا تقل فحشا عن الجريمة الأولى..
فهذا يستلزم إعطاءها قيمة، وهي الحرية، وأن تصبح ممارسة محترمة، وأن يحميها القانون، والشرطة والأسلحة والنيابة والقضاء، وأن يعاقَب من يعتدي على تلك الحرية بالنهي عنها أو منعها أو الإزدراء منها.
ويستلزم أيضا أن تربَى عليها الأسرة وأن تصرح البنت لأهلها أنها على علاقة بفلان، وأن يأتيها في بيتها وأن يهيأ لهما الحال، وأن يحافظ على أخلاق المجاملة! فلا يقطع أحد عليهما الخلوة..! وأن يحترم ذهاب البنت الى خليلها وخدينها.. ثم احترام ما تسفر عنه العلاقة القذرة من مولود بشري يأتي الى الحياة على أنه (ابن حرام) فيرفض الكلاب تسميته بها ويسمونه تسمية لطيفة ليصبح (ابن غير شرعي)؛ له احترامه وحقوقه الكاملة واحترام المجتمع له. وقد يتبوأ مناصب عليا فيصبح رئيسا للجمهورية ككثير من رؤساء فرنسا وغيرها، ويتلقى المجتمع الأمر على أنه تنوع؛ بين أنبناء شرعيين، وأبناء غير شرعيين..! ويصبح هذا ضمن قائمة تعريف للشخص كلون البشرة أو محل الميلاد بلا أدنى تاثير قيمي. إنها الدعوة السافرة للرذائل الخلقية.
هنا نسأل: هل الوباء الذي يجتاح العالم ويفزعه عقوبةً من رب العالمين ونفحةً قليلة جدا مما عنده؛ هل هذا كثير على ما تحادّ به البشرية ربها وترفض رسالته ودينه..؟
لا تنس هنا أشباههم ومسخهم الذي باضوه عندنا وفرّخوه على أيديهم من أنجاس العلمانيين والإباحيين والملاحدة وهم يفتحون أفواههم وعيونهم في انبهار أبله بأسيادهم أبناء الفواحش والحرام..!
خاتمة
لن يُزيل أحد الفطرة التي فطر الله الناس عليها، ولن يكشطها بجرة قلم مفكر! ولا قانون برلمان!!
فمن أجرى الرياح والأنهار وخلق الجبال والبحار، وخلق النجوم والكواكب، وخلق الدنيا والآخرة؛ له قانونه ودينه، وخلق فطرة الناس وأجراهم عليها.
ودين الله قائم يخاطب الفطرة فيعرفها وتعرفه، ولو تمكّن أهل هذا الدين لاستمعت لهم الدنيا واكتشفت أنها عارية يجب أن تستتر، وأنه يجب أن تستحي من خيبتها وفحشها وأن تراجع ربها.. أو أن يُخزَى أصحاب الفواحش وينقمعون. تلك من خطة هذا الدين الكريم؛ أن يقبله صار كريما، ومن رده صار مخزيّا مهينا ينقمع وينسحب ويستخفي بفحشه فلا يغوي أحدا ولا يضل أجيالا من بعده.
بخلاف ما عليه الناس اليوم فالبشرية في خطر عظيم.
……………………………..
هوامش:
- موقع “روسيا اليوم”، ، على الرابط:
فرنسا نحو السماح بالعلاقات الجنسية من سن الـ15
موقع فرنسا 24″ على الرابط:
الحكومة الفرنسية تسعى لتحديد السن القانونية لممارسة الجنس بالتراضي بـ15 عاما