يبغي المجرمون أن تتبدل الأوضاع لهم ولفُسّاقهم؛ فتصبح لهم الصدارة والتوجيه، وإعطاء ملامح المجتمع وقيادة التغيير؛ بل ويقمعون المؤمنين والمتمسكين بالفضيلة.

الخبر

“أكدت المدير العام لإحدى الشركات المساهمة في موسم الرياض انسحاب شركتها من التعاون مع شركة “سلا” الرياضية السعودية المسؤولة عن الموسم، بعدما شهدت تعامل إدارة الموسم العنصري مع المنتقبات. وترى سما أن إدارة الموسم أساءت للسعودية أمام أنظار العالم.

وأكدت أن الشركة المنظمة للموسم طلبت منها عدم دخول المنتقبات أرض الميدان، وأن الفتيات المنظمات سيرتدين زيا رسميا عصريا (تبرج على النمط النصراني الغربي)، ومن غير المسموح لهن ارتداء العبايا. ثم أبدت أسفها لكل المواقف التي مرت بها المنتقبات والمتمسكات بعباءتهن.

كما نشرت إحدى منظِمات موسم الرياض بثا حيا من داخل الميدان لتبلغ عن اتصال الشركة المنظمة بها للتعاون معهم، ولكن بعدما حضرت للعمل واجهت مريم بعض المواقف من شخصيات ترفض وجود المنقبات بقصد مضايقتهن، حسب قولها. وأشارت مريم إلى بعض الشخصيات التي ترفض وجودها، مثل مدير منطقة المطاعم الذي رفض مقابلتها، ومنعها من العمل تماما لأنها ترتدي النقاب، ويريد منها خلعه. ووجهت عدة أسئلة عمن يمكنه إنصاف الفتيات المنتقبات..؟!” (1موقع “الجزيرة”، 3/11/2019، على الرابط:
“ممنوع ارتداء النقاب”.. السعوديات يعترضن على حظر العباءة في موسم الرياض وآل الشيخ يتوعد
)

التعليق

من باب إسداء النصح لأمتنا ولمجتمعنا المسلم في بلاد الحرمين؛ فإننا نرصد تلك الخطوات المتتابعة في الحرب على القيم والأخلاق وتبديلها..

إننا نرصد خطوات المجرمين وخطتهم بغض النظر عن الموقف من عمل النساء.

ففي خطوة سابقة تضمنت إباحة ما حرم الله وبذل المحرمات للناس وترغيبهم فيها، تبِعها الإنكار والعقوبة لمن ينكر المحرمات ولو بالنصح والموعظة والكلمة الطيبة، وامتلأت سجون الظالمين بمن أنكر عليهم إباحة وإشاعة ما حرم الله.

والآن ينتقل المجرمون الى خطوة جديدة وهي النهي عن المعروف، والإنكار على أصحاب الأخلاق، وتتبع وجودهم لتقزيمه.

في البداية يحجز الفساق مكانا بين الناس، ويتحججون أن من حقهم أن يكون لهم مكانهم ونشاطهم، باستحياء، ثم بتبجح، ثم بتوسع، ثم بمعاقبة المعترض الناهي عن المنكر.

والآن يقومون هم بمنع أهل الفضيلة من الوجود ويضيقون عليهم الخناق.

ولن تقف جرائمهم الى هنا؛ فأمامهم شوط بعيد إن لم يجدوا من يأخذ على أيديهم؛ فأمامهم شوط في ترسيخ قيم المنكرات والإباحية عبر التعليم وتنشئة الأجيال، وشيطنة الإسلام وأهله والسخرية منهم، وتحويل منكراتهم الى تشريعات وقوانين لتكون محمية بالقانون والسلاح؛ فيقضي القضاة لحمايتها ويتبعهم الجنود بالتنفيذ..!

إنهم ليسوا بدعا من المنافقين ولا المرتدين من إخوانهم في بلاد العرب والمسلمين في الأنظمة المجرمة في مصر والمغرب العربي وغيرها.

إننا نحذّر أنه بعدما كانت تخرج الحاسرة الرأس أو السافرة باستحياء وخجل وإنكار مجتمع أنها ستكون “أيقونة” ومحل “تبجيل” و”احترام”..! وأن المؤمنة والطاهرة والعفيفة والملتزمة بأمر ربها بدأوا يضيقون عليها السبل؛ فيكون المجتمع مفتوحا للنوعيات الرديئة المنتقاة لتأتي بما حُمّلت من قيم؛ حمّلها لها المجرمون، فتنشر جرائمها وقيمها الهابطة فترسّخها في المجتمع ثم تذهب ويجيء غيرها؛ في عملية مكررة ومعروفة اعتادها المجرمون؛ حتى يعود الإسلام غريبا ـ أو تزداد غربته ـ وتطل الجاهلية برأسها وتقود الحياة.

وقد صدق رسول الله صلى الله عليه وسلم وهو يقول «إن لهذا الدين إقبالا وإدبارا، ألا وإن من إقبال هذا الدين أن تفقه القبيلة بأسرها حتى لا يبقى إلا الفاسق، والفاسقان ذليلان فيها، إن تكلما قُهرا واضطهدا. وإن من إدبار هذا الدين، أن تجفو القبيلة بأسرها، فلا يبقى إلا الفقيه والفقيهان، فهما ذليلان إن تكلما قُهرا واضطهدا..» الحديث (2المعجم الكبير للطبراني (8/ 198)، مجمع الزوائد 7/ 264)

إن الأخذ على أيدي السفهاء اليوم أيسر مما بعد؛ وإلا جاءت طوام ترقّق أخواتها..

…………………………….

هوامش:

  1. موقع “الجزيرة”، 3/11/2019، على الرابط:
    “ممنوع ارتداء النقاب”.. السعوديات يعترضن على حظر العباءة في موسم الرياض وآل الشيخ يتوعد
  2. المعجم الكبير للطبراني (8/ 198)، مجمع الزوائد 7/ 264.

اقرأ أيضا:

التعليقات غير متاحة